القضيب الحديدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعيد ماروك
    أديب وكاتب
    • 12-09-2012
    • 52

    القضيب الحديدي

    القضيب الحديدي ما يزال مغروسا عند المنعطف، غزاه بعض الصدأ ونبت في أسفله فسيلة خُبّـــيز وثلاث حُمّـــيضات.
    ” ألا يهديكم الله وتلعنوا الشيطان وتنزعوا هذا القضيب؟ يوما ما سيسقط عليه طفل فيفقأ عينَه” قالت العالية موجهةً كلامها لقاديرو…هذا الأخير لم يعبأ بها وانهمك في ترتيب عُلب الياغورت في متجره.
    في الجهة المقابلة…هناك في الضفة الأخرى من الأبيض المتوسط شدّت العولمة الحزام على النظام المصرفي فتم استدعاء السفير صباح يوم ضبابي.
    السفير يُبرق للرئيس الذي يعقد اجتماعا والوزير . الوزير يصدر تعليمة تجاه المدير العام الذي يُدبج سبعا وعشرين مطّة تفصيلية يختمها بعبارته الغليظة ” أولي أهمية بالغة في التنفيذ”.
    والقضيب الحديدي الذي ذكرناه في السطر الأول مازال مغروسا.
    تغوص المطّات السبع والعشرون عبر الأسلاك لتفاجئ مدير المؤسسة وتنتشله من دردشته الفايسبوكية …وترعبه الــ”” أولي أهمية بالغة في التنفيذ”…. فيستدعي ويصرخ في وجه رئيس المصلحة الذي يصبّ جام غضبه على أمين المخزن الذي يغادر المؤسسة في نهاية الدوام حانقا.
    أما وريقات الحميضة فقد فاجأها الغروب فارتخت نائمة حول القضيب المغروس.
    يدخل أمين المخزن بيته مهدهدا تقول امرأته ” قارورة الغاز فرغت”، تنطلقُ تلاثُ كفريّاتٍ من فمه في وجهها..تعود مسرعة للمطبخ، تصفع ولدها الذي كسّر صحنا خزفيا، يهرب الولد خارج البيت باكيا ليصادف في طريقه كلبَ الجيران، يهوي عليه بحجر، ينطلق الكلب لاهثا وفي المنعطف يصطدم بالعالية العائدة من السوق…تتمايل العالية، تفقد توازنها..وتتهاوى على الأرض…ولاتقوم.
    فقأ القضيب الحديدي عينها وجرى الدم عل الخبيز والحميضات.
    التعديل الأخير تم بواسطة سعيد ماروك; الساعة 05-10-2017, 13:59.
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    يا لها من قصة كئيبة لا يجدر بالمرئ أن يقرأها في الصباح حتى لا يكتئب فتنسد نفسه يومه كله.
    لغة جميلة وسرد متقن و... كآبة مستمرة حتى آخر كلمة.
    تحياتي أخي وليتني لم أقرأ قصتك وليس من طبعي التشاؤم.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • سعيد ماروك
      أديب وكاتب
      • 12-09-2012
      • 52

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
      يا لها من قصة كئيبة لا يجدر بالمرئ أن يقرأها في الصباح حتى لا يكتئب فتنسد نفسه يومه كله.
      لغة جميلة وسرد متقن و... كآبة مستمرة حتى آخر كلمة.
      تحياتي أخي وليتني لم أقرأ قصتك وليس من طبعي التشاؤم.

      صباح خريفي يرد الروح أستاذنا حسين ليشوري.
      أبعد الله عنك الكآبة وكل منغّص...أسعدني مرورك وتعليقك أثلج صدري وأنا بصدد لمّ الحقائب لشد رحالي نحو مدينة الورود.
      تحيتي وتقديري.
      دمت بمحبة.

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        مساء الورد سعيد ماروك
        مداخلتي ليس لكتابة رؤيتي على نصك بل
        لأدعوك أن تدخل بعض النصوص وبكل رحابة صدر وكتابة رؤيتك حول أي نص ستختاره للقراءة
        مشاركة الرؤى بصالح الجميع عزيزي وصالحك ونصوصك أيضا
        كن بخير يالغلا
        كل الورد لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • أميمة محمد
          مشرف
          • 27-05-2015
          • 4960

          #5
          قصة شيقة صيغت باهتمام، مميزة فكرة وحبكة وسرد

          والقضيب الحديدي (الذي ذكرناه في السطر الأول ) مازال مغروسا.

          يستحسن الاستغناء عما خصصته بين القوسين
          مع التقدير

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            في ذاك القضيب الحديدي
            تنوح مأساة واقع نعيشه
            تشتكي من خيبات لا حدود لها، نقارعها كل يوم..
            نصّ مؤلم ..وقلم رصين..
            حيااااك أديبنا المبدع سعيد ماروك

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            يعمل...
            X