ضرس الجنون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمار عموري
    أديب ومترجم
    • 17-05-2017
    • 1299

    ضرس الجنون

    ضربني قبل يومين حتى كسر رأسي، ونفخ خدي، وورم حنكي، وشنج فكي، وألهب لثتي، وترك لساني بلا حراك داخل فمي، فأصبحت لا أنطق إلا بهمهمة على مضض، ولا أتكلم إلا بتحريك رأسي من أسفل إلى أعلى بنعم، أو من يمين إلى يسار بلا. ولم ينصرني نصرا مبينا عليه إلا الطبيب فلان.

    قال وهو يتفحصه مقبوضا عليه بين فكي الكلابة :
    - لا بد وأن يكون من مستحاثات العصور القديمة، هذا العظم النخر الذي كان محفوظا في داخل فمك.

    البارحة فقط، نمت مرتاح الدماغ بعد أن توقف نزيز الدم من غار الجرح، وأشعر اليوم بأنه رحل عني بلا رجعة، غير المأسوف عليه ضرسي : ضرس العقل، وأقول هذا بتحفظ، فقد يأخذ بقية إخوته بدمه ما بين لحظة وأخرى !

    يا ترى ماذا كان سيفعل بي، لو كان يُدعى ضرس الجنون ؟
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    #2
    الأستاذ عمار عموري

    ضرس العقل هذا الذي يشتكي من خبثه الكثيرون، سوف يفقد صلاحيته في الخريطة الجينية يوما، عندها سيبقى العقل بلا ضرس، من يدري قد يكون عصر الجنون قريبا. أو على الأقل ستكون العقول مجردة من أسلحتها.
    كنت هنا وهناك، وجدت العقل حاضرا في الموضوعن، رغم أننا نشتكي من غيابه، ومن حضوره، نحاول أن نجد لنا أملا في الذين تفقّهوا على كراسي الجامعات لسنوات عديدة وهم يطاردون العقلنة، عساهم لا يرضون بدور شدّ لبنات عقل سياسي يشتكي من آلام الظهر رغم لسانه الطويل.
    لكن إذا ما استحضرت قسمة للاند في العقل الذي يكوّن والذي تكوّن على خطى الجابري فعشر سنوات لا تكفي لتكوين عقل حقيقي، خصوصا أن فرويد أشر بالقطع أنّ الشخصية تجفّ صفحتها منذ السنوات الأولى من عمرنا والعقل لم يولد بعد، وإن كان في الأمر بعض مبالغة ففيه ايضا بعض صحّة، وهذا ما يؤشر عليه العقل الذي تكون سابقا، كلاشعور جمعي أو فردي، و العقل السياسي والأخلاقي تلعب فيه بنية الجماعة ولا شعورها الجمعي دورا هامّا.

    تقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة نورالدين لعوطار; الساعة 11-09-2017, 18:45.

    تعليق

    • عمار عموري
      أديب ومترجم
      • 17-05-2017
      • 1299

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
      الأستاذ عمار عموري

      ضرس العقل هذا الذي يشتكي من خبثه الكثيرون، سوف يفقد صلاحيته في الخريطة الجينية يوما، عندها سيبقى العقل بلا ضرس، من يدري قد يكون عصر الجنون قريبا. أو على الأقل ستكون العقول مجردة من أسلحتها.
      كنت هنا وهناك، وجدت العقل حاضرا في الموضوعن، رغم أننا نشتكي من غيابه، ومن حضوره، نحاول أن نجد لنا أملا في الذين تفقّهوا على كراسي الجامعات لسنوات عديدة وهم يطاردون العقلنة، عساهم لا يرضون بدور شدّ لبنات عقل سياسي يشتكي من آلام الظهر رغم لسانه الطويل.
      لكن إذا ما استحضرت قسمة للاند في العقل الذي يكوّن والذي تكوّن على خطى الجابري فعشر سنوات لا تكفي لتكوين عقل حقيقي، خصوصا أن فرويد أشر بالقطع أنّ الشخصية تجفّ صفحتها منذ السنوات الأولى من عمرنا والعقل لم يولد بعد، وإن كان في الأمر بعض مبالغة ففيه ايضا بعض صحّة، وهذا ما يؤشر عليه العقل الذي تكون سابقا، كلاشعور جمعي أو فردي، و العقل السياسي والأخلاقي تلعب فيه بنية الجماعة ولا شعورها الجمعي دورا هامّا.

      تقديري
      أي نعم ! في الحالة الواحدة نشتكي من غياب العقل ومن حضوره.
      الأول يغوص بنا في الحالة إلى الأذنين
      والثاني يقف بنا موقف النأي بالنفس، ولعل هذا الأخير يدخل في معنى مصطلح (العقل المستقيل) للجابري وينطبق عليه قول الشاعر :
      ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا....تجاهلت حتى ظن أني جاهل

      شكرا لك أخي الحبيب نور الدين لعوطار على مشاطرتي في ألم ضرس العقل وعلى مواساتي في محنتي، محنة الضرس المجنون.

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #4
        [align=justify]الحمد لله على السلامة أخي الحبيب الأستاذ عمار عموري.

        وجع الضرس مؤلم أو كما قال المثل البلدي: (وجع الفلس ووجع الضرس ووجع العين غطى عالتنين)!

        فاحمد ربّك أن الأمر قضي بيومين، فهذا ابني ياسين اضطر إلى إجراء عملية جراحية كي يتخلص من هذا الضرس اللعين، بقي على إثرها خمسة أيام في المستشفى، "شاف" في أول يومين منها "نجوم الضهر".

        تحيات لا تبلى.
        [/align]
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • سوسن مطر
          عضو الملتقى
          • 03-12-2013
          • 827

          #5
          ..

          ظننتكَ تتحدّث عن أحد الملاكمين في البداية ^^
          كأنّ ذاك المؤلم هو العقل في ذروته ..
          رائعة هي قصة هذا الضرس بالأسلوب الذي كتبتها فيه.
          أعجبني هذا الجزء ! :
          " (...)
          قال وهو يتفحصه مقبوضا عليه بين فكي الكلابة :
          - لا بد وأن يكون من مستحاثات العصور القديمة، هذا العظم النخر الذي كان محفوظا في داخل فمك.
          (...) "

          نص ظريف ومُتقَن
          ألف الحمد لله على السلامة أستاذ عمار
          دامَ إبداعُك

          ..

          تعليق

          • عمار عموري
            أديب ومترجم
            • 17-05-2017
            • 1299

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
            [align=justify]الحمد لله على السلامة أخي الحبيب الأستاذ عمار عموري.

            وجع الضرس مؤلم أو كما قال المثل البلدي: (وجع الفلس ووجع الضرس ووجع العين غطى عالتنين)!

            فاحمد ربّك أن الأمر قضي بيومين، فهذا ابني ياسين اضطر إلى إجراء عملية جراحية كي يتخلص من هذا الضرس اللعين، بقي على إثرها خمسة أيام في المستشفى، "شاف" في أول يومين منها "نجوم الضهر".

            تحيات لا تبلى.
            [/align]
            له الحمد والشكر على الضرس نافعا أو ضارا عاقلا أو مجنونا.
            لكنني ما زلت على خوف شديد من ليل لائل تثور فيه بقية الأضراس
            للأخذ بثأر فقيدها المخلوع من على كرسي اللثة، بقوة الكلابة.

            سلامي للجميل ياسو.

            تعليق

            • عمار عموري
              أديب ومترجم
              • 17-05-2017
              • 1299

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
              ..

              ظننتكَ تتحدّث عن أحد الملاكمين في البداية ^^
              كأنّ ذاك المؤلم هو العقل في ذروته ..
              رائعة هي قصة هذا الضرس بالأسلوب الذي كتبتها فيه.
              أعجبني هذا الجزء ! :
              " (...)
              قال وهو يتفحصه مقبوضا عليه بين فكي الكلابة :
              - لا بد وأن يكون من مستحاثات العصور القديمة، هذا العظم النخر الذي كان محفوظا في داخل فمك.
              (...) "

              نص ظريف ومُتقَن
              ألف الحمد لله على السلامة أستاذ عمار
              دامَ إبداعُك

              ..
              هذا الضرس بالذات له تاريخ حافل بالإجرام ضدي
              فمنذ بزوغه قبل أكثر من عشرين عاما وهو يعتدي علي، تحت جنح الظلام خاصة...
              صبرت عليه طويلا...
              لكن أمره وصل أخيرا إلى حد لا يمكن السكوت عليه.

              تحيتي لك أ. سوسن مطر.
              شكرا كثيرا.

              تعليق

              يعمل...
              X