عبد القادر " قصة طويلة "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    عبد القادر " قصة طويلة "

    عبد القادر


    عقارب الساعة تقترب من السادسة صباحا . في البداية كانت رنة جرس خجولة ، ثم تبعها طرق خفيف على الباب .
    عندما لم يستجب أصحاب الدار للطارق ، رفعت الرنة الخجولة الطرحة عن رأسها ، وضرب صاحبنا الباب بكف يده ضربات متتالية
    مما تسبب بخلخلة الهدوء الذي كانت تنعم به القطة النائمة على بسطة الدرج ، فهربت دون أن تنظر للوراء .
    لم يتوقف عبد القادر ولو قليلا عن قرع الجرس أو عن طرق الباب .
    في بداية الأمر ظن النائم أن المستهدف هو الشقة المجاورة لشقّتهم . لكنه عندما أدرك أن بابه بات على وشك التفتت والتفكك والإنهيار
    من شدة الخبط والضرب ، وقبل أن يتساقط باب شقته قطعا متناثرة ، نهض الذي كان نائما ، هرول نحو الباب
    والغضب يحتل كل تفكيره . وجد أمامه عبد القادر .
    عبد القادر هو ابن عم عزام زميل غالب في الشقة . ولم يدخر غالب من جانبه وسعا في شحن موقف ردة الفعل الغاضبة ،
    فجاء استقباله لعبد القادر فاترا وقال له قبل أن يدخل في طور النقاهة من الإنفعال :
    ــ أتعرف يا قليل الذوق ، لولا ابن عمك كنت أوسعتك ضربا على هذه الفعلة .
    وأكمل غالب حديثه بصورة تخلو من دسم المجاملة وقال صارخا :
    ــ من " طيز " الليل يا " غبي " تطرق الأبواب على الناس ، صحيح ما عندك ذرة فِهِم !
    أغلق الباب في وجهه وعاد إلى سريره .
    جلس عبد القادر على دكة البواب ينصت إلى سكون الفجر وزقزقة العصافير . أغمض عينيه بعد أن عجز عن الإستمرار
    في النظر والإنصات . ولما لم يعد يسمع شيئا ، فتح عينيه حين رأى أمامه ابن عمه عزام يبادله النظر في هدوء وابتسام :
    ــ صباح الخير يا ابن عمي . لماذا تجلس هنا ولم تدخل البيت ؟
    نهض عبد القادر عن الدكة ، نفّض ثيابه المُغبَرّة وقال معاتبا :
    ــ صاحبك طردني وأغلق الباب في وجهي . هل تقبلها لي ولك ؟
    توقف عن الكلام فجأة وهمس بأذن ابن عمه عزام قائلا :
    ــ أصبحت الآن بلا مأوى بعد أن غادر زميلي الشقة التي كنت أسكن معه فيها. وكما تعلم أنا لا أستطيع أن أقوم بتحمل إيجار الشقة وحدي .
    أعرف أن لديك غرفة ثالثة . لن أنسى معروفك إن وافقت أنت وزميلك على أن أقيم معكما ونتقاسم المصاريف كما تريدان .


    تمت الموافقة من طرف غالب على مضض .
    عبد القادر بدا نبتا شاذا في عالم تحكمه القوة والمراوغة . كان كثيرا ما يرجع إلى بيت العائلة ممزق الثياب أو دامي الأنف .
    له طقوس في كل شيء ، طقوس في مواعيد الأكل ، ومواعيد الدراسة ، ومواعيد النوم .
    اعتادا غالب وعزام على هذه الطقوس ، لا بل بات عبد القادر بنظرهما لعبة كالروبوت لا يقدم ساعة ولا يؤخر ساعة .
    الإقطار الغذاء والعشاء مواعيدها مقدسة . أما االفُسح والسينما والمسرح فالمواعيد مقنّنة . أصبح عبد القادر المادة المسلية في قاموسهما .
    في يوم من الأيام وكانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء ، وهو موعد عشاء عبد القادر .
    طبعا وكما هو مقرر . دخل المطبخ جهَّز عشاءه ، عمل الشاي وعزم على زميليه بكوبين وطلب منهما أن يوقظاه الساعة السادسة صباحا ،
    وهو موعد الدراسة والإفطار .
    مرِّت ثلاث ساعات منذ أن بدأ عبد القادر بممارسة الشخير . غالب وعزام يرغبان بشرب الشاي
    ومن يد عبد القادر لأنهما والكسل حبايب وأصحاب . تفتق ذهنهما عن خطة خبيثة تجعل عبد القادر
    يعمل لهما الشاي عن طيب خاطر وبرضاه .
    أمسك غالب بساعة يد عبد القادر الغارق في النوم وغيّر عقاربها من الساعة الثانية عشر إلى الساعة السادسة .
    ربت عزام على جبين ابن عمه قائلا له :
    ــ عبد عبد إصحى الساعة السادسة .
    نظر عبد القادر بساعة يده ثم نهض . دخل المطبخ جهّز إفطاره ، عمل الشاي وعزم على زميليه بكوبين .
    عبد القادر إنسان طيّب ويتمتع بأخلاق حميدة ومسالم ، كان أصحابه يتندرون عليه من شدة طيبته حتى أن بعضهم وصفه بالأهبل والعبيط . .
    عرف عبد القادر بالمقلب الذي تم طهيه في مطبخ عزام وغالب ، ولم يزعل منهما


    يدرك أمبابي بواب العمارة النوبي أن غالب هو الآمر الناهي وصاحب القرار في الشقة ، كما ويعرف أيضا أنهم يبحثون عن " شغالة "
    تساعدهم في التنظيف والأكل والغسيل والكوي . فلجأ إليه .
    نبوية بنت غلبانة ومقطوعة من شجرة ، لا يعرف لها أهل ولا حتى أصحاب . عندما سافر مخدوميها إلى اليونان بسبب الهجرة تيتّمت نبوية ،
    لا أب لا أم لا إخوة ولا أخوات . كانوا بالفعل لا بالقول أسرتها الصغيرة .
    اشتروا ثلاثتهم مرتبة ووسادة لنبوية الشغالة وقالوا لها بصيغة الجمع :
    ــ هنا ، في هذه الصالة تنامين .
    تقدّم غالب نحوها وهمس بأذنها مازحا :
    ــ إذا لم ترتاحي في هذه النومة ، أمامك ثلاث أسرة ، اختاري إحداها ونامي . سرير كل واحد منا واسع ويتسع لثلاثة !
    دبّت الحياة في الشقة ، وصار لساكني البيت عينا تراقبهم وترعاهم وعينا آخرى توزع خيراتها عليهم بالعدل والمساواة .
    المتضرر الوحيد من هذه " النبوية " ، هو عبد القادر . مواعيده المقدسة جرفتها السيول وصارت بخبر كان .
    نبوية هي التي باتت تقرر متى يأكل متى يدرس ومتى ينام .


    بعد مرور عدة أشهر على استقرار نبوية في الشقة والتي جلبت لأصحابها حميمية ودفيء لا تقدر بأثمان ، أحسّت بأعراض تشبه وحام الحمل .
    جلس الفرسان الثلاثة حول مائدتهم المستديرة يتداولون الأمر . جميعهم مدانون ، ونتيجة الحمل يجب أن يتحمّلها المتسبب .
    أشار عزام إلى الإستعانة بقابلة تقوم بعملية الإجهاض . لكنهم صرفوا نظر عن هذه الخطوة بسبب خطورتها على حياة البنيّة .
    عبد القادر كان أكثرهم حرصا على حل المشكلة من غير شوشرة وقال :
    ــ علينا أن نتحمل المسؤولية ، وبما أننا لا نعرف من هو الأب الحقيقي لهذا المخلوق ، ربما يكون أنا أو غالب أو أنت يا عزام
    أقترح عليكم أن نستعين بتكنولوجيا ال دي أن إي .
    ضحك غالب وقال ساخرا :
    ــ هل هذه من غير شوشرة يا فصيح ؟ الفيس بوك وقنوات الجزيرة والميادين والبي بي سي وال آر تي والعربية والقناة العاشرة الإسرائلية
    سوف يفضحوننا على الملأ ، والّي ما يشتري يتفرّج .
    والحل ؟ سأل كل من عزام وعبد القادر :
    ــ الحل أن نعمل قرعة ويتزوج صاحب النصيب من البنت قبل أن تضعها ألسن الحارة والحي في سلة واحدة مع طالبات المتعة والغانيات .
    أحاط غالب بيديه عبد القادر وعزام وكأنه الأخ الأكبر ، وقال لهما هامسا :
    ــ على أن يعتبر كل من العريس والعروس أن ما حصل سابقا هي تجربة قديمة وعدّت . موافقون ؟
    تآمر غالب وعزام واتفقا خلسة على أن يكتبا اسم عبد القادر في أوراق القرعة الثلاثة .
    رضِيَ عبد القادر بنصيبه وحظه فيما رسمه له القدر المكتوب . عقد قرانه على نبوية وصارت زوجته ، تنام معه في غرفته وفوق سريره
    دون أن يشاركه بها أحد .
    فاجأت آلام المخاض غير المتوقعة عبد القادر بأسرع مما حسب وقدَّر . زعق على إمبابي كي يحضر الداية .
    الولادة كانت سريعة وسهلة . حملت الداية الصبي وخرجت به ألى عبد القادر .
    ناولته المولود . أصابته دهشة كادت تودي بوقاره . المولود أسمر ولا يتفق مع لون بشرة أي من المرشحين في أن يكون أحدهم هو الأب الحقيقي .
    حمل عبد القادر المولود ونظر نحو إمبابي الواقف بالباب ينتظر الداية كي يوصلّها إلى بيتها في هذه الساعة المتأخرة من الليل
    ونظر أيضا نحو زميلية . كانت نظرة شاملة جامعة فيها من التساؤل الكثير ومن الشك أكثر بكثير . حضن الطفل ، قبّله بحنان أبوي ،
    لكنه لم يستطع أن يغفل عن الحقيقة المرة وهي أنه ليس أبا حقيقيا . تقدّم نحو نبيوية ، ناولها الطفل وقال في حياء :
    ــ مبروك .
    . جالت عينيه بنظرات حامت حول الجميع ، غالب ، عزام ، إمبابي ، نبوية والداية ثم أكمل حديثه ، لكن هذه المرة بجرأة :
    ــ هل أصبحت الحياة الشريفة مستحيلة حقا ؟!
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    #2
    أمام واقع مرير كالذي كتبته أناملك يصعب الحديث عن حياة كريمة.
    أمّا الشرف ففيه بعض خبل كما أشرت.
    لكن الشريف بسذاجته أعظم من حقير ذكي.

    والقصة فيها سرد وحكي ممتع

    تقبل مروري وسلامي

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
      أمام واقع مرير كالذي كتبته أناملك يصعب الحديث عن حياة كريمة.
      أمّا الشرف ففيه بعض خبل كما أشرت.
      لكن الشريف بسذاجته أعظم من حقير ذكي.

      والقصة فيها سرد وحكي ممتع

      تقبل مروري وسلامي
      كنت كريما معي أخي نور الدين أنك مررت فوق قصة عبد القادر
      أسعدني أنكم استمتعتم . ما بين السذاجة والذكاء شعرة وهذه هي حكاية عبد القادر
      تحياتي
      فوزي بيترو

      تعليق

      • حسن لشهب
        أديب وكاتب
        • 10-08-2014
        • 654

        #4
        صباح الروعة والجمال
        صحيح قولنا من الهم ما يضحك
        هذا حال صديقنا وانت تحكي قصته بروعة وتلقائية فليس من السهل وصف حالة تجمع الغباء والذكاء إلا من طرف كاتب متمرس.
        تحياتي أستاذي الكريم.

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
          صباح الروعة والجمال
          صحيح قولنا من الهم ما يضحك
          هذا حال صديقنا وانت تحكي قصته بروعة وتلقائية فليس من السهل وصف حالة تجمع الغباء والذكاء إلا من طرف كاتب متمرس.
          تحياتي أستاذي الكريم.
          عبد القادر إنسان بسيط يعشق الحياة البسيطة السهلة حتى لو جائت المحصلة على عكس ما كان يتوقع .
          مشكلته أنه يتوقع من الآخرين أن يشاهدوا أنفسهم من خلال مرآته . عبد القادر يتمتع بقدر من الذكاء قد يتخلّى عنه طواعية
          دون إي شعور بالذنب . قد يكون هذا هو الغباء .
          أخي وصديقي الرائع حسن لشهب
          تحياتي لك
          فوزي بيترو

          تعليق

          • عمار عموري
            أديب ومترجم
            • 17-05-2017
            • 1300

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
            عبد القادر


            عقارب الساعة تقترب من السادسة صباحا . في البداية كانت رنة جرس خجولة ، ثم تبعها طرق خفيف على الباب .
            عندما لم يستجب أصحاب الدار للطارق ، رفعت الرنة الخجولة الطرحة عن رأسها ، وضرب صاحبنا الباب بكف يده ضربات متتالية
            مما تسبب بخلخلة الهدوء الذي كانت تنعم به القطة النائمة على بسطة الدرج ، فهربت دون أن تنظر للوراء .
            لم يتوقف عبد القادر ولو قليلا عن قرع الجرس أو عن طرق الباب .
            في بداية الأمر ظن النائم أن المستهدف هو الشقة المجاورة لشقّتهم . لكنه عندما أدرك أن بابه بات على وشك التفتت والتفكك والإنهيار
            من شدة الخبط والضرب ، وقبل أن يتساقط باب شقته قطعا متناثرة ، نهض الذي كان نائما ، هرول نحو الباب
            والغضب يحتل كل تفكيره . وجد أمامه عبد القادر .
            عبد القادر هو ابن عم عزام زميل غالب في الشقة . ولم يدخر غالب من جانبه وسعا في شحن موقف ردة الفعل الغاضبة ،
            فجاء استقباله لعبد القادر فاترا وقال له قبل أن يدخل في طور النقاهة من الإنفعال :
            ــ أتعرف يا قليل الذوق ، لولا ابن عمك كنت أوسعتك ضربا على هذه الفعلة .
            وأكمل غالب حديثه بصورة تخلو من دسم المجاملة وقال صارخا :
            ــ من " طيز " الليل يا " غبي " تطرق الأبواب على الناس ، صحيح ما عندك ذرة فِهِم !
            أغلق الباب في وجهه وعاد إلى سريره .
            جلس عبد القادر على دكة البواب ينصت إلى سكون الفجر وزقزقة العصافير . أغمض عينيه بعد أن عجز عن الإستمرار
            في النظر والإنصات . ولما لم يعد يسمع شيئا ، فتح عينيه حين رأى أمامه ابن عمه عزام يبادله النظر في هدوء وابتسام :
            ــ صباح الخير يا ابن عمي . لماذا تجلس هنا ولم تدخل البيت ؟
            نهض عبد القادر عن الدكة ، نفّض ثيابه المُغبَرّة وقال معاتبا :
            ــ صاحبك طردني وأغلق الباب في وجهي . هل تقبلها لي ولك ؟
            توقف عن الكلام فجأة وهمس بأذن ابن عمه عزام قائلا :
            ــ أصبحت الآن بلا مأوى بعد أن غادر زميلي الشقة التي كنت أسكن معه فيها. وكما تعلم أنا لا أستطيع أن أقوم بتحمل إيجار الشقة وحدي .
            أعرف أن لديك غرفة ثالثة . لن أنسى معروفك إن وافقت أنت وزميلك على أن أقيم معكما ونتقاسم المصاريف كما تريدان .


            تمت الموافقة من طرف غالب على مضض .
            عبد القادر بدا نبتا شاذا في عالم تحكمه القوة والمراوغة . كان كثيرا ما يرجع إلى بيت العائلة ممزق الثياب أو دامي الأنف .
            له طقوس في كل شيء ، طقوس في مواعيد الأكل ، ومواعيد الدراسة ، ومواعيد النوم .
            اعتادا غالب وعزام على هذه الطقوس ، لا بل بات عبد القادر بنظرهما لعبة كالروبوت لا يقدم ساعة ولا يؤخر ساعة .
            الإقطار الغذاء والعشاء مواعيدها مقدسة . أما االفُسح والسينما والمسرح فالمواعيد مقنّنة . أصبح عبد القادر المادة المسلية في قاموسهما .
            في يوم من الأيام وكانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء ، وهو موعد عشاء عبد القادر .
            طبعا وكما هو مقرر . دخل المطبخ جهَّز عشاءه ، عمل الشاي وعزم على زميليه بكوبين وطلب منهما أن يوقظاه الساعة السادسة صباحا ،
            وهو موعد الدراسة والإفطار .
            مرِّت ثلاث ساعات منذ أن بدأ عبد القادر بممارسة الشخير . غالب وعزام يرغبان بشرب الشاي
            ومن يد عبد القادر لأنهما والكسل حبايب وأصحاب . تفتق ذهنهما عن خطة خبيثة تجعل عبد القادر
            يعمل لهما الشاي عن طيب خاطر وبرضاه .
            أمسك غالب بساعة يد عبد القادر الغارق في النوم وغيّر عقاربها من الساعة الثانية عشر إلى الساعة السادسة .
            ربت عزام على جبين ابن عمه قائلا له :
            ــ عبد عبد إصحى الساعة السادسة .
            نظر عبد القادر بساعة يده ثم نهض . دخل المطبخ جهّز إفطاره ، عمل الشاي وعزم على زميليه بكوبين .
            عبد القادر إنسان طيّب ويتمتع بأخلاق حميدة ومسالم ، كان أصحابه يتندرون عليه من شدة طيبته حتى أن بعضهم وصفه بالأهبل والعبيط . .
            عرف عبد القادر بالمقلب الذي تم طهيه في مطبخ عزام وغالب ، ولم يزعل منهما


            يدرك أمبابي بواب العمارة النوبي أن غالب هو الآمر الناهي وصاحب القرار في الشقة ، كما ويعرف أيضا أنهم يبحثون عن " شغالة "
            تساعدهم في التنظيف والأكل والغسيل والكوي . فلجأ إليه .
            نبوية بنت غلبانة ومقطوعة من شجرة ، لا يعرف لها أهل ولا حتى أصحاب . عندما سافر مخدوميها إلى اليونان بسبب الهجرة تيتّمت نبوية ،
            لا أب لا أم لا إخوة ولا أخوات . كانوا بالفعل لا بالقول أسرتها الصغيرة .
            اشتروا ثلاثتهم مرتبة ووسادة لنبوية الشغالة وقالوا لها بصيغة الجمع :
            ــ هنا ، في هذه الصالة تنامين .
            تقدّم غالب نحوها وهمس بأذنها مازحا :
            ــ إذا لم ترتاحي في هذه النومة ، أمامك ثلاث أسرة ، اختاري إحداها ونامي . سرير كل واحد منا واسع ويتسع لثلاثة !
            دبّت الحياة في الشقة ، وصار لساكني البيت عينا تراقبهم وترعاهم وعينا آخرى توزع خيراتها عليهم بالعدل والمساواة .
            المتضرر الوحيد من هذه " النبوية " ، هو عبد القادر . مواعيده المقدسة جرفتها السيول وصارت بخبر كان .
            نبوية هي التي باتت تقرر متى يأكل متى يدرس ومتى ينام .


            بعد مرور عدة أشهر على استقرار نبوية في الشقة والتي جلبت لأصحابها حميمية ودفيء لا تقدر بأثمان ، أحسّت بأعراض تشبه وحام الحمل .
            جلس الفرسان الثلاثة حول مائدتهم المستديرة يتداولون الأمر . جميعهم مدانون ، ونتيجة الحمل يجب أن يتحمّلها المتسبب .
            أشار عزام إلى الإستعانة بقابلة تقوم بعملية الإجهاض . لكنهم صرفوا نظر عن هذه الخطوة بسبب خطورتها على حياة البنيّة .
            عبد القادر كان أكثرهم حرصا على حل المشكلة من غير شوشرة وقال :
            ــ علينا أن نتحمل المسؤولية ، وبما أننا لا نعرف من هو الأب الحقيقي لهذا المخلوق ، ربما يكون أنا أو غالب أو أنت يا عزام
            أقترح عليكم أن نستعين بتكنولوجيا ال دي أن إي .
            ضحك غالب وقال ساخرا :
            ــ هل هذه من غير شوشرة يا فصيح ؟ الفيس بوك وقنوات الجزيرة والميادين والبي بي سي وال آر تي والعربية والقناة العاشرة الإسرائلية
            سوف يفضحوننا على الملأ ، والّي ما يشتري يتفرّج .
            والحل ؟ سأل كل من عزام وعبد القادر :
            ــ الحل أن نعمل قرعة ويتزوج صاحب النصيب من البنت قبل أن تضعها ألسن الحارة والحي في سلة واحدة مع طالبات المتعة والغانيات .
            أحاط غالب بيديه عبد القادر وعزام وكأنه الأخ الأكبر ، وقال لهما هامسا :
            ــ على أن يعتبر كل من العريس والعروس أن ما حصل سابقا هي تجربة قديمة وعدّت . موافقون ؟
            تآمر غالب وعزام واتفقا خلسة على أن يكتبا اسم عبد القادر في أوراق القرعة الثلاثة .
            رضِيَ عبد القادر بنصيبه وحظه فيما رسمه له القدر المكتوب . عقد قرانه على نبوية وصارت زوجته ، تنام معه في غرفته وفوق سريره
            دون أن يشاركه بها أحد .
            فاجأت آلام المخاض غير المتوقعة عبد القادر بأسرع مما حسب وقدَّر . زعق على إمبابي كي يحضر الداية .
            الولادة كانت سريعة وسهلة . حملت الداية الصبي وخرجت به ألى عبد القادر .
            ناولته المولود . أصابته دهشة كادت تودي بوقاره . المولود أسمر ولا يتفق مع لون بشرة أي من المرشحين في أن يكون أحدهم هو الأب الحقيقي .
            حمل عبد القادر المولود ونظر نحو إمبابي الواقف بالباب ينتظر الداية كي يوصلّها إلى بيتها في هذه الساعة المتأخرة من الليل
            ونظر أيضا نحو زميلية . كانت نظرة شاملة جامعة فيها من التساؤل الكثير ومن الشك أكثر بكثير . حضن الطفل ، قبّله بحنان أبوي ،
            لكنه لم يستطع أن يغفل عن الحقيقة المرة وهي أنه ليس أبا حقيقيا . تقدّم نحو نبيوية ، ناولها الطفل وقال في حياء :
            ــ مبروك .
            . جالت عينيه بنظرات حامت حول الجميع ، غالب ، عزام ، إمبابي ، نبوية والداية ثم أكمل حديثه ، لكن هذه المرة بجرأة :
            ــ هل أصبحت الحياة الشريفة مستحيلة حقا ؟!
            على الكاتب أن ينتبه لأخطائه النحوية والإملائية والصرفية أثناء كتابة النص وعند مراجعته. مر على نشر هذا النص أكثر من أسبوع ومازالت الأخطاء فيه دون أي تصحيح، ما يجعل القارئ يشك في معرفة الكاتب بأبسط قواعد اللغة العربية.

            أخي فوزي : عد إلى نصك هذا، وتدرب على تصحيح أخطائك بنفسك...وإن شئت، اقترحت عليك إرسال نصوصك إلي على البريد الخاص، لأراجعها وأصححها لك قبل نشرها، وأجري على الله.

            وأغتنم الفرصة، لألفت انتباه الأخوة الأدباء الذين يمرون على نصوص غيرهم، إلى أن المرور على الأخطاء اللغوية دون تصحيحها هي إهانة لأسمائكم أولا ولملتقاكم هذا ثانيا، قبل أن تكون أخيرا، إهانة لصاحب النص.

            نعم، يمكننا التساهل مع هفوة كتابية أو هفوتين أو أكثر، لكن أن تغضوا الطرف على مثل الكم من الأخطاء، فهذا ما يثير شكوكا كبيرة حول جدية آرائكم وتعاليقكم على النص.

            مع تقديري لصاحب النص
            واحترامي لكل من مر من هنا.

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
              على الكاتب أن ينتبه لأخطائه النحوية والإملائية والصرفية أثناء كتابة النص وعند مراجعته. مر على نشر هذا النص أكثر من أسبوع ومازالت الأخطاء فيه دون أي تصحيح، ما يجعل القارئ يشك في معرفة الكاتب بأبسط قواعد اللغة العربية.

              أخي فوزي : عد إلى نصك هذا، وتدرب على تصحيح أخطائك بنفسك...وإن شئت، اقترحت عليك إرسال نصوصك إلي على البريد الخاص، لأراجعها وأصححها لك قبل نشرها، وأجري على الله.

              وأغتنم الفرصة، لألفت انتباه الأخوة الأدباء الذين يمرون على نصوص غيرهم، إلى أن المرور على الأخطاء اللغوية دون تصحيحها هي إهانة لأسمائكم أولا ولملتقاكم هذا ثانيا، قبل أن تكون أخيرا، إهانة لصاحب النص.

              نعم، يمكننا التساهل مع هفوة كتابية أو هفوتين أو أكثر، لكن أن تغضوا الطرف على مثل الكم من الأخطاء، فهذا ما يثير شكوكا كبيرة حول جدية آرائكم وتعاليقكم على النص.

              مع تقديري لصاحب النص
              واحترامي لكل من مر من هنا.
              الحق أقوله لك أخي وأستاذنا عمار ، أنني قد قمت بمراجعة النص قبل نشرة أكثر من مرّة .
              هذه هي قدراتي في الإملاء والنحو والصرف . طبعا يسعدني ويشرح صدري أن تقوم متبرعا بالتصحيح .
              كلّه ولا زعلك يا أستاذ عمار . وأنا على استعداد أن أقوم بتعديل نصوصي السابقة أيضا إذا كان هذا يرضيكم .
              ملاحظة بريئه :
              أقبلها أن توجه النصح لي بهذا الأسلوب المتعالي والمستفز .
              لكن قد لا يقبل هذه الطريقة في التعبير وفي النصح غيري من الزملاء
              واحترامي لكل من مر من هنا. هو فِضِل في احترام وغيره !
              يقولون في الأمثال :
              الكلمة الحلوة طالعة والبشعة طالعة ، وكلاهما يوصل للهدف .. وعلى صاحب المصلحة أن يختار الأنسب .

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                لقد قام مشكورا أستاذنا الجليل محمد فهمي يوسف بتصويب الأخطاء الواردة بنص " عبد القادر " مع الإحترام والتقدير .
                الأستاذ فوزي بيترو
                تحياتي
                عبد القادر
                (قصة قصيرة لفوزي بيترو) في الملتقى


                المراجعة :


                - قمت بترك الأخطاء وكتابة الصواب بعدها مباشرة باللون الأحمر


                2- وضعت قوسين باللون الأحمر حول الكلمات العامية أو غير العربية لاشتمال القصة على ذلك

                3- حذفت بعض الكلمات بعلامة × دون محوها وكتبت الصواب بعد العلامة لحسن الأسلوب


                4- التصويب شمل مكان الكلمات من الإعراب ، وصحتها الإملائية


                5- لم أعلق على مضمون القصة ؛
                فلكل كاتب حريته في اختيار المضمون حسب بيئته وثقافته ومعتقداته وأهدافه ومن يكتب لهم.



                6- لم يعجبني فقط رد الغاضب المستيقظ غالب بكلمة ( طيز) مهما كانت شدة غضبه من الطارق عبد القادر ، وكان يمكن أن تكون (آخر) الليل ، من مؤلف القصة ، لكن هو يتكلم بلسان غيره .


                7- عرفت الأستاذ فوزي في الملتقى إنسانا محترما .
                تحياتي وتصلك غدا القصة بعد تمام المراجعة إن شاء الله




                مساء الخير
                أشكرك أستاذنا محمد فهمي يوسف
                الرب يباركك




                عزيزي أ. فوزي
                هذه مراجعتي لقصتكم ( وفوق كلِّ ذي علمٍ عليم )
                عبد القادر
                عقارب الساعة تقترب من السادسة صباحا . في البداية كانت رنة جرس خجولة ، ثم تبعها طرق خفيف على الباب
                عندما لم يستجب أصحاب الدار للطارق ، رفعت الرنة الخجولة الطرحة عن رأسها ، وضرب صاحبنا الباب بكف يده ضربات متتالية
                مما تسبب بخلخلة الهدوء الذي كانت تنعم به القطة النائمة على بسطة الدرج ، فهربت دون أن تنظر للوراء لم يتوقف عبد القادر ولو قليلا عن قرع الجرس أو عن طرق الباب
                في بداية الأمر ظن النائم أن المستهدف هو الشقة المجاورة لشقّتهم لكنه عندما أدرك أن بابه بات على وشك التفتت والتفكك والإنهيارالانهيار
                شدة الخبط والضرب ، وقبل أن يتساقط باب شقته قطعا متناثرة ، نهض (الذي× من كان) نائما ،وهرول نحو الباب
                والغضب يحتل كل تفكيره ، وجد أمامه عبد القادر
                عبد القادر هو ابن عم عزام زميل غالب في الشقة ، ولم يدخر غالب من جانبه وسعا في شحن موقف ردة الفعل الغاضبة ،
                فجاء استقباله لعبد القادر فاترا
                وقال له قبل أن يدخل في طور النقاهة من الإنفعال

                كنت أوسعتك ضربا على هذه الفعلة

                ــ أتعرف يا قليل الذوق ، لولا ابن عمك
                وأكمل غالب حديثه بصورة تخلو من دسم المجاملة وقال صارخا:
                ــ من " طيز " الليل يا " غبي " تطرق الأبواب على الناس ، صحيح ما عندك ذرة فِهِم !
                أغلق الباب في وجهه وعاد إلى سريره
                جلس عبد القادر على دكة البواب ينصت إلى سكون الفجر وزقزقة العصافير ، أغمض عينيه بعد أن عجز عن الإستمرارالاستمرار
                في النظر والإنصات . ولما لم يعد يسمع شيئا ، فتح عينيه حين رأى أمامه ابن عمه عزام يبادله النظر في هدوء وابتسام :
                ــ صباح الخير يا ابن عمي . لماذا تجلس هنا ولم تدخل البيت ؟
                نهض عبد القادر عن الدكة ، نفّض ثيابه المُغبَرّة وقال معاتبا:
                ــ صاحبك طردني وأغلق الباب في وجهي . هل تقبلها لي ولك ؟
                توقف عن الكلام فجأة وهمس بأذن ابن عمه عزام قائلا :
                ــ أصبحت الآن بلا مأوى بعد أن غادر زميلي الشقة التي كنت أسكن معه فيها، وكما تعلم أنا لا أستطيع أن أقوم بتحمل إيجار الشقة وحدي
                أعرف أن لديك غرفة ثالثة ، لن أنسى معروفك إن وافقت أنت وزميلك على أن أقيم معكما ونتقاسم المصاريف كما تريدان
                تمت الموافقة من طرف غالب على مضض
                عبد القادر بدا نبتا شاذا في عالم تحكمه القوة والمراوغة ، كان كثيرا ما يرجع إلى بيت العائلة ممزق الثياب أو دامي الأنف.
                له طقوس في كل شيء ، طقوس في مواعيد الأكل ، ومواعيد الدراسة ، ومواعيد النوم
                اعتادا غالب وعزام على هذه الطقوس ، لا بل بات عبد القادر بنظرهما لعبة (كالروبوت) لا يقدم ساعة ولا يؤخر(ساعة
                الإقطار الإفطار الغذاء والعشاء مواعيدها مقدسة ، أما االفُسح والسينما والمسرح فالمواعيد مقنّنة . أصبح عبد القادر المادة المسلية في قاموسهما
                في يوم من الأيام وكانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء ، وهو موعد عشاء عبد القادر
                طبعا وكما هو مقرر دخل المطبخ جهَّز عشاءه ، عمل الشاي وعزم على زميليه بكوبين وطلب منهما أن يوقظاه الساعة السادسة صباحا ،
                وهو موعد الدراسة والإفطار
                مرِّت ثلاث ساعات منذ أن بدأ عبد القادر بممارسة الشخير .


                غالب وعزام يرغبان بشرب الشاي
                ومن يد عبد القادر لأنهما والكسل حبايب وأصحاب . تفتق ذهنهما عن خطة خبيثة تجعل عبد القادر
                يعمل لهما الشاي عن طيب خاطر وبرضاه
                أمسك غالب بساعة يد عبد القادر الغارق في النوم وغيّر عقاربها من الساعة الثانية عشر إلى الساعة السادسة
                ربت عزام على جبين ابن عمه قائلا له :
                ــ عبد عبد إصحىاصحَ الساعة السادسة
                نظر عبد القادر بساعة يده ثم نهض . دخل المطبخ جهّز إفطاره ، عمل الشاي وعزم على زميليه بكوبين
                عبد القادر إنسان طيّب ويتمتع بأخلاق حميدة ومسالم ، كان أصحابه يتندرون عليه من شدة طيبته حتى أن بعضهم وصفه بالأهبل والعبيط
                عرف عبد القادر بالمقلب الذي تم طهيه في مطبخ عزام وغالب ، ولم يزعل منهما
                يدرك أمبابي إمبابي بواب العمارة النوبي أن غالب هو الآمر الناهي وصاحب القرار في الشقة ، كما ويعرف أيضا أنهم يبحثون عن " شغالة "
                تساعدهم في التنظيف وتجهيزالأكل والغسيل والكوي الكيّ. فلجأ إليه إلى
                نبوية بنت غلبانة ومقطوعة من شجرة ، لا يُعرف لها أهلٌ ولا حتى أصحاب . عندما سافر مخدوميها مخدوموهاإلى اليونان بسبب الهجرة تيتّمت نبوية ،
                لا أب لا أم لا إخوة ولا أخوات . كانوا بالفعل لا بالقول أسرتها الصغيرة
                اشتروا ثلاثتهم مرتبة ووسادة لنبوية الشغالة وقالوا لها بصيغة الجمع :
                ــ هنا ، في هذه الصالة تنامين
                تقدّم غالب نحوها وهمس بأذنها مازحا :
                ــ إذا لم ترتاحي في هذه النومة ، أمامك ثلاث أسرة ، اختاري إحداها ونامي . سرير كل واحد منا واسع ويتسع لثلاثة!
                دبّت الحياة في الشقة ، وصار لساكني البيت عينا تراقبهم وترعاهم وعينا آخرى أخرى توزع خيراتها عليهم بالعدل والمساواة
                المتضرر الوحيد من هذه " النبوية " هو عبد القادر . مواعيده المقدسة جرفتها السيول وصارت بخبر كان!
                نبوية هي التي باتت تقرر متى يأكل متى يدرس ومتى ينام ؟؟؟
                بعد مرور عدة أشهر على استقرار نبوية في الشقة والتي جلبت لأصحابها حميمية ودفيءدفْء لا تقدر بأثمان ، أحسّت بأعراض تشبه وحام الحمل
                جلس الفرسان الثلاثة حول مائدتهم المستديرة يتداولون الأمر . جميعهم مدانون ، ونتيجة الحمل يجب أن يتحمّلها المتسبب
                أشار عزام إلى الإستعانةالاستعانة بقابلة تقوم بعملية الإجهاض لكنهم صرفوا نظر عن هذه الخطوة بسبب خطورتها على حياة البنيّة
                عبد القادر كان أكثرهم حرصا على حل المشكلة من غير شوشرة وقال:
                ــ علينا أن نتحمل المسؤولية ، وبما أننا لا نعرف من هو الأب الحقيقي لهذا المخلوق ، ربما يكون أنا أو غالب أو أنت يا عزام
                أقترح عليكم أن نستعين بتكنولوجيا ال ( دي أن إي).!
                ضحك غالب وقال ساخرا:
                ــ هل هذه من غير شوشرة يا فصيح ؟ (الفيس بوك) وقنوات الجزيرة والميادين و(البي بي سي وال آر تي )والعربية والقناة العاشرة الإسرائلية
                سوف يفضحوننا على الملأ ، والّي( اللي) ما يشتري يتفرّج
                والحل ؟ سأل كل من عزام وعبد القادر:
                ــ الحل أن نعمل قرعة ويتزوج صاحب النصيب من البنت قبل أن تضعها ألسن الحارة والحي في سلة واحدة مع طالبات المتعة والغانيات
                أحاط غالب بيديه عبد القادر وعزام وكأنه الأخ الأكبر وقال لهما هامسا: على أن يعتبر كل من العريس والعروس أن ما حصل سابقا هي تجربة قديمة و(عدّت) . موافقون ؟
                تآمر غالب وعزام واتفقا خلسة على أن يكتبا اسم عبد القادر في أوراق القرعة الثلاثة
                رضِيَ عبد القادر بنصيبه وحظه فيما رسمه له القدر المكتوب . عقد قرانه على نبوية وصارت زوجته ، تنام معه في غرفته وفوق سريره
                دون أن يشاركه بها أحد
                فاجأت آلام المخاض غير المتوقعة عبد القادر بأسرع مما حسب وقدَّر . زعق على إمبابي كي يحضر الداية
                الولّادة كانت سريعة وسهلة . حملت الداية الصبي وخرجت به ألى إلى عبد القادر
                ناولته المولود . أصابته دهشة كادت تودي بوقاره

                المولود أسمر ولا يتفق مع لون بشرة أي من المرشحين في أن يكون أحدهم هو الأب الحقيقي
                حمل عبد القادر المولود ونظر نحو إمبابي الواقف بالباب ينتظر الداية كي يوصلّها إلى بيتها في هذه الساعة المتأخرة من الليل
                ونظر أيضا نحو زميليةزميليهِ. كانت نظرة شاملة جامعة فيها من التساؤل الكثير ومن الشك أكثر بكثير حضن الطفل ، قبّله بحنان أبوي ،
                لكنه لم يستطع أن يغفل عن الحقيقة المرة وهي أنه ليس أبا حقيقيا . تقدّم نحو نبيوية نبوية ، ناولها الطفل وقال في حياء :
                ــ مبروك
                جالت عينيهعيناهُ بنظرات حامت حول الجميع ، غالب ، عزام ، إمبابي ، نبوية والداية ثم أكمل حديثه ، لكن هذه المرة بجرأة
                ــ هل أصبحت الحياة الشريفة مستحيلة حقا ؟ !


                ======
                تحركت بعض الجمل عن مكانها أثناء نقل النسخة المراجعة ، وعليك التنبه لذلك حسب أحداث قصتك
                تحياتي

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  عبد القادر
                  بعد التعديل



                  عقارب الساعة تقترب من السادسة صباحا . في البداية كانت رنة جرس خجولة ، ثم تبعها طرق خفيف على الباب .
                  عندما لم يستجب أصحاب الدار للطارق ، رفعت الرنة الخجولة الطرحة عن رأسها ، وضرب صاحبنا الباب بكف يده ضربات متتالية
                  مما تسبب بخلخلة الهدوء الذي كانت تنعم به القطة النائمة على بسطة الدرج ، فهربت دون أن تنظر للوراء .
                  لم يتوقف عبد القادر ولو قليلا عن قرع الجرس أو عن طرق الباب .
                  في بداية الأمر ظن النائم أن المستهدف هو الشقة المجاورة لشقّتهم . لكنه عندما أدرك أن بابه بات على وشك التفتت والتفكك والانهيار
                  وقبل أن يتساقط باب شقته قطعا متناثرة ، نهض وهرول نحو الباب والغضب يحتل كل تفكيره . وجد أمامه عبد القادر .
                  عبد القادر هو ابن عم عزام زميل غالب في الشقة . ولم يدخر غالب من جانبه وسعا في شحن موقف ردة الفعل الغاضبة ،
                  فجاء استقباله لعبد القادر فاترا وقال له قبل أن يدخل في طور النقاهة من الإنفعال :
                  ــ أتعرف يا قليل الذوق ، لولا ابن عمك كنت أوسعتك ضربا على هذه الفعلة .
                  وأكمل غالب حديثه بصورة تخلو من دسم المجاملة وقال صارخا :
                  ــ من أواخر الليل يا " غبي " تطرق الأبواب على الناس ، صحيح ما عندك ذرة فِهِم !
                  أغلق الباب في وجهه وعاد إلى سريره .


                  جلس عبد القادر على دكة البواب ينصت إلى سكون الفجر وزقزقة العصافير . أغمض عينيه بعد أن عجز عن الاستمرار
                  في النظر والإنصات . ولما لم يعد يسمع شيئا ، فتح عينيه حين رأى أمامه ابن عمه عزام يبادله النظر في هدوء وابتسام :
                  ــ صباح الخير يا ابن عمي . لماذا تجلس هنا ولم تدخل البيت ؟
                  نهض عبد القادر عن الدكة ، نفّض ثيابه المُغبَرّة وقال معاتبا :
                  ــ صاحبك طردني وأغلق الباب في وجهي . هل تقبلها لي ولك ؟
                  توقف عن الكلام فجأة وهمس بأذن ابن عمه عزام قائلا :
                  ــ أصبحت الآن بلا مأوى بعد أن غادر زميلي الشقة التي كنت أسكن معه فيها. وكما تعلم أنا لا أستطيع أن أقوم بتحمل إيجار الشقة وحدي .
                  أعرف أن لديك غرفة ثالثة . لن أنسى معروفك إن وافقت أنت وزميلك على أن أقيم معكما ونتقاسم المصاريف كما تريدان .




                  تمت الموافقة من طرف غالب على مضض .
                  عبد القادر بدا نبتا شاذا في عالم تحكمه القوة والمراوغة . كان كثيرا ما يرجع إلى بيت العائلة ممزق الثياب أو دامي الأنف .
                  له طقوس في كل شيء ، طقوس في مواعيد الأكل ، ومواعيد الدراسة ، ومواعيد النوم .
                  اعتادا غالب وعزام على هذه الطقوس ، لا بل بات عبد القادر بنظرهما لعبة (كالروبوت ) لا يقدم ساعة ولا يؤخر .
                  الإفطار الغذاء والعشاء مواعيدها مقدسة . أما االفُسح والسينما والمسرح فالمواعيد مقنّنة . أصبح عبد القادر المادة المسلية في قاموسهما .
                  في يوم من الأيام وكانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء ، وهو موعد عشاء عبد القادر .
                  طبعا وكما هو مقرر . دخل المطبخ جهَّز عشاءه ، عمل الشاي وعزم على زميليه بكوبين وطلب منهما أن يوقظاه الساعة السادسة صباحا ،
                  وهو موعد الدراسة والإفطار .
                  مرِّت ثلاث ساعات منذ أن بدأ عبد القادر بممارسة الشخير . غالب وعزام يرغبان بشرب الشاي
                  ومن يد عبد القادر لأنهما والكسل حبايب وأصحاب . تفتق ذهنهما عن خطة خبيثة تجعل عبد القادر
                  يعمل لهما الشاي عن طيب خاطر وبرضاه .
                  أمسك غالب بساعة يد عبد القادر الغارق في النوم وغيّر عقاربها من الساعة الثانية عشر إلى الساعة السادسة .
                  ربت عزام على جبين ابن عمه قائلا له :
                  ــ عبد عبد إصحَ الساعة السادسة .
                  نظر عبد القادر بساعة يده ثم نهض . دخل المطبخ جهّز إفطاره ، عمل الشاي وعزم على زميليه بكوبين .
                  عبد القادر إنسان طيّب ويتمتع بأخلاق حميدة ومسالم ، كان أصحابه يتندرون عليه من شدة طيبته حتى أن بعضهم وصفه بالأهبل والعبيط . .
                  عرف عبد القادر بالمقلب الذي تم طهيه في مطبخ عزام وغالب ، ولم يزعل منهما




                  يدرك إمبابي بواب العمارة النوبي أن غالب هو الآمر الناهي وصاحب القرار في الشقة ، كما ويعرف أيضا أنهم يبحثون عن " شغالة "
                  تساعدهم في التنظيف وتجهيز الأكل والغسيل والكي . فلجأ إلى نبوية .
                  نبوية بنت غلبانة ومقطوعة من شجرة ، لا يعرف لها أهل ولا حتى أصحاب . عندما سافر مخدوموها إلى اليونان بسبب الهجرة تيتّمت نبوية ،
                  لا أب لا أم لا إخوة ولا أخوات . كانوا بالفعل لا بالقول أسرتها الصغيرة .
                  اشتروا ثلاثتهم مرتبة ووسادة لنبوية الشغالة وقالوا لها بصيغة الجمع :
                  ــ هنا ، في هذه الصالة تنامين .
                  تقدّم غالب نحوها وهمس بأذنها مازحا :
                  ــ إذا لم ترتاحي في هذه النومة ، أمامك ثلاث أسرة ، اختاري إحداها ونامي . سرير كل واحد منا واسع ويتسع لثلاثة !
                  دبّت الحياة في الشقة ، وصار لساكني البيت عينا تراقبهم وترعاهم وعينا أخرى توزع خيراتها عليهم بالعدل والمساواة .
                  المتضرر الوحيد من هذه " النبوية " ، هو عبد القادر . مواعيده المقدسة جرفتها السيول وصارت بخبر كان !
                  نبوية هي التي باتت تقرر متى يأكل متى يدرس ومتى ينام ؟؟؟




                  بعد مرور عدة أشهر على استقرار نبوية في الشقة والتي جلبت لأصحابها حميمية ودفء لا تقدر بأثمان ، أحسّت بأعراض تشبه وحام الحمل .
                  جلس الفرسان الثلاثة حول مائدتهم المستديرة يتداولون الأمر . جميعهم مدانون ، ونتيجة الحمل يجب أن يتحمّلها المتسبب .
                  أشار عزام إلى الاستعانة بقابلة تقوم بعملية الإجهاض . لكنهم صرفوا نظر عن هذه الخطوة بسبب خطورتها على حياة البنيّة .
                  عبد القادر كان أكثرهم حرصا على حل المشكلة من غير شوشرة وقال :
                  ــ علينا أن نتحمل المسؤولية ، وبما أننا لا نعرف من هو الأب الحقيقي لهذا المخلوق ، ربما يكون أنا أو غالب أو أنت يا عزام
                  أقترح عليكم أن نستعين بتكنولوجيا ال (دي أن إي ) .!
                  ضحك غالب وقال ساخرا :
                  ــ هل هذه من غير شوشرة يا فصيح ؟ (الفيس بوك ) وقنوات الجزيرة والميادين وال (بي بي سي وال آر تي ) والعربية والقناة العاشرة الإسرائلية
                  سوف يفضحوننا على الملأ ، واللي ما يشتري يتفرّج .
                  والحل ؟ سأل كل من عزام وعبد القادر :
                  ــ الحل أن نعمل قرعة ويتزوج صاحب النصيب من البنت قبل أن تضعها ألسن الحارة والحي في سلة واحدة مع طالبات المتعة والغانيات .
                  أحاط غالب بيديه عبد القادر وعزام وكأنه الأخ الأكبر ، وقال لهما هامسا :
                  ــ على أن يعتبر كل من العريس والعروس أن ما حصل سابقا هي تجربة قديمة (وعدَّت ) . موافقون ؟
                  تآمر غالب وعزام واتفقا خلسة على أن يكتبا اسم عبد القادر في أوراق القرعة الثلاثة .
                  رضِيَ عبد القادر بنصيبه وحظه فيما رسمه له القدر المكتوب . عقد قرانه على نبوية وصارت زوجته ، تنام معه في غرفته وفوق سريره
                  دون أن يشاركه بها أحد .
                  فاجأت آلام المخاض غير المتوقعة عبد القادر بأسرع مما حسب وقدَّر . زعق على إمبابي كي يحضر الداية .
                  الولادة كانت سريعة وسهلة . حملت الداية الصبي وخرجت به إلى عبد القادر .
                  ناولته المولود . أصابته دهشة كادت تودي بوقاره . المولود أسمر ولا يتفق مع لون بشرة أي من المرشحين في أن يكون أحدهم هو الأب الحقيقي .
                  حمل عبد القادر المولود ونظر نحو إمبابي الواقف بالباب ينتظر الداية كي يوصلّها إلى بيتها في هذه الساعة المتأخرة من الليل
                  ونظر أيضا نحو زميليه . كانت نظرة شاملة جامعة فيها من التساؤل الكثير ومن الشك أكثر بكثير . حضن الطفل ، قبّله بحنان أبوي ،
                  لكنه لم يستطع أن يغفل عن الحقيقة المرة وهي أنه ليس أبا حقيقيا . تقدّم نحو نبوية ، ناولها الطفل وقال في حياء :
                  ــ مبروك .
                  جالت عيناه بنظرات حامت حول الجميع ، غالب ، عزام ، إمبابي ، نبوية والداية ثم أكمل حديثه ، لكن هذه المرة بجرأة :
                  ــ هل أصبحت الحياة الشريفة مستحيلة حقا ؟!

                  تعليق

                  • أسعد جماجم
                    أعمال حرة
                    • 24-04-2011
                    • 387

                    #10

                    في قصة عبد القادر للأخ فوزي سليم بيترو تغلب السرد على التعبير ،
                    و أفسح للقارئ النص على فجائية الأحداث و أن كانت غير مجدية
                    في تراكمات تلك التوصيفات المرتبطة أساسا بالعلاقات المتعدية و المتداخلة
                    في أحداث القصة و مراحلها المتشعبة
                    و محيطها المباشر
                    ألم ينتبه عبد القادر بعدما استحالت عليه الحياة الشريفة
                    و قد تميز ببسترة الجانب الأخلاقي
                    و الاحتفاظ بتلك المسافة
                    التي انزاحت و فسحت التجارب الصفرية في دالة لوقارثمية بدأت من الصفر و انتهت إليه ,
                    إذ لم تحدد الملامح الإيديولوجية لهذه الكائنات المتناثرة في الاختلاف ,
                    عبد القادر , عزام و غالب و نبوية ,
                    أليس من المجحف اختصار النص و جوانبه الفنية
                    على حبل غسيل لنشر الأخطاء التافهة البسيطة و التشهير بها
                    و قد تدحرجت في غفلة من الكاتب و أن كانت شحيحة بل ناذرة لم تتجاوز تخوم

                    الاعذار الذي جاء عنيفا و متطاولا تجرأ على اختصار كل الردود
                    في الأخير(عبد القادر) قصة طويلة تستحق القراءة

                    تعليق

                    • فوزي سليم بيترو
                      مستشار أدبي
                      • 03-06-2009
                      • 10949

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أسعد جماجم مشاهدة المشاركة

                      في قصة عبد القادر للأخ فوزي سليم بيترو تغلب السرد على التعبير ،
                      و أفسح للقارئ النص على فجائية الأحداث و أن كانت غير مجدية
                      في تراكمات تلك التوصيفات المرتبطة أساسا بالعلاقات المتعدية و المتداخلة
                      في أحداث القصة و مراحلها المتشعبة
                      و محيطها المباشر
                      ألم ينتبه عبد القادر بعدما استحالت عليه الحياة الشريفة
                      و قد تميز ببسترة الجانب الأخلاقي
                      و الاحتفاظ بتلك المسافة
                      التي انزاحت و فسحت التجارب الصفرية في دالة لوقارثمية بدأت من الصفر و انتهت إليه ,
                      إذ لم تحدد الملامح الإيديولوجية لهذه الكائنات المتناثرة في الاختلاف ,
                      عبد القادر , عزام و غالب و نبوية ,
                      أليس من المجحف اختصار النص و جوانبه الفنية
                      على حبل غسيل لنشر الأخطاء التافهة البسيطة و التشهير بها
                      و قد تدحرجت في غفلة من الكاتب و أن كانت شحيحة بل ناذرة لم تتجاوز تخوم

                      الاعذار الذي جاء عنيفا و متطاولا تجرأ على اختصار كل الردود
                      في الأخير(عبد القادر) قصة طويلة تستحق القراءة


                      أليس من المجحف اختصار النص و جوانبه الفنية
                      على حبل غسيل لنشر الأخطاء التافهة البسيطة و التشهير بها


                      نعم أخي أسعد ، أتفق معك تماما في أن اختصار القصة قد ظلم أبطالها ولم يأخذوا حقَّهم
                      في إبراز ملامحهم ، فظهرت صورهم باهتة ، لا جمال ولا وضوح ولا حتى روح .
                      ربما أن هذا الجنس " القصة القصيرة " قد قيّد الكاتب ونزع عنه مخالبه ، المخالب التي
                      يحتاجها الكاتب كي يشتبك مع الحرف في سيمفونية بديعة .
                      تحياتي لك أخي أسعد جماجم
                      وكل الشكر لإهتمامكم وملاحظاتكم
                      فوزي بيترو

                      تعليق

                      • أسعد جماجم
                        أعمال حرة
                        • 24-04-2011
                        • 387

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                        أليس من المجحف اختصار النص و جوانبه الفنية
                        على حبل غسيل لنشر الأخطاء التافهة البسيطة و التشهير بها


                        نعم أخي أسعد ، أتفق معك تماما في أن اختصار القصة قد ظلم أبطالها ولم يأخذوا حقَّهم
                        في إبراز ملامحهم ، فظهرت صورهم باهتة ، لا جمال ولا وضوح ولا حتى روح .
                        ربما أن هذا الجنس " القصة القصيرة " قد قيّد الكاتب ونزع عنه مخالبه ، المخالب التي
                        يحتاجها الكاتب كي يشتبك مع الحرف في سيمفونية بديعة .
                        تحياتي لك أخي أسعد جماجم
                        وكل الشكر لإهتمامكم وملاحظاتكم
                        فوزي بيترو
                        أخي بيترو الكبير
                        تمنيت لو قرأت تعقيبي بالدقة المتناهية
                        و بالتسديد الذي أقصد ،
                        و قد كانت قصتك نموذجا في العراء
                        لمن أمموا قوانين الكتابة طازجة و غير منقوصة و بأبوية مفرطة
                        نتفقد المحطات المتعاقبة كي تجمعنا بالأحضان و بالنصائح و التصحيح أيضا
                        و لكنها تأخرت و غابت و تركتنا أيتاما
                        نتوق للرسائل السرية تحت الماء علها تتجاوز العقدة ( التوربيون ) و تعيد لنا
                        التأهيل و الصياغة و إعادة الهيكلة على غرار كبار الأدباء و الكتاب و المبدعين
                        ومن غير نقائص تذكر حتى لو كانت بسيطة

                        أسعد جماجم

                        تعليق

                        • فوزي سليم بيترو
                          مستشار أدبي
                          • 03-06-2009
                          • 10949

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أسعد جماجم مشاهدة المشاركة
                          أخي بيترو الكبير
                          تمنيت لو قرأت تعقيبي بالدقة المتناهية
                          و بالتسديد الذي أقصد ،
                          و قد كانت قصتك نموذجا في العراء
                          لمن أمموا قوانين الكتابة طازجة و غير منقوصة و بأبوية مفرطة
                          نتفقد المحطات المتعاقبة كي تجمعنا بالأحضان و بالنصائح و التصحيح أيضا
                          و لكنها تأخرت و غابت و تركتنا أيتاما
                          نتوق للرسائل السرية تحت الماء علها تتجاوز العقدة ( التوربيون ) و تعيد لنا
                          التأهيل و الصياغة و إعادة الهيكلة على غرار كبار الأدباء و الكتاب و المبدعين
                          ومن غير نقائص تذكر حتى لو كانت بسيطة

                          أسعد جماجم
                          أشكرك أخي أسعد جماجم للتوضيح الذي لم يكن غائبا عن بالي
                          نعم أفتقد معك المحطات التي تعاقبت فجمعت الجميع دون تمييز بالنصائح والتصحيح
                          ودون تفرقة بين سين من الناس وبين صاد .
                          ربما في القادم من محطات وربما في هذه المحطة بالذات، نكتشف أن في الدار هناك إنسان قادر على أن يحضن
                          ولا يترك بابا لليتم إلاّ ويقفله .
                          سلامي لك أخي أسعد
                          فوزي بيترو

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            جميل ومدهش ياعم العموم
                            بارك الله فيك
                            قبلاتي
                            sigpic

                            تعليق

                            • عائده محمد نادر
                              عضو الملتقى
                              • 18-10-2008
                              • 12843

                              #15
                              يالسخرية الأقدار
                              وهذا ال عبد القادر كم جعلني أشعر بالأسى عليه
                              مؤكد هو ضعف بالشخصية يرافقها ضعف الحال وربما رقته أيضا
                              شخصية تفاعلت معها رغما عني وأحببت وجودها لأنها دسمة
                              ربما اللون لايعني شيئا فالجينات قد تأتي على غفلة هاهاها
                              تستحق الفن الساخر وبجدارة
                              تحياتي وباقة ورد
                              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                              تعليق

                              يعمل...
                              X