الرداء الأبيض / رويده العاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رويده العاني
    أديب وكاتب
    • 08-05-2010
    • 225

    الرداء الأبيض / رويده العاني

    الرداء الأبيض

    - لم تعد يدكَ دافئة كما اعتدتها.

    - كإنكِ لا تعرفين !

    تغيرت أوقات زيارته لي ، طالت مسافاتها، شتان ما بيني وبينه
    منذ خمسة ليال ,عمقها أميال لا تعد ولا تحصى وأنا انتظره .
    - أتراني سأصبر على عطش رؤية (وجع قلبي) كما أسميته يوماً ؟
    - كيف سأصوم عن لقياه ؟
    ترعبني تلك الفكرة !
    تقيدني ، بثوبي الأبيض.. كبياض وجهه الذي لم أجد له تفسير حتى اللحظة، ولم أفهم كيف تغير لون بشرته البرونزي لهذا الأبيض الشاحب !

    - أتدري بأنّي بت أكره اللون الأبيض؟
    - أعلم حبيبتي .
    يحملق بوجهي بعينيه وحزنهما الملائكي ، يتلمس بطرف إصبعه ندبي التي أحدثها في سوّرة غضب انتابته ذات ليلة ، ظل يعتذر عنها سنين طويلة ، ويظهر الانزعاج جلياً على ملامحه ، كأنه يتحسس مدى ألمي حينها !

    ينتابه الغضب، يتركني معلقه بين السماء والأرض ويخرج مسرعا، يخترق الجدران !
    - أتراه يعاقبني على ذنب لم أقترفه ليطيل غيبته ؟
    - أم يتعمد الغياب لأنه ملّ هذياني !؟
    لم يزرني نومي تلك الليلة ..
    سهرت أتأمل مكانا ليس بيتي ، لكنني اعتدته .

    وجود (وجع قلبي ) قربي كان أنيسي
    وذاك البيانو المهجور، كم ألف مرة راقصني وجعا!
    لملم أشلائي المبعثرات داخلي.
    باغتني ضوء الفجر يجرح عيني ، يغتصب غرفتي المسيجة .
    أرحت جسدي المتعب ..ونامت أعيني
    لكني لم أنم يوما .!

    سمعت وقع أقدامها وهي تقترب ..صديقتي اليومية ، ذات الرداء الأبيض كبياض فراش سريري وجدراني،
    والتي تصر على أن أبتلع أشياء لا استتسيغ طعمها،
    ضاحكة كعادتها ،لكنها خاوية اليدين هذه المرة !
    - ماذا ؟
    أستخبريني اليوم أيضا بأن زوجي لم يزرني ليلة أمس؟
    - كلا عزيزتي، لأني اليوم سآخذك لزيارة قبره !.

    رويده رائد العاني
    التعديل الأخير تم بواسطة رويده العاني; الساعة 21-09-2017, 16:15.
    حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    هلا وغلا بالبنوته رودي
    لن أعلق لأن شهادتي ستكون مجروحة بنصك
    سأنتظر مداخلات الزميلات والزملاء ليس للمصداقية ولكن
    كي لاأؤثر على الآراء ربما
    مساء الورد للورده رودي
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      تمنيت " قفلة " سعيدة
      لست أدري لم ؟
      ربما رحمة بتلك التي تعاني الوجع .. وجع انتظار الغائب و الوجع الذي أتى بها إلي هذا المكان الذي اعتادته ( لطول مكوثها به )
      إنها على سرير الموت على ما يبدو من السرد
      تنتظر إلفها الذي كان سببا فيما وصلت إليه
      و لكن الملاك الحارس ذات الرداء الأبيض التي كثيرا ما تكون قريبة منها ( أو قريبا منها )
      يأتي ليكشف لها سر الغياب
      فهل بالفعل كان يقصد زيارة القبر أم اللقاء المنتظر ؟

      قص جميل ورائق و سرد متهاد ينساب في غير ما غموض أو افتعال !
      شكرا لك أيتها المبدعة الجميلة
      ربما تسرب منك خطأ فعاودي القراءة و اجبريه !

      تحياتي عزيزتي
      sigpic

      تعليق

      • رويده العاني
        أديب وكاتب
        • 08-05-2010
        • 225

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        هلا وغلا بالبنوته رودي
        لن أعلق لأن شهادتي ستكون مجروحة بنصك
        سأنتظر مداخلات الزميلات والزملاء ليس للمصداقية ولكن
        كي لاأؤثر على الآراء ربما
        مساء الورد للورده رودي
        مساء الخير سيدتي
        هذا ليس عدلا ,أن أكون أقرب الناس اليك .وابعدهم بالحصول على رد وافي منك ..

        تحياتي
        التعديل الأخير تم بواسطة رويده العاني; الساعة 21-09-2017, 16:17.
        حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

        تعليق

        • رويده العاني
          أديب وكاتب
          • 08-05-2010
          • 225

          #5
          مساء الخير سيدي الكريم
          أعجبتني رأيتك حول النص ,كونك قد نظرت اليه من منحى اخر تماما ,
          اسعدني ردك السريع ..
          تحياتي لك
          رويده العاني
          حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة رويده العاني مشاهدة المشاركة
            مساء الخير سيدتي
            هذا ليس عدلا ,أن أكون أقرب الناس اليك .وابعدهم بالحصول على رد وافي منك ..

            تحياتي
            وليس عدلا أن تكوني بقربي دون أن تقولي أنك كتبت ردا على مداخلتي
            أنا لم أقل لن أرد
            بل سأنتظر رؤية الزميلات والزملاء كي لاتؤثر رؤيتي عليهم
            النص رودي جميل وحزين وفيه شجن وربي شعرت به
            كأني كنت معها بنفس الغرفه
            أحببت البيانو والرقصه كان رائعا أن تري بهذا العمق
            جراحاتها وصدمة الغياب وذاك القبر الذي ينتظرها
            رؤية قويه لمرض انكار الحدث حيث يحدث فعلا أن ينكر البعض غياب الأحبة القسري والدائم
            لك حضور رودي وبصمه وملكة القص عندك تكبر وتنضج
            محبتي وباقات ورد ك
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • سوسن مطر
              عضو الملتقى
              • 03-12-2013
              • 827

              #7

              ..

              لا شيء أصعب من أن يأخذ رمز الفرح في أعيننا معناه النقيض!
              وما كان يبعث في نفوسنا البهجة يتحول ليبعث فيها شيئاً من التشاؤم والحزن!
              " - أتدري بأنّي بت أكره اللون الأبيض؟
              - أعلم حبيبتي . "
              *******

              أشبه بالكثير من الأشياء التي تثير لدينا مشاعراً متناقضة.. هو اللون الأبيض.
              بين كونه لوناً أساسياً في الفرح
              وبين كونه لوناً للرداء الأخير الذي يلبسه المرء قبل الرحيل!

              هل ستجعلنا الحياة نكره كل الألوان يوماً ما؟!
              هل يجب أن يرتبط كل شيء بذكرى حزينة؟!
              أتمنى أن يكون الجواب لكلا السؤالين هو: لا.

              سعيدة جداً بالقراءة لكِ رودي الجميلة (كما تناديكي غاليتنا عائدة ^^)
              كوني بخير مبدعتنا الراقية

              ..


              تعليق

              • رويده العاني
                أديب وكاتب
                • 08-05-2010
                • 225

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                وليس عدلا أن تكوني بقربي دون أن تقولي أنك كتبت ردا على مداخلتي
                أنا لم أقل لن أرد
                بل سأنتظر رؤية الزميلات والزملاء كي لاتؤثر رؤيتي عليهم
                النص رودي جميل وحزين وفيه شجن وربي شعرت به
                كأني كنت معها بنفس الغرفه
                أحببت البيانو والرقصه كان رائعا أن تري بهذا العمق
                جراحاتها وصدمة الغياب وذاك القبر الذي ينتظرها
                رؤية قويه لمرض انكار الحدث حيث يحدث فعلا أن ينكر البعض غياب الأحبة القسري والدائم
                لك حضور رودي وبصمه وملكة القص عندك تكبر وتنضج
                محبتي وباقات ورد ك
                توجيهاتك أمي هي مايجعلني اعرف لأني ادري انك لن تجامليني وستقولين رايك صراحة
                لهذا شعرت بقليل من الحزن وكأنك تخاصميني او ان النص لم يرق لك
                شكرا سيدتي الفاضلة ماما على اطراائك الذي اسعدني
                وشكرا ايضا لأني استخدم اللاب توب الخاص بك للسهوله
                رويده العاني
                حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

                تعليق

                يعمل...
                X