وأخيرا وبعد إلحاح طويل من حقائق متصله على مر السنين اكتشفت وبدون مجامله اني غبار .
كنت غبارا منثورا على صفحات الايام وعلى الآخرين . وعلى الطرقات كنا خطوات من غبار و انفاس متلاحقة . أحلامنا طموحاتنا تصوراتنا غبار .
نحن مع الأسف غبار أو بدون آسف لا أحد يهتم أولادنا زوجاتنا اول حب أملاكنا شهاداتنا أيامنا القادمه ..
كلها غبار و في قبورنا سنعود غبار .


نحن نعالج غبار .

كانت الأيام التي مرت بنا أو مررنا بها ظاهرها صاخب
لكنها كانت ساكنه لا تتحرك نحن الذين كنا نتحرك . كان سكون الأيام حقيقة مرعبه ممنوعين من اكتشافها
فقط في مرحلة الغبار نكتشف حقائق كانت مزويه
عنا .
أما السنين والأيام التي عشناها بكل صخبها وأحداثها وشخوصها والتي نسميها الماضي فهي موجوده معنا الآن . موجوده في عيوننا وقلوبنا وعقولنا وأفواهنا وسائر أعضاء جسدنا حياتنا السابقه موجوده معنا كظلنا لا تفارقنا لحظه واحده مخزنه في بصمات جلودنا بليلها ونهارها بكل فصولها .


أما ما نسميه ذكريات فهي استراحة الروح عندما تتجول في دهاليز العقل وتأخذ استراحة مما علق ويعلق بها من صخب الأيام واحداثها .
كيف نكتشف أننا غبار .
في يوم ليس من الأيام لا بارد ولا حار ليس في ليل أو نهار دخلت على جمع من الناس فألقيت السلام
لم يلتفتوا الي
وهمهموا بشيء ثم استمروا في ما كانوا فيه ...
حينها أدركت اني أصبحت غبار فحملت غباري وخرجت اشق الطريق أحدث نفسي وانا امشي بخطوات من غبار .