ـ أرسل إليك أشواقي
ـ أحتاجك الآن
وقعت عيناها على المحادثة لمّا أدارت الجهاز بقلق وفضول، شعرت بدوران رأسها أو أنّ العالم بأسره يدور، وألقت بجسدها على الكرسي بدهشة،
لم يكملا شهرين من الزواج، وتذكرت بمرارة شهر العسل، عسل كان مغشوشا! منذ الأسبوع الأول علمت إنه غاب قبل الزواج في رحلة لهو وليس عمل كما أدعى!
عادت تتنفس بزفير وشهيق عالٍ متقطع تمرر صورا؛ وأغلقت محبطة. عاد، بادلته النظر بعينين متعبتين جففتْ عنهما للتو دمع غزير، فسألها عمَّ بها؟
تأتأت قبل أن تجمع شتات تفكيرها وتسأله، ضحك وأنكر كل شيء.
ـ حازم استعار مني الجهاز الأسبوع الماضي. ودَّت لو صدقته ولكن تخشى أن حلمها الوردي كذبة
قضمت أصابعها فيما بعد كلما ساورها شك دبَّ في أواصرها، وها هي تنظر إليه بارتياب يجلس في زاوية ليست بعيدة
ـ ماذا تفعل؟
ـ لا تهتمي
ـ أتتحدث إلى إحداهن؟
ـ ليس من شأنك
ـ أنت لا تنكر
هل تودين المشاهدة؟
ـ غير معقول!
انزعج واستدار نحوها: وما هو غير المعقول و ماذا لو خاطبت امرأة غيرك؟
ـ هه ماذا لو فعلتَ وماذا لو خاطبت أنا؟!
ـ كيف تتجرئين؟
لم يخف حزنها في المساء في منزل العائلة، غابت ابتسامتها وروحها لم تكن حاضرة مع ذلك الشرود
سألتها الأم عن السبب، وعندما سمعت الإجابة تظاهرت بالانشغال بشأن آخر، لكنها تابعت لتنبهها ولطلب المساعدة:
له علاقات لا حصر لها، لست الوحيدة في حياته، وأي شيء أنا في حياته، مع ما يتابع من مواقع لا أخلاقية
أتاها الجواب! وماذا في ذلك؟ الرجال يفعلون، يلهون ويعودون، حافظي على بيتك واهتمي به إذا كنت مقصرة.!
لم يختلف الصوت في منزل والدها "لا تتركي امرأة أخرى تأخذه منكِ، تمسكي به، سيكون لكما ابن أو ابنة بعد شهور وسيعود لبيته"
كان البيت عند رجوعها بارداً شغلت المدفأة، وجلست، بينما انهمك في المساء مشغولا.. تركته ونامت، لم يلحظ انسحابها البطيء من جواره.
بعد عام، كل شيء رتيب كما هو، يعود عابسا ساخطا من كل شيء، صراخ الطفل، والبيت، والواجبات، ينزوي ويغيب حتى في الأوقات التي يكون حاضرا بهدوء فيها
عام آخر.. ـ عزيزتي عودي لبيتك
ـ وستظل تخونني
بدا صوته يعلو وهو يقول: ماذا تقولين؟ تعلمين أنني حتى لو طلقت لن أتزوج إحداهن؛ ثم لا شأن لك بشؤوني.
عادت لأجل الطفلين، شغلت وقتها بهما والعمل والبيت في حضوره الغائب أو وجوده العابث. النور في جبين الصغيرين يضيء لها الدروب التي كانت في طريقها مظلمة وبينما انغمس في ملذاته حاولت أن ترفع وحدها سقف المنزل
ثمة انهيارات بدأت فعلا فيه، ما جعلها تمنع ذلك السقف من السقوط إنها لم ترغب أن يعيش ولديها المرار الذي أحست به عندما مر أبويها بتجربة الانفصال.
ـ أحتاجك الآن
وقعت عيناها على المحادثة لمّا أدارت الجهاز بقلق وفضول، شعرت بدوران رأسها أو أنّ العالم بأسره يدور، وألقت بجسدها على الكرسي بدهشة،
لم يكملا شهرين من الزواج، وتذكرت بمرارة شهر العسل، عسل كان مغشوشا! منذ الأسبوع الأول علمت إنه غاب قبل الزواج في رحلة لهو وليس عمل كما أدعى!
عادت تتنفس بزفير وشهيق عالٍ متقطع تمرر صورا؛ وأغلقت محبطة. عاد، بادلته النظر بعينين متعبتين جففتْ عنهما للتو دمع غزير، فسألها عمَّ بها؟
تأتأت قبل أن تجمع شتات تفكيرها وتسأله، ضحك وأنكر كل شيء.
ـ حازم استعار مني الجهاز الأسبوع الماضي. ودَّت لو صدقته ولكن تخشى أن حلمها الوردي كذبة
قضمت أصابعها فيما بعد كلما ساورها شك دبَّ في أواصرها، وها هي تنظر إليه بارتياب يجلس في زاوية ليست بعيدة
ـ ماذا تفعل؟
ـ لا تهتمي
ـ أتتحدث إلى إحداهن؟
ـ ليس من شأنك
ـ أنت لا تنكر
هل تودين المشاهدة؟
ـ غير معقول!
انزعج واستدار نحوها: وما هو غير المعقول و ماذا لو خاطبت امرأة غيرك؟
ـ هه ماذا لو فعلتَ وماذا لو خاطبت أنا؟!
ـ كيف تتجرئين؟
لم يخف حزنها في المساء في منزل العائلة، غابت ابتسامتها وروحها لم تكن حاضرة مع ذلك الشرود
سألتها الأم عن السبب، وعندما سمعت الإجابة تظاهرت بالانشغال بشأن آخر، لكنها تابعت لتنبهها ولطلب المساعدة:
له علاقات لا حصر لها، لست الوحيدة في حياته، وأي شيء أنا في حياته، مع ما يتابع من مواقع لا أخلاقية
أتاها الجواب! وماذا في ذلك؟ الرجال يفعلون، يلهون ويعودون، حافظي على بيتك واهتمي به إذا كنت مقصرة.!
لم يختلف الصوت في منزل والدها "لا تتركي امرأة أخرى تأخذه منكِ، تمسكي به، سيكون لكما ابن أو ابنة بعد شهور وسيعود لبيته"
كان البيت عند رجوعها بارداً شغلت المدفأة، وجلست، بينما انهمك في المساء مشغولا.. تركته ونامت، لم يلحظ انسحابها البطيء من جواره.
بعد عام، كل شيء رتيب كما هو، يعود عابسا ساخطا من كل شيء، صراخ الطفل، والبيت، والواجبات، ينزوي ويغيب حتى في الأوقات التي يكون حاضرا بهدوء فيها
عام آخر.. ـ عزيزتي عودي لبيتك
ـ وستظل تخونني
بدا صوته يعلو وهو يقول: ماذا تقولين؟ تعلمين أنني حتى لو طلقت لن أتزوج إحداهن؛ ثم لا شأن لك بشؤوني.
عادت لأجل الطفلين، شغلت وقتها بهما والعمل والبيت في حضوره الغائب أو وجوده العابث. النور في جبين الصغيرين يضيء لها الدروب التي كانت في طريقها مظلمة وبينما انغمس في ملذاته حاولت أن ترفع وحدها سقف المنزل
ثمة انهيارات بدأت فعلا فيه، ما جعلها تمنع ذلك السقف من السقوط إنها لم ترغب أن يعيش ولديها المرار الذي أحست به عندما مر أبويها بتجربة الانفصال.
تعليق