سَلْواةٌ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سميرة رعبوب
    أديب وكاتب
    • 08-08-2012
    • 2749

    سَلْواةٌ

    في عمق اللاوعي تسكن.
    في فضاءٍ ممتدٍ بلا حدودٍ ولا عوالمٍ تغرق.
    الأصوات خافتة ومن حولها ظلام لا نهاية له.
    في هذا المشهد الرّهيب رأتْ بعين اليقين مالم تره في النّور.
    - ثمة حقائق لا تُرى إلا في الظّلام.!
    - ماذا تتوقعين من هذا العالم السخيف؟
    زبرجة باهتة ووجوه مائعة؛ وحصافة تُواري رعونة وحماقة.
    لم تملك القدرة الكافية لتمزيق تيك الأقنعة.
    - ذات سقوطٍ .. تعلقتْ به .. فلم تنجُ.
    - لا أبالغ إن قلتُ لكِ أنّه أصدقُ ما يكونُ في زيفه! ... ألا ترين ضحكاتهم والمقاصل منصوبة على أيديهم؟!
    من الغباء أن تكون جلادًا، لمن لا تساوي شيئًا عنده.
    إنّ الإفراط في الوعي مرضٌ يجب الخلاص منه ... هكذا يقول الفقيه.!
    وحدهم أصحاب القلوب الطاهرة يمتلكون وعيا شاملا ودقيقا، قلتُ له ذلك فزجّني في عالم اللاوعي.
    كم أتمنى أن أملك قصرًا من البلور يمكنني فيه أن أُخرج لساني!
    رَّبِّ
    ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    #2
    يصعب أن تكون عاقلا في مدينة المجانين، أنمار رحمة الله واحد من كتّاب الويب المرمومقين، كتب ذات يوم قصّة قصيرة تكفي وحدها لو كان الصّدق وحده يكفي ليتوّج إماما حقيقيا للسرد، كتب عن قرية يتحول فيها المعلّمون إلى حمير بأسلوب غرائبي عزّ نظيره، كما كتب وكتب، لكن اكتب ماشئت فالقرية تحولك إلى حمار بلا أذنين ولا قلب.
    نعم إنها قصّة الوعي، و أهل الوعي وأئمة الوعي، من يجعلونك ترى في الظلام ما لا يرى و ما هو غير قابل للرؤية. نعم يجعلونك تعي أن اليأس يصنعه الرجال بعزم، يجعلونك تعي قول القائل أن الجهل في قوم إذا تفشى فلن ينال رتبة العالم فيها إلا فقيه في الجهل والتجهيل، يرى ما لا يرى ويسمع ما لا يسمع، يكاد يكون العرفان هو المثل لهكذا أسلوب في الدّراية، إنه وعي اللاوعي، أي أن تطفئ كلّ نور لترى بنور الظلام. عجبت لدهر لم كان نيتشه حاملا لحقد دفين لأغلب أساطين العلم، لقد كره الرجل تلك الأصنام التي يظل الناس لها عابدين، هؤلاء الذين أقسموا و أقسم معهم المريدون أن هكذا وهكذا فقط تكون الرؤية وما عداها فهو باطل لن يكون إلا زهوقا بالقوة.
    رغم أن النّتشوية صرخة أدبية رمزية، ورغم أن مورديها هم أيضا يحبون جعلها صنما يعبد على حرف باتباع أسلوبها البذيء في النقد على جهل.ظنا منهم أن صاحبها جاء بمدأ جديد في العلم فأقاموا له ضريحا فيه يقدّمون صكوك الوفاء وشهادات ما بعد العلم، لأولي الخبرة في الهدم والتفكيك و جعل التيه عنوانا والجنون خير متوى، فالوعي سيظل لأولي القلوب الطّاهرة التي لم تزكم حواسّها شوائب النزعات و ظلت محافظة على جعل الإنسان ومجال حركته أنظف بقعة لممارسة طقوس العلم الأبدية.

    سلواة قطعة أدبية وصرخة في وجه الوعي الزائف و سدنة الوعي الزائف و في ذات الوقت يد مبسوطة بباقة طهارة تستطيع جعل القرية مكانا آمنا كقصر بلّوري يمكن فيه تفادي الحرج.

    كنت هنا فتفاعلت مع نص يستحقّ التفاعل.

    تعليق

    • سميرة رعبوب
      أديب وكاتب
      • 08-08-2012
      • 2749

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
      يصعب أن تكون عاقلا في مدينة المجانين، أنمار رحمة الله واحد من كتّاب الويب المرمومقين، كتب ذات يوم قصّة قصيرة تكفي وحدها لو كان الصّدق وحده يكفي ليتوّج إماما حقيقيا للسرد، كتب عن قرية يتحول فيها المعلّمون إلى حمير بأسلوب غرائبي عزّ نظيره، كما كتب وكتب، لكن اكتب ماشئت فالقرية تحولك إلى حمار بلا أذنين ولا قلب.
      نعم إنها قصّة الوعي، و أهل الوعي وأئمة الوعي، من يجعلونك ترى في الظلام ما لا يرى و ما هو غير قابل للرؤية. نعم يجعلونك تعي أن اليأس يصنعه الرجال بعزم، يجعلونك تعي قول القائل أن الجهل في قوم إذا تفشى فلن ينال رتبة العالم فيها إلا فقيه في الجهل والتجهيل، يرى ما لا يرى ويسمع ما لا يسمع، يكاد يكون العرفان هو المثل لهكذا أسلوب في الدّراية، إنه وعي اللاوعي، أي أن تطفئ كلّ نور لترى بنور الظلام. عجبت لدهر لم كان نيتشه حاملا لحقد دفين لأغلب أساطين العلم، لقد كره الرجل تلك الأصنام التي يظل الناس لها عابدين، هؤلاء الذين أقسموا و أقسم معهم المريدون أن هكذا وهكذا فقط تكون الرؤية وما عداها فهو باطل لن يكون إلا زهوقا بالقوة.
      رغم أن النّتشوية صرخة أدبية رمزية، ورغم أن مورديها هم أيضا يحبون جعلها صنما يعبد على حرف باتباع أسلوبها البذيء في النقد على جهل.ظنا منهم أن صاحبها جاء بمدأ جديد في العلم فأقاموا له ضريحا فيه يقدّمون صكوك الوفاء وشهادات ما بعد العلم، لأولي الخبرة في الهدم والتفكيك و جعل التيه عنوانا والجنون خير متوى، فالوعي سيظل لأولي القلوب الطّاهرة التي لم تزكم حواسّها شوائب النزعات و ظلت محافظة على جعل الإنسان ومجال حركته أنظف بقعة لممارسة طقوس العلم الأبدية.

      سلواة قطعة أدبية وصرخة في وجه الوعي الزائف و سدنة الوعي الزائف و في ذات الوقت يد مبسوطة بباقة طهارة تستطيع جعل القرية مكانا آمنا كقصر بلّوري يمكن فيه تفادي الحرج.

      كنت هنا فتفاعلت مع نص يستحقّ التفاعل.
      السّلواة سريعة التدجين، وتكلفتها يسيرة!... لكنَّ السرب المهاجر منها أفضل حالًا؛ فهي تمتلك الحريّة الكاملة دون سيطرة الإنسان.
      فالأولى قد تؤذيك دفاعا عن سارق بيضها، أما الأخرى لن تتردد عن حماية بيضها وأعشاشها منك.
      ومهما بالغت في مدحها أو ذمها فهي تبقى السلواة التي استبدلها بنو إسرائيل بما هو أدنى!
      وعلى هذا قس!

      شكرًا لتفاعلك المشرق بالفوائد، ولأول مرة أقرأ للأديب الألمعي أنمار رحمة الله ولن تكون الأخيرة - بمشيئة الله -
      أسلوبه مشوّق وراقٍ في تناول السرد، ويلامس وجع الإنسان العربي ..
      وبرأيي أن المعلمَ رمزٌ لا يستهان به في الحريّة والفكر ... فهو لم يولد حرًّا فحسب بل هو مخلوق واعٍ ومثقف راغب في الدفاع عن حريته
      والتخلص من رق العبودية والذل ولو كان حمارًا.
      التعديل الأخير تم بواسطة سميرة رعبوب; الساعة 01-08-2017, 21:31.
      رَّبِّ
      ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




      تعليق

      • سلوى فريمان
        محظور
        • 18-10-2007
        • 864

        #4
        - لا أبالغ إن قلتُ لكِ أنّه أصدقُ ما يكونُ في زيفه! ... ألا ترين ضحكاتهم والمقاصل منصوبة على أيديهم؟!

        نقرأها و نسمعها بين افكارهم المكتوبة ، ضحكات حمقى كُلِّفوا بقتل المنطق و اغتيال الحقيقة و سبي الوعي..
        هي صرخة في ضمائر اتقنت "كيّ الوعي" عند من كان وعيه من أصله هشّ و هزيل ، هل ستفيق تلك الضمائر ؟؟ ..

        تُحفة ....

        تعليق

        • سميرة رعبوب
          أديب وكاتب
          • 08-08-2012
          • 2749

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سلوى فريمان مشاهدة المشاركة
          - لا أبالغ إن قلتُ لكِ أنّه أصدقُ ما يكونُ في زيفه! ... ألا ترين ضحكاتهم والمقاصل منصوبة على أيديهم؟!

          نقرأها و نسمعها بين افكارهم المكتوبة ، ضحكات حمقى كُلِّفوا بقتل المنطق و اغتيال الحقيقة و سبي الوعي..
          هي صرخة في ضمائر اتقنت "كيّ الوعي" عند من كان وعيه من أصله هشّ و هزيل ، هل ستفيق تلك الضمائر ؟؟ ..

          تُحفة ....
          صدقْتِ أختي الكريمة/ سلوى؛

          الرأي الجديد في العادة رأي غريب، لا تتقبله النفوس الخاضعة للقيم والتقاليد الموروثة السائدة في المجتمع المغلق
          فكل ما يخالفهم ... هو كفر أو زندقة أو ضلال أو باطنية أو صفوية أو ماسونية أو علمانية ... إلخ من الأحكام الجائرة
          لكن إن تبنوا هم هذا الرأي الجديد واعتادوا عليه ونالوا به المغانم والمكاسب أصبح مألوفا مقبولا ويدخل في سجل الدين ويمسي كل مخالف لهم زنديق كافر يستحق المقصلة!

          تحياتي لك والتقدير.
          رَّبِّ
          ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




          تعليق

          • أبوقصي الشافعي
            رئيس ملتقى الخاطرة
            • 13-06-2011
            • 34905

            #6

            هطول وجداني فاتنٌ و رشيق
            عزز من جمالية الرؤى
            و خصوبة المأمول..

            للعلياء
            تقديري..



            كم روضت لوعدها الربما
            كلما شروقٌ بخدها ارتمى
            كم أحلت المساء لكحلها
            و أقمت بشامتها للبين مأتما
            كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
            و تقاسمنا سوياً ذات العمى



            https://www.facebook.com/mrmfq

            تعليق

            • سميرة رعبوب
              أديب وكاتب
              • 08-08-2012
              • 2749

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أبوقصي الشافعي مشاهدة المشاركة
              هطول وجداني فاتنٌ و رشيق
              عزز من جمالية الرؤى
              و خصوبة المأمول..

              للعلياء
              تقديري..
              شهادة أعتز بها من أديب وشاعر قدير
              الأخ الأستاذ الفاضل/ أبو قصي الشافعي؛
              لك الشكر الوافر والتقدير الكبير.. تحياتي.
              رَّبِّ
              ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




              تعليق

              يعمل...
              X