الذئب والخراف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    الذئب والخراف

    عزم الذئب للخرفان، إنه تاب عن أكلها وأقسم بأغلظ الإيمان، وحلف أن يكفَّر عما بدر عنه وبني جنسه فيما مضى وكان، فيما وصل إليه من اخبار أبيه وجده في غابر الأزمان،
    ضحكت الخرفان، فبانت نواجدها وشعرت باطمئنان، وطاب لها فيما طاب أن يخدمها الذئب وقبلت توبته بطيب خاطر واستحسان.
    ثم عضه الجوع عضا، فصبر، وعزم "وربي لا بد أن يحدث الله أمرا."
    ورتعت الشياه، فرأى خروفا نأى أو يكاد أن تاه، سال لعابه واشتهاه، ولبى غريزته فأمسى الضعيف لقيمة سائغة في الفاه، ما أدركه أحد ولا رآه.
    أُفتقد الخروف الصغير، وبحث الذئب مع الجميع في المرج الكبير، وقال ناصحا: أشم رائحة ضبع شرير، بعض حدسي لا يخطئ، وظل يعظهم بذا التبرير
    بكت الخرفان، على الخروف الرضيع، خروفا مولده الربيع، ونسته بشكل سريع.
    جاع الذئب في يوم آخر، فاستفرد بالنعجة العجوز، تأكل ثمار النبق، وتستظل بشجر اللوز، ما أنجدها غثاءها أتى عليها ما وجدت من به تلوذ
    قالت الخرفان النعجة نفتقد، فأبدى لهم إنه سمع زئير الأسد، إنه الليث من كل بد، فهيا ننجو بأرواحنا ونبتعد
    وهكذا تصيد الذئب الخرفان التي قام على خدمتها، كافيا نفسه شر مطاردتها، والتهم منها ما كان، فجلست تبكي فجيعتها بحزن وأشجان.
    قال قائل بعد تفكير وسكون:أرتاب في الذئب، حذار الخؤون، واُتهم من جل القطيع بالتخريف والجنون، و أشاروا للذئب الحنون،
    وقف فريق حائرا.. أيكون الذئب غادرا؟ وما رأى الذئب يأكل الكلأّ!
    أرسلوا الهدهد يخبره عن أخبار سرية، وليمة شهية، خرفان قصية ترعى قرب البرية
    لبى الذئب الصفيق وبحث عن ضآلته فوقع في جب عميق، كمينا في الطريق، وطلب الغوث "أنجدو الغريق، أنتشلني أيها القطيع من هذا الضيق"
    قال الكبش الحكيم: هذه نهاية اللئيم ونظر لعظام بني جنسه في الغاب وقال
    من صدّق الذئب اللئيم صيّر لقما سائغة، ومن أمن كيد الماكرين أحمق لا نابغة، ومن يمكر المكر السقيم عليه تدور الدائرة.

  • عمار عموري
    أديب ومترجم
    • 17-05-2017
    • 1300

    #2
    لا فض فوك ! ولا عاش شانئوك ! ولا بر من يجفوك ! ولا عدمك محبوك ! ولا عاش حاسدوك !
    وفي الختام سلام عليك وتحية وإكرام
    أستاذة أميمة محمد.


    تعليق

    • سميرة رعبوب
      أديب وكاتب
      • 08-08-2012
      • 2749

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة

      من صدّق الذئب اللئيم صيّر لقما سائغة، ومن أمن كيد الماكرين أحمق لا نابغة، ومن يمكر المكر السقيم عليه تدور الدائرة.

      يا ليت لنا مثل هذا الكبش الحكيم ... الذي يجمع القطيع لمعاقبة الذئب المحتل
      بدلا من قتل أفراد القطيع ... الأمل في الله كبير ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

      تحياتي.
      التعديل الأخير تم بواسطة سميرة رعبوب; الساعة 06-09-2017, 16:58. سبب آخر: لفظ " قتل " يناسب واقع الخراف المخدوعة من الذئب :")
      رَّبِّ
      ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #4
        لاول مرة أصادف مقامة الأستاذة أميمة الحكيمة. يبدو أنك نسيتها أنت بنفسك لأنني لم أجد رداً على الصديق عمار عموري و لا على الأخت سميرة رعبوب (الذين أحييهما بالمناسبة).

        جميل ما قرأت. هل من مزيد لإحياء فن المقامة البليغ؟


        م.ش.

        تعليق

        • أميمة محمد
          مشرف
          • 27-05-2015
          • 4960

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
          لا فض فوك ! ولا عاش شانئوك ! ولا بر من يجفوك ! ولا عدمك محبوك ! ولا عاش حاسدوك !
          وفي الختام سلام عليك وتحية وإكرام
          أستاذة أميمة محمد.


          هذا القلم المميز، عمار عموري، أفتقده.. نتمنى أن تعود أديبنا الناقد.. أنت ناقد وأديب حساس نتمنى عودته
          تقديري لمرورك الراقي

          تعليق

          • أميمة محمد
            مشرف
            • 27-05-2015
            • 4960

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سميرة رعبوب مشاهدة المشاركة
            يا ليت لنا مثل هذا الكبش الحكيم ... الذي يجمع القطيع لمعاقبة الذئب المحتل
            بدلا من قتل أفراد القطيع ... الأمل في الله كبير ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

            تحياتي.
            تحب الكائنات الحية العيش في مجموعات (قطعان) وأحيانا لا تكون آمنة
            عندنا مثل يقول: حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس(الرؤوس) تعال.
            وهو خاطئ بالمرة
            أحيانا عليك أن تنجو برأسك
            وأحيانا عليك أن تحاول أن تحفظ رؤوسا أؤتمنت عليها
            تقديري واحترامي الأستاذة الحكيمة سميرة رعبوب

            تعليق

            • أميمة محمد
              مشرف
              • 27-05-2015
              • 4960

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
              لاول مرة أصادف مقامة الأستاذة أميمة الحكيمة. يبدو أنك نسيتها أنت بنفسك لأنني لم أجد رداً على الصديق عمار عموري و لا على الأخت سميرة رعبوب (الذين أحييهما بالمناسبة).

              جميل ما قرأت. هل من مزيد لإحياء فن المقامة البليغ؟


              م.ش.
              هل تظن أنت أننا ننسى؟
              أحيانا يكون السبب أننا لا نجد ما يليق بالرد
              وأحيانا علامة الصمت رضا
              وأحيانا نرد في مكان آخر
              أو أن لا نرد أفضل من أن نرد غاضبين
              أو ننسى..... ربما
              أظن أنها ثالث مقامة لي ربما كتبت اثنتين في الماضي
              ومشكلتي لا أثبت في صنف أدبي، أكتب قليلا ثم أنتقل لصنف آخر
              فالكتابة جوهرة القراءة ووليدتها ولم أصل للاحتراف أو التخصص
              تحياتي للجميع أيضا.. ولفن المقامة البديع ويا ليت تشاركنا الأديب المجتهد محمد شهيد
              شكرا لكرم حضورك وقراءتك

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                هذا القلم المميز، عمار عموري، أفتقده.. نتمنى أن تعود أديبنا الناقد.. أنت ناقد وأديب حساس نتمنى عودته
                تقديري لمرورك الراقي.
                نعم، أُخيَّة أميمة، أخونا عمار عموري أديب وناقد ومترجم له مواقفه المتحررة وله رؤيته وصراحته وقل من يفهمه ولذا حورب هنا بشراسة حتى رحل بكرامته ومرارته وخيبة ظنه ونتمنى جميعا عودته فليته يقرأ ما كتب عنه هنا.
                تحيتي إليك أمة الله وإليه حيث هو.

                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                يعمل...
                X