كرسي الاعتراف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيد يوسف مرسى
    أديب وكاتب
    • 26-02-2013
    • 1333

    كرسي الاعتراف


    كرسي الاعتراف

    حثتني نفسي أن أقتل فيها المراد ، أقتل فيها كل شهوة واشتهاء ، أقتل فيها كل الرغبات ، اسقها من مر الحنظل كأسا ً ، حتى تعود أو ينهي حياتها هادم اللذات ، لقد عجبت من أمرها وقد جلست معي في سحر الليل ، أيقظتني
    وأخرجتني من سكرات ودوامة النوم ، راحت ترجني ، تهزني ، ترعشني كالغصن الذي يود إفراغه من الثمار ،وجدتها على الكرسي وتفرش كل دفاترها المهملة ، نظرت إليها نظرة إشفاق ، قالت : جئت أقر بشهادتي وأعترف .!وأؤمل أن أنال الغفران ، قالت : سرقني البهيم كما يسرق غيري ، فسرت ظلامه وطفت في دروبه وسكنت مساكنه كالخفافيش حتى عشقت الظلام كما عشقته الجوارح بغية الصيد ،نسجت جلبابي وحلتي من غزل خيوطه العنكبوتية ، ,حتى أصبحت أخشي الضياء وأهابه وعبأت كل أواني الطهي من طعامه ، وأصبحت في صلب الظلام أقيم ،
    من رحم الظلمة أنجبت كل الآثام ، حتى أصبح ما بداخلي لا يطاق أو نطاق أو فرجة لشعاع أو خيطاً لضوء حتى ولو كان شارداً ، فجأة رنَّ هاتفي يحمل على أكفه رسالة ، ما أن فضضتها وأمعنت محتواها، سرى بداخلي مسرى لشعاع أبصرت به الطريق أمامي و تزعزعت أركان الظلام الذي كان يخيم ويسكنني وأرتقي في معارجه كالسحاب الشارد أو كأن ريحاً طيبة قد سلطت عليه لتمزقه أرباً وتمحو رائحة العطن ويرى وجهي وجه السماء وكأنه لأول مرة أرى فيها الزرقة والصفاء ، وقد راودني ما يراود المرء من سطوة الشيطان وسيطرة التمني والرغبة الزائفة ، وذئاب الشهاء التي تراقبني وتحضني على الاستمرار ، كنت أنظر الحدأة وهي تنعق في الظلام تراقبني وتحدق بعينيها كأنني الفريسة التي تود أن تلتقطني وتخشى فراري ،
    فتخطفني قبل أعرج للصفاء ، وقد ضاقت بيَّ أنفاسي ولم يعد بصدري متسع ، وشيطاني يحفزني ، يحبذني ويصور ليَّ في الخيال قصور السعادة حتى أدمنت الرغبة ونسجت من خيوطها ثوبي الذي أرتديه أمامك ، والآن وقد جئت ،،! أدمن رغبة غير الرغبة وأود أرضاً غير الأرض وسماء غير السماء ، جئت وقد قتلت كل الأسباب ، جئت أنقذ ذاتي ، جئت إلى مراد الاكتمال وأود أن أسير على الصراط وقد دمعت عيناها وأنا أنظرها وهي تقلب راحتيها أمامي ،قلت : وقد أسندت ظهري للجدار وتنفست من جيفري قيظ ونار ، ورفعت وجهي لرب البيت والدار وقد رأيت الصفاء بأم عيني حيث تسكن النجوم ويشرق القمر ( والله يهدي من يشاء ) ،
    أردفت قائلة كأنها على لهف وعجل ، والذنب ...! قلت : التوبة النصوحة تجب ما قبلها ، كالإسلام يجب ما قبله من جاهلية ، قالت: وكيف لا أعود إلى ما كنت عليه ؟ ، قلت الجلد للعبد المتمرد خير علاج ، قالت : وكيف يجلد المرء ذاته ، قلت : الصبر على الشهوات جلد ، والصبر في الطاعات مجد ، وحسن الظن بالله طلبا للعون ، والتوكل على الله تسليم بالأمر ، والله يعلم ما نخفي وما نعلن ، قالت : إني تواقة إلى ما ذهبت إليه وأشهد إني عدت لفطرتي ، قلت : قد أقسم ربك في كتابة وخص أمثالك فقال : فلا أقسم بالنفس اللوامة .
    وها أنت تلومين ذاتك قالت وودي أن أصعد إلى ربي مطمئنة ، تبسمت : وقلت لها : لكل مجتهد نصيب ، هذا يعتمد على الطاعة والتوكل والتسليم ، قالت : ودي أن تتلقاني الملائكة في سماوات ربي حضرة ندية مضيئة عطرية
    غير منبوذة أو مكروهة أو مطرودة ( راضية مرضية ) فشعرت بهزة في أعماقي وغصة في حلقي وندم على ما مضى وسالت دموعي على خدي منهمرة ، وقد ألهمني ربي قوله سبحانه وتعالى ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) صدق الله العظيم
    بقلمي : سيد يوسف مرسي









  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    هلا وغلا سيد يوسف
    نص قصة قصيره كما رايته
    نقلته لمكانه عزيزي لأنه قصة وليس خاطره
    غدا سأكتب رؤيتي حوله لأني متعبة الآن وجدا ولاأريد أن اعطي رأيا متعجلا بالنص
    هلا ومراحب بك هاهنا بحضرة القص الجميل
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    يعمل...
    X