( أبو السباع ) إهداء للمبدعة الغالية: عائدة محمد نادر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    ( أبو السباع ) إهداء للمبدعة الغالية: عائدة محمد نادر

    أبو السباع
    ****************
    ــ لا ترقصي، توقفي عن هذه المهزلة
    سحبها من يدها بغلظةٍ، يبعدها عن صديقها الذي كاد يلتهمها بأعطافه يلاصقها، وأطفأ جهاز التسجيل، يعلن حنقه بحركةٍ غاضبةٍ، ينفث فيها تأذّي مشاعره.
    ساد صمت ألجم الحضور، فلبسوا ثوب السكون المطبق ثم انفلتت بعض همهمات تصدر من هنا، وهناك. بعضهم يستنكر، والبعض يسأل تفسيراً عمّا يرى، وآخرون يلتمسون عذراً: ـــ إنها جميلة وصغيرة وفي غربةٍ، من حقه أن يخاف عليها أليست ابنته وتحمل اسمه؟! همست أم نبيلٍ إلى من كانت تجلس قربها: لايجوز لها أن تنسى أصولها الدمشقية العريقة المحافظة لمجرد أن حصلت على الإقامة في ألمانيا، بعد اللجوء إليها هرباً من حربٍ طاحنةٍ أحرقت البلد، صحيح بأن الكثير من العائلات حافظت على سمعتها الطيبة، ولكن في المقابل هناك من ضاع وسط الزحام .
    التفت إلى زوجته: ـــ هييييه وأنت هيا غيّري ملابسك، كم هي مقزّزة وفاضحة! كم من مرة لفتّ انتباهك باجتناب ارتدائها!؟
    فارتفع صوتها تجيبه: ـ لاااا ..إلى هنا ويكفي طفح الكيل! أيها المتخلّف الجاهل ماعدت أحتملك، لم تعرف بعد أن الزمان قد تغير والمكان! تريد اليوم أن تنغّص حياتنا بغيرتك العمياء كما كنت تفعل في الشام! حتى في حفلة ميلاد ابنتك تحرمنا من السعادة!
    أجابها: ـ اخفضي صوتك وحاذري، لم أمت بعد حتى أبيع لحمي، أنا (أبو السباع) أنسيت من أكون؟ أترفعين صوتك في وجهي على الملأ؟! ورفع يده أمام وجهها يريد أن يهوي بها، فتحدّتْه أن يفعل، تستفزه بمواجهةٍ وردّة فعل أعنف:
    ــ افعلها إن كنت رجلاً !؟ فانكمش على ذاته يثني يده، يسندها من عجزٍ بذراعه الأخرى.
    انسحب الحضور لما كالتْ له الشتائم، وردّ لها الصاع صاعين متوعّداً.
    لم تنم ليلتها، اتصلت بصديقتها (أم عماد) تشكو إليها اختناقاً كاد يودي بأنفاسها:
    ـ ماعدت أحتمله، سأفعل ما نصحتِني به، سوف أذهب إلى بيت المعنّفات،أطلب الطلاق، وأفصل مكان سكني عن سكنه، لقد سألتني الموظفة التي تأخذ البيانات أن أحدّثَها بشكل سريٍّ، إن كنت أتعرض للعنف الزوجيّ، أو لضغوطٍ نفسيّةٍ، فتريثْتُ قبل أن أطيحَ بآخر الخيوط بيننا، ولكن هاقد آن الأوان ماعدت أحتمل ما عدت.
    جاوبتها تذكّرها: ــ لقد نصحتك أن تحذي حذوي، وتضعي حدّاً لهذا التدخل في حياتك، واللامنطق في حرمانك وولديك، من حريتكم الشخصية،تصرفي بحزم والقانون معك.
    حين عاد يحمل من المتجر ما يحتاجه المنزل من طعامٍ، لم يجد أحداً، تفحّص الغرف و الردهات ينادي ابنيه، يناديها، لم يجد لندائه صدى، اتصل بصديق العائلة القديم ابن حيّه، ورفيق مدرسته (زياد) يسأله إن قصدوا دارهم في زيارة عائلية على عادتهم! نفى الأمر يتساءل عن سبب اضطرابه! فبثّه حزنه، وروى له ماحصل. شاطره قلقه يبدي تعاطفه، ومؤازرة محنته، تنهّد يزفر قائلا:
    ــ أخشى ياصديقي أن تكون قد نفّذت تهديدها، لتفصلك عن حياتها كما لمّحتْ مراراً.
    تكشّفتْ له تأكيدات تلك النوايا في الساعات التالية، وهو يوقّع تعهداً بعدم التعرض إليها، والاقتراب منها، أو مضايقة الأبناء تحت التدرّج في العقوبة الأشد لو حصل!
    عندما حلّ المساء طالعته أضواء( دوسلدورف) الصاخبة كأنها مهرجانات من جنونٍ وجمال، كأنها لم تلامسْ جرحه فأشاحت بوجهها عنه ليدرك وحدته بين الجموع، وكينونته التي تضاءلت إلى الحدود الدنيا حين سبحت دموعه على ضفاف نهر (الراين) يناديها: ـ سمر ..سمر..أين أنت ياحبيبة الأمس ؟ يا من أضعتك هنا بيدي هاتين هرباً من جحيمٍ إلى جحيم أكبرَ من نوع آخر أشد فتكاً، لقد بعت الدار تحقيقاً للرغبة في السفر علّني أحميكم، أشتاق فنجان قهوة من يدك عند المساء، أشتاق أن أفك قميص نومك الأحمر الذي تخصصينه لي، ترقصين من أجلي بقدّك المياس، تسحرينني وأنت تتمايلين على إيقاع الرقص الشرقي بمهارة ورشاقة ، تتغنّجين على يدي، تنامين بوداعة على صدري،لم تعرفي غيره سكناً فكيف أبدلته؟
    أشتاق نجوى ذات الضفائرالشقراء، ابنتي الحييّة الحنون تنتظر عودتي لتخطف قطعة حلوى من يدي، تقبلني ثم تلتهمها بمرحٍ وخفّة، تتابع المسلسلات التلفزيونية.
    حضني متلهف لضمّ سامر وهو يبسم لي أثناء تناول وجبة الحليب من رضّاعته، يمسك إصبعي يحكّ بها أسنانه التي بالكاد تشق لثته.
    قاسية أنت يا (دسلدورف) لقد خبّأتِهم في زواياك الباردة، فلبسهم الصقيع ، واستعاروا صلفك...أين انتم؟! أينكم؟
    لم يستدلّ إلى مكانهم، حلّ به اليأس، صار يكلّم ذاته في شوارعها هائماً على وجهه، أصابه الشحوب والنحول، وأدمن السجائر والخمور، وتشوّش شعره، جفّ ريقه، وزاغ بصره، وكاد الهذيان يطيح به، وهو يبحث عنهم بين البيوت، وفي كلّ الحدائق، والملاعب، وتقاسيم الوجوه.
    لمحهم فجأة في سيارةٍ مع شخصٍ لم يستبن ملامحه، يخفي عينيه بنظارة قاتمة، .يصل بهم إلى شقةٍ، تبع إثرهم إليها، طرق الباب بعنفٍ، بدا له وجه يعرفه جيداً، ولكنه كذّب نظره، .وبين الشك واليقين تأكد من يكون، لم يصدق ما رآه :
    ــ أهذا أنت زياااد ؟! يا خائن أهذا أنت أيها النذل الجبان ! تسطو على عرضي! تسرق مني عائلتي، تقتلني بدم بارد على بساط العشرة والزمن العتيق الذي كان!! ضرب جبينه بيده يكمل: يا اللللللله!! أي سكين قتلتني بها يارفيق طفولتي! يخبط الباب الخشبي بقبضةٍ يفرغ فيها نار قلبه المشتعل وجعاً.
    وأنتِ يا عاهرة هل بعتني من أجله؟ كيف تقبلين! كيف طاوعك ضميرك أن تبيعيني بثمن بخس كيف؟
    وراح يبصق في وجهها، فدفعته عنها تطلب من (زياد) التصرف، بعد أن أخرسته الصدمة وتوارى خلف الباب، مفضوحاً بفعلته الخسيسة.
    طرداه متوعّدَين، يشتمانه بأقذع الألفاظ، اغتاظ منه الجوار بعد أن اعتبروه مجنوناً سكيراً، أقلق راحتهم، واقتحم عنوةً شقّةً في عمارتهم.
    سيارة الشرطة تقف أسفل البناء، يقيّدونه من يديه كلصٍّ سارقٍ، أو مجرمٍ شريرٍ يعتدي على حرمات البيوت، يرهب الناس، حاول التفلّت يصيح:
    ــ ياويلكم اتركوني..اتركوني..أنا أبو السباع..أبو السباع اسألوا أولاد حارتي من أكون؟! أنتم لا تعرفونني..اتركوني .؟!
    وبُحّ صوته يموء كقطّ هزيلٍ في ليلةٍ ثلجيّةٍ عاصفةٍ...والسيارة تطوي به المسافات بعيداً بعيدااااا..
    التعديل الأخير تم بواسطة إيمان الدرع; الساعة 02-10-2017, 16:11.

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    أهلا إيمان المبدعة الكبيرة
    و أهلا بأبو السباع على هدب مأساة و قلب نازف !

    سوف أعود للتعليق بعد تذيب شوارب أبو السباع و تهدئته حتى أستطيع التنفس في حضوره المأسوي

    تحياتي أستاذتي الغالية
    sigpic

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      لا شيء يأتي من العدم
      و في الشيء ذاته تكمن الأسباب إن ارتفاعا أو انحسارا و هبوطا
      وحين تجتمع أسرته و صديقه على معادته ومناوئته بهذا الشكل و بكل هذا البرود فالأمر أبعد من كونها خيانة .. سواء من الزوجة أم من الصديق
      و أنه لم يستطع رغم المعاناة ( معاناة الحرب و الاغتراب القاسيتان ) و التي كان من المنتظر أن تكون أكثر تأثيرا عليه و على ما كان هناك و تسلطه كذكر في مجتمع ذكوري صرف يتحرك وفق تقاليد و عادات موروثة من آلاف السنين و لا تحيد عنها أو تحاول أن تكون أكثر تجاوبا مع المنعطفات التي تطرأ على المجتمع والعائلة و الحياة
      نعم كنت أتمنى أن تفتحي نافذة على الزوجة أو أحد الأبناء و لتكن تلك البنية التي يتشهى النظر إليها و ملامسة فرحتها بعبثها الحلو البرئ
      ولكن ظلت الزاوية مغلقة و مغلقة تماما و من خلال وجهةنظره أيضا .. فكل ما اهتم النص في تصويره حالته و عشقه لبيته وزوجته وابنته وولده الرضيع
      و ليس هناك من كلمة تبرئة واحدة أو وحيدة في حقها !!!!!
      فهل قصدت بالفعل الإدانة و تحميلهم ( الزوجة و الابنة و الصديق ) مأساة هذا الرجل ( أبو السباع ) ؟

      كم أحزنني هذا النص و كم و بقدر حزني كنت فرحا بوصوله لتأكيد السلامة و الاطمئنان على مبدعتنا الكبيرة !

      تقديري و احترامي
      sigpic

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        ياالله ياإيمان
        لم أقرأ إلا اسمك وجننت فرحا
        لم أصدق عيني وعدت وخرجت من النص كي أرى الاسم
        كنت وكأني أحلم بك وبوجود اسمك الذي مازال يحتل النصيب الأكبر في قلبي
        أنت ودمشق وحكايات نتقاسمها بكل الألم والشوق لقاسيون . وهل سنغني على ذاك الجبل الأسمر يوما، هل سأدبك مرة أخرى فوق الرابية ليلة زفاف غير زفاف زوزو ابنتي بل عرس اللقاء مع الفاتنة دمشق وقاسيون واغنية تصدح ياأسمر........
        كنت كلما اشتقت لك أذهب لنصوص خاصة أستجمع الوجع وأذرف دمعة حرى على بوابته وذاك عازف الساكسفون يشدو كي أرقض مذبوحة من الألم.
        كم أسعدني حضورك البهي
        كم أنت كريمة بنت الأكرمين لما لبيت النداء
        ياالله رد إيمان لي
        رد النقاء والقلم الجميل
        رد الأحبة فنحن بحاجة أن نكون معا ربما لنطوي الجراح بالجراح
        وربما لأننا مقدر لنا أن نبقى وودائما معا
        محبتي وتعرفينها
        وشوقي أيضا تعرفين
        لم يبق إلا أن أقول أنا في حضرة الشوق لك
        لي عودة حتى استرجع أنفاسي يالغلا
        كل الياسمين الدمشقي يشبهك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          أهلا إيمان المبدعة الكبيرة
          و أهلا بأبو السباع على هدب مأساة و قلب نازف !

          سوف أعود للتعليق بعد تذيب شوارب أبو السباع و تهدئته حتى أستطيع التنفس في حضوره المأسوي

          تحياتي أستاذتي الغالية
          أهلا بأستاذي الربيع الذي أنتظر دائما أن يهلّ على نصوصي لتزدان به
          لأقطف الزهر..وألتقط فراشات الحروف الملونة الزاهية
          كم اشتقت إلى الملتقى..بكل مافيه من صحبة طيبة لاتنسى
          وكم تفرحني إطلالتك التي افتقدتها منذ زمن بعيد...وتبّاً للظرووووووووف..
          لك أجمل أمنياتي..والكثير من امتناني.أديبنا وأستاذنا الروائي الكبير: ربيع عقب الباب

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
            أبو السباع
            ****************
            ــ لا ترقصي، توقفي عن هذه المهزلة
            سحبها من يدها بغلظةٍ، يبعدها عن صديقها الذي كاد يلتهمها بأعطافه يلاصقها، وأطفأ جهاز التسجيل، يعلن حنقه بحركةٍ غاضبةٍ، ينفث فيها تأذّي مشاعره.
            ساد صمت ألجم الحضور، فلبسوا ثوب السكون المطبق ثم انفلتت بعض همهمات تصدر من هنا، وهناك. بعضهم يستنكر، والبعض يسأل تفسيراً عمّا يرى، وآخرون يلتمسون عذراً: ـــ إنها جميلة وصغيرة وفي غربةٍ، من حقه أن يخاف عليها أليست ابنته وتحمل اسمه؟! همست أم نبيلٍ إلى من كانت تجلس قربها: لايجوز لها أن تنسى أصولها الدمشقية العريقة المحافظة لمجرد أن حصلت على الإقامة في ألمانيا، بعد اللجوء إليها هرباً من حربٍ طاحنةٍ أحرقت البلد، صحيح بأن الكثير من العائلات حافظت على سمعتها الطيبة، ولكن في المقابل هناك من ضاع وسط الزحام .
            التفت إلى زوجته: ـــ هييييه وأنت هيا غيّري ملابسك، كم هي مقزّزة وفاضحة! كم من مرة لفتّ انتباهك باجتناب ارتدائها!؟
            فارتفع صوتها تجيبه: ـ لاااا ..إلى هنا ويكفي طفح الكيل! أيها المتخلّف الجاهل ماعدت أحتملك، لم تعرف بعد أن الزمان قد تغير والمكان! تريد اليوم أن تنغّص حياتنا بغيرتك العمياء كما كنت تفعل في الشام! حتى في حفلة ميلاد ابنتك تحرمنا من السعادة!
            أجابها: ـ اخفضي صوتك وحاذري، لم أمت بعد حتى أبيع لحمي، أنا (أبو السباع) أنسيت من أكون؟ أترفعين صوتك في وجهي على الملأ؟! ورفع يده أمام وجهها يريد أن يهوي بها، فتحدّتْه أن يفعل، تستفزه بمواجهةٍ وردّة فعل أعنف:
            ــ افعلها إن كنت رجلاً !؟ فانكمش على ذاته يثني يده، يسندها من عجزٍ بذراعه الأخرى.
            انسحب الحضور لما كالتْ له الشتائم، وردّ لها الصاع صاعين متوعّداً.
            لم تنم ليلتها، اتصلت بصديقتها (أم عماد) تشكو إليها اختناقاً كاد يودي بأنفاسها:
            ـ ماعدت أحتمله، سأفعل ما نصحتِني به، سوف أذهب إلى بيت المعنّفات،أطلب الطلاق، وأفصل مكان سكني عن سكنه، لقد سألتني الموظفة التي تأخذ البيانات أن أحدّثَها بشكل سريٍّ، إن كنت أتعرض للعنف الزوجيّ، أو لضغوطٍ نفسيّةٍ، فتريثْتُ قبل أن أطيحَ بآخر الخيوط بيننا، ولكن هاقد آن الأوان ماعدت أحتمل ما عدت.
            جاوبتها تذكّرها: ــ لقد نصحتك أن تحذي حذوي، وتضعي حدّاً لهذا التدخل في حياتك، واللامنطق في حرمانك وولديك، من حريتكم الشخصية،تصرفي بحزم والقانون معك.
            حين عاد يحمل من المتجر ما يحتاجه المنزل من طعامٍ، لم يجد أحداً، تفحّص الغرف و الردهات ينادي ابنيه، يناديها، لم يجد لندائه صدى، اتصل بصديق العائلة القديم ابن حيّه، ورفيق مدرسته (زياد) يسأله إن قصدوا دارهم في زيارة عائلية على عادتهم! نفى الأمر يتساءل عن سبب اضطرابه! فبثّه حزنه، وروى له ماحصل. شاطره قلقه يبدي تعاطفه، ومؤازرة محنته، تنهّد يزفر قائلا:
            ــ أخشى ياصديقي أن تكون قد نفّذت تهديدها، لتفصلك عن حياتها كما لمّحتْ مراراً.
            تكشّفتْ له تأكيدات تلك النوايا في الساعات التالية، وهو يوقّع تعهداً بعدم التعرض إليها، والاقتراب منها، أو مضايقة الأبناء تحت التدرّج في العقوبة الأشد لو حصل!
            عندما حلّ المساء طالعته أضواء( دوسلدورف) الصاخبة كأنها مهرجانات من جنونٍ وجمال، كأنها لم تلامسْ جرحه فأشاحت بوجهها عنه ليدرك وحدته بين الجموع، وكينونته التي تضاءلت إلى الحدود الدنيا حين سبحت دموعه على ضفاف نهر (الراين) يناديها: ـ سمر ..سمر..أين أنت ياحبيبة الأمس ؟ يا من أضعتك هنا بيدي هاتين هرباً من جحيمٍ إلى جحيم أكبرَ من نوع آخر أشد فتكاً، لقد بعت الدار تحقيقاً للرغبة في السفر علّني أحميكم، أشتاق فنجان قهوة من يدك عند المساء، أشتاق أن أفك قميص نومك الأحمر الذي تخصصينه لي، ترقصين من أجلي بقدّك المياس، تسحرينني وأنت تتمايلين على إيقاع الرقص الشرقي بمهارة ورشاقة ، تتغنّجين على يدي، تنامين بوداعة على صدري،لم تعرفي غيره سكناً فكيف أبدلته؟
            أشتاق نجوى ذات الضفائرالشقراء، ابنتي الحييّة الحنون تنتظر عودتي لتخطف قطعة حلوى من يدي، تقبلني ثم تلتهمها بمرحٍ وخفّة، تتابع المسلسلات التلفزيونية.
            حضني متلهف لضمّ سامر وهو يبسم لي أثناء تناول وجبة الحليب من رضّاعته، يمسك إصبعي يحكّ بها أسنانه التي بالكاد تشق لثته.
            قاسية أنت يا (دسلدورف) لقد خبّأتِهم في زواياك الباردة، فلبسهم الصقيع ، واستعاروا صلفك...أين انتم؟! أينكم؟
            لم يستدلّ إلى مكانهم، حلّ به اليأس، صار يكلّم ذاته في شوارعها هائماً على وجهه، أصابه الشحوب والنحول، وأدمن السجائر والخمور، وتشوّش شعره، جفّ ريقه، وزاغ بصره، وكاد الهذيان يطيح به، وهو يبحث عنهم بين البيوت، وفي كلّ الحدائق، والملاعب، وتقاسيم الوجوه.
            لمحهم فجأة في سيارةٍ مع شخصٍ لم يستبن ملامحه، يخفي عينيه بنظارة قاتمة، .يصل بهم إلى شقةٍ، تبع إثرهم إليها، طرق الباب بعنفٍ، بدا له وجه يعرفه جيداً، ولكنه كذّب نظره، .وبين الشك واليقين تأكد من يكون، لم يصدق ما رآه :
            ــ أهذا أنت زياااد ؟! يا خائن أهذا أنت أيها النذل الجبان ! تسطو على عرضي! تسرق مني عائلتي، تقتلني بدم بارد على بساط العشرة والزمن العتيق الذي كان!! ضرب جبينه بيده يكمل: يا اللللللله!! أي سكين قتلتني بها يارفيق طفولتي! يخبط الباب الخشبي بقبضةٍ يفرغ فيها نار قلبه المشتعل وجعاً.
            وأنتِ يا عاهرة هل بعتني من أجله؟ كيف تقبلين! كيف طاوعك ضميرك أن تبيعيني بثمن بخس كيف؟
            وراح يبصق في وجهها، فدفعته عنها تطلب من (زياد) التصرف، بعد أن أخرسته الصدمة وتوارى خلف الباب، مفضوحاً بفعلته الخسيسة.
            طرداه متوعّدَين، يشتمانه بأقذع الألفاظ، اغتاظ منه الجوار بعد أن اعتبروه مجنوناً سكيراً، أقلق راحتهم، واقتحم عنوةً شقّةً في عمارتهم.
            سيارة الشرطة تقف أسفل البناء، يقيّدونه من يديه كلصٍّ سارقٍ، أو مجرمٍ شريرٍ يعتدي على حرمات البيوت، يرهب الناس، حاول التفلّت يصيح:
            ــ ياويلكم اتركوني..اتركوني..أنا أبو السباع..أبو السباع اسألوا أولاد حارتي من أكون؟! أنتم لا تعرفونني..اتركوني .؟! وبُحّ صوته يموء كقطّ هزيلٍ في ليل ثلجيّ عاصف
            أنااااا أبو الـ س.. ب.. اااا.. ع....!!!؟؟ والسيارة تطوي به المسافات بعيداً بعيدااااا..
            أولا هلا وغلا ومراحب بك بنت الأكرمين
            ثانيا لونت لك جملة نداء لابد من حذفها وفورا
            والنص رائع
            مرعب
            الهجرة ونحن وتلك العادات التي ماألفها البعض منا بالرغم من كلل التحضر
            نبقى مسلمين لانستطيع إلا أن نستر عورات البنات فكيف بالرقص ومع..صديق!
            مؤكد لن يتقبل أبو السباع هذا الوضع الشائن واللبس الذي رآه خليعا لأن السهرات لابد وأن يكون معها لبس ....
            والزوجة المصون التي لم تصن العهد وصارت تستقوي بقوانين الدولة التي تسكنها بعد هجرة من وطن بات فيه الموت لعبة لابد أن تلعبها صاغرا.
            خيانة ذو القرى متعبة
            زوجة وبنت وصديق
            ياويلي فكيف سيحتمل كل هذا ابو السباع وكيف له الحؤول دون هذا والقوانين واضحة هناك
            لمسة واحدة يكفي أن تزج به السجن وتأخذ الطلاق وهاهي فعلت وسجلته مع المؤبوئين والرعاع
            أحببت النص إيمان لأنه صور لنا كيف تضيع الأماني مع أننا بأمان في ربوع الغرب، وكيف تصبح البنت والزوجه والصديق في حلف ثلاثي أكثر جرما والخيانة علقم مر لانستطيع تجرعه.
            المونولوج الداخلي كان موجعا وهو ينوح ويستذكر مامضى
            نص بالنجوم غاليتي فقط لاتنسي أن تحذفي النداء لأنه ........
            محبتي وباقات ذهبيه من الورد والحب والشوق
            هاهاها
            وضحكة استثنائيه من عيوده
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • عبير هلال
              أميرة الرومانسية
              • 23-06-2007
              • 6758

              #7
              نص رائع الغالية

              ايمان وموجع حد النخاع

              كلمة للقديرة عائدة حتى نحن المسيحين
              لا نقبل لبناتنا وزوجاتنا هذا

              نحن جميعا عرب ونحافظ على عاداتنا وتقاليدنا

              محبتي لكما وعود أحمد الغالية ايمان

              نورتينا
              sigpic

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8




                قاسية أنت يا (غربة) لقد خبّأتِهم في زواياك الباردة، فلبسهم الصقيع
                لم يعرفوا أن الزمان قد تغيّر والمكان . ها هم يهربون من جحيم إلى جحيم !
                وسي السيّد إبو السباع لم يزل يعيش في أوهامه وماضيه وأيامه .
                أبو السباع وطن ، ناس وذكريات ، حب وغضب . كان يسير في الطرقات
                فتهتز الأرض من تحته . اليوم قد يصل إلى الصفر إذا " كبَّر عقله " !


                قصة جميلة من الواقع
                تحياتي أخت ايمان الدرع
                فوزي بيترو

                تعليق

                • إيمان الدرع
                  نائب ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3576

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                  لا شيء يأتي من العدم
                  و في الشيء ذاته تكمن الأسباب إن ارتفاعا أو انحسارا و هبوطا
                  وحين تجتمع أسرته و صديقه على معادته ومناوئته بهذا الشكل و بكل هذا البرود فالأمر أبعد من كونها خيانة .. سواء من الزوجة أم من الصديق
                  و أنه لم يستطع رغم المعاناة ( معاناة الحرب و الاغتراب القاسيتان ) و التي كان من المنتظر أن تكون أكثر تأثيرا عليه و على ما كان هناك و تسلطه كذكر في مجتمع ذكوري صرف يتحرك وفق تقاليد و عادات موروثة من آلاف السنين و لا تحيد عنها أو تحاول أن تكون أكثر تجاوبا مع المنعطفات التي تطرأ على المجتمع والعائلة و الحياة
                  نعم كنت أتمنى أن تفتحي نافذة على الزوجة أو أحد الأبناء و لتكن تلك البنية التي يتشهى النظر إليها و ملامسة فرحتها بعبثها الحلو البرئ
                  ولكن ظلت الزاوية مغلقة و مغلقة تماما و من خلال وجهةنظره أيضا .. فكل ما اهتم النص في تصويره حالته و عشقه لبيته وزوجته وابنته وولده الرضيع
                  و ليس هناك من كلمة تبرئة واحدة أو وحيدة في حقها !!!!!
                  فهل قصدت بالفعل الإدانة و تحميلهم ( الزوجة و الابنة و الصديق ) مأساة هذا الرجل ( أبو السباع ) ؟

                  كم أحزنني هذا النص و كم و بقدر حزني كنت فرحا بوصوله لتأكيد السلامة و الاطمئنان على مبدعتنا الكبيرة !

                  تقديري و احترامي
                  أستاذي الكبير ربيعنا الغالي:
                  هناك بعض عناوين تنضح برمزية تشير إلى مضمون مستفزّ يقوله النص
                  لم يكن اختيار عنوان ( أبو السباع) عن عبث فهو يرمز إلى نمط من الرجال في الظاهر ومن الداخل يحملون تراكمات ذكورية ليست في اتجاهها الصحيح..
                  .متوارثة جيلا عن جيل..ضحية إرث ثقيل يهتم بتنمية الشاربين..وتضخيم الأنا على حساب الجوهر والمضمون.
                  تقصدت أن آتي ببعض العبارات التي تدينه ( غيرته العمياء) منذ زواجها منه وقبل السفر..
                  محاولته صفعها كعلاج يشير إلى أسلوبه الفظّ معها كما اعتاد أن يتعامل سابقا..
                  أنها كانت تحبه مكتفية به ..ولم تعرف غيره وكان عالمها الأوحد...
                  قانعة ببيتها وحياتها.. تربّي ولدَيها..وتروّض ذاتها على قبول الواقع..كما في الغالب في عوالم المتزوجات في الشرق.
                  إلى أن عرفت معنى الحقوق في بابٍ فتح أمامها فجأة على مصراعيه..فعصفت بها رياح التغيير وهي هشة البنيان
                  فكان هذا الشرخ الكبير في حياتها التي تغيرت من كل جانب
                  كان من الممكن للطرفين استيعاب مايجري...والتأقلم شيئا فشيئا لامتصاص زلزال التغيير..فيلتقيان معا عند نقطة وسطى، حتى لاتزداد العائلات شتاتاً وتمزّقاً وانهياراً.
                  كان من الممكن لهذا الصديق لو توافرت لديه نية الإخلاص أن يمد لهما يد العون في التلاقي بجلسات تفاهمية تذيب الخلافات حتى تستقيم الأمور..
                  أبو السباع لم يكن يكرهها بقدر ضياعه في شخصية رجولية كاذبة واهمة ورثها عن محيطه تحطمت عند صخرة الغربة التي عكست له قيمته الضئيلة في الاعتماد على تلك المقاييس..خارج باب حارته..وعنتريته ..
                  أردت أن أستفيض أكثر..ولكن علني أوصلت لك الفكرة التي أردتها من النص...
                  لأن تلك الحكايا باتت شائعة في الغربة تصل إلينا بكل مرارتها وقسوة تفاصيلها...
                  شكرا على مداخلتك الثرية أديبنا الروائي الكبير ربيع عقب الباب...كبيرة أنا بكم لأني منكم..تحياتي مودتي واحترامي.
                  التعديل الأخير تم بواسطة إيمان الدرع; الساعة 03-10-2017, 18:05.

                  تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                  تعليق

                  • عائده محمد نادر
                    عضو الملتقى
                    • 18-10-2008
                    • 12843

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبير هلال مشاهدة المشاركة
                    نص رائع الغالية

                    ايمان وموجع حد النخاع

                    كلمة للقديرة عائدة حتى نحن المسيحين
                    لا نقبل لبناتنا وزوجاتنا هذا

                    نحن جميعا عرب ونحافظ على عاداتنا وتقاليدنا

                    محبتي لكما وعود أحمد الغالية ايمان

                    نورتينا
                    عزيزتي عبير
                    أعتذر منك ومن كل المسيحيين
                    والله لم أقصد مطلقا ولاأدري كيف خصصت النظره
                    مؤكد كان يجب أن أكتب نحن كعرب ولاتقتصر رؤيتي على الاسلام وحده
                    لأننا فعلا عربا ونجتمع على العادات والتقاليد لأن مجتمعاتنا هي نفسها مع بعض الاختلاف الطفيف
                    أشكرك على التنبيه هفوة غير مقصوده
                    تحياتي لك وباقات الورد
                    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                    تعليق

                    • أميمة محمد
                      مشرف
                      • 27-05-2015
                      • 4960

                      #11
                      الأديبة إيمان الدرع، تعليقي السريع أمام حضرتك ونصوصك حقيقة مهما كان سيبقى متواضعا...
                      آلمني حاله، ما أصابه كاف ليصيبه بالجنون ولو لبعض الوقت، سيحتاج الوقت لمراجعة ذاته وحساباته ليعود كما كان
                      وأن يعرف ما هو الخطأ الذي ارتكبه وما هو الصواب وما عليه فعله
                      أما هي أرجو أن لا تجد نفسها وحيدة في خريف عمر مبكر
                      أما الأولاد فنقطة معتمة بصمت في حياتهم أرجو ألا تكبر أكبر فأكبر
                      معالجة عميقة وسريعة لجراح تستشري لأسباب منها مقص الاغتراب
                      مع التقدير

                      تعليق

                      • رويده العاني
                        أديب وكاتب
                        • 08-05-2010
                        • 225

                        #12
                        سلامي لدمشق العزيزه على قلوبنا ولك سيدتي
                        فرحت حين رأيت الاهداء لماما وكأنه هدية
                        وحزنت كثيرا لأن الغربه في بلاد الغرب تسرق منا كل الغالين على قلوبنا
                        من يستطيع ارجاع الزمن
                        لاأحد
                        رويده العاني
                        حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

                        تعليق

                        • إيمان الدرع
                          نائب ملتقى القصة
                          • 09-02-2010
                          • 3576

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                          ياالله ياإيمان
                          لم أقرأ إلا اسمك وجننت فرحا
                          لم أصدق عيني وعدت وخرجت من النص كي أرى الاسم
                          كنت وكأني أحلم بك وبوجود اسمك الذي مازال يحتل النصيب الأكبر في قلبي
                          أنت ودمشق وحكايات نتقاسمها بكل الألم والشوق لقاسيون . وهل سنغني على ذاك الجبل الأسمر يوما، هل سأدبك مرة أخرى فوق الرابية ليلة زفاف غير زفاف زوزو ابنتي بل عرس اللقاء مع الفاتنة دمشق وقاسيون واغنية تصدح ياأسمر........
                          كنت كلما اشتقت لك أذهب لنصوص خاصة أستجمع الوجع وأذرف دمعة حرى على بوابته وذاك عازف الساكسفون يشدو كي أرقض مذبوحة من الألم.
                          كم أسعدني حضورك البهي
                          كم أنت كريمة بنت الأكرمين لما لبيت النداء
                          ياالله رد إيمان لي
                          رد النقاء والقلم الجميل
                          رد الأحبة فنحن بحاجة أن نكون معا ربما لنطوي الجراح بالجراح
                          وربما لأننا مقدر لنا أن نبقى وودائما معا
                          محبتي وتعرفينها
                          وشوقي أيضا تعرفين
                          لم يبق إلا أن أقول أنا في حضرة الشوق لك
                          لي عودة حتى استرجع أنفاسي يالغلا
                          كل الياسمين الدمشقي يشبهك
                          العائدة دائما إلى القلب والروح: الأستاذة الأديبة المتجدّدة: عائدة محمد نادر.
                          لم أستطع ردّ النداء
                          هناك أصوات تسحبك من قاع اليمّ
                          من أقاصي مسافات الأرض
                          نداءات القلب الوارف بالخير والحب تصل ياعائدة
                          ولايخيب مرماها..
                          تحاملت على نفسي أزيل غبار أيامي كي أقول لك:
                          لست أنا من يستطيع أن يصمّ أذنيه عن نداء ابنة الأصول
                          التي حفظت الودّ الجميل ..وما باعته..
                          وبقيت تمسك بصحبة عتيقة كما تقبض على جواهر نفيسة تخاف عليها من الضياع..
                          الله أسأل..أن أستعيد أنفاسي هنا..
                          أنا أكون قادرة على حضور لا ينقطع..
                          لك محبة أكبر من الوصف..
                          شكرا لك ...شكراً على كل شيء عائدة الجميلة.

                          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                          تعليق

                          • إيمان الدرع
                            نائب ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3576

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                            أولا هلا وغلا ومراحب بك بنت الأكرمين
                            ثانيا لونت لك جملة نداء لابد من حذفها وفورا
                            والنص رائع
                            مرعب
                            الهجرة ونحن وتلك العادات التي ماألفها البعض منا بالرغم من كلل التحضر
                            نبقى مسلمين لانستطيع إلا أن نستر عورات البنات فكيف بالرقص ومع..صديق!
                            مؤكد لن يتقبل أبو السباع هذا الوضع الشائن واللبس الذي رآه خليعا لأن السهرات لابد وأن يكون معها لبس ....
                            والزوجة المصون التي لم تصن العهد وصارت تستقوي بقوانين الدولة التي تسكنها بعد هجرة من وطن بات فيه الموت لعبة لابد أن تلعبها صاغرا.
                            خيانة ذو القرى متعبة
                            زوجة وبنت وصديق
                            ياويلي فكيف سيحتمل كل هذا ابو السباع وكيف له الحؤول دون هذا والقوانين واضحة هناك
                            لمسة واحدة يكفي أن تزج به السجن وتأخذ الطلاق وهاهي فعلت وسجلته مع المؤبوئين والرعاع
                            أحببت النص إيمان لأنه صور لنا كيف تضيع الأماني مع أننا بأمان في ربوع الغرب، وكيف تصبح البنت والزوجه والصديق في حلف ثلاثي أكثر جرما والخيانة علقم مر لانستطيع تجرعه.
                            المونولوج الداخلي كان موجعا وهو ينوح ويستذكر مامضى
                            نص بالنجوم غاليتي فقط لاتنسي أن تحذفي النداء لأنه ........
                            محبتي وباقات ذهبيه من الورد والحب والشوق
                            هاهاها
                            وضحكة استثنائيه من عيوده
                            الغالية على قلبي الأستاذة القديرة عائدة:
                            أول ما فعلته أني حذفت ما أشرت به إلى جملةٍ ذيّلتُ بها النص
                            جملة متقطعة الأنفاس تدلّ على انكسار صاحبها في المشهد الأخير.
                            فأنا أثق جدا بذائقتك الأدبية العالية
                            ثم تابعت مداخلتك القيّمة بلهفة وسرور بالغٍ..وكأنني أستزيدها حروفا
                            وددت بألا تنتهي فلقد عكست روحا حلوة طيبة
                            وأحيتْ في قلبي ذكريات كأنني أعيشها اللحظة
                            رائعة أنت وغالية..ودافقة المشاعر ..وصادقة
                            سنكون معا بإذن الله..
                            بكلّ السبل سأحاول
                            ممتنة لك من القلب..ومحبة لاتخبو..تسلميلي عيوووود.
                            حذتها ومل أسأل لمَ؟! لأني أثق بذائقتك الادبية جدا جدا..

                            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                            تعليق

                            • إيمان الدرع
                              نائب ملتقى القصة
                              • 09-02-2010
                              • 3576

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبير هلال مشاهدة المشاركة
                              نص رائع الغالية

                              ايمان وموجع حد النخاع

                              كلمة للقديرة عائدة حتى نحن المسيحين
                              لا نقبل لبناتنا وزوجاتنا هذا

                              نحن جميعا عرب ونحافظ على عاداتنا وتقاليدنا

                              محبتي لكما وعود أحمد الغالية ايمان

                              نورتينا
                              شكرا لك غاليتي عبير
                              شكرا على حسن استقبالك..
                              هو نورك الوضّاء الذي ألامسه في كل مكان
                              سعيدة برأيك..وبطلّتك الحلوة
                              وما يخصّ وجهة نظر الأخت عائدة أظنني قد وصلت بمداخلة تالية
                              محبتي واعتزازي.

                              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                              تعليق

                              يعمل...
                              X