حرمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    حرمان

    كأنني كنت بسبيلي لقتل نفسي ، تحت تأثير إحساس مهترئ بالضعف ، و انهيار قدرتي على صيانة أشيائي الحميمة ، و لم أفق إلا على صورتها ممزقة ، تتطاير بقاياها في أرجاء الغرفة ، على ضحكات صديقي النزق ، الذي نال منه الاستهتار و القبح ، في لحظة وجيزة ، حين سحب الصورة بغتة ، و أدناها من وجهه قبل أن يحط بشفتيه المجرمتين على ملامحها : فاتنة و شهية !
    ثم أعادها على ذهولي إلي موضعها ، بينما صدري في حالة ثورة و جموح ، و إحساس بالمهانة ، يقودني إلي تمزيقها ، و طرده بغضب ، دون أن تغور ضحكته أو تختفي نهائيا !
    رغم عدو الأيام و السنين ، ربما وجدت له عذرا مقبولا ، لكنني لم أستطع وضعه في مكانة لائقة كصديق حميم ، لأنه حرمني من صورة وحيدة ، كان من الممكن أن تكون عزاء لي ، في كل هذا العمر ، الذي مر بغربتي عنها ، و غربتها عني ، رغم استقرارها بعيدا في أوردتي !
    sigpic
  • حسن لشهب
    أديب وكاتب
    • 10-08-2014
    • 654

    #2
    حالة إنسانية ينقلها القلم بكل انسيابية وصدق .
    هكذا يكون القص الجميل.
    محبتي

    تعليق

    • سوسن مطر
      عضو الملتقى
      • 03-12-2013
      • 827

      #3
      ..

      قراءة أُخرى:
      ربّما كان لصديقه من العُذر ما لم يكن لها، فمزّقَ صورتها المجرّدة الباقية عنده ...
      وجرّاء لحظة ملعونة، عاش حرمانين في آن، بقيَ منهما أثرين .. يؤلمان !

      أُحبّ "القصة القصيرة" القصيرة، المشهد الواحد المليء بالانفعالات الموصوفة بِجُمل صغيرة
      توحي بسرعة الحدث بأسلوب متمكِّن شاعر كأسلوبك أستاذنا في هذه القطعة الفنية.

      تقديري

      ..

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
        حالة إنسانية ينقلها القلم بكل انسيابية وصدق .
        هكذا يكون القص الجميل.
        محبتي
        أستاذي حسن .. مرورك ماء طيب في صحراء قاحلة مكشوفة للقيظ
        أدين لك بكل كلمة قد أكتبها هنا و في أي مكان بعد أن كادت الصحراء تغتال يقيني في القلم و الكتابة

        محبتي أستاذي
        sigpic

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
          ..

          قراءة أُخرى:
          ربّما كان لصديقه من العُذر ما لم يكن لها، فمزّقَ صورتها المجرّدة الباقية عنده ...
          وجرّاء لحظة ملعونة، عاش حرمانين في آن، بقيَ منهما أثرين .. يؤلمان !

          أُحبّ "القصة القصيرة" القصيرة، المشهد الواحد المليء بالانفعالات الموصوفة بِجُمل صغيرة
          توحي بسرعة الحدث بأسلوب متمكِّن شاعر كأسلوبك أستاذنا في هذه القطعة الفنية.

          تقديري

          ..
          كان الموقف بكل بساطته انقلاب لأشياء ناضجة في منظومة القيم التي درجنا عليها
          و كان بطلنا مراهقا لا خبرة و لا تجربة إلا ما لمس و عايش في بيت مستقر في أعماق الريف

          شكرا لمرورك أستاذتي و مبدعتي الجميلة التي أجبرتني منذ سنين على احترام حرفها بما كان يحمل من جمال ورقي !
          sigpic

          تعليق

          • البكري المصطفى
            المصطفى البكري
            • 30-10-2008
            • 859

            #6
            العزيز الغالي ربيع..النص ترجمة أمينة لطاقتك الإبداعية الخلاقة؛ وقد أتاحت لي القراءة الممعنة رصد بعض آليات اشتغاله ــ باختصار شديد ــ من بعدين أساسين؛
            * المحتوى الدلالي: النص ينتشل من قعر الحياة بقايا المعاناة الراسخة في الذاكرة ؛قيل تعددت الأساب والموت واحد؛ هذا مثال حقيقي مركوز في الطباع؛ وتعددت الأسباب والمعاناة واحدة؛صديق مزيف كالظل يختفي عنك حين يحل الظلام؛ يطعن من خلف؛ ويدق آخر مسمار في نعش الأمل...إنها الصورة/العزاء/البغية..التي لَوّحَت بمنديل الوداع؛ لكنها ظلت منقوشة ومحمولة في الأوردة..
            * البنيةالشكلية: بنية مكثفة بدراية ؛ جمعت فأوعت؛ وأوجزت فأبانت. لذلك التحمت صيغة المعنى بصيغة المبنى التحاما لا مكان فيه للحشو والاستطراد.
            أحســـنت..
            تحياتي

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #7
              كنت بشوق أن أقرأ لك
              وجدتك هاهنا تنزف الحرقة نزفا
              كم مشتاقة لك ربيع ياالله
              محبتي لك
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة البكري المصطفى مشاهدة المشاركة
                العزيز الغالي ربيع..النص ترجمة أمينة لطاقتك الإبداعية الخلاقة؛ وقد أتاحت لي القراءة الممعنة رصد بعض آليات اشتغاله ــ باختصار شديد ــ من بعدين أساسين؛
                * المحتوى الدلالي: النص ينتشل من قعر الحياة بقايا المعاناة الراسخة في الذاكرة ؛قيل تعددت الأساب والموت واحد؛ هذا مثال حقيقي مركوز في الطباع؛ وتعددت الأسباب والمعاناة واحدة؛صديق مزيف كالظل يختفي عنك حين يحل الظلام؛ يطعن من خلف؛ ويدق آخر مسمار في نعش الأمل...إنها الصورة/العزاء/البغية..التي لَوّحَت بمنديل الوداع؛ لكنها ظلت منقوشة ومحمولة في الأوردة..
                * البنيةالشكلية: بنية مكثفة بدراية ؛ جمعت فأوعت؛ وأوجزت فأبانت. لذلك التحمت صيغة المعنى بصيغة المبنى التحاما لا مكان فيه للحشو والاستطراد.
                أحســـنت..
                تحياتي
                البكري الجميل
                أفضت عليّ من كرمك و سخاء روحك
                ما جعلني أحب هذه القطعة التي تمثل لي كثيرا من حنين لأيام تعيش ماتزال في الجوانح بعدما ردمها الوقت واقعا لا وجود له !

                محبتي أستاذي و صديقي
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                  كنت بشوق أن أقرأ لك
                  وجدتك هاهنا تنزف الحرقة نزفا
                  كم مشتاقة لك ربيع ياالله
                  محبتي لك
                  شكرا لله أنك بخير عائدة
                  كلما نال منا الغياب و قلنا لأنفسنا : كانت هنا أيام ليتها كانت
                  و كأن المنى الصادقة كفيلة بتهيئة المنال !

                  و أنا عائدة أشتاق حرفك و مشاغباتك و حديثك المتفرد كثيرا كثيرا

                  خالص تمنياتي لك بدوام الصحة و طول العمر
                  sigpic

                  تعليق

                  • عبدالرحمن السليمان
                    مستشار أدبي
                    • 23-05-2007
                    • 5434

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                    لأنه حرمني من صورة وحيدة ، كان من الممكن أن تكون عزاء لي ، في كل هذا العمر ، الذي مر بغربتي عنها ، و غربتها عني ، رغم استقرارها بعيدا في أوردتي !
                    لا تحتاج الحبيبة المستقرة بعيدًا في أوردة المحب إلى صورة من ورق وألوان كي يتسأنس بها المحب الوفي، وذلك مهما بعُد العهدُ بأيامها. فالذي استوطنت شغاف القلب مقيمة فيه لم تبرح، فتؤنسه بحضورها .. وهذا الفناء لا يحول دون الشفقة على ذلك البائس الذي ظنّ بتمزيقه الصورة أن ينال من مشاعر المحب الرقيقة، فإذا به يذكي أوارها!

                    أخي الغالي الأستاذ ربيع عقب الباب: أعجبني جدًا هذا البوح الانساني الذي صِيغَ على طريقة السهل الممتنع، الذي يفهمه جميع القراء بغض النظر عن مستوياتهم العلمية وتجاربهم الأدبية وطريقة تذوقهم للأدب الجميل، فيعجبون به، ويطربون له، وفوق كل ذلك يتذوقون الأدب الراقي في زمن غلب عليه الغث.

                    دمت مبدعًا أخي الأديب، ودامت لك ذكرى الأحبة العطرة.

                    تحياتي الطيبة.
                    عبدالرحمن السليمان
                    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                    www.atinternational.org

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                      لا تحتاج الحبيبة المستقرة بعيدًا في أوردة المحب إلى صورة من ورق وألوان كي يتسأنس بها المحب الوفي، وذلك مهما بعُد العهدُ بأيامها. فالذي استوطنت شغاف القلب مقيمة فيه لم تبرح، فتؤنسه بحضورها .. وهذا الفناء لا يحول دون الشفقة على ذلك البائس الذي ظنّ بتمزيقه الصورة أن ينال من مشاعر المحب الرقيقة، فإذا به يذكي أوارها!

                      أخي الغالي الأستاذ ربيع عقب الباب: أعجبني جدًا هذا البوح الانساني الذي صِيغَ على طريقة السهل الممتنع، الذي يفهمه جميع القراء بغض النظر عن مستوياتهم العلمية وتجاربهم الأدبية وطريقة تذوقهم للأدب الجميل، فيعجبون به، ويطربون له، وفوق كل ذلك يتذوقون الأدب الراقي في زمن غلب عليه الغث.

                      دمت مبدعًا أخي الأديب، ودامت لك ذكرى الأحبة العطرة.

                      تحياتي الطيبة.
                      أسعدني غناك الروحي و الإنساني أستاذي و أخي عبد الرحمن
                      و أعجزني عن رد يليق بك و بجمال رؤيتك !
                      تقبل خالص احتراماتي و تقديري
                      sigpic

                      تعليق

                      • عمار عموري
                        أديب ومترجم
                        • 17-05-2017
                        • 1300

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                        كأنني كنت بسبيلي لقتل نفسي ، تحت تأثير إحساس مهترئ بالضعف ، و انهيار قدرتي على صيانة أشيائي الحميمة ، و لم أفق إلا على صورتها ممزقة ، تتطاير بقاياها في أرجاء الغرفة ، على ضحكات صديقي النزق ، الذي نال منه الاستهتار و القبح ، في لحظة وجيزة ، حين سحب الصورة بغتة ، و أدناها من وجهه قبل أن يحط بشفتيه المجرمتين على ملامحها : فاتنة و شهية !
                        ثم أعادها على ذهولي إلي موضعها ، بينما صدري في حالة ثورة و جموح ، و إحساس بالمهانة ، يقودني إلي تمزيقها ، و طرده بغضب ، دون أن تغور ضحكته أو تختفي نهائيا !
                        رغم عدو الأيام و السنين ، ربما وجدت له عذرا مقبولا ، لكنني لم أستطع وضعه في مكانة لائقة كصديق حميم ، لأنه حرمني من صورة وحيدة ، كان من الممكن أن تكون عزاء لي ، في كل هذا العمر ، الذي مر بغربتي عنها ، و غربتها عني ، رغم استقرارها بعيدا في أوردتي !
                        مثل هذه الأشياء الملموسة المحسوسة لا بد وأن تبقى
                        فهي طقوس ورموز
                        نحن بحاجة إليها لأنها ذاتنا الأخرى التي تطمئننا
                        كلما استبد بنا الحزن أو اليأس...

                        قصة توغلت في النفس المنقسمة على ثلاثة : الأنا الأخلاقي والهو العدواني والهي الغائبة في اللا شعور
                        وغاصت بنا في الذاكرة المتصدعة إلى نصفين : الخيال الحي والواقع الميت !

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
                          مثل هذه الأشياء الملموسة المحسوسة لا بد وأن تبقى
                          فهي طقوس ورموز
                          نحن بحاجة إليها لأنها ذاتنا الأخرى التي تطمئننا
                          كلما استبد بنا الحزن أو اليأس...

                          قصة توغلت في النفس المنقسمة على ثلاثة : الأنا الأخلاقي والهو العدواني والهي الغائبة في اللا شعور
                          وغاصت بنا في الذاكرة المتصدعة إلى نصفين : الخيال الحي والواقع الميت !
                          أسعدني مرورك من هنا أستاذي عمار و تلك الرؤية النقدية لهذه السطور التي سجلت موقفا ما في زمن ما كان له الأثر العميق في النفس و الوجدان

                          تقبل خالص امتناني و تقديري
                          sigpic

                          تعليق

                          يعمل...
                          X