الرداء الأبيض
- لم تعد يدكَ دافئة كما اعتدتها.
- كإنكِ لا تعرفين !
تغيرت أوقات زيارته لي ، طالت مسافاتها، شتان ما بيني وبينه
منذ خمسة ليال ,عمقها أميال لا تعد ولا تحصى وأنا انتظره .
- أتراني سأصبر على عطش رؤية (وجع قلبي) كما أسميته يوماً ؟
- كيف سأصوم عن لقياه ؟
ترعبني تلك الفكرة !
تقيدني ، بثوبي الأبيض.. كبياض وجهه الذي لم أجد له تفسير حتى اللحظة، ولم أفهم كيف تغير لون بشرته البرونزي لهذا الأبيض الشاحب !
- أتدري بأنّي بت أكره اللون الأبيض؟
- أعلم حبيبتي .
يحملق بوجهي بعينيه وحزنهما الملائكي ، يتلمس بطرف إصبعه ندبي التي أحدثها في سوّرة غضب انتابته ذات ليلة ، ظل يعتذر عنها سنين طويلة ، ويظهر الانزعاج جلياً على ملامحه ، كأنه يتحسس مدى ألمي حينها !
ينتابه الغضب، يتركني معلقه بين السماء والأرض ويخرج مسرعا، يخترق الجدران !
- أتراه يعاقبني على ذنب لم أقترفه ليطيل غيبته ؟
- أم يتعمد الغياب لأنه ملّ هذياني !؟
لم يزرني نومي تلك الليلة ..
سهرت أتأمل مكانا ليس بيتي ، لكنني اعتدته .
وجود (وجع قلبي ) قربي كان أنيسي
وذاك البيانو المهجور، كم ألف مرة راقصني وجعا!
لملم أشلائي المبعثرات داخلي.
باغتني ضوء الفجر يجرح عيني ، يغتصب غرفتي المسيجة .
أرحت جسدي المتعب ..ونامت أعيني
لكني لم أنم يوما .!
سمعت وقع أقدامها وهي تقترب ..صديقتي اليومية ، ذات الرداء الأبيض كبياض فراش سريري وجدراني،
والتي تصر على أن أبتلع أشياء لا استتسيغ طعمها،
ضاحكة كعادتها ،لكنها خاوية اليدين هذه المرة !
- ماذا ؟
أستخبريني اليوم أيضا بأن زوجي لم يزرني ليلة أمس؟
- كلا عزيزتي، لأني اليوم سآخذك لزيارة قبره !.
رويده رائد العاني
- لم تعد يدكَ دافئة كما اعتدتها.
- كإنكِ لا تعرفين !
تغيرت أوقات زيارته لي ، طالت مسافاتها، شتان ما بيني وبينه
منذ خمسة ليال ,عمقها أميال لا تعد ولا تحصى وأنا انتظره .
- أتراني سأصبر على عطش رؤية (وجع قلبي) كما أسميته يوماً ؟
- كيف سأصوم عن لقياه ؟
ترعبني تلك الفكرة !
تقيدني ، بثوبي الأبيض.. كبياض وجهه الذي لم أجد له تفسير حتى اللحظة، ولم أفهم كيف تغير لون بشرته البرونزي لهذا الأبيض الشاحب !
- أتدري بأنّي بت أكره اللون الأبيض؟
- أعلم حبيبتي .
يحملق بوجهي بعينيه وحزنهما الملائكي ، يتلمس بطرف إصبعه ندبي التي أحدثها في سوّرة غضب انتابته ذات ليلة ، ظل يعتذر عنها سنين طويلة ، ويظهر الانزعاج جلياً على ملامحه ، كأنه يتحسس مدى ألمي حينها !
ينتابه الغضب، يتركني معلقه بين السماء والأرض ويخرج مسرعا، يخترق الجدران !
- أتراه يعاقبني على ذنب لم أقترفه ليطيل غيبته ؟
- أم يتعمد الغياب لأنه ملّ هذياني !؟
لم يزرني نومي تلك الليلة ..
سهرت أتأمل مكانا ليس بيتي ، لكنني اعتدته .
وجود (وجع قلبي ) قربي كان أنيسي
وذاك البيانو المهجور، كم ألف مرة راقصني وجعا!
لملم أشلائي المبعثرات داخلي.
باغتني ضوء الفجر يجرح عيني ، يغتصب غرفتي المسيجة .
أرحت جسدي المتعب ..ونامت أعيني
لكني لم أنم يوما .!
سمعت وقع أقدامها وهي تقترب ..صديقتي اليومية ، ذات الرداء الأبيض كبياض فراش سريري وجدراني،
والتي تصر على أن أبتلع أشياء لا استتسيغ طعمها،
ضاحكة كعادتها ،لكنها خاوية اليدين هذه المرة !
- ماذا ؟
أستخبريني اليوم أيضا بأن زوجي لم يزرني ليلة أمس؟
- كلا عزيزتي، لأني اليوم سآخذك لزيارة قبره !.
رويده رائد العاني
تعليق