رأس الأفعى بقلمي:د.نجلاء نصير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.نجلاء نصير
    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
    • 16-07-2010
    • 4931

    رأس الأفعى بقلمي:د.نجلاء نصير

    كاذبة ،مراوغة ،مجنونة ... هكذا يلوكون سيرتها ،يجلسون على المقهى في الحي الشعبي ، يمزقون لحمها بألسنتهم ،ينسجون ألف حكاية وحكاية تحدج فيها إحدى الجارات من شرفة منزلها ترفع خنجر صوتها تصوبه نحوها _ربنا يستر على ولايانا عشنا وشفنا_
    هرولت تسابقت خطواتها لعلها تجد الخلاص من شارع الظنون ...لملمت أشلاء عبرات تعثرت في ملح الذاكرة ،قبضت على حلمها كالقابض على الجمر . الطالبة الجامعية التي لا يشق لها غبار ...فُتنت الأنظار بها من أول يوم تناقش ،تحلل ،تبحث ،تجتهد ؛ربت على كتفها قائلا:أراني فيكِ؛ حلقت على بساط السعادة حملت بين ضلوعها نجاحها عادت لمنزلها
    _أمي ( قال...)
    _ادخلي المطبخ _متنسيش تقللي الملح أنتِ عارفة طبعه صعب _
    _أمي كنت أريد ...
    تقطعت الحروف تبعثرت مع صوت صنبور المياه والصابون الذي يشبه سحابة صمت قتلت حلمها في المهد ،دق جرس الباب
    ارتجفت ،تجمدت أوصالها ،شخصت عيناها التي تبحر في يم من العسل اقشعر بدنها ، تكور جسدها البض ،أخذت تُسّاقط على وجهها خصلات شعرها الذهبي لتخفي قسمات هلعها ،رجت نبرات صوته الحادة أرجاء المنزل ،تحولت الأم لخلية نحل ،تخلع عنه الحذاء ،تساعده في ارتداء البيجاما ، تتخلف خطواتها عنه تسير وراءه في خنوع ، تعد الطعام ،تضع أمامه فخذ العجل الذي تتطاير منه رائحة الشواء الذكية ،تنظرإليه فريدة نظرة ممتزجة بالخوف ،والاشمئزاز يفترس الطعام افتراسا ،يمضغها بصوت مرتفع لا يكترث لنشيج ألمها ،لم يرحم بتلة صباها ،افترسها ذات مساء بعد أن فرغ من مأدبة أمها ؛تسحب لغرفتها ، رفع خصلات شعرها ؛فزعت منه ... كتم أنفاسها همس في أذنها بعد العشاء يأتي الحلو، وفي الصباح تأنق وخرج ،تنظر إلى أمها نظرة لوم هل هذا بديل أبي ؟!
    هل هذا ربيبي ؟!
    حاصرتها جدارية الأسئلة ،ارتدت ملابسها ،تأهبت للنزول همست في أذن أمها لن يعرف ،لن أتأخر .
    بالمحاضرة حاصرها الدكتور بعينيه وقال: عن ماذا كنت أتحدث ؟
    لم تنبس ببنت شفة ...طلب منها أن تلحق به بعد المحاضرة ،عرض عليها المساعدة ،توطدت العلاقة بينهما ؛قصت عليه حكايتها... بعد كل محاضرة يهمس في أذنها "الحلو".قررت الخلاص من رأس الأفعى أوغرت صدر أمها بالغيرة فأشعلت النيران بالمنزل فاحترقا معاً ،وفي كل ليلة تقف تحت عامود إنارة جديد تقص له حكايتها فيجيبها : الحلو .
    sigpic
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    أكره الحلو بطبعي
    وجعلني نصك المرعب أكرهه أكثر
    بل اشعرني سأتقيا مابجوفي قهرا
    مرارة غريبة ملأت فمي وكأني علكت جمرة صبر
    ياالله كمأصبحت الحياة مقيتة حيث الشر استشرى وتجبر
    رحماك ربي
    كنت معه وبطلة نصك
    محبتي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • محمد مزكتلي
      عضو الملتقى
      • 04-11-2010
      • 1618

      #3
      رائعة ..لا أعرف أن أقول غير هذا
      فالغضب كسر لي قلمي
      مع كل التقدير
      أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
      لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

      تعليق

      • ريما منير عبد الله
        رشــفـة عـطـر
        مدير عام
        • 07-01-2010
        • 2680

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة د.نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
        كاذبة ،مراوغة ،مجنونة ... هكذا يلوكون سيرتها ،يجلسون على المقهى في الحي الشعبي ، يمزقون لحمها بألسنتهم ،ينسجون ألف حكاية وحكاية تحدج فيها إحدى الجارات من شرفة منزلها ترفع خنجر صوتها تصوبه نحوها _ربنا يستر على ولايانا عشنا وشفنا_
        هرولت تسابقت خطواتها لعلها تجد الخلاص من شارع الظنون ...لملمت أشلاء عبرات تعثرت في ملح الذاكرة ،قبضت على حلمها كالقابض على الجمر . الطالبة الجامعية التي لا يشق لها غبار ...فُتنت الأنظار بها من أول يوم تناقش ،تحلل ،تبحث ،تجتهد ؛ربت على كتفها قائلا:أراني فيكِ؛ حلقت على بساط السعادة حملت بين ضلوعها نجاحها عادت لمنزلها
        _أمي ( قال...)
        _ادخلي المطبخ _متنسيش تقللي الملح أنتِ عارفة طبعه صعب _
        _أمي كنت أريد ...
        تقطعت الحروف تبعثرت مع صوت صنبور المياه والصابون الذي يشبه سحابة صمت قتلت حلمها في المهد ،دق جرس الباب
        ارتجفت ،تجمدت أوصالها ،شخصت عيناها التي تبحر في يم من العسل اقشعر بدنها ، تكور جسدها البض ،أخذت تُسّاقط على وجهها خصلات شعرها الذهبي لتخفي قسمات هلعها ،رجت نبرات صوته الحادة أرجاء المنزل ،تحولت الأم لخلية نحل ،تخلع عنه الحذاء ،تساعده في ارتداء البيجاما ، تتخلف خطواتها عنه تسير وراءه في خنوع ، تعد الطعام ،تضع أمامه فخذ العجل الذي تتطاير منه رائحة الشواء الذكية ،تنظرإليه فريدة نظرة ممتزجة بالخوف ،والاشمئزاز يفترس الطعام افتراسا ،يمضغها بصوت مرتفع لا يكترث لنشيج ألمها ،لم يرحم بتلة صباها ،افترسها ذات مساء بعد أن فرغ من مأدبة أمها ؛تسحب لغرفتها ، رفع خصلات شعرها ؛فزعت منه ... كتم أنفاسها همس في أذنها بعد العشاء يأتي الحلو، وفي الصباح تأنق وخرج ،تنظر إلى أمها نظرة لوم هل هذا بديل أبي ؟!
        هل هذا ربيبي ؟!
        حاصرتها جدارية الأسئلة ،ارتدت ملابسها ،تأهبت للنزول همست في أذن أمها لن يعرف ،لن أتأخر .
        بالمحاضرة حاصرها الدكتور بعينيه وقال: عن ماذا كنت أتحدث ؟
        لم تنبس ببنت شفة ...طلب منها أن تلحق به بعد المحاضرة ،عرض عليها المساعدة ،توطدت العلاقة بينهما ؛قصت عليه حكايتها... بعد كل محاضرة يهمس في أذنها "الحلو".قررت الخلاص من رأس الأفعى أوغرت صدر أمها بالغيرة فأشعلت النيران بالمنزل فاحترقا معاً ،وفي كل ليلة تقف تحت عامود إنارة جديد تقص له حكايتها فيجيبها : الحلو .
        رائعة كعادتك دكتورة نجلاء تحياتي

        تعليق

        • سائد ريان
          رئيس ملتقى فرعي
          • 01-09-2010
          • 1883

          #5
          هذا أكثر من المدعو ( سي السيد )


          راقت لي اللغة و شدني القص

          تحاياي و الاحترام


          ((تكور جسدها البض)) لعلها الغض يا دكتورة

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            ربما كان النص الأول الذي خرج من دائرة نصوصك وومضاتك القصيرة جدا .. بالنسبة لي الأول الذي أشرف بقراءته
            و لا أدري على وجه اليقين هل هو كذلك أم أن هناك نصوصا أخرى سبقته أو لحقت به !
            حكاية غلفت بلغة منتقاة
            و إن كانت تنتمي روحا للقص القصير جدا الذي يعتمد في تركيبته على اللغة و سرعة إدارتها للأحداث و عدم التوقف أمام العادي أو مالا يعطي إيحاء
            في صيرورة النص و يذهب به إلي الذروة !
            ما يربك هنا الصورة غير المكتملة لـ " فريدة " إذ لا توازي حجم و بذاءة ما أطلق عليها من أكاذيب و شائعات اللهم إلا كونها طالبة جامعية
            و لا أظن هذا ملفتا و مقلقا أو مثيرا لشهية التقول و الخوض في السير فلم يعد هذا النوع من التعليم رفاهية أو محط أنظار الغيرة أو ماشابه
            ربما زمن الأحداث هو الخادع .. ليس معنى هذا أن مثل هذه الأمور انتفت و مجتها الأرض و الوقت ؛ فالاحداث هاته أكثر حدوثا في أيامنا هذي
            كما أن رأس الأفعى لم يكن هو مثير الضغائن و القيل و القال و لم يكن منه سوى الفعل القبيح الذي رصده القصو هذه الشراهة الحيوانية !
            في كل ألأحوال أعجبتني اللغة كثيرا
            و السرعة و الايجاز الذي تحكم في رسم معالم النص

            شكرا على تلك الوجبة دكتورة نجلاء
            في انتظار الأجمل دائما

            تحياتي
            sigpic

            تعليق

            • د.نجلاء نصير
              رئيس تحرير صحيفة مواجهات
              • 16-07-2010
              • 4931

              #7
              أستاذتي القديرة /عائدة محمد نادر الراقية
              شرفت بمرورك العطر وقراءتك العميقة للنص
              تحياتي وتقديري
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              أكره الحلو بطبعي
              وجعلني نصك المرعب أكرهه أكثر
              بل اشعرني سأتقيا مابجوفي قهرا
              مرارة غريبة ملأت فمي وكأني علكت جمرة صبر
              ياالله كمأصبحت الحياة مقيتة حيث الشر استشرى وتجبر
              رحماك ربي
              كنت معه وبطلة نصك
              محبتي لك
              sigpic

              تعليق

              • سميرة رعبوب
                أديب وكاتب
                • 08-08-2012
                • 2749

                #8
                قصة مليئة بالوجع لها نظائر في واقع الحياة
                نسمع عنها ونقرأها ولا نكاد نصدق أنّ في هذا الكون
                أصنافاً من البشر تفوّقوا على الشيطان بشرورهم.!

                أبدعتِ دكتورة نجلاء كعادتك.
                لكِ التحية.
                رَّبِّ
                ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  ولكل عامود نور حكاية
                  أما " الحلو " في هذه القصة ، فحكايته حكاية !
                  هناك فرق كبير بين " سي السيد " رغم قسوته وبين "رأس الأفعى " .
                  وأكبر تحية لأخي سائد ريان . رأس الأفعى لم يكن إنسانا ، كان وحشا من حيٍّ آخر غير أحياء
                  قصر الشوق ، بين القصرين والسكرية .
                  عتبي على أعمدة النور التي تسمع وتسمع ، ولم تزل تنوّر !


                  أحسنتِ دكتورة نجلاء
                  السرد أعطى القصة حقّها في توظيف الحدوتة
                  والقفلة مرعبة حقا


                  تحياتي
                  فوزي بيترو

                  تعليق

                  • د.نجلاء نصير
                    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                    • 16-07-2010
                    • 4931

                    #10
                    أديبنا الفاضل :محمد مزكلتي
                    أشكرك على طيب مرورك والقراءة والتماهي مع النص
                    فائق تحياتي وتقديري

                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد مزكتلي مشاهدة المشاركة
                    رائعة ..لا أعرف أن أقول غير هذا
                    فالغضب كسر لي قلمي
                    مع كل التقدير
                    sigpic

                    تعليق

                    • د.نجلاء نصير
                      رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                      • 16-07-2010
                      • 4931

                      #11
                      المبدعة الراقية : ريما منير عبد الله
                      شرفت بمرورك الراقي وقراءتك للنص
                      محبتي وتقديري
                      المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة
                      رائعة كعادتك دكتورة نجلاء تحياتي
                      sigpic

                      تعليق

                      • د.نجلاء نصير
                        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                        • 16-07-2010
                        • 4931

                        #12
                        الفنان المبدع :سائد ريان شرفت بمرورك العطر تحياتي وتقديري
                        المشاركة الأصلية بواسطة سائد ريان مشاهدة المشاركة
                        هذا أكثر من المدعو ( سي السيد ) راقت لي اللغة و شدني القصتحاياي و الاحترام((تكور جسدها البض)) لعلها الغض يا دكتورة
                        sigpic

                        تعليق

                        يعمل...
                        X