أنا لست صديقا للمرايا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الرحيم عيا
    أديب وكاتب
    • 20-01-2011
    • 470

    أنا لست صديقا للمرايا


    كلما اشتدَّ سوادُ الليلِ
    تقودني الفراشات إلى مسْرى النورِ
    هي النّاسك المُوَلَّهُ
    حدَّ الاحتراقِ
    وأنا المريدُ
    أتهجَّى في صمت أبجدية الإشراقِ.
    تلك النار آنَسَها موسى
    فمشى يرجو منها قبسا
    وأنا لم أولد أعمى
    كي أترك النور
    يتسلل من فيض الروح
    وعلى هوامش الفراغِ يُهْرَقُ و يُراقُ.
    من ظنَّ أن النورَ
    يتجلَّى ويُرى بحاسّة البصرِ
    فقد كفر
    يا حادِيَ النورِ
    إن غاب الماء
    تَيمَّمْ بترابٍ أو حجرٍ
    وإن غاب نور الفكرِ
    فتيمَّمْ في كفنٍ.
    أنتَ كما المرايا
    تعكس الضوء
    ولا ينفذ الى داخلها المصقول.
    أنا لا أعرف من المرايا
    إلا انكسارها السريع
    أما وجهي الذي تاهت ملامحه
    فيُرى في وجع الريح
    من أنتَ في المرآة
    حين أنظر إليَّ؟
    يا شبيهي !
    أنا استعارة الزمن المسروق
    انزياح حرف خَطَّهُ الشـــوق
    وَأَجَّجَهُ وَهْجُ السؤال
    تكسَّرَ مجدافُ أحلامي
    يوم حَدَّقتُ في المرايا
    مصقولة
    لا تعكس تضاريس الوجع
    كسرتها
    وصرختُ :
    يا ..... أنايَ
    لا تثقِي في المرايا
    وثقي في انعكاس صورتك
    على صفحة الماء الجاري.
    في المرايا
    تتعدَّدُ الأشكال
    وتموتُ الأصواتُ.
    على المرايا
    تظهر الحروف مقلوبةً
    لن تقرأُ المِرآة كينونَتَكَ
    وحروفها طلاسم كاهنة عمياء
    سلاما للنور
    إن تجَلَّى
    قامت من مرقدها الأموات.
  • عمار عموري
    أديب ومترجم
    • 17-05-2017
    • 1300

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم عيا مشاهدة المشاركة

    كلما اشتدَّ سوادُ الليلِ
    تقودني الفراشات إلى مسْرى النورِ
    هي النّاسك المُوَلَّهُ
    حدَّ الاحتراقِ
    وأنا المريدُ
    أتهجَّى في صمت أبجدية الإشراقِ.
    تلك النار آنَسَها موسى
    فمشى يرجو منها قبسا
    وأنا لم أولد أعمى
    كي أترك النور
    يتسلل من فيض الروح
    وعلى هوامش الفراغِ يُهْرَقُ و يُراقُ.
    من ظنَّ أن النورَ
    يتجلَّى ويُرى بحاسّة البصرِ
    فقد كفر
    يا حادِيَ النورِ
    إن غاب الماء
    تَيمَّمْ بترابٍ أو حجرٍ
    وإن غاب نور الفكرِ
    فتيمَّمْ في كفنٍ.
    أنتَ كما المرايا
    تعكس الضوء
    ولا ينفذ الى داخلها المصقول.
    أنا لا أعرف من المرايا
    إلا انكسارها السريع
    أما وجهي الذي تاهت ملامحه
    فيُرى في وجع الريح
    من أنتَ في المرآة
    حين أنظر إليَّ؟
    يا شبيهي !
    أنا استعارة الزمن المسروق
    انزياح حرف خَطَّهُ الشـــوق
    وَأَجَّجَهُ وَهْجُ السؤال
    تكسَّرَ مجدافُ أحلامي
    يوم حَدَّقتُ في المرايا
    مصقولة
    لا تعكس تضاريس الوجع
    كسرتها
    وصرختُ :
    يا ..... أنايَ
    لا تثقِي في المرايا
    وثقي في انعكاس صورتك
    على صفحة الماء الجاري.
    في المرايا
    تتعدَّدُ الأشكال
    وتموتُ الأصواتُ.
    على المرايا
    تظهر الحروف مقلوبةً
    لن تقرأُ المِرآة كينونَتَكَ
    وحروفها طلاسم كاهنة عمياء
    سلاما للنور
    إن تجَلَّى
    قامت من مرقدها الأموات.
    من الغريب أن المرآة، رمز الحقيقة عند الفلاسفة، وملهمة الشعراء بما فيها من رؤى وأخيلة تصبح هنا غير محبوبة!

    قصيدة ''زهدية'' تغلبت فيها الأنا المكروهة عند الصوفية، إلى حد دعوتها إلى النظر في صفحة الماء، صفحة الماء المهلكة لكل معجب بنفسه !

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      من أنتَ في المرآة
      حين أنظر إليَّ؟
      يا شبيهي !


      أنا لست صديقا للمرايا


      وجدت في هذه الفقرة والعنوان
      تعبيرا صادقا لإنعكاس المرايا
      لا تقرأ صورتك بالمرآة ولا تلمها إن شاهدتها مغشوشة


      تحياتي لك أخي عبد الرحيم عيا
      فوزي بيترو

      تعليق

      • مالكة حبرشيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 28-03-2011
        • 4544

        #4
        كل عاشق شاعر
        والعشق أوجه متعددة
        أوجاع مختلفة
        ونزيف واحد ممتد
        حتى حدود الكون
        الشعراء والأوجاع
        وجهان لعملة واحدة
        راحلون في المدى
        يحبون الحمام ...اليمام والنوارس
        لأنها وحدها تعشق القصائد
        وحدها تسبح في الضوء
        احتفالا بانفتاح الزهر !

        قصيد يهزم الظل من اجل الانا
        فهل تنكسر المرايا؟


        تعليق

        • عبد الرحيم عيا
          أديب وكاتب
          • 20-01-2011
          • 470

          #5
          استاذ عمار عموري
          تحية لمروركم الراقي
          فيما يخص الرؤية للمرآة تختلف من شخص لأخر وليست حكرا على المتصوفة او الفلاسفة
          لان الانسان يربط بها علاقة شبه يومية من ولادته الى مماته.
          كما اني لا اوافقكم الرأي في اعتبار النص زهديا
          شرفني حضوركم

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            يا حادِيَ النورِ
            إن غاب الماء
            تَيمَّمْ بترابٍ أو حجرٍ
            وإن غاب نور الفكرِ
            فتيمَّمْ في كفنٍ.

            ..............ز
            هنا ظهر تعملقك بالقصيد
            أنا لم أكن أقرأ بل كنت أشرب الحروف وأتنسم عبيرها
            رائعة بحق وتستحق أن نتعمق بالسطور بعد
            المرايا لاتعكس الوجع بل ترسمه على وجوهنا المتعبة حد الاحتراق
            تحياتي وباقة ورد
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • عمار عموري
              أديب ومترجم
              • 17-05-2017
              • 1300

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم عيا مشاهدة المشاركة
              استاذ عمار عموري
              تحية لمروركم الراقي
              فيما يخص الرؤية للمرآة تختلف من شخص لأخر وليست حكرا على المتصوفة او الفلاسفة
              لان الانسان يربط بها علاقة شبه يومية من ولادته الى مماته.
              كما اني لا اوافقكم الرأي في اعتبار النص زهديا
              شرفني حضوركم
              شكرا لك أخي الحبيب الأستاذ عبد الرحيم عيا، على عناء الرد.

              أنا أتكلم عن المرآة كرمز مشبع بالصور الماضوية والمستقبلية، الوجودية والمعرفية، التي تبهر الشعراء والفلاسفة منذ الأزل، لا عن المرآة كأداة عادية للزينة اليومية، كما لمحت أنت في ردك هذا.
              الشاعر هو من يغوص في عمق المرآة بحثا عن المفاهيم الأساسية : الأنا الهو الذات الحرية الغير...أما الرجل العادي فلا يهمه من المرآة إلا سطحها، ولا يهمه في سطحها إلا أن يحلق فيه ذقنه، فإن تخدش أو تضبب، رماها واشترى أخرى جديدة، ولا أعتقد أن المرآة بهذا المعنى الأخير تصلح لتكون موضوع قصيدة ولو نثرية.
              ثم إن أسلوب هذا النص، حسبي، ليس راقيا بمفرداته ولا سليما في لغته بما يكفي ليوصل فكرة رمزية كهذه، كما ينبغي.
              بخصوص كلمة ''زهدي'' فقد حصرتها في علامة التنصيص اللاتينية، كدليل على تحفظي من أن يكون هذا النص زهديا، ولو أن المفردات الزهدية تطغى عليه.
              شكرا ثانية على عناء الرد.
              مع الاحترام والتقدير.

              تعليق

              • عبد الرحيم عيا
                أديب وكاتب
                • 20-01-2011
                • 470

                #8
                ++ثم إن أسلوب هذا النص، حسبي، ليس راقيا بمفرداته ولا سليما في لغته بما يكفي ليوصل فكرة رمزية كهذه، كما ينبغي.++
                الاستاذ عموري:
                1- يكفيني هدا الرد كمرآة لمستواكم المعرفي والثقافي والتواصلي

                تعليق

                • عمار عموري
                  أديب ومترجم
                  • 17-05-2017
                  • 1300

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم عيا مشاهدة المشاركة
                  ++ثم إن أسلوب هذا النص، حسبي، ليس راقيا بمفرداته ولا سليما في لغته بما يكفي ليوصل فكرة رمزية كهذه، كما ينبغي.++
                  الاستاذ عموري:
                  1- يكفيني هدا الرد كمرآة لمستواكم المعرفي والثقافي والتواصلي
                  الأستاذ عيا
                  حمدا لله أنك اكتفيت !

                  تعليق

                  • عبد الرحيم عيا
                    أديب وكاتب
                    • 20-01-2011
                    • 470

                    #10
                    الشاعر فوزي سليم بيترو
                    لا اظن شاعرا مثلكم لم يجرب ان ينظر الى المرآة بقلمه
                    لا بعينيه
                    وأكيد ستكون الرؤية عميقة وراقية
                    مودتي وتحيتي لمروركم الراقي

                    تعليق

                    • عبد الرحيم عيا
                      أديب وكاتب
                      • 20-01-2011
                      • 470

                      #11
                      شاعرتنا مالكة
                      سعيد بما خط قلمكم الراقي من بديع المعاني
                      فأعطى للمرايا أبعادا فلسفية ووجدانية راقية
                      ومعكم يبقى السؤال متوهجا
                      موووودتي

                      تعليق

                      • فاطمة الزهراء العلوي
                        نورسة حرة
                        • 13-06-2009
                        • 4206

                        #12
                        كما الليل حين خذل الويل وبات كافرا به
                        كذلك المرايا سقطت من علٍ
                        نص نورانية صورته حد التماهي تقصتنا
                        عميق ورائع
                        فـ هنا يتجلى ماءُ القصيدة
                        تحيتي دكتورنا السي عبد الرحيم
                        لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                        تعليق

                        • فاطمة الزهراء العلوي
                          نورسة حرة
                          • 13-06-2009
                          • 4206

                          #13
                          تثبيت في الساعة والتاريخ
                          لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                          تعليق

                          • عبد الرحيم عيا
                            أديب وكاتب
                            • 20-01-2011
                            • 470

                            #14
                            الاستاذة عائدة
                            تحية لتفاعلكم الراقي مع النص ولاقتناصكم الذكي لما أوحت به المرايا
                            مووووودتي

                            تعليق

                            • عبد الرحيم عيا
                              أديب وكاتب
                              • 20-01-2011
                              • 470

                              #15
                              الشاعرة والاستاذة القديرة فاطمة،
                              شرف النص حضورك الوازن وماخط قلمكم الراقي من جميل العبارات
                              ولا أشك أن لك مع المرايا وأبعادها حكايات وحكايات
                              مووودتي
                              *سعدت أنك ضمن طاقم الإشراف على قصيدة النثر، متمنياتي لك بالتوفيق*

                              تعليق

                              يعمل...
                              X