" أحييني اليوم واقتلني غدوة "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    " أحييني اليوم واقتلني غدوة "


    ****
    خطبة هذه الجمعة كانت عن الإفلاس، حمد الإمام فيها ربه ، وأثنى على عبده، ودخل مباشرة في صلب الموضوع: أتدرون ما المفلس؟ ا
    " الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا.../... " الحديث.
    والرؤوس مطأطئة، كأنّ عليها الطير، ليس من شدّة الورع والتّقوى، ولكن الناس اليوم ليسوا على قد الأحوال من الاحتياج الذي كاد يخرجهم من الملّة، فالعديد لم يضحّوا هذه السنة بسبب غلاء أسعار الأضاحي ، والكثير تخلّصوا منها لأنّها مسمومة بسبب الأعلاف المغشوشة ، ليفاجئهم الدخول المدرسي بتكاليفه المنهكة ... وزاد على كل ذلك كثرة الكلام على الخزينة والدولة قد أعلنت إفلاسها في الأيّام الحارّة الأخيرة .
    - طيّب ؛ وما دخل العامّة في شغل حكومة حسمت أمورها مسبقًا ، والأمر قد لا يعنيهم؟
    تقرّر الحكومة طباعة النقود لأجل تغطية بعض النفقات الضّرورية بما في ذلك أجور الموظّفين والمتقاعدين، وبدون سابق إنذار ، والناس بين استحسان واستهجان ، تارة يبرّرون ذلك بوجود " معاضل " جيوستراتيجية ؟؟؟؟ ( كم هو مقرف ) وتارة أخرى بأنّها " نكتة " قديمة لإلهاء رأي عام مفلس يحب النكت والحكايات ليشتغل بها عن الواقع المرير، مثل البسملة التي حُذفت من الكتب الدراسية فأقام الدنيا ولم يقعدها ، وأحدث ضجّة "جعجعة بدون أن نرى طحين " ، وأما المستهجنين فيرون في ذلك تزويرًا " مقنّنًا " كامل الأركان ؟؟؟؟ وأمّا الآخرون فيعلم الله بحالهم، مساكين ، بسب الفقر والجهل والحرمان ، فمن ذا الذي يستطيع إقناع هؤلاء المغبونين بأنّهم على شفا جرف هار؟
    ومتى يتكلّم الإمام عن التزوير المقنّن، والإرهاب المقنّع الذي تمارسه بعض الأجهزة ، والسلطة المطلقة التي تحتكرها أيادي معيّنة ، والتجاوزات الخطيرة التي يقوم بها أصحاب الشّأن على مرأى الناس ولا يعترض سبيلهم أحد ، والبروتوكولات الفاضية بهذا التبجّح ، وتلكم الصّفاقة ، والبريستيج ، والحراسة الخاصّة " البودي جارد " ، وكل المصاريف الزّائدة عن اللّزوم ، التي أنهكت الميزانيات ، والنفاق الكبير ، و المهرجانات ، والشطيح ، والرديح ... ومن سيحاسب الدولة في هذه الحياة الدّنيا مادام الامام الذي وحده يتكلّم ولا يحلو له الحديث إلاّ عن الآخرة، فمن سيرافع عن الغلابة المساكين ، ولو سألهم الامام لأجابوه بكلمة واحدة : " أحييني اليوم واقتلني غدوة ".
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 15-09-2017, 21:06.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X