كتبت أسماء عايد : بتاريخ 7 - 6 - 2008
تجاعيد تملأ وجهها الطفولي.. و هناك فوق رأسها المح بعض الشعيرات البيضاء.. انها “لويجا” التي قاربت علي قرن من الزمان و هي تسكن كرتنا الارضية التي لم تعد كروية.. علي الاقل في نظري أنا.. !!
و نظري هذا هو الذي ساعدني علي قراءة الاوراق المعلقة هنا و هناك في كل ارجاء ايطاليا- حتي علي ابواب المكتبات في جامعتي- الاوراق بها صور و بعض الكلمات.. كلمات تحث مختلف طبقات الشعب علي مساعدة الاخرين من خلال العمل التطوعي او التبرع بالدم و غيرها من الاعمال الجليلة ..
و قد شرع اخي في التبرع بالدم من خلال عمل التحاليل و تسجيل اسمه ضمن قائمة المتبرعين بشكل منتظم..و ذهبت انا للمؤسسة العلاجية- القريبة من منزلي- رأيت عالما اخر .. اشخاصا لا نشعر بهم و لا تشعر بهم الحياة…
بالمؤسسة تعرفت علي مجموعة اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة و تملكتني مشاعر طيبة دفعتني للبقاء معهم فحاولت تطبيق بعض قراءاتي في علم النفس محاولة ادماجهم في مختلف النشاطات كي تسير حياتهم بشكل اقرب الي الطبيعي …
و تعرفت علي” فيراري” (اصم ابكم ) لذلك مع الوقت تعلمت-الي حد ما- لغة الاشارات كي اتمكن من التعامل معه.. و التقيت ب” سانتينا ” (كفيفة) لكن لديها قلبا نقيا تري به كل الاشياء..حتي انها احبتني دون ان تراني…
و علي الكرسي المتحرك كان يجلس شاب عربي مصاب بشلل في الاطراف السفلية- اعانه الله
اما لويجا فحين عرفتها كانت مصابة بالكثير من الامراض و فاقدة للوعي تماما..كنت اشعر بسعادة حين اطعمها بيداي و بالأمس ازدادت سعادتي ..فقد عادت لويجا الي الحياة من جديد و خطت اول خطوة نحو الادراك.. عندما ابتسمت و انا اناولها الدواء ..ابتسمت قائلة : ti voglio bene او بحبك
احسست بعدها انني انسانة ذات قيمة..احسست انني اضفت شيئا الي الحياة بل و اضفت لمسات ايجابية لصورة الانسنان المسلم العربي في الغرب..
و الان انت ايها الانسان المسلم في “الشرق” اين دورك في مساعدة اخيك المواطن ؟ ماذا تقدم ؟ و ما هو دورك بعيدا عن اختلاف الجنسيات و الديانات و اللغات.. ؟! فعمل المسلم يجب ان يكون خالصا لوجه الله تعالي..
فقط علينا استحضار نية العمل الصالح و سنجده ان شاء الله.. ففي كل دولة توجد العديد من الجمعيات التي ترعي و تنظم اعمالا كهذه.. و ان لم تجد فيمكنك البدء من حيث تقف .. ان كنت في مصر مثلا : انظر الي شارعك فستجده فقيرا من الزهور ..اشتري بذرة و اغرسها تحتك و حث الاخرين علي فعل نفس الشيئ
اجمع اصدقاءك بعد صلاة الجمعة و اعط كل واحد منهم مكنسة “مقشة”و ابدءوا في كنس و تنظيف شوارع الحي الذي تسكنون فيه..
ان كنت طالبا ذكيا فساعد زملاءك علي الفهم و اعطهم دروسا مجانية ..بالعلم تتقدم الشعوب..
و ان كنت في عطلتك المدرسية فأستثمر وقتك في القراءة و العمل و لا تخجل من نوع العمل ما دام شريفا..
ان كنت موظفا فأرجوك ان تعمل بضمير.. بالعمل تزدهر الامم..
ان كنت من رجال الاعمال- الاثرياء- و مازلت لم تقرر بعد اين ستمضي الويك اند فأنصحك بزيارة القبور لتدرك ان المال مال الله.. لذلك تصدق كثيرا و اوجد فرص عمل اكثر..
ان كنت شابا بائسا تطمح في تأشيرة هجرة لاي دولة ادمية.. فلا بأس! هاجر.. و لكن دع السعادة تنمو فيك و في من حولك كي تثمر علي وجنتيك الابتسامات .. ابتسامات الخير.. فهي ثمار السعادة
تعليق