الخلافة الإسلامية بين ضرر الإلغاء وضرورة الإحياء.(موضوع للمناقشة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    الخلافة الإسلامية بين ضرر الإلغاء وضرورة الإحياء.(موضوع للمناقشة)



    الخلافة الإسلامية بين ضرر الإلغاء وضرورة الإحياء.

    الحمد لله القائل في محكم تنزيله:{
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}(البقرة:30)؛ و:{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (ص:26)؛ و:{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}(النمل:62)؛ والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه القائل:"تكونُ النُّبُوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبُوَّةِ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا عاضًّا، فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ - تعالى -، ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ، ثم سكت ..."(النعمان بن بشير، رضي الله تعالى عنه:http://www.dorar.net/h/e19a684b2a113046422005298533c44d).

    ثم أما بعد، كنت أمس أطالع في كتاب الأستاذ عبد الوهاب النجار، رحمه الله تعالى "الخلفاء الراشدون" فعثرت على قصاصة كنت وضعتها منذ مدة (يناير 2014) بين الصفحات حيث انتهيت إليه من المطالعة وقتها وقرأت فيها ما كتبته عليها منذ تلك الفترة:"الخلافة الإسلامية بين ضرر الإلغاء وضرورة الإحياء"، وهو ما أثبته أعلاه عنوانا لهذه المقالة، ثم عنَّ لي عرض فكرة الحديث عن الخلافة الإسلامية كموضوع علمي نتناقش فيه عن معناها (تعريفها لغةً واصطلاحا) وشروطِها وضرورةِ قيامها في المسلمين وما تعرضت له من مكائد وتخريب لمفهومها حتى نفر الناس منها كأنها وباء خطير يجب الفرار منه أو وبال كبير يجب نبذه وغير ذلك مما يمكن إدراجه من عناصر في المناقشة كعوامل سقوطها وأسباب انهيارها وزوالها.

    هذه هي الفكرة المحورية التي أحببت عرضها على الزملاء عساهم يفيدونني والقراءَ بما يعِنُّ لهم من حديث في هذا الموضوع الكبير والخطير والمحرج في الوقت نفسه، وأنا أدرك تماما صعوبة الحديث في موضوع شائك كهذا ولاسميا أن التيار الذي يناقضه تيار جارف له سطوته وشراسته وحساسيته ولكن لا بد من الحديث بصراحة وموضوعية في قضية مصيرية كقضية الخلافة الضرورية لحياة الأمة الإسلامية.

    فما رأيكم دام فضلكم؟

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    فلنبدأ من أسباب سقوطها ، ثم نتكلّم بعد ذلك عن التمكين لدينٍ أصبح غريبًا في أهله ووطنه.
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 08-09-2017, 09:25.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
      فلنبدأ من أسباب سقوطها، ثم نتكلّم بعد ذلك عن التمكين لدينٍ أصبح غريبًا في أهله ووطنه.
      هذا أول الغيث: قَطْرٌ ثم ينهمر إن شاء الله تعالى.
      السقوط جاء نتيجة حتمية لأسباب كثيرة ومعقدة منها ما هو داخلي في الأمة ومنها ما هو خارجي عنها.
      بارك الله فيك أخي مصباح على التشجيع والإعجاب.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • mmogy
        كاتب
        • 16-05-2007
        • 11282

        #4
        استاذنا الجليل / حسين ليشوري
        الأخوة والأخوات الأعزاء
        الخلافة في الأرض ( خلافة جعلية ) قائمة ماقامت الحياة على الأرض .. شئنا أم أبينا فهي الهدف الإلهي من خلق الإنسان .. ( إنا جاعل في الأرض خليفة ) .. و ( خلافة إلهية ) اخلافة على منهاج النبوة أو الخلافة التي يتحقق فيها العهد والشرط الذي اشترطه الله عزوجل على آدم عند هبوطه إلى الأرض .. (( قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) البقرة 38 .. فالخلافة التكوينية أو الجعلية التي تعتمد على الجانب المادي .. يقوم بها المؤمن والكافر بل قد يتفوق فيها الكافر كما نرى حيث تعتمد على الأخذ بالأسباب وذلك باستثمار السقف المعرفي الذي أمد الله بها آدم ساعة نفخ الروح فيه ( وعلم آدم الأسماء كلها ) .. وهي خلافة جبرية .. أما الخلافة الاختيارية ( الإنسان فيها مخير وليس مسيرا ) فهي التي تراعي جوانب ثلاثة عبادة الله / إعمار الأرض / وقيادة البشر نحو قيم الإسلام ومبادئه التي تتسق مع الهدف من خلقه .. وهي التي محل الخلاف الآن بين كافة التيارات .
        الأمر الثاني : أن الخلافة الاختيارية .. هي مجموعة من القيم والمبادىء اللازمة لتحقيق الرشد والانضباط في الخلافة الجبرية أو الجعلية بحيث تتحقق فيها انسانية الإنسان على النحو الذي أراده له خالقه ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ) وهذه القيم والمبادىء أجملها الإمام أبو الأعلى المودودي في ثمانية نقاط .. أولها اختيار حر للحاكم وثانيها زهد الحاكم وعدم تكالبه على زينة الحياة الدنيا وثالثها : شفافية المال العام وصيانة بيت المال وما يماثله من مؤسسات الدولة المالية ورابعها : الشورى وعدم الاستئثار بالقرارات إلا وقت الضرورة وخامسها : ابراء الذمة المالية للحاكم وللمسئولين وسادسها : انصهار كل الجنسيات والقوميات والطوائف ( المواطنة ) وسابعها : سيادة القانون وثامنها تطبيق أحكام الشريعة .. هذا طبعا بتصرف من ذاكرتي ..
        الأمر الثالث : كثير جدا من المسلمين بكى سقوط الخليفة لكنه لم يبك سقوط قيم الخلافة قبل ذلك بقرون عديدة .. وهذه ملحوظة مهمة جدا .. فالخلافة الإلهية ليست هي الخليفة بل هي قيم ومبادىء كما قلنا .. واختزال الخلافة في شخص خليفة سوبر مان يأمر فيطاع وتدين له الدنيا بالولاء ويحقق فيها العدل الشامل والأمن العام والدين المطاع والسلطة القاهرة ووو هذه طوباوية لم ولن تحدث في التاريخ البشري كله .. وربما تنطبق فقط على شخصية المهدي المنتظر أو الإمام الغائب عند الشيعة أو المخلص عن أهل الكتاب وعند سائر الديانات ..
        الأمر الأخير : نلاحظ أن معظم قيم الخلافة الاختيارية مطبق بشكل كبير في الدول الغربية بل وفي الكيان الصهيوني ولكنها قيم ومبادىء عنصرية حيث لاتطبق في الأمم المتحدة ولا في ممجلس الأمن ولا في المحافل الدولية حينما يتعلق الأمر بالشعوب المستضعفة ..
        هذه بعض ملحوظاتي على الموضوع .. ومتابع لحضرتك إن شاء الله تعالى
        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

        تعليق

        • mmogy
          كاتب
          • 16-05-2007
          • 11282

          #5
          استاذنا الجليل / حسين ليشوري
          الأخوة والأخوات الأعزاء
          الأمر الأول : الخلافة في الأرض ( خلافة جعلية ) قائمة ماقامت الحياة على الأرض .. شئنا أم أبينا فهي الهدف الإلهي من خلق الإنسان .. ( إني جاعل في الأرض خليفة ) .. و ( خلافة إلهية ) خلافة على منهاج النبوة أو الخلافة التي يتحقق فيها العهد والشرط الذي اشترطه الله عزوجل على آدم عند هبوطه إلى الأرض أن تكون لله وحده لاشريك له .. (( قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) البقرة 38 .. فالخلافة التكوينية أو الجعلية التي تعتمد على الجانب المادي .. يقوم بها المؤمن والكافر بل قد يتفوق فيها الكافر كما نرى حيث تعتمد على الأخذ بالأسباب وذلك باستثمار السقف المعرفي الذي أمد الله به آدم ساعة نفخ الروح فيه ( وعلم آدم الأسماء كلها ) .. وهي خلافة جبرية أي لاخيار للإنسان فيها .. أما الخلافة الاختيارية ( الإنسان فيها مخير وليس مسيرا ) فهي التي تراعي جوانب ثلاثة عبادة الله / إعمار الأرض / وقيادة البشر نحو قيم الإسلام ومبادئه التي تتسق مع الهدف من خلقه .. وهي التي محل الخلاف الآن بين كافة التيارات .
          الأمر الثاني : أن الخلافة الاختيارية .. هي مجموعة من القيم والمبادىء اللازمة لتحقيق الرشد والانضباط في الخلافة الجبرية أو الجعلية بحيث تتحقق فيها انسانية الإنسان على النحو الذي أراده له خالقه ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ) وهذه القيم والمبادىء أجملها الإمام أبو الأعلى المودودي في ثمانية نقاط .. أولها اختيار حر للحاكم وثانيها زهد الحاكم وعدم تكالبه على زينة الحياة الدنيا وثالثها : شفافية المال العام وصيانة بيت المال وما يماثله من مؤسسات الدولة المالية ورابعها : الشورى وعدم الاستئثار بالقرارات إلا وقت الضرورة وخامسها : ابراء الذمة المالية للحاكم وللمسئولين وسادسها : انصهار كل الجنسيات والقوميات والطوائف ( المواطنة ) وسابعها : سيادة القانون وثامنها تطبيق أحكام الشريعة .. هذا طبعا بتصرف من ذاكرتي ..
          الأمر الثالث : كثير جدا من المسلمين بكى سقوط الخليفة لكنه لم يبك سقوط قيم الخلافة قبل ذلك بقرون عديدة .. وهذه ملحوظة مهمة جدا .. فالخلافة الإلهية ليست هي الخليفة بل هي قيم ومبادىء كما قلنا .. واختزال الخلافة في شخص خليفة سوبر مان يأمر فيطاع وتدين له الدنيا بالولاء ويحقق فيها العدل الشامل والأمن العام والدين المطاع والسلطة القاهرة ووو هذه طوباوية لم ولن تحدث في التاريخ البشري كله .. وربما تنطبق فقط على شخصية المهدي المنتظر أو الإمام الغائب عند الشيعة أو المخلص عن أهل الكتاب وعند سائر الديانات ..
          الأمر الأخير : نلاحظ أن معظم قيم الخلافة الاختيارية مطبق بشكل كبير في الدول الغربية بل وفي الكيان الصهيوني ولكنها قيم ومبادىء عنصرية حيث لاتطبق في الأمم المتحدة ولا في مجلس الأمن ولا في المحافل الدولية حينما يتعلق الأمر بالشعوب المستضعفة ..
          هذه بعض ملحوظاتي على الموضوع .. ومتابع لحضرتك إن شاء الله تعالى
          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

          تعليق

          • مصباح فوزي رشيد
            يكتب
            • 08-06-2015
            • 1272

            #6
            " كثير جدا من المسلمين بكى سقوط الخليفة لكنه لم يبك سقوط قيم الخلافة قبل ذلك بقرون عديدة " .
            و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

            لافضّ فوك
            لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

            تعليق

            • سائد ريان
              رئيس ملتقى فرعي
              • 01-09-2010
              • 1883

              #7
              أخي و أستاذي الحبيب حسين ليشوري
              جزيل الشكر لكم على مواضيعكم الشيقة والهادفة و المفيدة

              سأختصر مداخلتي قدر المستطاع يا أستاذي الحبيب و في آيتين
              حيث أرى فيهما أسباب السقوط و باتباعهما تعود الخلافة

              بسم الله الرحمن الرحيم

              وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
              الكهف (28)

              بسم الله الرحمن الرحيم

              وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

              سورة الحشر آية (19)


              أعتذر إن كان تغريدي خارج السرب أو بعيدا عنه

              ثم لمحياكم الوضاء أنقى التحايا

              تعليق

              • المختار محمد الدرعي
                مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
                • 15-04-2011
                • 4257

                #8
                أساتذتي الاجلاء : السلام عليكم
                هل من فكرة عن الخلافة العثمانية ؟ و ما سبب إسقاطها من قبل الغرب ؟ هل فعلا كما قيل لنا , أنها كانت من أجل غرس الكيان الصهيوني في فلسطين , و تقسيم العرب إلى دويلات صغيرة متناحرة تحكمها عائلات منطبقة على الحكم معتبرة خيرات البلاد ملكا لها و الرعية عبيدها ؟ ما دور الجاسوس البريطاني , الذي لقب بلورنس العرب و الذي إستطاع أن يعيش لسنوات عدة بين العرب ,ليقودهم في نهاية المطاف إلى ثورة ضد الحكم العثماني بمساعدات عسكرية بريطانية , ثم يفر هاربا بعد أن حقق حلم إسرائيل و الغرب ؟
                مع الاعتذار لأستاذي الجليل حسين ليشوري صاحب هذا الموضوع الهام,الذي حتما سيكون فيه الحديث مشوقا إن رآني قد خرجت عن الموضوع الخاص بتعريف الخلافة
                مع التحية و التقدير
                [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
                الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



                تعليق

                • السعيد ابراهيم الفقي
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 24-03-2012
                  • 8288

                  #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  حفظكم الله أخي الحبيب حسين ليشوري،
                  المفكر المهموم بقضايا أمته،
                  والتحية والسلام لكل من تابع وكل من أدلى بعلمه ورأيه،
                  ----
                  أتابع معكم .. باهتمام .. وشغف
                  ----
                  وفي معتقدي ومعارفي أن الخلافة في الحضارة الإسلامية تسمى بأي مسمى،
                  لكن بشرط إقامة:
                  الكفاية والحرية والعدل والشورى
                  ----

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    شكر واجب.

                    الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.


                    ثم أما بعد، يسرني أن أقدم بين يدي الترحيب بالإخوة الأفاضل الذين شرفوني بحضورهم الكريم في هذا المتصفح بموضوعه الكبير والخطير، موضوع الخلافة الإسلامية، ما يستوجبه عليَّ المقامُ من شكرهم وتشجيعهم على مواصلة البحث معي حتى نشبع الموضوع دراسة وتحليلا وفهما إن شاء الله تعالى؛ فموفور الشكر لكل من أخينا العزيز الأستاذ المهندس محمد شعبان الموجي على ما عرضه علينا من نقاط أثرت جانبا من جوانب الموضوع الكبير الذي ننوي مناقشته، وسأعود إلى مداخلته الطيبة ببعض التعليق، كما أشكر أستاذنا الجليل السعيد إبراهيم الفقي على تشجيعه الكريم ودعائه الطيب، وأشكر أخي العزيز مصباح فوزي رشيد أن كان أول من علق، وأشكر أخي الحبيب الرسام سائد ريان على تغريدته الجميلة التي أعادتنا إلى المصدر الحق الذي يجب علينا الرجوع إليه لفهم المأساة التي حلت بالأمة الإسلامية وهو القرآن الكريم؛ كما أشكر أخي الشاعر الجميل المختار محمد الدرعي والذي أراد لنا أن نبدأ، كما أشار أخونا الفاضل الأستاذ رشيد فوزي مصباح من قبلُ، من أسباب سقوط الخلافة، وهي وجهة نظر مقبولة وقد سار عليها بعض المؤرخين عند حديثهم في موضوع الخلافة الإسلامية حيث بدأوا بالسقوط (أو الألغاء) ثم رجعوا إلى تاريخيها الطويل والمجيد والمؤلم في بعض حقبه، فليجد إخواني الأعزاء هؤلاء أصدق الشكر على حضورهم وحفواتهم بالموضوع وعلى ما تكرموا به من مداخلات.

                    كما لا يفوتني شكر من حضر ولم يشارك لسبب من الأسباب فقد يكون موضوع الخلافة عنده مما لا يجدي الحديث فيه أو عنه فاكتفى بالقراءة وضن علينا بتعليق خفيف مع أن الخلافة الإسلامية من فروض الكفاية التي أهملها المسلمون أو أرغموا على إهماله فهم بهذا آثمون فيها حتى تقوم بصيغتها الأصلية أو بصيغة مشابهة تُسقط عنهم الفرض المُضَيَّعِ، والله المستعان.

                    ولا يفوتني كذلك شكر من ساءه الموضوع أصلا فراح يعرِّض به مستهزءا ساخرا في متصفحات أخرى (
                    #2) وشكره واجب كذلك لأنه لو لم يتأثر بالموضوع لما تحدث عنه وهذه بداية طيبة للشروع الفهم فلعل غضبة صادقة نابعة عن جهل، والناس أعداء ما جهلوا، تكون سببا في الهداية إن شاء الله تعالى.

                    أشكر هؤلاء كلَّهم أجمعين وأعتذر إليهم عن التأخر في شكرهم مع أنني قرأت مداخلاتهم في حينها لكن ظروف الصحة المتقلبة حالت دون ذلك، بارك الله في الجميع ووفقنا إلى الخير دائما وأبدا، اللهم آمين يا رب العالمين.

                    تحيتي إليكم وتقديري لكم.

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11


                      الحمد لله القائل:{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}(النساء:123)، وقال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(المائدة:54)، وقال:{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا؛ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا؛ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا؛ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا؛ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} (الإسراء من 4 إلى 8).
                      والصلاة والسلام على النبي المصطفى، محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ، القائلِ:"عليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ بعدي، عضُّوا عليها بالنَّواجذِ"(http://www.dorar.net/h/c06b467e2a5336992d76a02ca5c30be9).

                      ثم أما بعد، هذا تعقيب على مداخلة أخينا الفاضل الأستاذ العميد محمد شعبان الموجي (
                      رقم#4 و المكررة بـ#5) أقول فيه: إن الخلافة الإسلامية، وتسمى في الفقه الإسلامي "الأمامة الكبرى" في مقابل "الإمامة الصغرى" إمامة الصلاة، من فروض الكفاية الأمةُ كلُّها مسئولة عنه إن لم يقم، فإن قام سقط عنها التكليف.

                      ومما فهمته من المداخلة أن الخلافة نوعان: عامة كونية وخاصة شرعية؛ فأما العامة الكونية، وقد أسماها "الخلافة الجَعْلية"، اشتقاقا من قوله تعالى {إني جاعل في الأرض خليفة}، وأسميها "الخلافة الإنسانية"، وهي خلافة عامة بشرية قائمة في الإنسانية منذ آدم عليه السلام إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها وما عليها؛ وخلافة شرعية، أسماها "الخلافة الإلهية"، وأسميها "الخلافة الإسلامية" وهي خلافة خاصة بالمسلمين ومن تبعهم ممن يكونون في ذمتهم؛ وبين الخلافتين، الإنسانية والإسلامية، عموم وخصوص، فكل خلافة إسلامية هي بالضرورة خلافة إنسانية ولا ينعكس (إذ ليس كل خلافة إنسانية خلافة إسلامية قطعا)؛ مثلها في هذا كمثل مفهومي الإسلام والإسلامية، أو مفهومي المسلم والإسلامي: فكل إسلامي مسلم ولا ينعكس، وكذلك الإسلام والإسلامية، هذا فيما يخص الأمر الأول من مداخلة الأستاذ الموجي.

                      أما ما نقله الأستاذ الموجي من شروط الخلافة في "الأمر الثاني" فأحسبه منقول من كتاب الإمام أبي الأعلى المودودي، رحمه الله تعالى، "الإمامة والملك"، ولا سيما في البابين الثاني المعنون "مبادئ الحكم الإسلامي" والثالث المعنون "الخلافة الراشدة وخصائصها"؛ وهو كلام وجيه إذ العبرة في القيم الإسلامية العالية الواجب توفرها في نظام الحكم وفي الحاكم وليس في التسمية الاصطلاحية، ولا مشاحة في الاصطلاح، إذ يجب النظر إلى روح الخلافة وليس في اسمها وعنوانها.

                      نعم، المسلمون، ولاسيما عند إلغاء الخلافة عام 1342، الموافق 1924، بكوا الكارثة بمرارة لكنهم اليوم لا يبالون لا بها ولا بالإسلام نفسه، نسأل الله السلامة والعافية، لما للخلافة عندهم من قدسية هي إلى المغالاة والمبالغة أقرب منها إلى الاعتدال والإنصاف لأنهم بحكم سياسة التجهيل الممنهج لا يقدرون الأشياء حق قدرها وقد تُنُوسِيَتْ وظيفة العلماء والفقهاء في واجب تفقيه المسلمين بشئون دينهم ودنياهم معا فنسي المسلمون قضية الخلافة وواجب قيامها، ونظر المسلمون إلى الخلافة كهيكل (مؤسسة باردة) وليس كروح لها وظيفة إقامة الدين والذود عن الأمة وحماية بيضتها وحدودها وأراضيها ورعاية حقوق المسلمين وتحقيق العدالة الاجتماعية بينهم والدعوة إلى الإسلام والجهاد في سبيل الله للدفاع عن الإسلام وعن المسلمين وعن أعراضهم وممتلكاتهم ودينهم وحرياتهم، هذا فيما يخص الأمر الثالث من مداخلة أستاذنا الفاضل.

                      نعم، فيما يخص الأمر الأخير من المداخلة، كثير من القيم الفاضلة التي جاء بها الإسلام الحنيف معمول بها نسبيا في الدول الغربية، وهذا ما نوه به بعض الناس ولاسيما عند اكتشافهم "المجتمعات" الغربية حيث قال بعضهم:"زرت أوربا فوجدت الإسلام ولم أجد المسلمين، وعدت إلى الوطن فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام"، أو كما قال، وفي هذا مبالغة كبيرة ومغالاة عظيمة تنم عن عقدة النقص التي يعاني منها كثير من المسلمين، ولاسيما "المستنيرين" منهم، إذ الواقع يكذب ذلك ألبتة ولاسيما إن كان الأمر يخص المسلمين المقيمين هناك (قضية الحريات الدينية نموذجا)، ولا وجه للمقارنة بين موقف الغربيين مع بعضهم وموقفهم مع المسلمين المقيمين عندهم فكيف بغيرهم البعيدين؟ القضية تحتاج إلى تمحيص وتدقيق وقراءة واعية.

                      هذا ما عنَّ لي التعليق به الآن على مداخلة أخينا الفاضل الأستاذ محمد شعبان الموجي وقد تحضرني أفكار أخرى سأضيفها إن شاء الله تعالى إما بالتعديل أو بمشاركة أخرى جديدة.

                      تحيتي إليك أخي الحبيب محمد ومحبتي لك.

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة سائد ريان مشاهدة المشاركة
                        أخي و أستاذي الحبيب حسين ليشوري: جزيل الشكر لكم على مواضيعكم الشيقة والهادفة و المفيدة.
                        سأختصر مداخلتي قدر المستطاع يا أستاذي الحبيب و في آيتين حيث أرى فيهما أسباب السقوط و باتباعهما تعود الخلافة:
                        بسم الله الرحمن الرحيم: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ – وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا – وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} الكهف (28)؛
                        بسم الله الرحمن الرحيم: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} سورة الحشر آية (19).
                        أعتذر إن كان تغريدي خارج السرب أو بعيدا عنه، ثم لمحياكم الوضاء أنقى التحايا
                        .
                        أهلا بك أخي الحبيب الأديب الرسام الأستاذ سائد ريان وسهلا ومرحبا في كل حين.
                        أشكر لك مشاركتك الطيبة والتي تضعنا على الطريق الصحيح لفهم مصائب المسلمين وما يعانون منه من ويلات وهو العودة إلى كتاب ربهم لاقتباس النور منه لإضاءة دروبهم في الحياة ففيه الهداية لضالهم والدواء لسقيمهم والتثبيت لمهتديهم والبشارة لصادقهم والنذارة لعاصيهم.
                        أرى أن في القرآن الكريم ثلاث آيات تدل المسلمين، إن كانوا راشدين، على الطريق الصحيح إن هم أرادوا النصر والتوفيق من الله تعالى:
                        1
                        - {
                        إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} الرعد (11)؛
                        2-{ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الأنفال (53)؛
                        3- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} التوبة (115).
                        تأمل أخي الحبيب قول الله تعالى "قومٍ" و"قومًا" هكذا بالتنكير ما يفيد العموم بحيث يدخل فيه المؤمن والكافر، والمسلم والمشرك، والمهتدي والضال، والمطيع والعاصي، فمن عرَّض نفسه لما يغضب الله تعالى نال جزاءه ولا محاباة عند الله تعالى:
                        {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}(النساء:123) ورغم هذا فإنه سبحانه يقول:{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}الشورى (30).

                        إن مرد مصائب الأمة الإسلامية إلى أنفسها لأنها لم تلتزم بما أمرها الله تعالى به فلا عجب أن يصيبها قضاء الله وعدله:{
                        أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران (165)، وتأمل الآية الثالثة (الآية 115 من سورة التوبة) ففيها قانون القضية كلها، ويجب علينا أن ننظر فيها ليس بخصوص السبب، سبب النزول، وإنما باعتبار عموم لفظها فهي تبين ما حل بالأمة الإسلامية بدقة لأنها، الأمةَ، خالفت كل ما أمرها الله تعالى بفعله وتركه ثم راحت تتنظر النصر و...التوفيق.

                        أخي الحبيب الأديب الرسام سائد ريان سرني حضورك الكريم وأفادني تعليقك العليم، بارك الله تعالى فيك.

                        تحيتي إليك ومحبتي لك.

                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
                          أساتذتي الأجلاء: السلام عليكم
                          هل من فكرة عن الخلافة العثمانية؟ و ما سبب إسقاطها من قبل الغرب؟ هل فعلا كما قيل لنا، أنها كانت من أجل غرس الكيان الصهيوني في فلسطين، و تقسيم العرب إلى دويلات صغيرة متناحرة تحكمها عائلات منطبقة على الحكم معتبرة خيرات البلاد ملكا لها و الرعية عبيدها؟ ما دور الجاسوس البريطاني، الذي لقب بلورنس العرب و الذي استطاع أن يعيش لسنوات عدة بين العرب، ليقودهم في نهاية المطاف إلى ثورة ضد الحكم العثماني بمساعدات عسكرية بريطانية، ثم يفر هاربا بعد أن حقق حلم إسرائيل و الغرب؟
                          مع الاعتذار لأستاذي الجليل حسين ليشوري صاحب هذا الموضوع الهام الذي حتما سيكون فيه الحديث مشوقا إن رآني قد خرجت عن الموضوع الخاص بتعريف الخلافة.
                          مع التحية و التقدير
                          وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
                          أهلا بك أخي الحبيب الأديب الشاعر المختار محمد الدرعي وسهلا ومرحبا معنا في هذا الموضوع الكبير والخطير في الوقت نفسه، ولا داعي للاعتذار فأنت وما تقترحه علينا على الرحب والسعة وموضوع أسباب إلغاء الخلافة الإسلامية من محاور حديثنا إن شاء الله تعالى.

                          إن تاريخ الأمة الإسلامية عموما وتاريخ الخلافة الشرعية خصوصا يجب أن يقرأ قراءة جديدة، يقرأه العلماء المسلمون بأدواتهم ومناهجهم وعقيدتهم الصحيحة كما يجب أن لا يدعوا هذه المهمة، بل الرسالة، إلى أعدائهم وخصومهم من أبناء الأمة نفسها الضالين المضلين أو من أبناء الأمم الأخرى المعادية الحاقدين الحاسدين، وأقترح عليك وعلى القراء كتابين جديرين بالاقتناء والقراءة وهما للأستاذ المصري "
                          محمد ضياء الدين الريس"، رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه: 1- النظريات السياسية الإسلامية (موجود بصيغة pdf من هنـا)؛ و2- الإسلام والخلافة في العصر الحديث (نقد كتاب "الإسلام وأصول الحكم" [لعلي عبد الرازق] ففيهما كثير من الحقائق في موضوعنا الذي نحن بصدده هنا.

                          الموضوع كبير وخطير وحساس ومثير للجدل العلمي والعاطفي كليهما معا وقد أراق كثيرا من المداد واللعاب و... العرق ولا يزال حتى الآن وسيبقى مدة طويلة لعلها لن تنتهي أبدا إلى أن تقوم الخلافة الراشدة مرة أخرى وأخيرة قبل نهاية الدنيا.

                          سنتحدث، إن شاء الله تعالى، عن عوامل إلغاء الخلافة الإسلامية في يوم الإثنين 28 رجب من عام 1342 الموافق 3 مارس 1924، وأسبابه الظاهرة والمخفية.

                          ابق معنا أخي الحبيب عساك تفيدنا بما تراه.

                          تحيتي إليك ومحبتي لك.

                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            حفظكم الله أخي الحبيب حسين ليشوري، المفكر المهموم بقضايا أمته، والتحية والسلام لكل من تابع وكل من أدلى بعلمه ورأيه، أتابع معكم .. باهتمام .. وشغف؛ وفي معتقدي ومعارفي أن الخلافة في الحضارة الإسلامية تسمى بأي مسمى، لكن بشرط إقامة: الكفاية والحرية والعدل والشورى.
                            وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وخيراته.
                            أهلا بك أستاذنا الفاضل السعيد إبراهيم الفقي وسهلا ومرحبا.
                            أشكر لك حضورك الطيب ومشاركتك المباركة إن شاء الله تعالى.
                            ثم أما بعد، نعم، لا يهمنا التغليف (التسمية) بقدر ما يهمنا المحتوى، وقد عالج الأستاذ ضياء الدين الريس، رحمه الله تعالى، في كتابه القيم "الخلافة في العصر الحديث" الذي اشرت إليه في ردي على أخينا الفاضل الشاعر المختار محمد الدرعي السابق (رقم
                            #13)، وفي هذا السياق اسمح لي بحكاية هذه الطرفة: يحكى أن رجلا ساءه غزو النمل لعلبة السكر التي يحتفظ بها في المطبخ فأراد أن يصرف النمل عن سكره فكتب على العلبة:"فلفل أكحل (أسود)" ظانا منه أن النمل لما يرى (يقرأ) العبارة ينصرف عن السكر؛ وكذلك أعداء الإسلام وأعداء المسلمين لن ينصرفوا عنهما حتى وإن غير المسلمون جلودهم ومظاهرهم وكلامهم.

                            لقد أصبح الحديث عن الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية والمظهر الإسلامي والعربية وكل ما يمت إلى الإسلام بصلة ما شكلا من أشكال الإرهاب، بل هو الإرهاب نفسه، ولذا صار الناس يتحرجون من الحديث في هذه الأمور خوفا من الوصم بالإرهاب وما هم بسالمين حتى وإن كتبوا على جباههم: "نحن أعداء الإسلام".

                            لقد أصيب المسلمون بالتلوث الفكري والتشوش الثقافي والاختلال العقدي والاضطراب الأخلاقي والانفصام الديني حتى صاروا قطعانا من الأغنام المسالمة المقودة بكل سلاسة إلى المذابح والمسالخ والمجازر وهي راضية آمنة مطمئنة، والله المستعان.

                            سرني حضورك الكريم، أستاذنا الجليل، وأنا أنتظر ما ستفيدنا به من آرائك الطيبة.

                            تحيتي إليك ومحبتي لك.

                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • مصباح فوزي رشيد
                              يكتب
                              • 08-06-2015
                              • 1272

                              #15
                              يبدو -للعبد الضعيف بنظره القاصر -وأن طبيعة الصراع تكمن في المؤامرة التي – كما يراها البعض – كانت ولا تزال سببًا في بروز الأنظمة من عدمها ... وهناك من يرفض وجودها بالمرّة، وكل فريق لديه تفسير وتحليل وتعليل، و– إلى غاية اثبات العكس – من صلبها تتفرّع المنظّمات السريّة والحركات المشبوهة كالتي تحارب التيوقراطية وتدعم الأوليغارشية ، وتعمل الآن على فرض دين واحد للجميع، وتحارب بقوّة المال والسلاح الحركات الأصولية التي تتعارض مع أهدافها التي ترمي إلى إقامة نظام عالمي جديد. وكيف السبيل إلى هذا النظام الجديد ؟
                              ورد في كتاب " بروتوكولات حكماء صهيون "لصاحبه فكتور مارسدن عن دور يهود الدونم في مساعدة الصليبيين بإسقاط الخلافة وتفتيت الدولة الإسلامية، بعدما تسلّلوا الى مصادر القرار في العالم.

                              مع فائق الاعتبار .

                              بروتوكولات حكماء صهيون[عدل]










                              التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 12-09-2017, 06:58.
                              لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                              تعليق

                              يعمل...
                              X