خيبة من نوع أخر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حصة العنزي
    أديبة وكاتبة
    • 10-10-2013
    • 52

    خيبة من نوع أخر

    وجوه شابة تائهة تدور حول نفسها في مساحات ضيقة،لا تجيد ضبط الوقت والاعصاب ، تتزاحم في صفوف غير مرتبة تلوّح بأوراق وملفات تطرد حر الصيف وتطرد أفكاراً وقلقا من نوع آخر. هناك في آخر الممر --وعلى كرسي صغير-- تجلس امرأة مسنة تتأرجح بين غفوة ويقظة ، تبرق عيناها المتعبتان ، فتبتسم وهي تنظر إلى ابنتها وكأن حلماً جميلا داعب جفنيها الثقيلين . أما أنا فأسترق النظر إلى ما هو خلف الأبواب والحوائط الزجاجية ، أحاول اصطياد أجوبة لأسئلة ترهق راسي.

    وفِي زحمة الضجيج المتذبذب اتفقد حقيبتي المختنقة بالأوراق ..
    هذه شهادة الحاسب الآلي وهذه تزكية من دار تحفيظ ، دورات في الجرافيك والخط العربي ، وسيرة ذاتية ذيلتها برقم هاتفي ، وهنا شهادتي الجامعية البائسة تفتقر لكثير من الحظ . حان دوري في المقابلة الشخصية: هندامي رسمي للغاية وشعري مربوط الي الخلف، وأظافري متوسطة الطول وليست مطلية ولم أضع مساحيق تجميلية كما طلبت أمي . لملمت بعضي علي عجل ودخلت من خلف مكتب كلاسيكي عريض. كانت تنظر اليّ بنظرات طويلة متفحصة واستقر نظرها على أظافري ثم ساد صمت طويل نهش ما تبقى لي من صبر.

    أرجعت ظهرها الى الوراء بعد أن رمت بقلمها الذهبي اللامع على الطاولة وبنبرة حادة وبصوت أفزعني صرخت قائلة: "أظافرك طويلة !! بالله عليك هذه أظافر وحدة جاية تقدم على وظيفة !!" لم تسألني عن الأوراق المرتعشة في يدي، لم تسألني عن تفسير آية أو تجويدها ! أو عن برامج الأوفيس وقوالب التصميم ! أو عن رأيي في الربيع العربي وآثاره !! أو عن البطالة والفيتامين المعجزة (واو) !! لم تسألني عن أي شيء سوى "أظافري". دسست الخيبة في جيبي وخرجت وأنا أقضم أظافري.
    http://nsam7ail.blogspot.com/
  • سوسن مطر
    عضو الملتقى
    • 03-12-2013
    • 827

    #2


    وجوه شابة تائهة تدور حول نفسها في مساحات ضيقة ، لا تجيد ضبط الوقت والأعصاب ، تتزاحم في صفوف غير مرتبة ، تلـ ـوّح بأوراق وملفات تطرد حرّ الصيف ، وتطرد أفكاراً وقلقـ ـاً من نوع آخر .
    هناك في آخر الممر وعلـ ـى كرسيٍّ صغير تجلس امرأة مسنة تتأرجح بين غفوة ويقظة ، تبرق عيناها المتعبتـ ـان ، فتـ ـبتسم وهي تنظر لابنتها وكأنّ حلماً جميلاً داعب جفنيها الثقيلـ ـين . أما أنا فأسترق النظر لِـ ـما هو خلف الأبواب والحوائط الزجاجية ، أحاول اصطياد أجوبة لأسئلة ترهق رأسي ، وفِي زحمة الضجيج المتذبذب أتفقّد حقيبتي الضيّقة بالأوراق .. هذه شهادة الحاسب الآلي وهذه تزكية من دار تحفيظ ، دورات في الجرافيك والخط العربي ، وسيرة ذاتية ذيلتها برقم هاتفي ، وهنا شهادتي الجامعية البائسة تفتقر لكثير من الحظ . حان دوري في المقابلة الشخصية ، هندامي رسميّ للغاية وشعري مربوط الي الخلف ، أظافري متوسطة الطول وليست مطلية ، لم أضع مساحيق تجميلية كما طلبت أمي. لملمت بعضي علـ ـى عجل ودخلت من خلف مكتب كلاسيكي عريض ، كانت تنظر إلـ ـيّ بنظرات طويلة متفحّصة ، واستقرّ نظرها على أظافري ، ثم ساد صمت طويل نهش ما تبقّى من صبر . أرجعت ظـ ـهرها إلى الوراء بعد أن رمت بقلمها الذهبي اللامع علـ ـى الطاولة ، و بنبرة حادة وبصوت أفزعني صرخت قائلة : " أظافرك طويلة !! بالله عليك هذه أظافر وحدة جاية تقدم علـ ـى وظيفة !! " لم تسألني عن الأوراق المرتعشة في يدي ، لم تسألني عن تفسير آية أو تجويدها ! أو عن برامج الأوفيس وقوالب التصميم ! أو عن رأيي في الربيع العربي وآثاره !! أو عن البطالة والفيتامين المعجزة ( واو ) !! لم تسألني عن أيّ شيء سوى ….أظافري . دسست الخيبة في جيبي وخرجت وأنا أقضم أظافري .


    تعليق

    • سوسن مطر
      عضو الملتقى
      • 03-12-2013
      • 827

      #3
      ..

      أهلاً بكِ أختي بعد غياب

      القصة تحكي معاناة الكثير من الشباب الباحثين عن فرصة عمل بشهاداتهم الدراسية ومهنهم وقدراتهم المكتسبة.
      بالمقابل، نجد أحياناً عدم كفاءة من وُكّلوا بمهمة الاختيار والحكم على المتقدِّمين، (رغم خطورة ذلك) .
      كالمثال الذي ذكرتيه لنا، فرأينا مَن وُكِّلتْ بإجراء المقابلة، كما لو أنّها مُعكّرة المزاج.
      ولا ندري كم طالباً راح ضحيّة مزاجها المتقلِّب. وليست مصائر الناس لعبة بين أيديهم...
      الغضب واضح في النص، وخاصّة في أواخره.
      تحتاجين العناية أكثر بالإملاء وعلامات الترقيم، وتصويب أخطاء الرقن.
      أجد أفكارك غالباً جميلة، مستوحاة من الواقع المتكرّر.
      لستُ ناقدة ولكن كانت تلك رؤيتي.

      تقديري الكبير لك واحترامي

      ..

      تعليق

      • حصة العنزي
        أديبة وكاتبة
        • 10-10-2013
        • 52

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
        ..

        أهلاً بكِ أختي بعد غياب

        القصة تحكي معاناة الكثير من الشباب الباحثين عن فرصة عمل بشهاداتهم الدراسية ومهنهم وقدراتهم المكتسبة.
        بالمقابل، نجد أحياناً عدم كفاءة من وُكّلوا بمهمة الاختيار والحكم على المتقدِّمين، (رغم خطورة ذلك) .
        كالمثال الذي ذكرتيه لنا، فرأينا مَن وُكِّلتْ بإجراء المقابلة، كما لو أنّها مُعكّرة المزاج.
        ولا ندري كم طالباً راح ضحيّة مزاجها المتقلِّب. وليست مصائر الناس لعبة بين أيديهم...
        الغضب واضح في النص، وخاصّة في أواخره.
        تحتاجين العناية أكثر بالإملاء وعلامات الترقيم، وتصويب أخطاء الرقن.
        أجد أفكارك غالباً جميلة، مستوحاة من الواقع المتكرّر.
        لستُ ناقدة ولكن كانت تلك رؤيتي.

        تقديري الكبير لك واحترامي

        ..
        شكرا من الأعماق استاذة سوسن
        تصحيحك لنص أخجلني 🙈
        سرعتي في نشر النص دون العناية بالاخطاء الإملائية والنحوية افقد النص اتزانه ينقصني التريث .
        نصائحك هدية ثمينة لن أفرك فيها في رحلتي الكتابية ...
        دمت بخير وسعادة 🌷
        http://nsam7ail.blogspot.com/

        تعليق

        • سوسن مطر
          عضو الملتقى
          • 03-12-2013
          • 827

          #5
          ..

          أعتقد أنه يمكنك أن تكوني كاتبة جيّدة جدا للقصّة.
          ولا تخجلي من أخطائك لأنّ أغلبها ليست نحويّة بل هي أخطاء عن تسرّع
          وأنت تعرفينها مثل الهمزة على الألف والياء الغير منقوطة.
          أتمنى لكِ التوفيق أختي
          وأنتظر أن أقرأ لكِ المزيد
          أضحى مبارك
          وكل عام وأنت بخير

          ..

          تعليق

          • حصة العنزي
            أديبة وكاتبة
            • 10-10-2013
            • 52

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
            ..

            أعتقد أنه يمكنك أن تكوني كاتبة جيّدة جدا للقصّة.
            ولا تخجلي من أخطائك لأنّ أغلبها ليست نحويّة بل هي أخطاء عن تسرّع
            وأنت تعرفينها مثل الهمزة على الألف والياء الغير منقوطة.
            أتمنى لكِ التوفيق أختي
            وأنتظر أن أقرأ لكِ المزيد
            أضحى مبارك
            وكل عام وأنت بخير

            ..
            ان شاء الله يتحقق حلمي
            كلماتك أشعلت في داخلي المثابرة لتحقيق هذا الحلم
            شكرا بحجم السماء
            ودمتِ متألقة
            http://nsam7ail.blogspot.com/

            تعليق

            • عمار عموري
              أديب ومترجم
              • 17-05-2017
              • 1300

              #7
              أهلا وسهلا بالقاصة نسائم حائل
              اكتبي واعرضي نصوصك هنا متى شئت
              ونحن نخدمكك كيفما شئت
              والشكر موصول بعد إذنك إلى الأستاذة سوسن مطر
              على مجهودها في تصحيح وتدقيق هذا النص الجميل.

              تعليق

              يعمل...
              X