الشّكّ واليقين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سميرة رعبوب
    أديب وكاتب
    • 08-08-2012
    • 2749

    الشّكّ واليقين

    (1)
    حلقَتْ بين السمـاء والأرض، بلا ثوابتٍ أو رواسٍ
    غاصتْ في أحضان السحب، كآلهة تنظر إلى الأرض
    بحجمها الضئيل كلما ارتقَتْ ..
    سعادة كالحلم .. فهل يمكن للسعادة أن تكون واقعا؟
    تساءلتْ بشك.. ولكنّها قررت أن تمضي والفؤاد منتشٍ.

    (2)
    _ ما من أحدٍ يمكنه تغيير قدره، والتمرد على نواميس الكون؛ أنسير في الدروب رغما عنا أم باختيارنا ؟
    _ سؤال قديم يؤرّق الإنسان رغم الإسراف في بيانه ومع ذلك ما فُسّر تفسيرا يقنع الجميع.!
    جدليّة الحياة والموت .. السعادة والشقاء .. والإرادة والعجز .... وغيرها
    _ هل يمكننا أن نحيط بكل المعارف ونصبح أكثر ذكاء ووعيا ؟
    _ يمكنك أن تكون إنسانا ذكيًّا و تثرثر ... بمعنى: أن تجدف بذراعيك في الفراغ!

    (3 )
    هذه المدنية التي جعلتني أحلق بعيدًا عن الأرض، ما زادتني إلا جفافًا.. إحساس التفاوت في كل شيء يدفع الإنسان نحو لعق الدماء .. إنّه يجد في ذلك لذّة لا تضاهيها لذّة.!

    (4)
    ما يؤلمني حقا أنني لم أعرف كيف أصبح شريرًا ؟!
    فالأشرار وحدهم يمكنهم العيش طويلًا ..
    يمكنهم سلب حياتنا ومن نحب ... ويمكنهم أيضا التبرير لما يفعلون والعالم أجمع يصفق لهم.
    لستُ أدري ما الطريقة التي تجعل الإنسان شريرا؟
    هل هي وصفة سحرية أم رغبة تسكن في اللاوعي أم أن التكوين العقلي لأولئك الأشرار أكثر ذكاء ووعيا منا؟
    فهل نحن حقا أغبياء .. أم عاجزون حدّ المهانة؟
    ما الذي يمكن أن أفعله وكلّ شيء في هذا الكون قد قدر سلفا بتقدير معلوم؟

    (5)
    لن أسقط في نظر نفسي .. فعندما أدارتْ الدنيا وجهها الباسم عني .. علمْتُ بلا أدنى شك حقيقتها البشعة .. فالحياة هكذا مزيج من التناقضات .. ومع تقدم العمر لن يبقى مع الإنسان إلا النزر!

    (6)
    - رأسك أضعف من الجدار .. فهلا توقفْتَ عن ضربه؟
    - أعلم جيّدا أنني ضعيف جدا .. وأن رأسي لن يتحمل تلك الضربات طويلا .. وربما ينفلق وتحلق روحي بعيدًا .. ولكن هل هذا سبب كافٍ كي أرضخ وأخضع؟

    (7)
    يمكننا جميعا قلب الحقائق .. وإغماض أعيننا وسدّ آذاننا وتكميم أفواهنا عن إصرار وتعمد ..
    ولكن هل يمكن أن نسلم من عدالة السماء؟!
    رَّبِّ
    ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




  • سوسن مطر
    عضو الملتقى
    • 03-12-2013
    • 827

    #2

    ..


    أهلاً بعودتِكِ أختي الغالية


    سأرافق بطلة الحكاية في رحلتها
    وأنظر معها إلى الأرض من بعيد
    رُغمَ أنَّ القمر لم يحتملْ ما رآه عليها
    فقد تغيّرت معالمه منذ أن صادفها !

    ..

    تعليق

    • سوسن مطر
      عضو الملتقى
      • 03-12-2013
      • 827

      #3
      ..


      " .. سعادة كالحلم .. فهل يمكن للسعادة أن تكون واقعا؟ .. "


      لا تكتمل السعادة على الأرض، ولو اكتملت لما شعرنا بقيمة اكتمالها في الآخرة.
      فالإنسان في حياته غالباً ما يُركِّز على جانب الحزن (الموجود بلا شك)
      فيفقد طعم لحظات السعادة.
      وحتى من ظنَّ أنّه امتلك كل شيء، فربما (فكرة الموت) تُعكّر صفو حياته، كونها لا ينجو منها أحد.

      ..

      تعليق

      • سوسن مطر
        عضو الملتقى
        • 03-12-2013
        • 827

        #4

        ..


        " ... _ يمكنك أن تكون إنسانا ذكيًّا و تثرثر ... بمعنى: أن تجدف بذراعيك في الفراغ! .... "


        كثير مما اكتُشفَ في الماضي من علم، قد تعدّلَ اليوم
        وكثير منه قد ضُربَ به عرضَ الحائط، وكثير لا نعرف ما فائدته في صُلب الحياة !
        الكثير من التفكير بعضه نافع وبعضه مضيعة للوقت !

        ..

        تعليق

        • سوسن مطر
          عضو الملتقى
          • 03-12-2013
          • 827

          #5



          ..

          "... هذه المدنية التي جعلتني أُحلّق بعيدًا عن الأرض، ما زادتني إلا جفافًا.. إحساس التفاوت في كل شيء يدفع الإنسان نحو لعق الدماء ..

          إنّه يجد في ذلك لذّة لا تضاهيها لذّة.! ..."


          هذا التفاوت موجود في كل مكان على سطح الأرض
          هو من الاختبارات الأساسية !

          ..

          تعليق

          • سوسن مطر
            عضو الملتقى
            • 03-12-2013
            • 827

            #6

            ..


            ".... ما يؤلمني حقا أنني لم أعرف كيف أصبح شريرًا ؟! ... "


            الجميع يعرف! لكن الفرق أنّ هناك من يريد ذلك فعلاً وهناك من لا يريد.
            ما الذي يمنع المرء من أن يُصبح شرّيراً ؟! ... - إيمانه بالجزاء الأخير !


            " ... يمكننا جميعا قلب الحقائق .. وإغماض أعيننا وسدّ آذاننا وتكميم أفواهنا عن إصرار وتعمد ..
            ولكن هل يمكن أن نسلم من عدالة السماء؟! ... "

            ..

            تعليق

            • سوسن مطر
              عضو الملتقى
              • 03-12-2013
              • 827

              #7

              ..


              " ... ما الذي يمكن أن أفعله وكلّ شيء في هذا الكون قد قدر سلفا بتقدير معلوم؟ ... "


              سؤال يطرق بابنا كثيراً ! لكن يمكن للإنسان أن يصنع أجوبة تريحه ...!
              فبالنسبة لما يحدُث رغماً عنا، ولكل أمر خارج عن السيطرة يمكننا أن نقول " قدَّرَ الله وما شاء فعل "
              فنُزيح عن القلب ثقل أمور لا يمكن تغييرها.
              وبالنسبة لما نشعر ظاهريّاً تجاهه بحرّية الاختيار، فمن الأفضل أن نشعر فعلأ بهذه المسؤولية
              كي لا نتحوّل إلى متواكلين.

              ..

              تعليق

              • سوسن مطر
                عضو الملتقى
                • 03-12-2013
                • 827

                #8

                ..


                "... فالحياة هكذا مزيج من التناقضات ..."


                هذا شقي وهذا سعيد (أقصد في الدنيا).. كيفما وُزِّعَت هذه الصفات بين البشر
                فهذا لا يُغيّر من الحقيقة .. فالمؤمن وإن كان شقيّا في الحياة، فقد ربح
                والكافر وإن كان سعيداً فيها، فقد خسر.
                وإنْ وُجِدَ الإيمان الحق فسيهتدي القلب إلى طريق واحد
                وما يعتري القلب من حزن أو ضياع قد يكونا -هناك- درجاته نحو الفوز والعلياء.


                قادني الحديث هنا إلى أمور دينية..
                لكنني لم أستطع فصل هذه التساؤلات وفلسفتكِ الجميلة عن الدين.


                لكِ أجمل التحايا
                وعِطر الصباح
                وورود أمل

                ..

                تعليق

                • سميرة رعبوب
                  أديب وكاتب
                  • 08-08-2012
                  • 2749

                  #9
                  أهلًا بحضوركِ أختي الفاضلة؛ وأسـعد الله صباحكِ بأنوار القرآن والصلاة على سيد الأنام ..
                  وجمعة طيبة،،

                  أختي الفاضلة؛
                  النص اعتمد على تسلسل عددي اخترتُ له عدد أيام الأسبوع؛
                  للدلالة الزمانية على أن الإنسان يمضي في رحلته الدنيوية من الشكّ إلى اليقين!
                  أعجبني ربط النص بالدّين، لكنّه تناول جانبا بعيدا عن مرامي النص ..
                  فالنص يحمل طابعا إنسانيا يقره الدين وتنادي به الشرائع، ولا يقره الظالمين وأعوانهم!

                  لكِ التحية وعطر الياسمين.
                  رَّبِّ
                  ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                  تعليق

                  • سوسن مطر
                    عضو الملتقى
                    • 03-12-2013
                    • 827

                    #10
                    ..

                    جميل اختيارك أختي لهذا التسلسل،
                    وهذا الانتقال عبر الزمن من سبل الشك
                    إلى سبيل اليقين..
                    وما أجمل الوصول إلى اليقين

                    تقديري الكبير لك

                    ..

                    تعليق

                    • سلوى فريمان
                      محظور
                      • 18-10-2007
                      • 864

                      #11
                      حلقَتْ بين السمـاء والأرض، بلا ثوابتٍ أو رواسٍ
                      غاصتْ في أحضان السحب، كآلهة تنظر إلى الأرض
                      بحجمها الضئيل كلما ارتقَتْ ..
                      سعادة كالحلم .. فهل يمكن للسعادة أن تكون واقعا؟
                      تساءلتْ بشك.. ولكنّها قررت أن تمضي والفؤاد منتشٍ.

                      و من رحم السماء كانت الولادة
                      و ابتدأت الرحلة المجهولة .


                      _ ما من أحدٍ يمكنه تغيير قدره، والتمرد على نواميس الكون؛ أنسير في الدروب رغما عنا أم باختيارنا ؟
                      _ سؤال قديم يؤرّق الإنسان رغم الإسراف في بيانه ومع ذلك ما فُسّر تفسيرا يقنع الجميع.!
                      جدليّة الحياة والموت .. السعادة والشقاء .. والإرادة والعجز .... وغيرها
                      _ هل يمكننا أن نحيط بكل المعارف ونصبح أكثر ذكاء ووعيا ؟
                      _ يمكنك أن تكون إنسانا ذكيًّا و تثرثر ... بمعنى: أن تجدف بذراعيك في الفراغ!

                      أهي الحياة في الأرجاء تُشردنا أو أنها الروح في الحياة تهيم مشردة ؟
                      ما أكثر المجاذيف هذه الايام .


                      هذه المدنية التي جعلتني أحلق بعيدًا عن الأرض، ما زادتني إلا جفافًا..
                      إحساس التفاوت في كل شيء يدفع الإنسان نحو لعق الدماء ..
                      إنّه يجد في ذلك لذّة لا تضاهيها لذّة.!

                      هي مدنية الإنحطاط ما نعيشه ، كل شيء مُباح إلاّ الأخلاق .
                      و تصبح حرب "لعق الدماء" هي الطوق للنجاة ..


                      ما يؤلمني حقا أنني لم أعرف كيف أصبح شريرًا ؟!
                      فالأشرار وحدهم يمكنهم العيش طويلًا ..
                      يمكنهم سلب حياتنا ومن نحب ... ويمكنهم أيضا التبرير لما يفعلون والعالم أجمع يصفق لهم.
                      لستُ أدري ما الطريقة التي تجعل الإنسان شريرا؟
                      هل هي وصفة سحرية أم رغبة تسكن في اللاوعي أم أن التكوين العقلي لأولئك الأشرار أكثر ذكاء ووعيا منا؟
                      فهل نحن حقا أغبياء .. أم عاجزون حدّ المهانة؟
                      ما الذي يمكن أن أفعله وكلّ شيء في هذا الكون قد قدر سلفا بتقدير معلوم؟

                      "عمر الشقي بقي"
                      لا يوجد غبي بيننا ، كلنا يعلم أن الرؤوس الكبيرة تلعب بمصيرنا
                      و كلنا يعلم أنها تجرنا إلى الخراب المحتم
                      و مع ذلك نلهث وراءها كالفئران التي لهثت وراء عازف القيثارة إلى قاع النهر.
                      لا يوجد بيننا غبي و إنما "نفوس عاطلة".


                      لن أسقط في نظر نفسي .. فعندما أدارتْ الدنيا وجهها الباسم عني ..
                      علمْتُ بلا أدنى شك حقيقتها البشعة ..
                      فالحياة هكذا مزيج من التناقضات ..
                      ومع تقدم العمر لن يبقى مع الإنسان إلا النزر!

                      و نحن نعيش التناقضات بكل أشكالها و كأن بلادنا إنما وُجِدت لكي
                      تصبح البطن الحامل بها و الحاضن لها ..
                      و الإنسان هو صنيعة نفسه فالله أعطاه العقل كي يُسَيِّر حياته
                      و أعطاه الروح كي يحيا "حيّاً"
                      و أعطاه الإنسانية كي يُميزه عن حيوانات الأرض
                      فماذا فعل بنعمة ربه عليه ؟


                      - رأسك أضعف من الجدار .. فهلا توقفْتَ عن ضربه؟
                      - أعلم جيّدا أنني ضعيف جدا .. وأن رأسي لن يتحمل تلك الضربات طويلا ..
                      وربما ينفلق وتحلق روحي بعيدًا .. ولكن هل هذا سبب كافٍ كي أرضخ وأخضع؟

                      سؤال ينفي الضعف و يرفض الخنوع فلا خوف من انفلاق الرأس ..


                      يمكننا جميعا قلب الحقائق .. وإغماض أعيننا وسدّ آذاننا وتكميم أفواهنا عن إصرار وتعمد ..
                      ولكن هل يمكن أن نسلم من عدالة السماء؟!

                      إنه زمن النفاق ، إن وعينا ذلك ، فشلوا في تكميم أفواهنا ..
                      و بقينا أحراراً لا "عطلهم" يخدشنا و لا سعيهم لاسكاتنا يخيفنا.
                      *******
                      أحب ما تكتبين !

                      تعليق

                      • نورالدين لعوطار
                        أديب وكاتب
                        • 06-04-2016
                        • 712

                        #12
                        1ـ البداية حركة في مجرى بين السماء والأرض، شعور بسعادة الارتقاء على الأرض واستصغارها، نوع من نشوة روحية خاصّة ملامسة انسيابية الهواء كالسحب و تحليق الطيور، ربط الحرية بعدم وجود العوائق و تجاهل السؤال المعرفي عن حقيقة السعادة .
                        2ـ إن كان تجاهل السؤال المعرفي متاحا في أحيان كثيرة، فالسؤال الوجودي يبقى مؤرقا في داخل النفس و تجلى في القدر و وثناية الحياة والموت و منها تتناسل الأسئلة ذات الصبغة الوجودية حينا إرادة عجز " بجانبها النفسي و الشقاء والسعادة كأسئلة أخلاقية و هنا يتجسد السؤال المعرفي ومعرفة الذّات، مجرى مفارق للأرض مرتبط بالوجدان و الروح أسئلة تبقى محيرة و أجوبتها ترتع في مجال الشّكية التي بصمت عليها البداية كنوع من الردّ الفينومينولجي .
                        3ـ بداية اليقين بالذّات كنوع من تسليط الوعي قصديا على الحالة الدّاخلية في علاقتها بالأرض" المدينة" و مايظهر فيها، أي يقين الظواهر، نوع من الحنين إلى الأرض رغم ما نحسه داخلها من جفاء وعند الابتعاد من جفاف، المعرفة هنا تأتي بالمقارنة بين تلك المتفاوتات التي تتجسد أساسا في الصراع الطبقي و الذي يسكنه لعق الدّماء، امتصاص الطبقة العليا لدماء الطبقة الصغرى التي غالبا تؤسس لرد الفعل في غياب العدالة.
                        4ـ الجزء الرابع هو امتداد للجزء الثالث ويرصد مظاهر الشرّ وانتقالاته و يسائل شرعية الشر كقوة تستحق النظر في جبروتها و منطلقاته لكن في نهاية الفقرة هناك انبهار بالتصميم، وهذا التصميم يصعب القفز عليه لذلك فهو يضرب قوة الشرية في مقتل.
                        5ـ هنا وصل البطل إلى المهادنة التي تقتضي التعايش مع بعض المتناقضات و يرى في امتداد العمر نذيرا ما يتفوه بالحكمة حكمة تضاءل قيم الأشياء، حتى لا يبقى إلا القليل منها.
                        6ـ النص هنا يسائل جدوى المقاومة و النضال من أجل التغيير، كجدلية مسير ومخير.
                        7ـ هنا اليقين التام بوجود عدالة مفارقة و هذا في حدّ ذاته دافع للبحث عن عدالة أرضية.
                        هكذا قرأت هذه الخواطر.
                        التي تستحق الإعجاب.

                        تعليق

                        • سميرة رعبوب
                          أديب وكاتب
                          • 08-08-2012
                          • 2749

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
                          ..

                          جميل اختيارك أختي لهذا التسلسل،
                          وهذا الانتقال عبر الزمن من سبل الشك
                          إلى سبيل اليقين..
                          وما أجمل الوصول إلى اليقين

                          تقديري الكبير لك

                          ..
                          أهلا وسهلا بكِ أختي الفاضلة
                          وكما تفضلْتِ: مـا أجمل الوصول إلى اليقين!

                          تحية معطرة بالفل.
                          التعديل الأخير تم بواسطة سميرة رعبوب; الساعة 29-07-2017, 18:54.
                          رَّبِّ
                          ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                          تعليق

                          • سميرة رعبوب
                            أديب وكاتب
                            • 08-08-2012
                            • 2749

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة سلوى فريمان مشاهدة المشاركة
                            حلقَتْ بين السمـاء والأرض، بلا ثوابتٍ أو رواسٍ
                            غاصتْ في أحضان السحب، كآلهة تنظر إلى الأرض
                            بحجمها الضئيل كلما ارتقَتْ ..
                            سعادة كالحلم .. فهل يمكن للسعادة أن تكون واقعا؟
                            تساءلتْ بشك.. ولكنّها قررت أن تمضي والفؤاد منتشٍ.

                            و من رحم السماء كانت الولادة
                            و ابتدأت الرحلة المجهولة .


                            _ ما من أحدٍ يمكنه تغيير قدره، والتمرد على نواميس الكون؛ أنسير في الدروب رغما عنا أم باختيارنا ؟
                            _ سؤال قديم يؤرّق الإنسان رغم الإسراف في بيانه ومع ذلك ما فُسّر تفسيرا يقنع الجميع.!
                            جدليّة الحياة والموت .. السعادة والشقاء .. والإرادة والعجز .... وغيرها
                            _ هل يمكننا أن نحيط بكل المعارف ونصبح أكثر ذكاء ووعيا ؟
                            _ يمكنك أن تكون إنسانا ذكيًّا و تثرثر ... بمعنى: أن تجدف بذراعيك في الفراغ!

                            أهي الحياة في الأرجاء تُشردنا أو أنها الروح في الحياة تهيم مشردة ؟
                            ما أكثر المجاذيف هذه الايام .


                            هذه المدنية التي جعلتني أحلق بعيدًا عن الأرض، ما زادتني إلا جفافًا..
                            إحساس التفاوت في كل شيء يدفع الإنسان نحو لعق الدماء ..
                            إنّه يجد في ذلك لذّة لا تضاهيها لذّة.!

                            هي مدنية الإنحطاط ما نعيشه ، كل شيء مُباح إلاّ الأخلاق .
                            و تصبح حرب "لعق الدماء" هي الطوق للنجاة ..


                            ما يؤلمني حقا أنني لم أعرف كيف أصبح شريرًا ؟!
                            فالأشرار وحدهم يمكنهم العيش طويلًا ..
                            يمكنهم سلب حياتنا ومن نحب ... ويمكنهم أيضا التبرير لما يفعلون والعالم أجمع يصفق لهم.
                            لستُ أدري ما الطريقة التي تجعل الإنسان شريرا؟
                            هل هي وصفة سحرية أم رغبة تسكن في اللاوعي أم أن التكوين العقلي لأولئك الأشرار أكثر ذكاء ووعيا منا؟
                            فهل نحن حقا أغبياء .. أم عاجزون حدّ المهانة؟
                            ما الذي يمكن أن أفعله وكلّ شيء في هذا الكون قد قدر سلفا بتقدير معلوم؟

                            "عمر الشقي بقي"
                            لا يوجد غبي بيننا ، كلنا يعلم أن الرؤوس الكبيرة تلعب بمصيرنا
                            و كلنا يعلم أنها تجرنا إلى الخراب المحتم
                            و مع ذلك نلهث وراءها كالفئران التي لهثت وراء عازف القيثارة إلى قاع النهر.
                            لا يوجد بيننا غبي و إنما "نفوس عاطلة".


                            لن أسقط في نظر نفسي .. فعندما أدارتْ الدنيا وجهها الباسم عني ..
                            علمْتُ بلا أدنى شك حقيقتها البشعة ..
                            فالحياة هكذا مزيج من التناقضات ..
                            ومع تقدم العمر لن يبقى مع الإنسان إلا النزر!

                            و نحن نعيش التناقضات بكل أشكالها و كأن بلادنا إنما وُجِدت لكي
                            تصبح البطن الحامل بها و الحاضن لها ..
                            و الإنسان هو صنيعة نفسه فالله أعطاه العقل كي يُسَيِّر حياته
                            و أعطاه الروح كي يحيا "حيّاً"
                            و أعطاه الإنسانية كي يُميزه عن حيوانات الأرض
                            فماذا فعل بنعمة ربه عليه ؟


                            - رأسك أضعف من الجدار .. فهلا توقفْتَ عن ضربه؟
                            - أعلم جيّدا أنني ضعيف جدا .. وأن رأسي لن يتحمل تلك الضربات طويلا ..
                            وربما ينفلق وتحلق روحي بعيدًا .. ولكن هل هذا سبب كافٍ كي أرضخ وأخضع؟

                            سؤال ينفي الضعف و يرفض الخنوع فلا خوف من انفلاق الرأس ..


                            يمكننا جميعا قلب الحقائق .. وإغماض أعيننا وسدّ آذاننا وتكميم أفواهنا عن إصرار وتعمد ..
                            ولكن هل يمكن أن نسلم من عدالة السماء؟!

                            إنه زمن النفاق ، إن وعينا ذلك ، فشلوا في تكميم أفواهنا ..
                            و بقينا أحراراً لا "عطلهم" يخدشنا و لا سعيهم لاسكاتنا يخيفنا.
                            *******
                            أحب ما تكتبين !
                            أحببْتُ شجاعتك في تناول واقعنا عبر خاطرتي
                            فـــــــــ ( الإنسان هو صنيعة نفسه فالله أعطاه العقل كي يُسَيِّر حياته

                            و أعطاه الروح كي يحيا "حيّاً"
                            و أعطاه الإنسانية كي يُميزه عن حيوانات الأرض
                            فماذا فعل بنعمة ربه عليه ؟ )




                            إضافة رائعة تشكرين عليها أختي الكريمة

                            تحياتي وياسمين الشام لكِ.


                            التعديل الأخير تم بواسطة سميرة رعبوب; الساعة 29-07-2017, 19:06.
                            رَّبِّ
                            ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                            تعليق

                            • سميرة رعبوب
                              أديب وكاتب
                              • 08-08-2012
                              • 2749

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                              1ـ البداية حركة في مجرى بين السماء والأرض، شعور بسعادة الارتقاء على الأرض واستصغارها، نوع من نشوة روحية خاصّة ملامسة انسيابية الهواء كالسحب و تحليق الطيور، ربط الحرية بعدم وجود العوائق و تجاهل السؤال المعرفي عن حقيقة السعادة .
                              2ـ إن كان تجاهل السؤال المعرفي متاحا في أحيان كثيرة، فالسؤال الوجودي يبقى مؤرقا في داخل النفس و تجلى في القدر و وثناية الحياة والموت و منها تتناسل الأسئلة ذات الصبغة الوجودية حينا إرادة عجز " بجانبها النفسي و الشقاء والسعادة كأسئلة أخلاقية و هنا يتجسد السؤال المعرفي ومعرفة الذّات، مجرى مفارق للأرض مرتبط بالوجدان و الروح أسئلة تبقى محيرة و أجوبتها ترتع في مجال الشّكية التي بصمت عليها البداية كنوع من الردّ الفينومينولجي .
                              3ـ بداية اليقين بالذّات كنوع من تسليط الوعي قصديا على الحالة الدّاخلية في علاقتها بالأرض" المدينة" و مايظهر فيها، أي يقين الظواهر، نوع من الحنين إلى الأرض رغم ما نحسه داخلها من جفاء وعند الابتعاد من جفاف، المعرفة هنا تأتي بالمقارنة بين تلك المتفاوتات التي تتجسد أساسا في الصراع الطبقي و الذي يسكنه لعق الدّماء، امتصاص الطبقة العليا لدماء الطبقة الصغرى التي غالبا تؤسس لرد الفعل في غياب العدالة.
                              4ـ الجزء الرابع هو امتداد للجزء الثالث ويرصد مظاهر الشرّ وانتقالاته و يسائل شرعية الشر كقوة تستحق النظر في جبروتها و منطلقاته لكن في نهاية الفقرة هناك انبهار بالتصميم، وهذا التصميم يصعب القفز عليه لذلك فهو يضرب قوة الشرية في مقتل.
                              5ـ هنا وصل البطل إلى المهادنة التي تقتضي التعايش مع بعض المتناقضات و يرى في امتداد العمر نذيرا ما يتفوه بالحكمة حكمة تضاءل قيم الأشياء، حتى لا يبقى إلا القليل منها.
                              6ـ النص هنا يسائل جدوى المقاومة و النضال من أجل التغيير، كجدلية مسير ومخير.
                              7ـ هنا اليقين التام بوجود عدالة مفارقة و هذا في حدّ ذاته دافع للبحث عن عدالة أرضية.
                              هكذا قرأت هذه الخواطر.
                              التي تستحق الإعجاب.
                              أخي الكريم/ نور الدين؛
                              أشكرك على القراءة المضيئة التي منحتها لهذه الخواطر.
                              في الفقرة 3 ليست " المدينة ": التجمع السكاني؛ إنما " المدنية " إشارة إلى النظام المدني
                              وهي فعلا كما تفضلت بذكره بداية اليقين.
                              أكرر لك شكري والتقدير.
                              رَّبِّ
                              ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                              تعليق

                              يعمل...
                              X