كتبت أسماء عايــــد : بتاريخ 23 - 6 - 2008
في المسارح نحن نصفق للممثلين.. و الممثلون في روسيا و الصين يصفقون للجماهير.. و في الهند التصفيق ما هو الا ضبط لايقاع الرقص .. اي انه لا يستخدم في التحية كما في روسيا و لا لاستدعاء الجرسون كما في مصر .
و الانحناء كالتصفيق له دلالات مختلفة.. ففي اليابان ينحني الانسان ما دام حيا.. كنوع من الاحترام.. و في الصلاة ننحني كنوع من الخشوع للمولي عز و جل.. و الحاشية تنحني للملك او الحاكم كنوع من الذل !! و الحيوانات- المنزلية- كالقطط و الكلاب تتمسح فينا و تنحني كنوع من المودة .
و غاندي الزعيم الهندي كان يمشي حافيا في كل الظروف.. كان يفعل ذلك كمظهر من مظاهر التقشف لحرصه علي نهضة بلاده .. و كذلك الست "ادارة" مشت و مازالت تمشي حافية –علي اراضي احدي القري المصرية- لكن لماذا هي تفعل ذلك ؟! لم ادر ! و لكني ادري امورا اخري كثيرة عنها
امورا مثل ماذا ؟؟!
مثل انها تدير فئة عريضة من الرجال و النساء –داخل مصر و خارجها – لتهريب الشباب المصري عبر الحدود .. علي قوارب الموت ..!
من اين علمت بها ؟؟!
من مخالبها الممتدة هنا في ايطاليا .. من زوجة ابنها الاصغر التي باحت ببعض الاسرار في لحظة حزن افقدتها الوعي و التحفظ .. لحظة الحزن هذه اصابتها حين اشتعلت النيران في الحظائر التي كانت تخبئ بها الاموال و الذهب و الذي منه .. !!
فمعظم هؤلاء يعملون هنا في ادارة الحظائر و تربية المواشي و غيرها من الاعمال الريفية التي يتقنونها نظرا لنشأتهم في الريف المصري ..
اما عن الابن الاكبر للست "ادارة" فتزوج منذ سنوات من امراة ألبانية لتكتمل اعضاء عصابة التهريب هذه .. و العصابات كثيرة جدا !!
الغريب في الامر ان الشاب الواحد قد يدفع ما يقرب من 100 الف جنيه مصري املا في الهجرة و حياة افضل – هذا اذا نجا من الموت او السجن او الترحيل اذا القي القبض عليه عند الحدود ..
و ما دام يملك كل هذه النقود فلماذا لا يستثمرها بشكل جيد في وطنه بدلا من الانصياع وراء عصابات تبيع الاحلام الوهمية ..بالاضافة الي ان الحياة في الغربة-خاصة في الغرب- ليست بالجمال و الرفاهية التي يتخيلها البعض !! و ليست فقط قرية الست"ادارة" فغيرها من القري المصرية التي كثيرا ما امتزج دماء ابنائها بماء البحر مما دفع د. علي جمعة مفتي مصر لاصدار فتوي..قال فيها " إن الهجرات غير الشرعية وغير الآمنة بها مخالفة لله وولي الأمر.. وأكد "أن المغامرين بحياتهم من أجل طموحهم المادي ليسوا شهداء، و ان الشريعة الإسلامية حريصة كل الحرص على الحفاظ على حياة وأرواح
أبنائنا الشباب . وأن الشريعة ترفض وتحرم على المسلم أن يعرض حياته أو جسده للأذى حتى ولو كان لطلب الزيادة في الرزق من خلال السفر إلى دول
أخرى بطرق وأساليب غير مشروعة و آمنة،
والتي تؤدي إلى الهلاك أو التوقيف والسجن أو الغرق "
نقطة اخيرة جذبت انتباهي .. الا و هي ان كشف الاسرار بدأ بعد ضياع الاموال و المجوهرات عقب اشتعال الزريبة"الحظيرة" .. مما دعاني لتذكر عبارة صحفية قرأتها الاسبوع الماضي بعنوان "السلام يبدأ من الزريبة"
عندما عقدت اتفاقية للتطبيع بيننا و بين اسرائيل للتعاون الاقتصادي في مجال
تحسين انتاجية الحليب و طرق ادارة الزرائب ..
فهل كل الاشياء في أوطاننا تبدأ دوما من الزريبة او ينتهي الامر داخلها ؟؟! أم ان بلادنا تحولت
لزريبة كبيرة نرعاها او نُرعى فيها !!!
تعليق