ذات خروج../ دينا نبيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دينا نبيل
    أديبة وناقدة
    • 03-07-2011
    • 732

    ذات خروج../ دينا نبيل

    ذات خروج..

    لا تلتمسي لي الأعذار؛ فأنا بلا عذر..
    لا تختلقي لي الحجج؛ فلم أقتنع بواحدة منها..
    تعبّين القهوة أقداحاً وتسهرين لتكتبي عن تلك البائسات أمثالك ثم تمسحين ما يسيل من كحلٍ تحت عينيك وتلطخين به وجهك مع الدموع حزناً عليهن.
    كثيراً ما تختارين لي صفحات مطوّلة لتلك الأدوار العقيمة داخل قصصك. إما أُمّاً يقتات عليها المرض ويشرب، وإما أن أكون امرأة وحيدة بلا خلف أو سند وإما مجنونة في مصحٍ نفسي!

    كم ضجرتُ من تلك الأدوار!
    كم سقمت تلك الحكايات البائسة من نسيج خيالك المتهرئ!
    سأخرجُ ذات غفلة منك وأشق هذه الورقة المصفرة بمقصٍ كنت قد خبأته من قصة قديمة، رميتيني في قعرها.
    سأخرج من النص لأبحث عن ذات أخرى في جنبات هذا البيت.. ذات مستقلة عن خيوط (الماريونت) التي تلعبين بها.
    ...
    تجرّدتْ من ردائها الورقي ونثرتْ بضع كلمات كانت عالقة بشعرها الأشعث.. ما يزال بعض الحبر الأسود عالقاً تحت عينيها الجامحتين بلا صبر، اللامعتين بلهفة الخروج.
    تجلسُ إلى جانب الكاتبة التي غطت في النوم منذ ساعة.. تلملم شعرها المنثور على المكتب.
    في خلسة، تمتد أصابعها لسحب الورقة، وأخذت تقرأ..

    ...
    " لم تستطع الاحتمال أكثر من ذلك! حملت حقيبتها وتركت مفتاحها في الباب وأخذت تصرخ: "لن أعود إليه ثانية !!" لا تعرف أين وجهتها، لا تفكر بأقاربها؛ فحتما سيعيدونها إليه! ستذهب إلى مكان بعيد لا يعرفها فيه أحد، تود أن تكون بمفردها إنها العزلة صاحبتها وأليفتها دومًا ..."
    ترفع حاجبها الأيمن في استنكار..
    الدور العقيم ذاته، سأكون المغلوبة على أمري مجدداً. ما بال هذه المؤلفة؟!
    استرسلتْ في القراءة..

    "كان المطر يهمي. صارت أميرة نفسها ذلك اليوم، راحت تفكر في أشياء مجنونة لم تكن تتخيل أن تفعلها يوما.. أن تتناول فطورها في الطريق وهي تسير.. أن تعتلي سور البحر لا تعبأ بالمارة وتجري، أو أن تفكر في ركوب زورق خشبي على الموج يتهادى .. تلفه المياه من كل النواحي كجزيرة خشبية معزولة في الماء تحط عليه النوارس يتراقص بها وتترنح!"
    هل ستتغير نهاية القصة أخيراً؟ ربما ستكتب لي ما يليق بي ولو لمرةٍ واحدة.. قصة بلا نهاية خانقة وإنما نهاية تبدأ عندها بدايات طازجة بلا أسقف أو جدران.
    أكملتْ..

    "وصلت إلى الرصيف، نزلت من الزورق. من بعيد رأت المفتاح يتدلّى من يده.. المفتاح !!.. صاح بها قائلاً: "هل يصح لامرأة أن تنسى مفتاح بيتها وتخرج؟. أخذها من ذراعها ونظراتها مشتتة بين الزورق والواقفين الناظرين إليها في استياء واشمئزاز!"
    تلتقط القلم بحذر وعيناها تتوجس ارتجافة جفني الكاتبة، أخذت تشطب وتحذف وتعيد الكتابة من جديد.
    مزّقت الأوراق الأصلية وألقتها في سلة المهملات.
    عليّ إكمال دوري وتغيير النهاية..

    على أطراف أصابعها تصعد السلم الداخلي للمنزل.. لابد أنّ هذه هي غرفة نوم الكاتبة.
    لابد أن هذا هو زوجها المسكين الذي ملّ انتظارها فظل يتقلّب ويتكور على نفسه مفتقداً وليفته في طيات السرير.
    من علبة السجائر سحبت واحدة وأشعلتها، لدقائق كانت تصارع سعلات قوية كافية لإرباك هدأة ظلام تخللته بعدها أفعوانيات مسترسلة وانبجاسات دخانية كثيفة. إلى جانبه تدثّرت وراحت يداها تزحف نحوه لتطوقه بذراعيها.. التفت إليها يعارك بُسُط النوم الممتدة على عينيه، ليراها تتثنّى أمامه على غير عادتها يكاد ينكرها لولا ابتسامتها وملامحها المحفورة في رأسه..

    تحيّر من استغراق عينيها الذي يُرغّب ببراعة في التغلغل إليها.. حيازتها والولوج إلى عالم من أحرف متطايرة تدعو إلى اقتناصها وفك طلاسمها.. تجرّدها من كل شيء سوى اكتسائها بدفئه لأول مرة..
    كيف تأتّى لها زجّه إلى الإبحار داخل زورقها الورقي المتفسخ؟ ودون إرادةٍ منه غاب في باطنها لتسحبه أمواجها الفائرة المنتفخة وتبتلعه في دوامة تمتصه حتى النخاع..
    كانت ترنو إليه فتراه هيكلاً وما يزال الحبر الأسود عالقاً تحت عينيها.

    دينا نبيل
    التعديل الأخير تم بواسطة دينا نبيل; الساعة 21-09-2017, 19:15.

  • السعيد ابراهيم الفقي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 24-03-2012
    • 8288

    #2
    ذات خروج
    عندما يتلبس الأديب حالة إبداعية،
    يخرج من الموجودات إلى عالم آخر،
    عالم افتراضي،
    لايعرفه إلا هو،
    هو وحده،
    حتى يرجع،
    محملاً بمولود جديد،
    ----
    ذات خروج
    نص مفعم بحالة ابداعية

    تعليق

    • حسن لشهب
      أديب وكاتب
      • 10-08-2014
      • 654

      #3
      مساء الإبداع أستاذة دينا
      سرد مسترسل متين بمعناه ومبناه
      كأني عايشت الحالة لدقة التصوير والوصف .
      شكرا لهذه اللحظة الإبداعية الجميلة.
      رائع ما وجدت هنا.

      تعليق

      • عمار عموري
        أديب ومترجم
        • 17-05-2017
        • 1299

        #4
        سرد شاعري ممتع لحالة المراة الكاتبة في مواجهة هواجسها...
        ساحاول ابداء ملاحظات حول النص في قسم النقد قريبا.
        في الانتظار ارجو من الكاتبة تصحيح بعض الاخطاء الاملائية التي وردت في النص
        مع كل الاحترام الواجب لك استاذة دينا نبيل
        وفوق ذلك مودتي.

        تعليق

        • دينا نبيل
          أديبة وناقدة
          • 03-07-2011
          • 732

          #5
          ا. السعيد إبراهيم الفقي..
          تقديري الجم لمروركم الكريم وقراءتكم التي أصابت كبد الحقيقة فيما يتعلق بموضوعة النص وكيف نعيش في عوالم موازية تتداخل مع عالمنا الحقيقي فلا نميز أيهما الحقيقي من الافتراضي. .
          شكرا جزيلا لطيب القراءة

          تعليق

          • نورالدين لعوطار
            أديب وكاتب
            • 06-04-2016
            • 712

            #6
            أهلا وسهلا

            ذات خروج

            عنوان أراه موفقا
            فالخروج له من المعاني ما يملأ الآفاق، الخروج هو رغبة في التغيير و التحول، رغبة في مجاراة حركية الكون، حين نحس الجمود و استقرار الحال نسعى إلى تغيير الإيقاع، وهذه اللفظة تداعب في أعماق القارئ رغبته الدفينة في الخروج عن المألوف وكسر رتابة الحياة.
            الخروج مقترن في ثقافتنا بالهجرة والسفر، مقترن بالغزوات، مقترن بالفتوحات، مقترن بالثورات، مقترن بالزواج عند النساء، يستدعي الرحيل والموت أيضا، الخروج مفتاح لعوالم شتّى تسعى إليها الذات الإنسانية، وأغلبها تصبّ في رحاب التحرّر والحريّة، الإحساس بفسحة النزهة والخرجة، الأمل المضاعف، الخروج عادة رمز للإرادة الحيّة، وهو مختلف عن التهجير والترحيل والإخراج حين تكون النّفس مضطرّة لتنفيذ أمر لا تكون فيه فاعلة.

            النّص بدأ بثورة البطلة ممّا لحقها من عار، وظفت الكاتبة أسلوب النهي كانطلاقة لاستهجان الأدوار التي اقحمت فيها البطلة غصبا عنها، وعدم رغبتها في مواصلة حياتها وفق هذا التنميط، وتلك المهانة، امرأة مجنونة، امرأة مريضة ،امرأة عقيمة.
            الجنون هو استعمال سيء للعقل وهنا الكاتبة رمت بكل ثقلها على تلك الصورة للمرأة حين جعلها المجتمع لا تستطيع التحرك خارج عاطفتها أي أن المرأة أبعد من أن تكون عاقلة، بل تغلبها أحاسيسها وهنا الرغبة في الخروج من هذا السجن القاسي ، سجن العواطف، و الانفعالات و الدخول في معترك العقلانية.
            المرض قرين العجز، وعدم القدرة وهنا المرأة تظهر ككائن غير منتج بل عالة على مجتمعها، وهي عاجزة عن القيام بدورها بفعالية وهي صورة نمطية يصعب محوها.
            امرأة عاقر، لا تستطيع الإنجاب رغم أن وظيفة الإنجاب معترف بها من طرف المجتمع، لكن لتصدر هذا المطلب مسؤولية المرأة يؤدي كل تباطؤ في إنجازه إلى إلصاق العار بالمرأة، بل الإنجاب هنا رمزيا هو إعطاء حياة أخرى، ابتكار أساليب جديدة في الحياة، ولا أظن أننا نؤمن بأن المرأة قادرة على إبداع الحلول وخير شاهد على ذلك هو تضاؤل حظ المرأة في الحياة السياسية حيث إبداع الحلول للمشكلات العويصة حيث نرى أن المجتمع لا يثق بقيادة المرأة لمشروعاته.
            بدأت قصّة الخروج تلك و الخوف من العودة متربّص بالبطلة، ورغم تلك المقامرة وتلك المغامرة وجدت البطلة نفسها رهينة ثقافتها العاطفية فعقلها المقولب لم يسعفها في إيجاد الكثير من الحلول، وهذا ظاهر وجلي في المرأة"المثقفة"التي تدافع عن نمطية المرأة، فرغم إيمانها بالمرأة ككيان قادر لكنها لا تستطيع الخروج من جندريتها، فلا تؤمن بكفاية قدرتها، لذلك فهي تنتظر دائما من الرجل أن يبارك هذه الخطوة ولا تجد من الوسائل أكثر من عاطفتها لإغرائه.

            النص منسوج بأسلوب غرائبي أتاح الكثير من الفرص لإظهار قدرة الكاتبة على صياغته بشكل يعبر عن اقتدارها وعلو كعبها في الميدان، والغرائبية عموما هي خروج عن المألوف فالنص مخلص حتى أسلوبه لهذه الرغبة في الخروج.

            كنت هنا فثرثرت قليلا

            تقديري للكاتبة دنيا نبيل

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              كانت ترنو إليه فتراه هيكلاً وما يزال الحبر الأسود عالقاً تحت عينيها.
              وددت لو لم تكن تلك الجملة في مكانها من الحالة ، و تمنيت لها الخروج من ثيابها لحالة أخرى أكثر استجابة لما أعطى الخروج الذي أحدثته البطلة
              و محاولة كسر اعتيادية الحياة و استجلاء معاني جديدة لم تكن غائبة و بعيدة و إن كانت راكدة في قاع الذات الأنثى !
              و كأني بها تعود ثانية لتكشف مالم تتحدث فيه و تبني عليه أسباب الركود و الوهن الذي نال أجمل ما في الحياة من معاني
              و أن الذات الأخرى هي في النهاية ذات أنانية و ربما خاوية حين تتخلص من شحنتها الوقتية و تكون محض " هيكل " ليس إلا هيكل
              خال من أي تعبير يجسد روعة اللقاء المفعم و يتمسك به إلي أبعد حد ممكن كاسرا نمطية الكائن ؛ فليس أجمل من لغة المشاعر في الحالات النادرة مثل تلك حتى و إن نال
              منها الاعتياد ليظل الحبر الاسود عالقا تحت عينيها !

              حالة جنون لا بأس بها و رغبة في كسر الجاثم كصخرة رغم فشله في أن يكون فاعلا و قادرا على رسم السعادة في حياتنا !

              تقديري و احترامي
              sigpic

              تعليق

              • زحل بن شمسين
                محظور
                • 07-05-2009
                • 2139

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة

                ذات خروج..

                لا تلتمسي لي الأعذار؛ فأنا بلا عذر..
                لا تختلقي لي الحجج؛ فلم أقتنع بواحدة منها..
                تعبّين القهوة أقداحاً وتسهرين لتكتبي عن تلك البائسات أمثالك ثم تمسحين ما يسيل من كحلٍ تحت عينيك وتلطخين به وجهك مع الدموع حزناً عليهن.
                كثيراً ما تختارين لي صفحات مطوّلة لتلك الأدوار العقيمة داخل قصصك. إما أُمّاً يقتات عليها المرض ويشرب، وإما أن أكون امرأة وحيدة بلا خلف أو سند وإما مجنونة في مصحٍ نفسي!

                كم ضجرتُ من تلك الأدوار!
                كم سقمت تلك الحكايات البائسة من نسيج خيالك المتهرئ!
                سأخرجُ ذات غفلة منك وأشق هذه الورقة المصفرة بمقصٍ كنت قد خبأته من قصة قديمة، رميتيني في قعرها.
                سأخرج من النص لأبحث عن ذات أخرى في جنبات هذا البيت.. ذات مستقلة عن خيوط (الماريونت) التي تلعبين بها.
                ...
                تجرّدتْ من ردائها الورقي ونثرتْ بضع كلمات كانت عالقة بشعرها الأشعث.. ما يزال بعض الحبر الأسود عالقاً تحت عينيها الجامحتين بلا صبر، اللامعتين بلهفة الخروج.
                تجلسُ إلى جانب الكاتبة التي غطت في النوم منذ ساعة.. تلملم شعرها المنثور على المكتب.
                في خلسة، تمتد أصابعها لسحب الورقة، وأخذت تقرأ..

                ...
                " لم تستطع الاحتمال أكثر من ذلك! حملت حقيبتها وتركت مفتاحها في الباب وأخذت تصرخ: "لن أعود إليه ثانية !!" لا تعرف أين وجهتها، لا تفكر بأقاربها؛ فحتما سيعيدونها إليه! ستذهب إلى مكان بعيد لا يعرفها فيه أحد، تود أن تكون بمفردها إنها العزلة صاحبتها وأليفتها دومًا ..."
                ترفع حاجبها الأيمن في استنكار..
                الدور العقيم ذاته، سأكون المغلوبة على أمري مجدداً. ما بال هذه المؤلفة؟!
                استرسلتْ في القراءة..

                "كان المطر يهمي. صارت أميرة نفسها ذلك اليوم، راحت تفكر في أشياء مجنونة لم تكن تتخيل أن تفعلها يوما.. أن تتناول فطورها في الطريق وهي تسير.. أن تعتلي سور البحر لا تعبأ بالمارة وتجري، أو أن تفكر في ركوب زورق خشبي على الموج يتهادى .. تلفه المياه من كل النواحي كجزيرة خشبية معزولة في الماء تحط عليه النوارس يتراقص بها وتترنح!"
                هل ستتغير نهاية القصة أخيراً؟ ربما ستكتب لي ما يليق بي ولو لمرةٍ واحدة.. قصة بلا نهاية خانقة وإنما نهاية تبدأ عندها بدايات طازجة بلا أسقف أو جدران.
                أكملتْ..

                "وصلت إلى الرصيف، نزلت من الزورق. من بعيد رأت المفتاح يتدلّى من يده.. المفتاح !!.. صاح بها قائلاً: "هل يصح لامرأة أن تنسى مفتاح بيتها وتخرج؟. أخذها من ذراعها ونظراتها مشتتة بين الزورق والواقفين الناظرين إليها في استياء واشمئزاز!"
                تلتقط القلم بحذر وعيناها تتوجس ارتجافة جفني الكاتبة، أخذت تشطب وتحذف وتعيد الكتابة من جديد.
                مزّقت الأوراق الأصلية وألقتها في سلة المهملات.
                عليّ إكمال دوري وتغيير النهاية..

                على أطراف أصابعها تصعد السلم الداخلي للمنزل.. لابد أنّ هذه هي غرفة نوم الكاتبة.
                لابد أن هذا هو زوجها المسكين الذي ملّ انتظارها فظل يتقلّب ويتكور على نفسه مفتقداً وليفته في طيات السرير.
                من علبة السجائر سحبت واحدة وأشعلتها، لدقائق كانت تصارع سعلات قوية كافية لإرباك هدأة ظلام تخللته بعدها أفعوانيات مسترسلة وانبجاسات دخانية كثيفة. إلى جانبه تدثّرت وراحت يداها تزحف نحوه لتطوقه بذراعيها.. التفت إليها يعارك بُسُط النوم الممتدة على عينيه، ليراها تتثنّى أمامه على غير عادتها يكاد ينكرها لولا ابتسامتها وملامحها المحفورة في رأسه..

                تحيّر من استغراق عينيها الذي يُرغّب ببراعة في التغلغل إليها.. حيازتها والولوج إلى عالم من أحرف متطايرة تدعو إلى اقتناصها وفك طلاسمها.. تجرّدها من كل شيء سوى اكتسائها بدفئه لأول مرة..
                كيف تأتّى لها زجّه إلى الإبحار داخل زورقها الورقي المتفسخ؟ ودون إرادةٍ منه غاب في باطنها لتسحبه أمواجها الفائرة المنتفخة وتبتلعه في دوامة تمتصه حتى النخاع..
                كانت ترنو إليه فتراه هيكلاً وما يزال الحبر الأسود عالقاً تحت عينيها.

                دينا نبيل
                ==========================================
                دينا احد بنات النبي داوود ....
                دينا اسم حلو وصاحبته حلوى على ما اعتقد ...؟!
                يا ست دينا لو واحد من العامة من الناس قرأها هذه المقطوعة ،،، انا متأكد لا يكملها؟!
                لماذا ؟؟
                العنوان يشد كل انسان مؤمن وواعي :: الخروج اي الذهاب للجهاد بسبيل الوطن بسبيل العيش الكريم ،،، ولكن المضمون شيء آخر؟؟؟
                قد تكون هذه القصة بمواصفات القصة رائعة ،،، عائدة محمد تحكم على ذلك ،، انا لا اقدر ؟!
                ولكن ماذا ستقدم للناس الغلبانة التي لا تجد رغيفا تأكله و البلاد مهددة بالاحتلال ،،،
                ويرى هذا الانسان نصف درزن من الاقطار العربية دُمروا بعد احتلالهم والدور قادم على موطنه ..؟!
                اي قادم على الاقطار الاخرى ، شريعة غاب تحكمنا بها الامبريالية والصهيونية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                وانت تمثلين السراج لهذا الشعب ،، والسراج لا يضيء ما الفائدة منه ؟؟!!
                يا ست دينا انا لا احب ان اكذب عليك وامدحك وانا لست مقتنع بما قرأت ؟!
                على كل حال بورك جهدك وشعبنا بمصر بامس الحاجة ان ننير له الطريق بهذا الزمن الاغبر؟!
                البابلي يقرؤك السلام

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  ليس لقارئ قصتك البديعة هذه، يا دينا، إلا أن يصيح معجبا: رائع !
                  وهذا أقل ما توصف به قصتك الرائعة فقد أخرجتنا من "الروتين"، الذي سئمناه في القصص الضعيفة سبكا وحبكا وأدبا ولغة.
                  لا أريد أن يكون تعليقي هنا كالملوحة بعد العذوبة التي حلَّى بها الأساتيذ قبلي: الحكيم السعيد إبراهيم الفقي، والناقد عمَّار عمُّوري، والأديب الكبير ربيع عقب الباب، فقد نوهوا بالقصة بما لا يترك لي مزيدا إلا ما أعترض به على اقتراح الأديب الكبير فيما يخص الجملة التي ما كان يود "أن تكون
                  في مكانها من الحالة ..."، فأنا لا أوافقه عليه.
                  ورغم هذا، تحتاج القصة إلى إعادة النظر فيها لتصحيح بعض الهفوات الإملائية، على قلتها، كما قال الأستاذ عمَّار عمُّوري، مثل قولك:"
                  كم سقمت تلك الحكايات البائسة من نسيج خيالك المتهرئ!" اهـ بنصه وفصه، فلعلك تقصدين "سئمت" بالهمزة وليس بالقاف.
                  قصتك يا دينا تحفة أدبية قلَّما صادفت مثلها ولذا واصلي على هذا المنوال وانسجي لنا من روائعك أكثر فأنت متمكنة من أدواتك، ولغتك؟ يا لها من لغة تُحسدين عليها!
                  تحيتي إليك وتقديري لك.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • مصباح فوزي رشيد
                    يكتب
                    • 08-06-2015
                    • 1272

                    #10
                    تناغم الخيال مع الواقع
                    تنعدم كل الحيل وتنقطع كل السبل فتتخلّص الكاتبة من الواقع المنكّد لتسبح بخيالها الوارف فوق.
                    وعلى إيقاع أغنية " ماريونيتيست " للفنّان الكبير ( بيار باشلي ) ، تحرّرت البطلة الخيالية من قيود العتاب والكآبة لتأخذ زمام الأمور بيدها من جديد .
                    تقبّلي مروري المتواضع الكاتبة القديرة
                    دنيا نبيل
                    http://www.parolesmania.com/paroles_pierre_bachelet_9610/paroles_marionnettiste_334205.html
                    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 22-09-2017, 09:38.
                    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                    تعليق

                    • دينا نبيل
                      أديبة وناقدة
                      • 03-07-2011
                      • 732

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
                      مساء الإبداع أستاذة دينا
                      سرد مسترسل متين بمعناه ومبناه
                      كأني عايشت الحالة لدقة التصوير والوصف .
                      شكرا لهذه اللحظة الإبداعية الجميلة.
                      رائع ما وجدت هنا.
                      ا. حسن لشهب القدير
                      كل الشكر لمرورك العطر ..
                      سعيدة كون دفقة القصة الشاعرية قد وصلت إليكم
                      خالص تقديري

                      تعليق

                      • دينا نبيل
                        أديبة وناقدة
                        • 03-07-2011
                        • 732

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
                        سرد شاعري ممتع لحالة المراة الكاتبة في مواجهة هواجسها...
                        ساحاول ابداء ملاحظات حول النص في قسم النقد قريبا.
                        في الانتظار ارجو من الكاتبة تصحيح بعض الاخطاء الاملائية التي وردت في النص
                        مع كل الاحترام الواجب لك استاذة دينا نبيل
                        وفوق ذلك مودتي.
                        ا. عمار القدير
                        سعيدة بمروركم الكريم ورأيكم المبدئي الذي يشوقني لمعرفة نظرتك النقدية فيما كتبت
                        في انتظار بقية الملاحظات في قسم النقد..
                        دمتم بخير

                        تعليق

                        • دينا نبيل
                          أديبة وناقدة
                          • 03-07-2011
                          • 732

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                          أهلا وسهلا

                          ذات خروج

                          عنوان أراه موفقا
                          فالخروج له من المعاني ما يملأ الآفاق، الخروج هو رغبة في التغيير و التحول، رغبة في مجاراة حركية الكون، حين نحس الجمود و استقرار الحال نسعى إلى تغيير الإيقاع، وهذه اللفظة تداعب في أعماق القارئ رغبته الدفينة في الخروج عن المألوف وكسر رتابة الحياة.
                          الخروج مقترن في ثقافتنا بالهجرة والسفر، مقترن بالغزوات، مقترن بالفتوحات، مقترن بالثورات، مقترن بالزواج عند النساء، يستدعي الرحيل والموت أيضا، الخروج مفتاح لعوالم شتّى تسعى إليها الذات الإنسانية، وأغلبها تصبّ في رحاب التحرّر والحريّة، الإحساس بفسحة النزهة والخرجة، الأمل المضاعف، الخروج عادة رمز للإرادة الحيّة، وهو مختلف عن التهجير والترحيل والإخراج حين تكون النّفس مضطرّة لتنفيذ أمر لا تكون فيه فاعلة.

                          النّص بدأ بثورة البطلة ممّا لحقها من عار، وظفت الكاتبة أسلوب النهي كانطلاقة لاستهجان الأدوار التي اقحمت فيها البطلة غصبا عنها، وعدم رغبتها في مواصلة حياتها وفق هذا التنميط، وتلك المهانة، امرأة مجنونة، امرأة مريضة ،امرأة عقيمة.
                          الجنون هو استعمال سيء للعقل وهنا الكاتبة رمت بكل ثقلها على تلك الصورة للمرأة حين جعلها المجتمع لا تستطيع التحرك خارج عاطفتها أي أن المرأة أبعد من أن تكون عاقلة، بل تغلبها أحاسيسها وهنا الرغبة في الخروج من هذا السجن القاسي ، سجن العواطف، و الانفعالات و الدخول في معترك العقلانية.
                          المرض قرين العجز، وعدم القدرة وهنا المرأة تظهر ككائن غير منتج بل عالة على مجتمعها، وهي عاجزة عن القيام بدورها بفعالية وهي صورة نمطية يصعب محوها.
                          امرأة عاقر، لا تستطيع الإنجاب رغم أن وظيفة الإنجاب معترف بها من طرف المجتمع، لكن لتصدر هذا المطلب مسؤولية المرأة يؤدي كل تباطؤ في إنجازه إلى إلصاق العار بالمرأة، بل الإنجاب هنا رمزيا هو إعطاء حياة أخرى، ابتكار أساليب جديدة في الحياة، ولا أظن أننا نؤمن بأن المرأة قادرة على إبداع الحلول وخير شاهد على ذلك هو تضاؤل حظ المرأة في الحياة السياسية حيث إبداع الحلول للمشكلات العويصة حيث نرى أن المجتمع لا يثق بقيادة المرأة لمشروعاته.
                          بدأت قصّة الخروج تلك و الخوف من العودة متربّص بالبطلة، ورغم تلك المقامرة وتلك المغامرة وجدت البطلة نفسها رهينة ثقافتها العاطفية فعقلها المقولب لم يسعفها في إيجاد الكثير من الحلول، وهذا ظاهر وجلي في المرأة"المثقفة"التي تدافع عن نمطية المرأة، فرغم إيمانها بالمرأة ككيان قادر لكنها لا تستطيع الخروج من جندريتها، فلا تؤمن بكفاية قدرتها، لذلك فهي تنتظر دائما من الرجل أن يبارك هذه الخطوة ولا تجد من الوسائل أكثر من عاطفتها لإغرائه.

                          النص منسوج بأسلوب غرائبي أتاح الكثير من الفرص لإظهار قدرة الكاتبة على صياغته بشكل يعبر عن اقتدارها وعلو كعبها في الميدان، والغرائبية عموما هي خروج عن المألوف فالنص مخلص حتى أسلوبه لهذه الرغبة في الخروج.

                          كنت هنا فثرثرت قليلا

                          تقديري للكاتبة دنيا نبيل
                          ا. نور الدين..
                          ما أجملها من ثرثرة! .. بل وأطمع في المزيد
                          أشكرك على هذه القراءة المسترسلة الفاحصة
                          تقديري الجم لمرورك وقراءتك

                          تعليق

                          • دينا نبيل
                            أديبة وناقدة
                            • 03-07-2011
                            • 732

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                            كانت ترنو إليه فتراه هيكلاً وما يزال الحبر الأسود عالقاً تحت عينيها.
                            وددت لو لم تكن تلك الجملة في مكانها من الحالة ، و تمنيت لها الخروج من ثيابها لحالة أخرى أكثر استجابة لما أعطى الخروج الذي أحدثته البطلة
                            و محاولة كسر اعتيادية الحياة و استجلاء معاني جديدة لم تكن غائبة و بعيدة و إن كانت راكدة في قاع الذات الأنثى !
                            و كأني بها تعود ثانية لتكشف مالم تتحدث فيه و تبني عليه أسباب الركود و الوهن الذي نال أجمل ما في الحياة من معاني
                            و أن الذات الأخرى هي في النهاية ذات أنانية و ربما خاوية حين تتخلص من شحنتها الوقتية و تكون محض " هيكل " ليس إلا هيكل
                            خال من أي تعبير يجسد روعة اللقاء المفعم و يتمسك به إلي أبعد حد ممكن كاسرا نمطية الكائن ؛ فليس أجمل من لغة المشاعر في الحالات النادرة مثل تلك حتى و إن نال
                            منها الاعتياد ليظل الحبر الاسود عالقا تحت عينيها !

                            حالة جنون لا بأس بها و رغبة في كسر الجاثم كصخرة رغم فشله في أن يكون فاعلا و قادرا على رسم السعادة في حياتنا !

                            تقديري و احترامي
                            أستاذنا الربيع
                            دوما أسع بمرورك الطيب الي ينير متصفحي..
                            هو خروج لم أرده أنا للبطلة بل هو ما احتجت عليه البطلة وأرادت غيره لنفسها وأرادت نسج نهاية للقصة غير التي تكتبها الكاتبة.
                            ربما هذا الهيكل الذي رأته في النهاية يتماهى مع ذاتها الخالصة المستخلصة من ذات الكاتبة نفسها.. هي في اﻷخير هياكل تلتقي معا بعدما تتجرد من كل ما يحجبها عما أمامها..

                            تبقى هذه فقط وجهة نظري وربما هناك غيرها ...
                            تقديري لك ا. ربيع .. دمت مبدعا

                            تعليق

                            • دينا نبيل
                              أديبة وناقدة
                              • 03-07-2011
                              • 732

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة زحل بن شمسين مشاهدة المشاركة
                              ==========================================
                              دينا احد بنات النبي داوود ....
                              دينا اسم حلو وصاحبته حلوى على ما اعتقد ...؟!
                              يا ست دينا لو واحد من العامة من الناس قرأها هذه المقطوعة ،،، انا متأكد لا يكملها؟!
                              لماذا ؟؟
                              العنوان يشد كل انسان مؤمن وواعي :: الخروج اي الذهاب للجهاد بسبيل الوطن بسبيل العيش الكريم ،،، ولكن المضمون شيء آخر؟؟؟
                              قد تكون هذه القصة بمواصفات القصة رائعة ،،، عائدة محمد تحكم على ذلك ،، انا لا اقدر ؟!
                              ولكن ماذا ستقدم للناس الغلبانة التي لا تجد رغيفا تأكله و البلاد مهددة بالاحتلال ،،،
                              ويرى هذا الانسان نصف درزن من الاقطار العربية دُمروا بعد احتلالهم والدور قادم على موطنه ..؟!
                              اي قادم على الاقطار الاخرى ، شريعة غاب تحكمنا بها الامبريالية والصهيونية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                              وانت تمثلين السراج لهذا الشعب ،، والسراج لا يضيء ما الفائدة منه ؟؟!!
                              يا ست دينا انا لا احب ان اكذب عليك وامدحك وانا لست مقتنع بما قرأت ؟!
                              على كل حال بورك جهدك وشعبنا بمصر بامس الحاجة ان ننير له الطريق بهذا الزمن الاغبر؟!
                              البابلي يقرؤك السلام
                              الأستاذ القدير..
                              أولا )دينا( هي ابنة النبي يعقوب عليه السلام.. وليس النبي داوود
                              ثانيا لا اعتقد ان اسمي او شكلي له علاقة بالقصة! كما اني لم اطمع الى امتداح احد او ان يمتدحني احد.. ارجو عدم التدخل في نوايا اﻵخرين
                              ثالثا الخروج ليس مرتبطا بالجهاد في سبيل الله فقط .. الخروج هو خروج فحسب ولا يمكن ان تحكم عليه بافكار مسبقة لا يتناسب معها مضمون القصة ومحتواها .. هذه قولبة غير مقبولة..
                              رابعا.. كيف يمكن لقارئ ايا ما كان ان يحكم ان سائر القراء لن يفهموا القصة او لن يكملوها.. هذا اجحاف غير مقبول بل وفد جانبتك الموضوعية التي تزين هذا الملتقى.. لو كنت قصرت رأيك على نفسك لكنت قبلت هذا .. اما التعميم فلا!
                              هناك قضايا كثيرة يمكن ان تكتب عنها القصة وليس فقط القضايا الكبرى.. بل وأحيانا تلك القضايا التي تراها خاصة بفئة محدودة من الاهمية بمكان انها تسهم في افراز تلك القضايا الكبرى العصويصة.. ربما ربطت الأمر بالمرأة في القصة هنا.. لكن لو قرأتها مرة اخرى لربما خرجت بفهم آخر مغاير لما فهمته اولا... وتبقى هذه في الاخير وجهة نظر..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X