مشنقتان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمار عموري
    أديب ومترجم
    • 17-05-2017
    • 1300

    مشنقتان

    مشنقتان : قصة من أدب الواقع.
    (تمنع قراءتها على ذوي الضغط العصبي)

    مثلما تجمع في صباح اليوم، تفرق الشعب مبتهجا، هذا المساء.
    لم يبق في الساحة العامة سوى مقصلة وحبل يتدلى، يترنح من عقدته الضيقة رأس تنزف من رقبته الطويلة آخر الدماء، فوق جثة هامدة على الأرض، مزقها الحشد قبل أن يتفرق، إلى أشلاء.
    ...
    بأنفاس تشبه الشخير تقبل السيدة الأولى نصف مشلولة، وهي تستند في سيرها إلى المقصلة على أذرع أبنائها الثلاثة : ذراعين على اليمين، أخريين على الشمال وأخريين من الوراء. تتوقف قليلا أمام من كان بالأمس السيد الرئيس والآن : جثة معفرة أرضا ورأس دام عاليا في الهواء.

    قبل أن يغشى عليها، تنظر إلى الحبل الذي يذرع الخطى جيئة وذهابا في الفضاء، كأنما بندول يعد ما تبقى من ساعات، قبل أن يقرع لها ساعة الصفر، للمثول بدورها أمام محكمة الشعب، الذي سيتجمع في صباح غد مبتهجا، مثلما تفرق هذا المساء !
    التعديل الأخير تم بواسطة عمار عموري; الساعة 27-07-2017, 11:08.
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    #2
    أهلا بالأستاذ عمار عموري

    هي نفس الطقوس تتكرر على مدى آلاف السنين، تذكرت طلب رئيس العراق الأخير أن يعدم رميا بالرّصاص، ما استاجابوا له و ما كانوا سيفعلون هو الشنق هذا له رونقه الخاص في فنون البشاعة، فهو درجة أرقى يكاد يقترب من فكّ الرقبة، لا أزال أبحث عن معنى ثورة لا تستطيع القطع مع تلك الأساليب التي تسقي بذور الكراهية والحقد و تمنح للثوار شهادة الإجرام منذ البداية.

    باسم العدل دائما يقع اللاعدل، وبأسماء كثيرة نعيد إنتاج الفظاعة، و معلوم بالضّرورة أن قانون القوة هو السائد سياسيا على الأقل، و إن هذه القوة نفسها تتخذ الكثير من المسميات فيما عداها.

    نصّ رغم ما يثيره من جروح في المشاعر فهو يبكي عدم قدرة الإنسان على الغفران.

    تحية

    تعليق

    • عمار عموري
      أديب ومترجم
      • 17-05-2017
      • 1300

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
      أهلا بالأستاذ عمار عموري

      هي نفس الطقوس تتكرر على مدى آلاف السنين، تذكرت طلب رئيس العراق الأخير أن يعدم رميا بالرّصاص، ما استاجابوا له و ما كانوا سيفعلون هو الشنق هذا له رونقه الخاص في فنون البشاعة، فهو درجة أرقى يكاد يقترب من فكّ الرقبة، لا أزال أبحث عن معنى ثورة لا تستطيع القطع مع تلك الأساليب التي تسقي بذور الكراهية والحقد و تمنح للثوار شهادة الإجرام منذ البداية.

      باسم العدل دائما يقع اللاعدل، وبأسماء كثيرة نعيد إنتاج الفظاعة، و معلوم بالضّرورة أن قانون القوة هو السائد سياسيا على الأقل، و إن هذه القوة نفسها تتخذ الكثير من المسميات فيما عداها.

      نصّ رغم ما يثيره من جروح في المشاعر فهو يبكي عدم قدرة الإنسان على الغفران.

      تحية
      هم اعدموا في السر الاف الابرياء
      فلا يجب ان نستكثر على الشعب
      فرحة القصاص علانية من زوجين مجرمين
      ومع ذلك...
      اتمنى ان تكون هذه المشنقة التي نصبت عاليا للطاغية وزوجته
      اخر مشنقة تنصب في الساحات العمومية العربية.

      شكرا لك اخي الحبيب الاستاذ نور الدين لعوطار
      مع محبتي الصافية.

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        لن تتوقف أرجحة المشانق مطلقا
        لنا تاريخ يزخر بها
        والدماء والسحل والتنكيل والضحك والتصفيق
        نحن شعوب القهر والمراره
        نحب الجلادين ونجلدهم بآن معا
        والمرارة تملأ فمي
        لكني أنهي مداخلتي بصباح الورد
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • عمار عموري
          أديب ومترجم
          • 17-05-2017
          • 1300

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          لن تتوقف أرجحة المشانق مطلقا
          لنا تاريخ يزخر بها
          والدماء والسحل والتنكيل والضحك والتصفيق
          نحن شعوب القهر والمراره
          نحب الجلادين ونجلدهم بآن معا
          والمرارة تملأ فمي
          لكني أنهي مداخلتي بصباح الورد
          هي المشنقة تقول :
          أنا المشنقة يوم لك
          ويوم عليك
          فحذار حذار من بطشي
          ...
          لك كل الامتنان والعرفان
          والتقدير والاحترام
          وفوق كل هذا
          مودتي الخالصة
          أستاذة عائده محمد نادر.
          وشكرا على التفضل بالمرور
          والتكرم بالتعليق الجميل.

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            لقطة حقيقية لمشاهد حصلت في الواقع ومشاهد لها من الخيال حصة .
            مشنقتان. تذكرني بقصة مدينتين الرواية التاريخية للكاتب تشارلز ديكنز، والتي تدور أحداثها في لندن، وباريس، خلال أحداث الثورة الفرنسية
            وما جرى هناك من عنف ودماء .
            قصيرة ومؤثرة هذه القصة أخي عمار
            تحياتي
            فوزي

            تعليق

            • عمار عموري
              أديب ومترجم
              • 17-05-2017
              • 1300

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
              لقطة حقيقية لمشاهد حصلت في الواقع ومشاهد لها من الخيال حصة .
              مشنقتان. تذكرني بقصة مدينتين الرواية التاريخية للكاتب تشارلز ديكنز، والتي تدور أحداثها في لندن، وباريس، خلال أحداث الثورة الفرنسية
              وما جرى هناك من عنف ودماء .
              قصيرة ومؤثرة هذه القصة أخي عمار
              تحياتي
              فوزي
              شكرا جزيلا أخي الحبيب الأستاذ فوزي سليم بيترو على إعادة بعث هذا النص المتواضع إلى القراءة وقد مر عليه عامان وأكثر، وأظن أنه في حاجة إلى تحيين!
              تحيتي الخالصة.

              تعليق

              • عروبة شنكان
                أديب وكاتب
                • 05-04-2017
                • 177

                #8
                بعد هذا الكم من النقد والتعليق أمر لأسجل الإعجاب مع التحية
                ولون الكفن بلون العلم
                غيرنا تقاليد أعراسنا
                حتى يرفع الأحرار
                رايتك ياوطن
                حرة

                تعليق

                • أميمة محمد
                  مشرف
                  • 27-05-2015
                  • 4960

                  #9
                  مشنقتان، زنزانتان، سوطان، سجان، قيدان، أحكام،حرية، اشتراكية، عدل،دماء، إنسان. كلمات تتداول إذا كثر الخذلان
                  تحية

                  تعليق

                  يعمل...
                  X