ملمح غرابة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    ملمح غرابة

    ملمح غرابة

    لأنّها توأم روحي
    ملأتني حتى تضاءل الفرق بيننا
    تعيش وإيّاي جميل الأيام
    تذيقني حلاوة فريدة
    تملأ كأسي، تنادم أحلامي.
    كريمة مشاعرها
    لا تستغرب ما أنا عليه
    وهبتني ما به أحس اكتفاء
    لا تحتاج أن تهديني أقحوانة
    ولا تنتظر مني عقدا من اللؤلؤ
    يرسم وميضها ملاحة آسرة
    تغريني بحكاياتها كلّ ليلة
    فيغزو الخدر نهاري
    كلّ مساء أولد من جديد
    في طور غريب
    حيرتي لا تفوق حيرتها
    من منّا الأصيل ومن الغريب
    معزوفة متناغمة صوتا ولحنا
    كبدر رسم ابتسامة
    كل حرف فيها حرف فيه
    نعم،
    أعرف أنكم لم تذوّقوا
    ولن تتذوّقوا مثل هذه اللّحمة
    مثل هذه الألفة
    مثل هذه الغرابة
    أحقا فيكم من يستهجن غرابتي؟
    لا يستلطف هذه الخلطة،
    روحه تحب الطقوس المملّة،
    عاكفة في جحور الرتابة.
    غرابتي أعشقك حدّ الجنون.
    متورّط فيك، أقترف ما يسعدك،
    يجعلني أكثر إخلاصا،
    أبجّل إسرافي في الولاء،
    هناك أشياء تشينها الوسطية،
    يعكر صفوها الاقتصاد،
    .
    قالوا ألا تخجل وقد ملّكتها
    وجدانك، روحك، وكلّ حيّ فيك.
    قالوا، افتقدناك وبتنا نراها فيك.
    قالوا وقالوا، ألتمس لهم عذرا فهم يجهلون.
    كم أنت شهية، كم أنت غريبة.
    نسخة لا تكرر نفسها.
    تحفظ سرّ تحوّلها.
    صارحتني به
    إذ قالت، أنت غريب،
    ويا لغرابة تعلقي بغرابة غرابتك.
  • سوسن مطر
    عضو الملتقى
    • 03-12-2013
    • 827

    #2

    ..

    كثيراً ما نسمع البعض يقولون: فُلان غريب، وكثيراً ما نقولها نحن أيضاً.
    لكن قليلون جدّاً من يُدركون غرابتهم، قليلون من تكون بالنسبة لهم مطلباً
    ويصنعونها قصداً أو يتركونها تصنعهم.
    وهذه المرة الأولى التي أقرأ فيها خاطرة تبيّنُ حبّ الشخص لهذه السّمة في ذاته.
    وتعجبني هذه الجِدّة في اختيار المواضيع، والتي تُبدي أحياناً ضرباً من الغرابة،
    من خلال تنوّعها.

    أكثر أصناف البشر الذين لمحتُ فيهم الغرابة هم الفنانون !
    وهذا ما تصوّره لنا الدراما حتى، عندما تُقدِّم لنا صورةَ فنّانٍ ما،
    سواء كانَ رسّاماً أو نحّاتاً أو كاتباً أو عازفاً أو مُصمّمَ أزياء.......

    الفنّان مُبدع، يبحث دوماً عن الجديد، يرى العالم بألف لون ولون،
    يحبّ الجمال، ينتبه إليه ويصنعه، هو أحد أسباب وجوده.
    لا يحتمل رتابة الحياة، يحبّ المغامرة، يتفنّن في كل شيء،
    حتّى في شخصيّته هو مُبدع، فلا يرضى لها النّمطيّة،
    هي هكذا أيضاً بالفطرة، وتعجبه على ما هي عليه.

    أستاذ نور الدين، كانت تلكَ قراءتي لهذا الخاطر الرائع
    وكالعادة نصوصكَ غنيّة بالمعاني الجميلة

    لكَ التحيّة والاحترام والتّقدير

    ..


    تعليق

    • سوسن مطر
      عضو الملتقى
      • 03-12-2013
      • 827

      #3

      ..

      " خيرُ الأمور أوسطها "
      قد تكون قاعدة في أشياء كثيرة
      لكن لكل قاعدة شواذ.

      "
      هناك أشياء تشينها الوسطية،

      يعكر صفوها الاقتصاد، "

      صحيح 100 %
      تحيّتي لك

      ..

      تعليق

      • سميرة رعبوب
        أديب وكاتب
        • 08-08-2012
        • 2749

        #4
        أجمل اللوحات العالمية، تدمج بين الغرابة والابتكار
        وقد عاش الشاعر الفيلسوف " رهين المحبسين " مظاهر الغرابة
        والتي كانت مظهرا لغرابة أخرى مبطنة استقرت في فنه وأدبه، فصار استثنائيا متميزا ...وغيره كثير.


        فجوهر الغرابة يكمن في الحياة؛ بين المألوف واللامألوف
        يصنع من الممكن واللاممكن عالما إبداعيا جميلا ذا نمط مختلف

        وهذا ما لمسته في هذا الخاطر الجديد الغريب.

        تحياتي لك والتقدير.
        التعديل الأخير تم بواسطة سميرة رعبوب; الساعة 14-09-2017, 06:28.
        رَّبِّ
        ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




        تعليق

        • نورالدين لعوطار
          أديب وكاتب
          • 06-04-2016
          • 712

          #5
          أهلا بالمبدعة سوسن مطر

          نعم الفن والابداع في المجمل هو انطلاق من مألوف وتغريبه، و التغريب هو ركن من أركان النص الأدبي أو الإبداعي عند المدرسة الشكلانية وربما ساد أو يسود الفنون اليوم ما يسمى بالغرائبية أي التحول اللامنطقي الذي يجعله الأدب ممكنا، الغرابة جزء من تصرفاتنا و هي حكم الغير علينا وعلى سلوك لا ينال استحسانه أو لا يستطيع إتيانه، رغم أن من سمات الإنسان التقليد فعاجلا أو آجلا سيقترف ذلك السلوك ولو بشكل مختلف نوعا ما أي يقوم أيضا بتغريبه، أمّا أن الحياة غريبة فهذا ما يجعلها قابلة لأن تعاش، فتلك الغرابة هي ما يعطيها التشويق اللازم للاستمرارية.
          فكثيرا ما نعزّي نفسنا في غرابتها بإلحاق الصفة بأشخاص آخرين، لكن في الأخير هذه الغرابة هي ما يخلق التنوع و ما يجعل للتفاعل والتعارف معنى.

          سعيد بوجودك بالقرب

          تحياتي

          تعليق

          • عمار عموري
            أديب ومترجم
            • 17-05-2017
            • 1300

            #6
            كأنني أقرأ قصيدة الغريب لبودلير واستشف هنا معناها.
            وكأنني أرى فيك أديبا في غير قومه، وفنانا في غير زمانه.
            ماذا نفعل وقد اختصر الأدب الجميل في نصوص أقل ما يقال عنها بأنها هذر ؟
            تحيتي لك، أخي الحبيب نورالدين لعوطار ومزيدا من هذه النصوص الغرائبية.

            تعليق

            • نورالدين لعوطار
              أديب وكاتب
              • 06-04-2016
              • 712

              #7
              أهلا بالأخت سميرة رعبوب

              أبكت تلكم الحمامة أم غنت
              على فرع غصنها المياد


              أبوالعلاء أيقونة التمرّد العربي، تلك الأسطورة التي تقول أن الحياة في عصر من العصور لن تكون إلا فسيفسائية الطّبع، فبقدر وجود ما يزينها تجد ما يفرغها من روقنها ويلبسها لباس الحزن.
              هو غريب فعلا لأنه عاش في زمن تسوده النمطية بشكل كبير، هو يحس غربته في مجتمعه فاعتزله وشيّد عالمه الخاصّ، أغناه عن الجميع و استمتع بغرابته.

              شكري وتقديري

              تعليق

              • نورالدين لعوطار
                أديب وكاتب
                • 06-04-2016
                • 712

                #8
                العزيز عمار عموري

                من المعري إلى بودلير، علمان حقّا يكبراني بسنوات إبداعية ولا شك.
                إن كانت غرابة بودلير تحبّ الغيوم المسافرة والنوارس المحلقة، وغرابة المعري مجعبة بعالمها ف"غرابتي " تحب أن تكون ملاحظة لا أكثر، هذا المصطلح بدوره ليس لي بل لشخص التقيته وكان يردّد، أستمتع بالحياة كملاحظ، فكان ذاك خير تعبير عنّي، وجدتها أجمل وصفة.

                أعجبني لونك الجديد و أتمنى لك التوفيق في هذه المهمة.

                تقديري

                تعليق

                يعمل...
                X