قال لي: يوما سأقتلك؛ قالها بغضب وانطفأ؛ أقصد غاب بسرعة كما لو تبخر، لم أدرك غيابه المفاجئ سوى من خلال الباب الذي ظل يتحرك كما قلبي المضطرب، ربما خوفا، ربما بسبب المفاجأة اللامنتظرة...
تركني غارقا في حيرتي
ترك لي صورته الغائمة قشة أرجو بها الطفو للنجاة...
استنجدت بذاكرتي أبحث في أوراقها، أقلبها عساها تسعفني بجواب يبل ريق فضولي...
لكن الخبر الذي ظهر على شاشة التلفاز كاد يشلني: العثور على جثة غارقة في دمائها بمنزل يشبه منزلي، وأن الشهود أكدوا أنهم رأوا المجرم يخرج من الشقة بسرعة البرق، فلم يتمكنوا من مشاهدته بوضوح؛ فقد ظلت ملامحه غائمة في أذهانهم، غاب بسرعة كما لو تبخر، كل ما استطاعوا تقديمه من إفادة، أنه متوسط الطول، وربعة، واختلفوا في هذا الطول قليلا...
وأنا أتناول فطوري بالمطبخ كالعادة، سمعت طرقا قويا ومتواصلا على الباب، وبعدها سمعت كلمة الشرطة، تفاجأت، تحاملت على نفسي لأفتح لهم، لكنهم كانوا الأسرع فاقتحموا الباب. أحاط بي رجلان قويان، فيما الثالث، بدأ يقلب نظره في البيت، يتقرى محتوياته، وفي لحظة واحدة وقع بصره وبصري على شيء مريب، شيء ملفوف في خرقة بيضاء بها بقع دم. لم ألحظه حين كنت لوحدي، فتساءلت: من أين جاء؟ ومن وضعه هنا، وعلى مكتبي، وقرب رواياتي بالأخص؟ من له غرض تلبيسي جريمة أنا بريء منهاا؟
قال لي المفتش: لمن هذا؟
لا أعرف؟
كيف لا تعرف وهو في بيتك؟!
أقسم إني لا أعرف، علمي علمك...
لا تتذاكى.!..
وبعد أن فك الشيء، تبين لنا جميعا أنه يحتوي على السكين التي قتل بها رجل الشقة، فانفتحت دهشتي على أشدها...
طيب، ستذهب معنا لمقر الشرطة لاستكمال التحقيق، وإرسال الأداة لرفع البصمات عنها.
وفي المخفر، نزلت علي الأسئلة كالمطارق؛ أصابتني بإغماءات متكررة. كنت صلبا في الإنكار، وجاءت نتيجة البصمات لتؤكد للمحقق أنني بريء، فليست البصات التي على السكين بصماتي، ورغم ذلك، أصر على إبقائي ضيفا لديهم حتى تتوضح الأمور، ويظهر الجاني، ويلقى القبض عليه، إذ احتمال كبير أن أكون أنا من سخرته لإشباع انتقامي من الضحية!
لا أعداء لي..
الكل له عدو يريد قتله؟!
ماذا أقول لكم؟ كنت محاصرا بحيطان الزنزانة المظلمة، لا يخترقها سوى شعاع ضوء شاحب آت من البهو، محاصرا بهذه الرائحة النتنة، الشبيهة برائحة لحم متفسخ؛ محاصرا بأسئلتي الوجودية، دائخا إلى حد الجنون. أحسست في لحظة أن هناك من أمسك بمقبضي كرسيي المتحرك، رجني قليلا، ثم أتاني صوته المألوف، قائلا: ألم أحذرك...
بصعوبة استدرت لأبصر المتكلم، لكنه غاب بسرعة كما لو تبخر..!
تركني غارقا في حيرتي
ترك لي صورته الغائمة قشة أرجو بها الطفو للنجاة...
استنجدت بذاكرتي أبحث في أوراقها، أقلبها عساها تسعفني بجواب يبل ريق فضولي...
لكن الخبر الذي ظهر على شاشة التلفاز كاد يشلني: العثور على جثة غارقة في دمائها بمنزل يشبه منزلي، وأن الشهود أكدوا أنهم رأوا المجرم يخرج من الشقة بسرعة البرق، فلم يتمكنوا من مشاهدته بوضوح؛ فقد ظلت ملامحه غائمة في أذهانهم، غاب بسرعة كما لو تبخر، كل ما استطاعوا تقديمه من إفادة، أنه متوسط الطول، وربعة، واختلفوا في هذا الطول قليلا...
وأنا أتناول فطوري بالمطبخ كالعادة، سمعت طرقا قويا ومتواصلا على الباب، وبعدها سمعت كلمة الشرطة، تفاجأت، تحاملت على نفسي لأفتح لهم، لكنهم كانوا الأسرع فاقتحموا الباب. أحاط بي رجلان قويان، فيما الثالث، بدأ يقلب نظره في البيت، يتقرى محتوياته، وفي لحظة واحدة وقع بصره وبصري على شيء مريب، شيء ملفوف في خرقة بيضاء بها بقع دم. لم ألحظه حين كنت لوحدي، فتساءلت: من أين جاء؟ ومن وضعه هنا، وعلى مكتبي، وقرب رواياتي بالأخص؟ من له غرض تلبيسي جريمة أنا بريء منهاا؟
قال لي المفتش: لمن هذا؟
لا أعرف؟
كيف لا تعرف وهو في بيتك؟!
أقسم إني لا أعرف، علمي علمك...
لا تتذاكى.!..
وبعد أن فك الشيء، تبين لنا جميعا أنه يحتوي على السكين التي قتل بها رجل الشقة، فانفتحت دهشتي على أشدها...
طيب، ستذهب معنا لمقر الشرطة لاستكمال التحقيق، وإرسال الأداة لرفع البصمات عنها.
وفي المخفر، نزلت علي الأسئلة كالمطارق؛ أصابتني بإغماءات متكررة. كنت صلبا في الإنكار، وجاءت نتيجة البصمات لتؤكد للمحقق أنني بريء، فليست البصات التي على السكين بصماتي، ورغم ذلك، أصر على إبقائي ضيفا لديهم حتى تتوضح الأمور، ويظهر الجاني، ويلقى القبض عليه، إذ احتمال كبير أن أكون أنا من سخرته لإشباع انتقامي من الضحية!
لا أعداء لي..
الكل له عدو يريد قتله؟!
ماذا أقول لكم؟ كنت محاصرا بحيطان الزنزانة المظلمة، لا يخترقها سوى شعاع ضوء شاحب آت من البهو، محاصرا بهذه الرائحة النتنة، الشبيهة برائحة لحم متفسخ؛ محاصرا بأسئلتي الوجودية، دائخا إلى حد الجنون. أحسست في لحظة أن هناك من أمسك بمقبضي كرسيي المتحرك، رجني قليلا، ثم أتاني صوته المألوف، قائلا: ألم أحذرك...
بصعوبة استدرت لأبصر المتكلم، لكنه غاب بسرعة كما لو تبخر..!
تعليق