وجدته في مكانه المعتاد غافيا؛ ما تأخرت عنه إلا لكون الطريق كانت مزدحمة بسبب سيارات الإطفاء التي هرعت إلى مكان الحريق، حيث امتدت ألسنة اللهب إلى البراريك تلتهمها بشراهة عجيبة.
أيقظته، وقد رأيته يضع ضمادة على يده اليمنى، فتعجبت، لكنه أبعد تفكيري عن قصة يده، وهو ما أشعرني بالارتياب. نظر إلى لائما لي على تأخري، ثم أخبرني عن سبب طلبه لي:
أريد منك أن تبحث لي عن سكن مؤقت!
لا مشكل، لكن، فل لي: لماذا وأنت لك مسكن؟!
وقد زاد ارتيابي، وصار شكا: أو يريد تجنب أمر بالابتعاد عنه؟ أله يد في الحريق؟
لقد أحرق براريكنا، أحد باطرونات العقار اشترى الأرض، وحتم علينا الإفراغ
طيب، تقيم عندي لفترة ريثما أتدبر لك السكن
موافق...
ثم أكمل بتوتر، كأنه يريد التنفيس عن غضبه:
حيثما يوجد فقر، فثم سلطان جائر!
لم أفهم قصدك!
لا فقر دون مسبب، صح؟
صح.
في نظرك، من سبب فقرنا؟
الاستغلال، الذي يسمح به النظام الرأسمالي الجائر...
جيد، ها أنت قد فهمت، وماذا ينبغي فعله؟
القيام بمظاهرات منددة..
لا، بل بثورة مدمرة، حتى نعيد البناء من جديد، وبتحريض الفقراء، وتأليبهم على المستغلين الطغاة..
هنا، بدأت أشعر أن له يدا في الحريق..فلا علاقة للرجل لا باليمين ولا باليسار، فبالأحرى أن يكون ثوريا؛ هو بائع حشيش، فكيف ينقلب ثوريا؟ سبحان مبدل الأحوال!
قلت له مؤكدا:
سيعودون، ثق أنهم سيعودون، فالسفينة نجت الطيبين، ومن أصلابهم عاد المستغلون
سنعمل على تلافي الأخطاء في إعادة البناء!
أوصار ثوريا بالفعل؟ صحيح أنه تابع دراسته الجامعية إلى حدود السنة الثانية، ثم انقطع لظروفه المالية والأسرية، وانخرط في مهن متعددة قبل أن يستقر به الحال بائع حشيش بالتقسيط، في بادئ الأمر، ثم بالجملة بعدها. ربما! كل شيء وارد في هذا العالم العجيب.
طيب، حين نجد السكن، سنناقش القضية من جديد، حتى لا نكون طوباويين، ولا فوضويين، ولا يائسين.
لك ذلك.
علمت، أن فترة إقامته معي ستكون حامية النقاش، لذا، علي تسريع البحث عن سكن له، خاص به.
أيقظته، وقد رأيته يضع ضمادة على يده اليمنى، فتعجبت، لكنه أبعد تفكيري عن قصة يده، وهو ما أشعرني بالارتياب. نظر إلى لائما لي على تأخري، ثم أخبرني عن سبب طلبه لي:
أريد منك أن تبحث لي عن سكن مؤقت!
لا مشكل، لكن، فل لي: لماذا وأنت لك مسكن؟!
وقد زاد ارتيابي، وصار شكا: أو يريد تجنب أمر بالابتعاد عنه؟ أله يد في الحريق؟
لقد أحرق براريكنا، أحد باطرونات العقار اشترى الأرض، وحتم علينا الإفراغ
طيب، تقيم عندي لفترة ريثما أتدبر لك السكن
موافق...
ثم أكمل بتوتر، كأنه يريد التنفيس عن غضبه:
حيثما يوجد فقر، فثم سلطان جائر!
لم أفهم قصدك!
لا فقر دون مسبب، صح؟
صح.
في نظرك، من سبب فقرنا؟
الاستغلال، الذي يسمح به النظام الرأسمالي الجائر...
جيد، ها أنت قد فهمت، وماذا ينبغي فعله؟
القيام بمظاهرات منددة..
لا، بل بثورة مدمرة، حتى نعيد البناء من جديد، وبتحريض الفقراء، وتأليبهم على المستغلين الطغاة..
هنا، بدأت أشعر أن له يدا في الحريق..فلا علاقة للرجل لا باليمين ولا باليسار، فبالأحرى أن يكون ثوريا؛ هو بائع حشيش، فكيف ينقلب ثوريا؟ سبحان مبدل الأحوال!
قلت له مؤكدا:
سيعودون، ثق أنهم سيعودون، فالسفينة نجت الطيبين، ومن أصلابهم عاد المستغلون
سنعمل على تلافي الأخطاء في إعادة البناء!
أوصار ثوريا بالفعل؟ صحيح أنه تابع دراسته الجامعية إلى حدود السنة الثانية، ثم انقطع لظروفه المالية والأسرية، وانخرط في مهن متعددة قبل أن يستقر به الحال بائع حشيش بالتقسيط، في بادئ الأمر، ثم بالجملة بعدها. ربما! كل شيء وارد في هذا العالم العجيب.
طيب، حين نجد السكن، سنناقش القضية من جديد، حتى لا نكون طوباويين، ولا فوضويين، ولا يائسين.
لك ذلك.
علمت، أن فترة إقامته معي ستكون حامية النقاش، لذا، علي تسريع البحث عن سكن له، خاص به.
تعليق