ضيف خفيف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    ضيف خفيف

    ضيف خفيف
    نزل على الواحة الأدبية بنص مستفز والمكان هادئ لا يوحي بوجود حياة في أروقته المستغرقة في سبات عميق، هوى بنصّ ثان أكثر إثارة و العدمية لا تزال تهيمن على نصّه الأول، رغم الكساد الذي تعرضت له بضاعته آثر مواصلة الرحلة كذلك المزواج الباحث عن امرأة ولود تطفئ عطشه لسماع قلقة بابا تهزّ أركان البيت.
    تكاثرت نصوصه تكاثر الفئران وقت الحصاد دون أن تحصد ما يثلج صدرها ولا ما يقلق راحتها، عاد يقرؤها نصّا نصّا ليطرد عنها الوحشة، هي نفسها التي أثارت صخبا ولغطا في أماكن شتّى حتى ظن ذات غرور أنه فارس لا يشق له غبار ولا تنجو من صولاته القلاع والحصون. فجرا والجميع يغطّ في نوم عميق أرسل خبيئة كان يعتبرها ملك يمينه وغير قابلة للتسويق، أحسّ انقباضا في نفسيته عندما رآها متبرجة تكشف عن محاسنها، تفرّس ملامحها، كانت عيوبها المستترة تشعّ من خلال ملاحتها، كان بودّه لو يمتلك طلاء سحريا فيعيد صباغة اللوحة لتكون جديرة بمكانتها في قلبه. نصوصه كانت كلّها هكذا، يضعها في أصداف مدّة قد تطول، لكنها تتفلت من الأصفاد فتلقي بحجاباتها، هي ورود تنفتح في وجه العالم باسمة، لكن العالم مقيت يسلبها روحها وريحانها فيتركها باليّة.
    دقّ الباب أول فاتح هتك عذرية النصّ، فعبس وبسر وأرغم قريحته على اجترار بعض التفاعيل، صافح النص وربما نوى تقبيله لولا أن العيون له بالمرصاد، وصم على جبين الكاتب جرائر لغوية تقضّ نوم سيبويه. حاول الكاتب غضّ الطرف عن المزحة الثّقيلة متذرّعا أنه ليس من هواة الإعراب، وأن الإعراب عن مكنونات النفوس ينسيه فقه اللّسان، وأنه متى همّ بالنشر سيعرض بضاعته على فقيه يطرد عن نصوصه هزال المسّ. عاد الفاتح منبّها أن الأدب لا يستقيم مع هذه الميوعة مذكّرا بالنّصائح التي وجّهها للكاتب في محطات ماضية. في عمقه شكر الكاتب هذا الرّجل الذي هدّم أسوارا حالت بين نصوصه و العيون الشّاخصة، فجاءت العبارات من شتّى الأصناف كلّها تعلن مساندتها للفاتح في وجهته، بل تجد التي تجاسرت و أغلظت في القول.
    قال الكاتب في نفسه، ما لطواحين الهواء لا توقف هذه الحرب الشّعواء، همّ بسحب نصوصه من الميدان لكن عقدة أبي حيان تحاصره، يجب أن أعرب عن نفسي فالكلام وجود، هؤلاء المساكين أيضا صمتوا كثيرا فاحتقنت أفكارهم ومشاعرهم، وما طفا على طرف ألسنتهم من سوء قشور لابد من طرحها للوصول إلى أعماق نفوسهم الطيبة، إذ ذاك فقط سينفذون إلى دواخل خبيئتي و يغترفون منها معينا يحيي أشجار أذواقهم.
    ردّ على هجومهم بحربائية لينة، فرأى نصوصه تستفيق من سباتها فعادت الأمجاد تعلنه فارسا لا يشقّ له غبار.
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    #2
    أجدت وأحسنت، وكتبت المكنون.
    لكن الحربائية لا تليق بمن كان جريئا في الطرح والتناول.
    مودتي

    تعليق

    • محمد فطومي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 05-06-2010
      • 2433

      #3
      أحيّيك أخي نور الدين و أهنئك على قطعة الأدب الجميلة هذه.لديك سحر البيان كما يُقال و في هذا النص يقينا رأيت كيف أنّ المرارة حلوة إلى حدّ بعيد.طاب لي الوقت كثيرا هنا و طاب لي أكثر أنّ الراوي ترك رسالة تحفيز إيجابية للغاية في الأخير.دمت بخير مع خالص ودي و تقديري.
      مدوّنة

      فلكُ القصّة القصيرة

      تعليق

      • نورالدين لعوطار
        أديب وكاتب
        • 06-04-2016
        • 712

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
        أجدت وأحسنت، وكتبت المكنون.
        لكن الحربائية لا تليق بمن كان جريئا في الطرح والتناول.
        مودتي
        مرحبا أخي عبد الرحيم التدلاوي

        أشكرك على هذه المداخلة، الحربائية هذه لها بعض الفوائد، فهي أحيانا إمعان في تشويه المشوّه، مرّة قال لي صديق، أنحن نستهزئ به أم هو من يستهزئ بنا، كان الرجل كذّابا، يغزل قصصا مكذوبة يتولى فيها البطولة فلا نعترض بل ننفخ في أدائه حتى يزيدنا كذبا على كذب. متى حضر فتحنا له المجال و طال السّمر و قهقهنا غاية التقهقه. صديقي هذا فلسف الموضوع قليلا، تراه هكذا يبتهج بصياغة الكلام ولا تهمّه صدقيته، تراه يرانا فعلا أهلا للتفاهة فيتهكم منّا بأسلوبه، ترانا عبطاء نحسب أنفسنا بلغنا من الذكاء ما به نتخذه وسيلة ترفيه.....

        تقديري لحضوركم

        تعليق

        • نورالدين لعوطار
          أديب وكاتب
          • 06-04-2016
          • 712

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
          أحيّيك أخي نور الدين و أهنئك على قطعة الأدب الجميلة هذه.لديك سحر البيان كما يُقال و في هذا النص يقينا رأيت كيف أنّ المرارة حلوة إلى حدّ بعيد.طاب لي الوقت كثيرا هنا و طاب لي أكثر أنّ الراوي ترك رسالة تحفيز إيجابية للغاية في الأخير.دمت بخير مع خالص ودي و تقديري.
          الأستاذ محمد فطّومي

          وكيف لا يؤلمك دماغك عندما تأتي مكانا تظنه روضة معطّرة فإذا بك ستتعلّم ما أسقطه الزّمن.
          أحيانا ننسى أو نتناسى أن الأدب تسلية في ثقافتنا وربما ليس هناك ما يمنع من كون الفنون نوعا من التسلية في جلّ الثقافات.
          إن كنّا نمارس هذا القدر من الجبروت في فسحاتنا فما أدراك من نحن؟

          أهلا وسهلا

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            نص عن النصوص نفسها هاهاها
            أجزلت العطاء لنا وكان النص مقصلة للمدعين
            فعلا النصوص الأدبية متعة بحد ذاتها للإنسان وتشذيب أفكاره
            وفائدة نرتجيها
            محبتي وشتائل ورد
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • نورالدين لعوطار
              أديب وكاتب
              • 06-04-2016
              • 712

              #7
              لا بأس أن تكتب عن الكتابة و ما تعانيه
              وما يقع من اختلالات تواصلية
              وكل هذا بحسن نية
              ودون فوران هههه

              تحية تقدير

              تعليق

              يعمل...
              X