
***
ما أشبه الليلة بالبارحة ؛
وحدها البسملة لا تكفي، وليست فاتحة الكتاب التي لا تصحّ الصّلاة بدونها، وتشفي من كل داء كالتي كان الخليفة (عمر) يُرقي بها، و" السنونو لا تصنع الربيع " كما يقول المثل ، ومجرّد كلمات فضفاضة لا تكفي لإظهار صدق مودّة أو حسن نوايا ...تناولها إعلام ، كان قد دخل في بطالة سافرة، فصارت شغله الشّاغل، وما من غرض له سوى ليّغلّف بهذا الزّخم على العجز الفادح ، والذي أصبحت تعاني منه جل المرافق العمومية . وليشغل بها الرّأي العام أيضًا ، وقد انحسر بسب إفلاس سيّاسي واقتصادي فاضح ، تعيشه البلاد منذ تدهور سعر النفط، وليجعل من الحبّة قبّة، ومن المسألة مفخرة ،كتلك الشجرة التي قد تُغطي الغابة ، لكنّها لا تستطيع أن تقضي على جميع المخاطر .
ما هي إلا سويعات بعدها خرج علينا سي " لمعلم " ، " بو الشنب زينو قوّة " - أغنية تونسية - ، بل "ذئب جائع في خم دجاج " أو " ديك رومي ينفخ شدقيه " ، يلوك الكلام بين شفتيه يتغنّى بلغة القوم :
" أعطني الناي وغنِّ .. فالغنا سرّ الخلود "
ولسان حاله يقول: أنا... وبعدي الطّوفانُ