قصة" الدرس الأخير"-ألفونس دوديه -La Dernière Classe

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السعيد ابراهيم الفقي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 24-03-2012
    • 8288

    قصة" الدرس الأخير"-ألفونس دوديه -La Dernière Classe

    الترجمة الأولى
    قصة" الدرس الأخير"
    تأليف: ألفونس دوديه (1840- 1898)
    ترجمة:د. محمد عبد الحليم غنيم

    انطلقت إلى المدرسة متأخرا ذات صباح وكنت في رعب كبير من التوبيخ ، خصوصا وأن الأستاذ هامل ، قال أنه سيسألنا في المشتقات ، وأنا لا أعرف عنها شيئا، للحظة فكرت في الهروب بعيدا ، وأقضي اليوم خارج أسوار المدرسة ، فالجو اليوم دافئ والشمس مشرقة , والطيور تغرد على أطراف الغابة , وفيالساحة المفتوحة خلف ماكينة نشر الخشب كان الجنود البروسيون يتدربون. كل هذا بالنسبة لي كان أكثر إغراء من درس المشتقات . يبد أنه كان لدي العزيمة الكافية لمقاومة هذا الإغراء فأسرعت بالذهاب إلى المدرسة.
    وعندما مررت من أمام ساحة البلدة وجدت زحمة أمام لوحة الإعلانات , طوال العامين السابقين والأخبار السيئة تأتينا من هذا المكان: مفقودو الحروب والتجنيد وأوامر الحاكم ، قلت في نفسي دون أن أتوقف
    _ ماالذي يمكن أن يكون قد حدث الآن ؟
    وعند ذلك- بينما أنا أجرى بسرعة - نادى على وتشور الحداد , الذي كان يقف مع صبيه يقرأ لوحة الإعلانات:
    _ لا تسرع يا صغيري ما زال لديك الوقت الكافي للوصول إلى مدرستك في الموعد .
    اعتقدت أنه يسخر منى، فوصلت إلى حديقة منزل الأستاذ هامل الصغيرة وأنفاسي تكاد تتقطع.
    عادة عندما تبدأ المدرسة تكون هناك ضوضاء شديدة يمكن سماعها في "الشارع" , مثل فتح الأدراج وغلقها, وترديد الدروس
    في نغم أحادى عال جدا , مع وضع الأيدي فوق الآذان ليكون فهمنا أفضل ومسطرة المدرس الكبيرة تضرب الطاولات , ولكن الآن هدوء تام, لقد كنت أعول على هذه الضوضاء لكي أتمكن من الوصول إلى طاولتي دون أن يراني أحد , لكن بالطبع كل شئ هادئ اليوم ,كما لو كنا في صباح يوم الأحد . عبر الشباك رأيت زملائي جالسين في أماكنهم والأستاذ هامل يتمشى في الفصل وتحت ذراعه المسطرة الحديدية المرعبة ،كان على أن أفتح الباب وأدخل أمام الآخرين، لك أن تتخيل مدى الخجل و شدة الخوف الذين كنت أشعر بها ! ومع ذلك لم يحدث شيء, رآني الأستاذ هامل وقال لي بلطف شديد:
    _ ادخل بسرعة يا عزيزي فرانز كدنا نبدأ الدرس بدونك.
    قفزت فوق الطاولات ثم جلست في مقعدي. في هذه اللحظة تغلبت على مخاوفي إلى حد ما , وأنا أرى أستاذي هامل في معطفه الأخضر الجميل وقميصه المسرفل وقبعته الحريرية السوداء الموشاة من الجانبين , الأستاذ هامل لا يرتدى هذا "اللباس" إلا في أيام التفتيش أواستلام الجوائز، فضلا عن ذلك تبدو المدرسة كلها غريبة وكئيبة ،ولكن الشيء الذي كان أكثر دهشة لي أن أرى في المقاعد الخلفية - والتي تكون دائما خالية - أناسا من القرية يجلسون بهدوء تام مثلنا: هوسر العجوز بقبعته ذات الأركان الثلاثة , والعمدة السابق , ومدير مكتب البريد السابق وبجوارهم آخرون . كل منهم كان يبدو حزينا, وكان هوسر قد أحضر كتاب مبادئ القراءة القديم ملوثة جوانبه وأمسكه مفتوحا فوق ركبتيه ومعه نظارته المعظمة,ملقاة فوق الصفحات . وبينما أنا أتعجب من كل هذا صعد الأستاذ هامل فوق مقعده وبصوته الوقور ذي الإيقاع الحنون, الذي أستخدمه معى , قال:
    _ أطفالي هذا درسي الأخير أقدمه لكم , لقد جاءت الأوامر من برلين بأن أدرس للألمان فقط في مدارس الألزاس واللورين .غدا سيأتي لكم المدرس الجديد هذا آخر درس لكم في اللغة الفرنسية أريد منكم أن تنتبهوا جيدا .

    مثل قصف الرعد وقعت هذه الكلمات على أذني .
    أوه! يا للتعاسة . إذن هذا ما كان معلقا في لوحة الإعلانات !
    درسي الأخير في الفرنسية.. لماذا؟ لقد عرفت بالكاد كيف أكتبها ،إذن سيتوقف تعليمي عند ذلك فقط .
    أوه كم أنا حزين .. لن أتعلم دروسي! سأبحث عن بيض الطيور أو انزلق على مياه نهر السار أما كتبي التي كانت تبدو مزعجة منذ قليل, و ثقيلة جدا على الحمل : كتاب القواعد ، وكتاب الأولياء الفرنسيين القدامى فقد صارت الآن بمثابة أصدقاء قدامى لا يمكن التخلى عنهم , وأيضا الأستاذ هامل لن أستطيع أن أراه , فقد جعلتني فكرة أنه سيرحل إلى بعيد وإنني لن أراه إلى الأبد مرة أخرى . جعلتني هذه الفكرة أنسى كل ما كان من مسطرته وكيف أنه كان شخصا متقلبا !
    يا للرجل المسكين!
    إكراما للدرس الأخير يرتدي ملابس جيدة مثل ملابس يوم الأحد ، الآن فهمت لماذا كان يجلس الرجال الكبار في آخر الحجرة ، ذلك لأنهم حزانى جدا ، ولن يحضروا إلى المدرسة مرة أخرى ، إنها طريقتكم في التعبير عن تقديرهم لأستاذنا على خدمته المخلصة لمدة أربعين عاما ، ولكي يظهروا أيضا مجرد احترامهم للبلد التي ينتمون إليها لا أكثر .
    بينما أفكر في كل هذا ، سمعت اسمي ينادى ، لقد حان دوري لكي أسمع الدرس . ماالذى يجعلني لم أمنح القدرة على قول تلك القاعدة المرعبة لاسم المفعول ، بطلاقة و بصوت عال واضح دون خطأ واحد ؟ ولكن الأمر اختلط علىً منذ الكلمات الأولى ووقفت ممسكا مقعدي وقلبي يدق من الخوف دون أن أجرؤ على رفع رأسيً ، عند ذلك سمعت الأستاذ هامل يقول لي :
    ـ لن أوبخك يا عزيزي فرانز يكف شعورك بما أنت فيه من سوء ،تخيل ذلك ، كل يوم كنا نقول لأنفسنا ، ما زال لدينا متسعا من الوقت ، سوف أتعلم ذلك غدا ، والآن ها أنت ترى أين وصلنا ؟
    آه ! هذه مشكلة الألزاس الكبرى إنها تؤجل التعليم حتى الغد ، اآن يحق لهؤلاء الرفاق في الخارج أن يقولوا ، كيف لكم أن تدعو أنكم رجال فرنسيون وأنتم لا تستطيعون أن تتحدثون أو تكتبون لغتكم ؟ ولكنك لست أسوأنا يا عزيزي فرانز المسكين كلنا يستحق أن يلوم نفسه ؟ لم يكن والداك حريصين بدرجة كافية على تعليمك ، فقد فضلا أن يرسلاك للعمل في مزرعة أو طاحونة ، لكي يحصلوا من وراءك على قليل من المال وأنا أيضا أستحق اللوم ، ألم أرسلك في كثير من الأوقات لكي تسقي الورد بدلا من أعلمك دروسك ؟ وعندما كنت أريد الذهاب للصيد لم أكن أعطيك إجازة ؟" واستطرد الأستاذ هاميل فى الحديث من موضوع إلى آخر ثم تحدث عن اللغة الفرنسية ، قائلا إنها أجمل لغة في العالم وأوضح لغة ، كما أنها أكثر اللغات منطقية ، ويجب أن نحافظ عليها ولا نفرط فيها أبدا ، لأن الناس إذا استعبدوا لمدة طويلة يسرعون إلى التمسك بلغتهم كما لو كانت بمثابة المفتاح الذي يخلصهم من السجن ، وعند ذلك فتح الأستاذ هامل كتاب القواعد وشرع يقرأ علينا , درسا وكنت مندهشا لمدى استيعابي وفهمي الجيد, كل ما يقوله بدا سهلا , سهل جدا , اعتقد أيضا أنني لم يسبق لي أبدا أن أنصت إليه باهتمام شديد هكذا , كما أنه لم يسبق له أن شرح كل شيء بصبر كبير مثل اليوم . يبدو أن المسكين كان يريد أن يعطينا كل ما يعرفه قبل أن يتركنا , وفي ذات الوقت يدخله في رؤوسنا دفعة واحدة . بعد القواعد أخذنا درسا في الكتابة , في ذلك اليوم أعطانا ورقة جديدة مكتوبة بخط اليد الجميل : فرنسا- الألزاس - فرنسا - الألزاس بدت الأسماء المكتوبة مثل أعلام صغيرة طائرة في كل مكان في غرفة الدرس وقد نزلت من الصواري فوق المقاعد . وكان عليك حينئذ أن تلاحظ مدى هدوء الفصل واستعداد الطلاب للعمل , فلم يكن يسمع أصوات عدا صوت احتكاك الأقلام بالورق .
    في هذه الأثناء حلقت بعض الخنافس داخل الفصل ومع ذلك لم يعرها أحد انتباها , ولا حتى أصغرها , حيث كانت منهمكة تماما في تتبع فرائسها ,كما لو كانت هذه فرنسية أيضا . وفى الخارج على السطح كان الحمام يهدل بصوت خفيض, فقلت نفسي:
    _ حتى الحمام! "هل سيعلمونه الغناء بالألمانية ؟"
    كلما رفعت رأسي عن الكتابة وجدت الأستاذ هامل يجلس في مقعده دون حراك وهو يحدق في شيء محدد ثم ينتقل إلى شيء آخر كما لو كان يريد أن يثبت في ذهنه الذي الشكل صارت عليه حجرة الدراسة الصغيرة... رائع!
    مند أربعين عاما وهو في ذات المكان حيث الحديقة خلف الشباك والفصل أمامه هكذا دون تغيير , فقط التخت والمقاعد صارت بالية وناعمة، وطالت أشجار جوز الهند في الحديقة , والتفت أشجار العنب ووصلت إلى السطح عبر النافذة . يا للمسكين لكم كان قلبه يعتصر حزنا لغراقه كل هذا ولسماعه أخته وهى تتحرك في الحجرة العليا , حيث تحزم الحقائب لأن عليهما أن يغادرا الوطن في اليوم التالي . ولكنه كان لديه الشجاعة لإسماعنا الدرس إلى آخره . وبعد درس الكتابة أخذنا درسا في التاريخ , وعند ذلك غنى الأطفال أغنيتهم :بي بي بو بو
    وكان هوسر العجوز في آخر الفصل يضع النظارات على عينيه وكتاب مبادئ القراءة في يده , ويتهجى الحروف معهم , تستطيع أن تقول أنه كان يبكى أيضا، فصوته كان يرتجف بالعاطفة الجياشة ,وكان ممتعا جدا أن نسمعه ونحن نضحك ونبكى أه .. كم هو جميل أنا أتذكر ذلك. لقد كان الدرس الأخير وبعد ذلك مباشرة دقت ساعة الكنيسة الثانية عشر لصلاة البشارة وفي نفس اللحظة كان نافخو البوق من البروسيين عائدين من تدريبهم , وعند اقتراب الصوت من شباكنا ،قام الأستاذ هامل- وهو ممتقع الوجه جدا -من مقعده، لم أره أبدا من قبل طويلا هكذا , ثم قال :
    _ أصدقائي .. أنا..
    ولكن شيئا تحشرج في حلقه , فلم يستطع الكلام , وعندئذ استدار إلى السبورة ,وأخذ قطعة تباشير، واستجمع قوته وكتب بخط كبير جدا:
    " عاشت فرنسا "
    ثم توقف وأسند رأسه إلى الحائط ، ودون أن ينطق بكلمة ، حرك جسده وأشار بيديه نحونا ، وكأنه يقول : "انتهى اليوم الدراسي .. لكم أن تنصرفوا "
    ====
  • السعيد ابراهيم الفقي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 24-03-2012
    • 8288

    #2
    الترجمة الثانية

    الدرس الأخير

    للكاتب الفرنسى: دوديه
    ترجمة الشاعر: حسن صلاح حسن
    ذهبت إلى المدرسة فى ذلك اليوم متأخراً، وكنت مرعوباً من التوبيخ، وخاصةً أن الأستاذ هامل قد أخبرنا بأنه سيسألنا فى أسماء الفاعل وأسماء المفعول، ولم أكن أدرى أى شىء عن هذا الدرس. فى البداية فكرت فى الهرب وقضاء اليوم خارج المنزل. كان يوماً دافئاً مشرقاً. كنت أسمع سقسقة العصافير على مقربة من الغابة الصغيرة، أما جنود بروسيا (الألمان) فقد كانوا يحفرون فى الحقل الواسع خلف ماكينة النشر. وقد كان هذا يغوينى عن درس أسماء الفاعل وأسماء المفعول. ولكننى تغلبت على هذه الغواية، وأسرعت إلى المدرسة.
    وحينما مررت بمبنى المدينة، كان هناك حشدٌ من الناس أمام لوحة الأخبار. فقد علمنا كل أخبار بلدنا السيئة منها طوال العاميين الماضيين - معاركنا التى خسرناها، والانسحاب، وأوامر القائد العام – وسألت نفسى بدون التوقف عن السير:
    - يا ترى ما الأمر الآن؟
    بعدئذٍ، وأنا أسرع الخُطى، نادى عليَّ الحداد، ووشتر، الذى كان هناك ومعه صبيه:
    - على رسلك يا صبي .. فما زال أمامك المزيد من الوقت لتصل إلى مدرستك.
    فاعتقدت أنه يسخر منى، ووصلت إلى حديقة الأستاذ هامل الصغيرة وأنا مقطوع الأنفاس.
    فى العادة مع انطلاق اليوم الدراسي يكون هناك ضوضاء وصخب يُسمع من الشارع ... صوت فتح وإغلاق الدكك المدرسية ... أصواتنا تردد الدرس فى تناغم وبصوت عالٍ، واضعين أيدينا على آذاننا لكى نفهم الدرس أفضل، ومسطرة المعلم الكبيرة تطرق المنضدة.
    أما اليوم حينما وصلت فكان كل شىء ساكناً. وكنت أُأَمِّل على صخب الأولاد لكى أمر إلى دكتى بدون أن يرانى الأستاذ هامل، ولكن فى ذلك اليوم كل شيء كان هادئاً كصبيحة يوم الأحد.
    استطعت رؤية زملائى فى الفصل من النافذة، كلٌ فى مكانه، ورأيت الأستاذ هامل يذرع الغرفة ذهاباً وإياباً، متأبطاً مسطرته الحديدية المخيفة. كنت مضطراً إلى فتح الباب والمرور أمام الجميع، ولك أن تتخيل مدى الإحراج والخوف الذى شعرت بهما.
    ولكن لم يحدث شيء، فقد نظر لى الأستاذ هامل وقال بصوتٍ عطوف:
    - اذهب إلى مكانك بسرعة يا فرانز الصغير .. كنا قد بدأنا الدرس بدونك.
    فقفزت فوق المدرج، وجلست على مقعدي، ولم أكن قد لاحظت، حتى تلك اللحظة بعد أن تغلبت على خوفى قليلاً، أن الأستاذ هامل يرتدى معطفه الأخضر الجميل، وقميصه المهدَّب، وقبعته الحريرية السوداء الصغيرة، وكلها مطرزة، ولم يكن ليرتدى مثل هذه الملابس إلا فى أيام التفتيش أو تسليم الجوائز. وبالإضافة إلى ذلك فقد بدت المدرسة جميعها غريبة جداً ومهيبة. أمّا الشىء الذي أدهشنى كثيراً هو أن أرى فى المقاعد الخلفية، والتى تكون دائماً خالية، فلاحي القرية يجلسون فى صمتٍ مثلنا تماماً. هوسر العجوز، بقبعته ثلاثية الزوايا، وعمدة المدينة السابق، ومدير مكتب البريد السابق، والآخرين الذين يجلسون بجوارهم. بدا على الجميع الحزن، وقد جلب هوسر كتاباً قديماً فى تعليم الهجاء قد بليت حوافه، وقد وضع الكتاب على ركبتيه مفتوحاً ووضع نظارته الضخمة فوق الصفحات.
    وفى خضم دهشتى، اعتلى الأستاذ هامل كرسيه، وقال بنفس النبرة الرقيقة الحانية التى استخدمها معى منذ لحظات:
    - أبنائى .. هذه هى آخر حصة لى معكم .. فقد جاءت الأوامر من ألمانيا بأن تُدرس اللغة الألمانية فقط فى مدارس ألساس[1] ولوراين[2]. معلمكم الجديد سيصل غداً. هذه آخر حصة للغة الفرنسية لكم، أريدكم أن تُعيرونى انتباهكم جيداً.
    كانت هذه الكلمات كقصف الرعد فى أذني.
    يا للأشرار! إذاً هذا ما وضعوه على لوح الأخبار.
    آخر حصة فى اللغة الفرنسية! لماذا؟ لقد تعلمت بالكاد كيفية الكتابة! ولن أكتب بها بعد الآن! ومن المفترض أن أتوقف عند هذا الحد عندئذٍ! يا إلهى، كم أشعر بالأسى لأننى لم أذاكر دروسى، وكل هذا من أجل أن أجمع بيض الطيور، أو أذهب للتزلج على نهر السار[3] (Sarre). أما كتبى – التى كانت منذ لحظات قلائل تبدو وكأنها شيء تافه، وثقيلة عند حملها، وكتاب القواعد، وتاريخ القديسين – أصبحوا الآن أصدقائى القدامى الذين لا يمكننى التخلى عنهم. والأستاذ هامل أيضاً، مجرد فكرة أنه سيذهب بعيداً، ولن أراه ثانيةً، جعلتنى أنسى كل شيء عن مسطرته وكيف كان يعاملنا بقسوة وغرابة.
    يا للرجل المسكين! فقد كان شرف ذلك الدرس الأخير السبب فى ارتدائه ملابسه الرائعة التى يرتديها أيام الآحاد. فهمت الآن سبب حضور شيوخ القرية وجلوسهم فى آخر صف فى الفصل. بالتأكيد لأنهم يشعرون بالأسى والأسف لعدم ذهابهم إلى المدرسة بما يكفى. لقد كانت تلك هى الطريقة التى أرادوا بها شكر المعلم الذى أفنى سنى عمره الأربعين فى خدمته المخلصة وإظهار إحترامه للوطن الذى لم يعد وطنهم الآن.
    وبينما كنت أفكر فى كل هذه الأشياء، سمعت المعلم ينادى اسمى. لقد كان دورى فى إلقاء الدرس. ما الذى لم يكن عندى لأتمكن من أن أسمّع هذه القاعدة الصعبة لأسماء الفاعل والمفعول بصوتٍ عالٍ وواضحٍ وبدون أية أخطاء؟ لكننى تشوشت فى الكلمات الأولى، ووقفت هناك متشبثاً بمقعدى، وقلبى يدق دقاً عنيفاً، ولم أجرؤ على رفع ناظري إلى الأستاذ هامل االذى قال لى:
    - لن أوبخك يا صغيرى فرانز؛ يكفيك ما تشعر به من خزي. أترى! كل يومٍ كنا نقول لأنفسنا .." مازال أمامى المزيد من الوقت .. سأتعلمها غداً" .. والآن أترى ما أُلنا إليه؟ هذه هى مشكلة ألساس الكبرى .. دائماً تؤخرون التعلم للغد .. والآن سيكون لهؤلاء السادة الجالسين فى آخر صف الحق فى أن يقولوا لك .." كيف هذا؟ أتتظاهر بأنك فرنسي ولا تستطيع أن تقرأ أو تكتب بلغتك الفرنسية؟" .. ولكنك لست الأسوأ يا صغيرى فرانز، فكلنا يستحق قدراً كبيراً من هذا التوبيخ.
    "لم يكن لوالديك الدافع الكافى لتعليمك، فهم يفضلان لك أن تعمل فى الحقل أو فى الطاحونة، لكى تحصل على بنساتٍ قليلة. وأنا؟ .. يجب أن يُلقى اللوم على عاتقى أيضاً. ألم أرسلك مراتٍ ومراتٍ لتروى زهورى بدلاً من أن تستذكر دروسك؟ وحين أردت أن أذهب للصيد، ألم أعطك إجازة؟"
    وتنقل الأستاذ هامل من موضوع إلى آخر متحدثاً عن اللغة الفرنسية، وكيف أنها كانت أجمل لغات العالم - أوضحها وأكثرها منطقية؛ لدرجة أنه يجب علينا حمايتها بيننا وألا ننساها أبداً، لأنه حينما يوضع فئة من الناس فى الأسر، فإن لديهم مفتاح سجنهم طالما ظلوا متشبثين بلغتهم تشبثاً وثيقاً. وبعدئذٍ فتح لنا كتاب القواعد، وبدأ فى قراءة الدرس. لكم كنت مدهوشاً لشد ما وجدتنى أستوعب كل شىء وأفهمه .. كل شىء قاله كان سهلاً جداً! أعتقد أننى لم أنصت بحرصٍ كافٍ مثل تلك المرة من قبل، كما أنه لم يشرح الدرس من قبل بمثل هذا الصبر. وبدا الأمر وكأن معلمنا المسكين يريد أن يلقننا كل ما يعرفه قبل أن يرحل عنا، ويضع كل العلم فى رؤوسنا دفعة واحدة.
    بعد درس القواعد، أخذنا درساً فى الكتابة. وكان لدى الأستاذ هامل نسخاً جديدة، مكتوبة بخط جميل: فرنسا، ألساس .. فرنسا، ألساس. بدت هذه الكلمات كأعلامٍ صغيرة ترفرف فى كل مكانٍ فى الفصل متشبثةً بقضبان الحديد فى المناضد (دكك). وكان ينبغى عليك أن ترى كيف أن كل واحدٍ منا بدأ فى الحال فى الكتابة، وكان يلفنا الصمت .. أما الصوت الوحيد الذى يمكنك سماعه هو صوت احتكاك الأقلام بالأوراق. حتى أن بعض الخنافس كانت تطير، ولكن لم يعرها أحد انتباهه، حتى الصغار الذين كانوا يتتبعون بأقلامهم رسم صنانير الصيد، وكأن ذلك كان من دروس اللغة الفرنسية أيضاً. كانت هناك بعض الحمائم التى نسمع هديلهن المنخفض، فسألت نفسى:
    - هل سيجعلون هذه الحمائم تُغنى بالألمانية؟ .. حتى الحمائم أيضاً؟
    كلما رفعت بصرى عن كراسة الخط، رأيت الأستاذ هامل جالساً بلا حراك فى كرسيه محملقاً إلى شيء ما ثم ينقل ناظريه إلى شيء آخر، كما لو كان يريد أن يثبت فى عقله مكان كل شيء فى الفصل لآخر مرة. تخيل! لأربعين عاماً وهو يعمل فى نفس المكان .. يرى حديقته من النافذة .. وأمامه الفصل. الأمر ظل كذلك دائماً، غير أن المقاعد والمناضد قد تآكلت قليلاً، وأشجار الجوز فى الحديقة صارت أطول، وشجرة اللبلاب التى زرعها بنفسه كانت قد كبرت ووصلت جدائلها من النوافذ إلى السقف. يا لفؤاده المسكين الذى سيتحطم بتركه كل هذه الأشياء .. يا للمسكين! .. أن يسمع أخته تتحرك فى الغرفة الواقعة فوق الفصل تحزم الأمتعة حيث سيرحلون عن البلد فى اليوم التالى.
    ولكن كانت لديه الشجاعة أن يسمع كل درس حتى النهاية. أخذنا درس تاريخ بعد درس الكتابة، وبعد ذلك بدأ الأطفال الصغار فى ترتيل أغنيتهم .. با .. بي .. بو .. وفى آخر الفصل، ارتدى هوسر العجوز نظارته الطبية الضخمة، وأمسك بكتاب الهجاء بكلتي يديه، متهجيا الحروف مع الأطفال الصغار. وكان يبكى أيضاً وترتعش نبرات صوته تأثراً، وكان أمراً مضحكاً أننا جميعاً كنا نريد الضحك والبكاء فى نفس الوقت. يااااه .. مازلت أتذكر هذا اليوم جيداً .. الدرس الأخير.
    وفجأة دقت أجراس الكنيسة معلنةً تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً، ثم صلاة الظهيرة. فى نفس اللحظة سمعنا أبواق البروسيين (الألمان) العائدين من المنشرة، تحت نوافذ الفصل. نهض الأستاذ هامل من كرسيه .. شاحب الوجه. لم أره بهذا الطول من قبل قط.
    وقال لنا:
    "أصدقائي .. أنا .. أنا .. " ولكن شيئاً كان يتحشرج فى حلقه، فلم يستطع أن يُكمل جملته.
    فاستدار إلى السبورة، وأخذ قطعة من الطباشير، وبدأ يكتب - متحاملاً على نفسه بكل ما أوتى من قوة – بأكبر خطٍ يستطيعه:
    "عاشت فرنسا"
    ثم توقف عن الكتابة، ومال برأسه على السبورة، وبدون أن ينبس بكلمةٍ، أشار لنا بيده:
    " انتهى اليوم الدراسي .. يمكنكم الذهاب"

    تعليق

    • السعيد ابراهيم الفقي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 24-03-2012
      • 8288

      #3
      ترجمة ثالثة
      الدرس الاخير لألفونس دوده

      في ذلك الصباح تأخرت كثيرا عن المدرسة وخشيت أن أوبخ وخاصة من الأستاذ هامل فقد أخبرنا أنه سيجري لنا اختبارا في القواعد. للحظة فكرت بالتغيب عن المدرسة والتجوال في الحقول فقد كان هذا اليوم جميلا ودافئا. ففي حقل ريبرت كنت أسمع تغريد الطيور الجاثمة على أغصان الغابة وخلف المنشرة أرى البروسيانس وهم يقومون بتدريباتهم العسكرية وكله كان بالنسبة لي أشد اغراء من درس القواعد الا انني استطعت مقاومة هذا الاغراء وأسرعت بالذهاب الى المدرسة.

      وعند مروري بمكتب العمدة شاهدت جموعا من الناس متجمهرة حول لوحة اعلان صغيرة
      حملت تلك اللوحة طوال عامان جميع أخبارنا السيئة, بما فيها خسائرنا في المعارك وقوائم أسماء الملتحقين بالتجنيد الالزامي كما حملت أوامر من مركز قيادة الجيش. أمعنت التفكير بما يجري متسائلا عما تحمله هذه اللوحة الآن.

      ثم واصلت الجري عبر الميدان فصاح على الحداد ووتشر الذي يقف هناك مع غلامه لقراءة ملصق اعلاني قائلا: لاتجري بهذه السرعة يا ولدي فستصل الى المدرسة في الوقت المناسب


      ظننته يسخر مني فواصلت الجري دون توقف حتى وصلت الى فناء منزل الأستاذ هامل

      وكالعادة, عند بداية يوم مدرسي كانت هناك ضجة كبيرة يمكن سماعهاحتى وانت في الشارع ,أدراج تفتح وتغلق ودروس تتكرر بصوت عال ومتجانس, تتردد على مسامعنا لنتعلم بشكل أسرع, وكذلك يمكن سماع صوت ضربات مسطرة معلمتنا المتينة على الطاولة.


      تسللت الى المدرسة بهدوءشديد,وعولت على تلك الضوضاء لاصل خلسة الى مقعدي ولكن كما حدث, كان ذلك اليوم هادئا كصباح كل يوم أحد. ومن خلال نافذة مفتوحة شاهدت رفاقي جالسين على مقاعدهم وكان الأستاذ هامل يذهب ويجيء, قلقا مضطربا,حاملا مسطرة حديدية رهيبة تحت ذراعه فلم أجرؤ على فتح باب الفصل والدخول في خضم ذلك الهدوء التام. لكم أن تتصوروا ما اذا كنت خجلا أو خائفا. وعلى حين غرة, شاهدني الأستاذ هامل ودون أن تبدو عليه ملامح الغضب قال برفق شديد: توجه فورا الى مقعدك ياصغيري فرانتز ,فقد كنا ننوي أن نبدأ من دونك.


      توجهت الى مقعدي و جلست على الفور.وعندما تعافيت جزئيا من خوفي لاحظت ان معلمنا كان متأنقا بملابس لا يرتديها الا في الايام التي يتم فيها تفتيش او توزيع الجوائز وعلاوة على ذلك كان هناك شيء استثناثي شيءمهيب يخص الفصل بأكمله. ولكن أكثر ما فاجأني هو انني رايت في مؤخرة القاعة مقاعد- عادة ماتكون فارغة- يجلس عليها نفر من أبناء القرية صامتين مثلنا. العجوز هوسر ذو الفبعة الثلاثية الزوايا والعمدة السابق وساعي بريد سابق وآخرون بجوارهم.وكانوا جميعهم واجمين شاخصين.


      احضر العجوز هوسر معه كتاب هجاء قديم, وضعه على ركبته وفتحه على مصراعيه كما وضع نظاراته الكبيرة.


      وفيما كنت اتساءل بحيرةعما يحدث واذا بالأستاذ هامل يعتلي المنصة وبنفس الصوت اللطيف والجاد خاطبنا: يااولادي هذا آخر درس لكم معي. صدرت اوامر من برلين بتدريس الالمانية فقط في مدارس الالزاس واللورين وسيصل المعلم الجديد غدا. وهذا آخر درس لكم في اللغة الفرنسية ولذا اتوسل اليكم ان تنتبهوا وتصغوا الي جيدا.

      غمرتني تلك الكلمات القليلة,آه! الاوغاد! هذا ما أعلنوا عنه في مكتب العمده.

      آخر درس لي في اللغة الفرنسية


      وأكاد لا أعرف الكتابة بالفرنسية! اذن ليس علي أن أتعلم بتاتا! ولا بد لي من التوقف حيث كنت! كم كنت غاضبا من نفسي بسبب الوقت الذي اهدرته ، والدروس التي ضيعتها وبحثي الدؤوب عن أعشاش الطيور أو الانزلاق على نهر سار. وكتبي التي خلتها قبل لحظات فقط مملة ومضجرة وثقيلة, ككتاب القواعد وكتاب التاريخ المقدس أصبحت الآن بمثابة أصدقاء قدماء. الأصدقاءالذين كان ينبغي أن أشاطرهم حزني وبؤسي الشديد. وخالجنى الشعور ذاته تجاه الأستاذ هامل. فكرة مغادرته وانني لن أراه ابداأنستني العقوبات وضربات المسطرة

      ياله من رجل مسكين! فعلى شرف الدرس الاخير ارتدى أجمل ماتعود أن يرتديه في الآحاد وأدركت الان لم تواجد هؤلاء الرفاق القدماء من أهل القرية في آخر القاعة. لا بد أنهم نادمون على عدم حضورهم المتكرر الى المدرسة. أو ان حضورهم اليوم هو تعبير عن شكرهم لمعلمنا وذلك لخدمته المتفانية والمخلصة والتي استمرت أربعين عاما، وليعبروا أيضا عن احترامهم لوطن أجدادهم الذي كان يتلاشى.


      وفيما كنت غارقا في هواجسي , نوديت باسمي , لقد حان دوري لأتلو ماكنت عاجزا عن قوله من البداية حتى النهاية وهو قاعدة النعوت الشهيرة حان الوقت لأتلوها بصوت عال ومتميز, ودون هفوة. ولكنني خلطت الكلمات الأولى مع بعضها البعض فتوقفت هناك مترنحا على مقعدي وخائفا. سمعت الأستاذ هامل يتحدث الي:

      لن أوبخك ياصغيري فرانتز, لا بد أنك قد نلت عقابك المناسب. هكذا تسير الأمور فكل يوم نقول لأنفسنا"لدي الوقت الكافي..سأدرس وأحفظ غدا".. ثم تدرك مايحدث. آه! وانه لمن سوء حظنا نحن الالزاس فلطالما أجلنا دروسنا الى الغد. والآن يحق لهؤلاء الألمان أن يقولوا لنا: ماذا؟ تدعون أنكم فرنسيون, وأنتم عاجزون عن التحدث والكتابة بلغتكم! لست وحدك الملام على كل هذا ياصغيري المسكين فقد نلنا نصيبنا من اللوم.

      فلم ينتبه والداك بما فيه الكفاية ليروا أنك مازلت تلميذا. فهم يفضلون ارسالك الى العمل في الحقول أو في المصانع من أجل حفنة من الدراهم. وهل أجد ماألوم نفسي عليه؟ الم أجعلك تسقي حديقتي بدلا من أن تدرس وعندما كنت أرغب بالذهاب لصيد سمك السلمون هل ترددت يوما بصرفك لتنجز فروضك؟


      وأخذ الأستاذ هامل يتنقل من موضوع لآخر ثم بدأ بالتحدث عن اللغة الفرنسية قائلا انها كانت أجمل لغة في العالم وأكثرها وضوحا وثراءا ولذا يجب علينا ان نحتفظ بها بيننا ولاننساها أبدا فعندما يستعبد الناس يجب عليهم المحافظة على لغتهم
      "فطالما يتمسكون بلغتهم فكأنهم يمتلكون مفتاح سجنهم".
      ومن ثم تناول كتاب القواعد وشرع بقراءة دروسنا. اندهشت من سرعة استيعابي. فقد استسهلت كل ما تفوه به ووجدته في غاية السهولة.. وتيقنت أنني لم أكن أستمع اليه بهذه الحميمية وهذا القرب. ومن جهته لم يكن متأنيا في شرحه كما كان في ذلك اليوم. من الممكن ان يقال انه قبل مغادرته ود لو وهبنا كل علمه. بل ود لو دفع علمه على الدخول الى رؤوسنا دفعة واحدة.

      وعندما انتهى درس القراءة انتقلنا الى درس الكنابة. ومن أجل ذلك اليوم أعد الاستاذ هامل بعض الامثلة الجديدة المكتوبة بخط جميل "فرنسا- الالزاس- فرنسا -الالزاس". كما لو كانت هذه الكلمات أعلاما صغيرة تلوح في كل أنحاء الفصل و قد تدلت على قضبان طاولاتنا..كان يجب ان ترى كيف كنا نعمل بجهد وكيف كان الصمت سائدا.. !

      لا شئ يمكن سماعه يستطيع ان ينقذ الورق من صرير الاقلام. ففي احدى اللحظات طارت جموع من ذكور الخنفساء في أرجاء الفصل ولكننا لم نعرها اهتماما ولا حتى زملاؤنا الصغار الذين كانوا يبذلون جهدا كبيرا ليستقيم خطهم بارادة وتطبيق واع حتى لو كانت تلك الخطوط باللغة الفرنسية. وعلى سطح المدرسة حمام يهدل بصوت منخفض. وحدثت نفسي فيما كنت انصت اليها: اتساءل ان كانوا سيرغمونها على الهديل باللغة الالمانية!

      ومن وقت لآخر وفيما كنت ارفع عيناي عن الورق شاهدت الاستاذ هامل يجلس ساكنا على كرسيه ويحدق في الاشياء من حوله كما لو كان يتمنى لو يحمل بلمحة منه كل مافي مدرسته الصغيرة. فكر بذلك! لأربعين عاما كان موجودا في المكان ذاته وفناء منزله امام ناظره والفصل كما هو لم يتغير..! ولم يتغير سوى طاولاتنا ومقاعدنا التي لمعت وصقلت لكثرة استعمالها. والجوز المزروع في الساحة قد نضج و كذلك الكرمة التي زرعها بنفسه, فقد نمت اوراقها وتسلقت النوافد لتصل الى السطح. اي قلب يملك هذا المسكين لفراق كل تلك الاشياء ولسماع اخته وهي تروح جيئة وذهابا في الغرفة العلوية لتجهز صندوق ثيابهم وذلك لأنهم سيغادرون في اليوم التالي وسيتركون المقاطعة الى الابد.

      ومهما حدث كانت لديه الشجاعة ليستبقي الفصل حتى النهاية. وبعد درس الكتابة انتقلنا الى درس التاريخ ثم انشد الصغار مجتمعين نشيدالحروف الهجائية. وهنالك في آخر القاعة وضع العجوز هاوسر نظاراته وأمسك بكتاب الهجاء بكلتا يديه وتهجى الحروف معهم. استطعت أيضاأن أراه متفاعلا معهم. فهو يبذل جهده بصوت مرتجف وعواطف جياشة. وكان مجرد الاستماع اليه مثيرا للضحك فقد كنا نتوق للضحك والبكاء في آن واحد. آه سأظل أتذكر ذلك الدرس الأخير

      وفجأة دقت الساعة الثانية عشرة ودق جرس النداء للصلاة. وفي الوقت ذاته دوت أبواق البروسيانس العائدين من التدريبات العسكرية أسفل نافذة فصلنا. نهض الأستاذ هامل من كرسيه وبدا شاحبا. لم يبد لي بهذا الطول ابدا

      وقال "اصدقائي" ،"اصدقائي ،أنا - أنا -"


      ولكن خنقته العبرات فلم يستطع اكمال الجملة. وعندئذ التفت الى السبوره ، واخذ قطعة من الطباشير ، و قدر استطاعته كتب بحروف كبيرة جدا

      "فلتحيا فرنسا"!

      ثم وقف هناك ، مستندا برأسه على الجدار ، ودون أن ينبس ببنت شفة ، اشار الينا بيده :



      "هذا كل شيء ؛ انصرفوا. "
      التعديل الأخير تم بواسطة السعيد ابراهيم الفقي; الساعة 18-10-2017, 21:11.

      تعليق

      • السعيد ابراهيم الفقي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 24-03-2012
        • 8288

        #4
        "La Dernière Classe," by Alphonse Daudet


        Ce matin-là j'étais très en retard pour aller à l'école, et j'avais grand-peur d'être grondé, d'autant que M. Hamel nous avait dit qu'il nous interrogerait sur les participes, et je n'en savais pas le premier mot. Un moment vint de manquer la classe et de prendre ma course à travers champs.
        Le temps était si chaud, si clair.
        On entendait les merles siffler à la lisière du bois, et dans le pré Rippertderrière la scierie, les Prussiens qui faisaient l'exercice. Tout cela me tentaitbien plus que la règle des participes; mais j'eus la force de résister, et je courus bien vite vers l'école.
        En passant devant la mairie, je vis qu'il y avait du monde arrêté près du petitgrillage aux affiches. Depuis deux ans, c'est de là que nous sont venues toutes les mauvaises nouvelles, les batailles perdues, les réquisitions, les ordres de commandature; et je pensai sans m'arrêter:
        «Qu'est-ce qu'il y a encore?»
        Alors, comme je traversais la place en courant, le forgeron Wachter, qui était là avec son apprenti en train de lire l'affiche, me cria:
        --«Ne te dépêche pas tant, petit; tu y arriveras toujours assez tôt à ton école!»
        Je crus qu'il se moquait de moi, et j'entrai tout essoufflé dans la petite courde M. Hamel.
        D'ordinaire, au commencement de la classe, il se faisait un grand tapagequ'on entendait jusque dans la rue, les pupitres ouverts, fermés, les leçons qu'on répétait très haut tous ensemble en se bouchant les oreilles pour mieux apprendre, et la grosse règle du maître qui tapait sur les tables:
        «Un peu de silence!»
        Je comptais sur tout ce train pour gagner mon banc sans être vu; mais justement ce jour-là tout était tranquille, comme un matin de dimanche. Par la fenêtre ouverte, je voyais mes camarades déjà rangés à leurs places, et M. Hamel, qui passait et repassait avec la terrible règle en fer sous le bras. Il fallut ouvrir la porte et entrer au milieu de ce grand calme. Vous pensez, si j'étais rouge et si j'avais peur!
        Eh bien, non. M. Hamel me regarda sans colère et me dit très doucement:
        «Va vite à ta place, mon petit Frantz; nous allions commencer sans toi.»
        J'enjambai le banc et je m'assis tout de suite à mon pupitre. Alors seulement, un peu remis de ma frayeur, je remarquai que notre maître avait sa belle redingote verte, son jabot plissé fin et la calotte de soie noire brodéequ'il ne mettait que les jours d'inspection ou de distribution de prix. Du reste, toute la classe avait quelque chose d'extraordinaire et de solennel. Mais ce qui me surprit le plus, ce fut de voir au fond de la salle, sur les bancs quirestaient vides d'habitude, des gens du village assis et silencieux comme nous, le vieux Hauser avec son tricorne, l'ancien maire, l'ancien facteur, et puis d'autres personnes encore. Tout ce monde-là paraissait triste; et Hauser avait apporté un vieil abécédaire mangé aux bords qu'il tenait grand ouvertsur ses genoux, avec ses grosses lunettes posées en travers des pages.
        Pendant que je m'étonnais de tout cela, M. Hamel était monté dans sa chaire, et de la même voix douce et grave dont il m'avait reçu, il nous dit:
        «Mes enfants, c'est la dernière fois que je vous fais la classe. L'ordre est venu de Berlin de ne plus enseigner que l'allemand dans les écoles de l'Alsace et de la Lorraine... Le nouveau maître arrive demain. Aujourd'hui c'est votre dernière leçon de français. Je vous prie d'être bien attentifs.»
        Ces quelques paroles me bouleversèrent. Ah! les misérables,voilà ce qu'ils avaient affiché à la mairie.
        Ma dernière leçon de français!...
        Et moi qui savais à peine écrire! Je n'apprendrais donc jamais! Il faudrait donc en rester là!... Comme je m'en voulais maintenant du temps perdu, des classes manquées à courir les nids ou à faire des glissades sur la Saar! Mes livres que tout à l'heure encore je trouvais si ennuyeux, si lourds à porter, ma grammaire, mon histoire sainte me semblaient à présent de vieux amis qui me feraient beaucoup de peine à quitter. C'est comme M. Hamel. L'idée qu'il allait partir, que je ne le verrais plus me faisait oublier les punitions et lescoups de règle.
        Pauvre homme!
        C'est en l'honneur de cette dernière classe qu'il avait mis ses beaux habits du dimanche, et maintenant je comprenais pourquoi ces vieux du village étaient venus s'asseoir au bout de la salle. Cela semblait dire qu'ils regrettaient de ne pas y être venus plus souvent, à cette école. C'était aussi comme une façon de remercier notre maître de ses quarante ans de bons services, et de rendre leurs devoirs à la patrie qui s'en allait...
        J'en étais là de mes réflexions, quand j'entendis appeler mon nom. C'était mon tour de réciter. Que n'aurais-je pas donné pour pouvoir dire tout au long cette fameuse règle des participes, bien haut, bien clair, sans une faute; mais je m'embrouillai aux premiers mots, et je restai debout à me balancer dans mon banc, le coeur gros, sans oser lever la tête. J'entendais M. Hamel qui me parlait:
        «Je ne te gronderai pas, mon petit Frantz, tu dois être assez puni... voilà ce que c'est. Tous les jours on se dit: Bah! j'ai bien le temps. J'apprendrai demain. Et puis tu vois ce qui arrive... Ah! ç'a été le grand malheur de notre Alsace de toujours remettre son instruction à demain. Maintenant ces gens-làsont en droit de nous dire: Comment! Vous prétendiez être Français, et vous ne savez ni parler ni écrire votre langue!... Dans tout ça, mon pauvre Frantz, ce n'est pas encore toi le plus coupable. Nous avons tous notre bonne part de reproches à nous faire.
        «Vos parents n'ont pas assez tenu à vous voir instruits. Ils aimaient mieuxvous envoyer travailler à la terre ou aux filatures pour avoir quelques sous de plus. Moi-même n'ai-je rien à me reprocher? Est-ce que je ne vous ai pas souvent fait arroser mon jardin au lieu de travailler? Et quand je voulais aller pêcher des truites, est-ce que je me gênais pour vous donner congé?...»
        Alors d'une chose à l'autre, M. Hamel se mit à nous parler de la langue française, disant que c'était la plus belle langue du monde, la plus claire, la plus solide: qu'il fallait la garder entre nous et ne jamais l'oublier, parce que,quand un peuple tombe esclave, tant qu'il tient sa langue, c'est comme s'il tenait la clef de sa prison... Puis il prit une grammaire et nous lut notre leçon. J'étais étonné de voir comme je comprenais. Tout ce qu'il disait me semblait facile, facile. Je crois aussi que je n'avais jamais si bien écouté, et que lui non plus n'avait jamais mis autant de patience à ses explications. On aurait dit qu'avant de s'en aller le pauvre homme voulait nous donner tout son savoir,nous le faire entrer dans la tête d'un seul coup.
        La leçon finie, on passa à l'écriture. Pour ce jour-là, M. Hamel nous avait préparé des exemples tout neufs, sur lesquels était écrit en belle ronde:France, Alsace, France, Alsace. Cela faisait comme des petits drapeaux qui flottaient tout autour de la classe pendu à la tringle de nos pupitres. Il fallait voir comme chacun s'appliquait, et quel silence! on n'entendait rien que le grincement des plumes sur le papier. Un moment des hannetons entrèrent;mais personne n'y fit attention, pas même les tout petits qui s'appliquaient à tracer leurs bâtons, avec un coeur, une conscience, comme si cela encore était du français... Sur la toiture de l'école, des pigeons roucoulaient bas, et je me disais en les écoutant:
        «Est-ce qu'on ne va pas les obliger à chanter en allemand, eux aussi?»
        De temps en temps, quand je levais les yeux de dessus ma page, je voyais M. Hamel immobile dans sa chaire et fixant les objets autour de lui comme s'il avait voulu emporter dans son regard toute sa petite maison d'école... Pensez! depuis quarante ans, il était là à la même place, avec sa cour en face de lui et sa classe toute pareille. Seulement les bancs, les pupitress'étaient polis, frottés par l'usage; les noyers de la cour avaient grandi, et lehoublon qu'il avait planté lui-même enguirlandait maintenant les fenêtres jusqu'au toit. Quel crêve-coeur ça devait être pour ce pauvre homme de quitter toutes ces choses, et d'entendre sa soeur qui allait, venait, dans la chambre au-dessus, en train de fermer leurs malles! car ils devaient partir le lendemain, s'en aller du pays pour toujours.
        Tout de même il eut le courage de nous faire la classe jusqu'au bout. Après l'écriture, nous eûmes la leçon d'histoire; ensuite les petits chantèrent tous ensemble le BA BE BI BO BU. Là-bas au fond de la salle, le vieux Hauser avait mis ses lunettes, et, tenant son abécédaire à deux mains, il épelait les lettres avec eux. On voyait qu'il s'appliquait lui aussi; sa voix tremblait d'émotion, et c'était si drôle de l'entendre, que nous avions tous envie de rire et de pleurer. Ah! je m'en souviendrai de cette dernière classe...
        Tout à coup l'horloge de l'église sonna midi, puis l'Angelus. Au même moment, les trompettes des Prussiens qui revenaient de l'exercice éclatèrentsous nos fenêtres... M. Hamel se leva, tout pâle, dans sa chaire. Jamais il ne m'avait paru si grand.
        «Mes amis, dit-il, mes amis, je... je... »
        Mais quelque chose l'étouffait. Il ne pouvait pas achever sa phrase.
        Alors il se tourna vers le tableau, prit un morceau de craie, et, en appuyant de toutes ses forces, il écrivit aussi gros qu'il put:
        «VIVE LA FRANCE!»
        Puis il resta là, la tête appuyée au mur, et, sans parler, avec sa main il nous faisait signe:
        «C'est fini...allez-vous-en.»

        التعديل الأخير تم بواسطة السعيد ابراهيم الفقي; الساعة 18-10-2017, 21:13.

        تعليق

        • السعيد ابراهيم الفقي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 24-03-2012
          • 8288

          #6
          The Last Lesson
          By: Alphonse Daudet
          I started for school very late that morning and was in great dread of ascolding, especially because M. Hamel had said that he would question us on
          participles,and I did not know the first word about them. For a moment I thought of runningaway and spending the day out of doors. It was so warm, so bright! The birdswere chirping at the edge of the woods; and in the open field back of thesawmill the Prussian soldiers were drilling. It was all much more tempting thanthe rule for participles, but I had the strength to resist, and hurried off toschool.
          When I passed the town hall there was a crowd in front of the bulletin-board.For the last two years all our bad news had come from there—the lost battles,the draft, the orders of the commanding officer—and I thought to myself,without stopping:
          “What can be the matter now?”
          Then, as I hurried by as fast as I could go, the blacksmith, Wachter, who wasthere, with his apprentice, reading the bulletin, called after me:
          “Don’t go so fast, bub; you’ll get to your school in plenty of time!”
          I thought he was making fun of me, and reached M. Hamel’s little garden all outof breath.
          Usually, when school began, there was a great bustle, which could be heard outin the street, the opening and closing of desks, lessons repeated in unison,very loud, with our hands over our ears to understand better, and the teacher’sgreat ruler rapping on the table. But now it was all so still! I had counted onthe commotion to get to my desk without being seen; but, of course, that dayeverything had to be as quiet as Sunday morning. Through the window I saw myclassmates, already in their places, and M. Hamel walking up and down with histerrible iron ruler under his arm. I had to open the door and go in beforeeverybody. You can imagine how I blushed and how frightened I was.
          But nothing happened. M. Hamel saw me and said very kindly:
          “Go to your place quickly, little Franz. We were beginning without you.”
          I jumped over the bench and sat down at my desk. Not till then, when I had gota little over my fright, did I see that our teacher had on his beautiful greencoat, his frilled shirt, and the little black silk cap, all embroidered, thathe never wore except on inspection and prize days. Besides, the whole schoolseemed so strange and solemn. But the thing that surprised me most was to see,on the back benches that were always empty, the village people sitting quietlylike ourselves; old Hauser, with his three-cornered hat, the former mayor, theformer postmaster, and several others besides. Everybody looked sad; and Hauserhad brought an old primer, thumbed at the edges, and he held it open on hisknees with his great spectacles lying across the pages.
          While I was wondering about it all, M. Hamel mounted his chair, and, in thesame grave and gentle tone which he had used to me, said:
          “My children, this is the last lesson I shall give you. The order has come fromBerlin to teach only German in the schools of Alsace and Lorraine. The newmaster comes to-morrow. This is your last French lesson. I want you to be veryattentive.”
          What a thunderclap these words were to me!
          Oh, the wretches; that was what they had put up at the town-hall!
          My last French lesson! Why, I hardly knew how to write! I should never learnany more! I must stop there, then! Oh, how sorry I was for not learning mylessons, for seeking birds’ eggs, or going sliding on the Saar! My books, thathad seemed such a nuisance a while ago, so heavy to carry, my grammar, and myhistory of the saints, were old friends now that I couldn’t give up. And M.Hamel, too; the idea that he was going away, that I should never see him again,made me forget all about his ruler and how cranky he was.
          Poor man! It was in honor of this last lesson that he had put on his fineSunday clothes, and now I understood why the old men of the village weresitting there in the back of the room. It was because they were sorry, too,that they had not gone to school more. It was their way of thanking our masterfor his forty years of faithful service and of showing their respect for thecountry that was theirs no more.
          While I was thinking of all this, I heard my name called. It was my turn torecite. What would I not have given to be able to say that dreadful rule forthe participle all through, very loud and clear, and without one mistake? But Igot mixed up on the first words and stood there, holding on to my desk, myheart beating, and not daring to look up. I heard M. Hamel say to me:
          “I won’t scold you, little Franz; you must feel bad enough. See how it is!Every day we have said to ourselves: ‘Bah! I’ve plenty of time. I’ll learn itto-morrow.’ And now you see where we’ve come out. Ah, that’s the great troublewith Alsace; she puts off learning till to-morrow. Now those fellows out therewill have the right to say to you: ‘How is it; you pretend to be Frenchmen, andyet you can neither speak nor write your own language?’ But you are not theworst, poor little Franz. We’ve all a great deal to reproach ourselves with.
          “Your parents were not anxious enough to have you learn. They preferred to putyou to work on a farm or at the mills, so as to have a little more money. AndI? I’ve been to blame also. Have I not often sent you to water my flowersinstead of learning your lessons? And when I wanted to go fishing, did I notjust give you a holiday?”
          Then, from one thing to another, M. Hamel went on to talk of the Frenchlanguage, saying that it was the most beautiful language in the world—theclearest, the most logical; that we must guard it among us and never forget it,because when a people are enslaved, as long as they hold fast to their languageit is as if they had the key to their prison. Then he opened a grammar and readus our lesson. I was amazed to see how well I understood it. All he said seemedso easy, so easy! I think, too, that I had never listened so carefully, andthat he had never explained everything with so much patience. It seemed almostas if the poor man wanted to give us all he knew before going away, and to putit all into our heads at one stroke.
          After the grammar, we had a lesson in writing. That day M. Hamel had new copiesfor us, written in a beautiful round hand: France, Alsace, France, Alsace. Theylooked like little flags floating everywhere in the school-room, hung from therod at the top of our desks. You ought to have seen how every one set to work,and how quiet it was! The only sound was the scratching of the pens over thepaper. Once some beetles flew in; but nobody paid any attention to them, not eventhe littlest ones, who worked right on tracing their fish-hooks, as if that wasFrench, too. On the roof the pigeons cooed very low, and I thought to myself:
          “Will they make them sing in German, even the pigeons?”
          Whenever I looked up from my writing I saw M. Hamel sitting motionless in hischair and gazing first at one thing, then at another, as if he wanted to fix inhis mind just how everything looked in that little school-room. Fancy! Forforty years he had been there in the same place, with his garden outside thewindow and his class in front of him, just like that. Only the desks andbenches had been worn smooth; the walnut-trees in the garden were taller, andthe hopvine that he had planted himself twined about the windows to the roof.How it must have broken his heart to leave it all, poor man; to hear his sistermoving about in the room above, packing their trunks! For they must leave thecountry next day.
          But he had the courage to hear every lesson to the very last. After thewriting, we had a lesson in history, and then the babies chanted their ba, bebi, bo, bu. Down there at the back of the room old Hauser had put on hisspectacles and, holding his primer in both hands, spelled the letters withthem. You could see that he, too, was crying; his voice trembled with emotion,and it was so funny to hear him that we all wanted to laugh and cry. Ah, howwell I remember it, that last lesson!
          All at once the church-clock struck twelve. Then the Angelusالتراتيل (الصلوات). Atthe same moment the trumpetsالابواق of the Prussiansيقصدالقوات الغازية , returningfrom drill, sounded under our windows. M. Hamel stood up, very pale, in hischair. I never saw him look so tall.
          “My friends,” said he, “I—I—” But something choked him. He could not go on.
          Then he turned to the blackboard, took a piece of chalk, and, bearing on withall his might, he wrote as large as he could:
          “Vive La France!”
          Then he stopped and leaned his head against the wall, and, without a word, hemade a gesture to us with his hand:
          “School is dismissed—you may go.”

          تعليق

          • عمار عموري
            أديب ومترجم
            • 17-05-2017
            • 1300

            #7
            لا شك في أن الترجمة عن لغة وسيطة أو ثانية أو ما يسمى ترجمة لترجمة، بدلا من اللغة الأصلية، تفتقد إلى الكثير من خصائص النص الأصلي، وهذا ما ظهر لي واضحا من خلال القصص الثلاث هذه والتي ترجمت عبر الإنجليزية، التي لم تلتزم أيضا في بعض الأحيان بالنص الأصلي.
            تبقى الإشارة إلى الأخطاء الترجمية واللغوية المتفاوتة من نص إلى آخر.

            الثناء الكبير على المترجمين الثلاثة للجهد المبذول - ولا يعرف هذا الجهد إلا المترجم - لترجمة هذه القصة الجميلة المعنونة ب : ''الدرس الأخير'' والمقتبسة من كتاب ''قصص الإثنين'' للكاتب الفرنسي الشهير ألفونس دوديه (1840 – 1897).

            مع الشكر الجزيل لكم، أستاذنا الجليل، السعيد إبراهيم الفقي.

            تعليق

            • السعيد ابراهيم الفقي
              رئيس ملتقى فرعي
              • 24-03-2012
              • 8288

              #8
              المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
              لا شك في أن الترجمة عن لغة وسيطة أو ثانية أو ما يسمى ترجمة لترجمة، بدلا من اللغة الأصلية، تفتقد إلى الكثير من خصائص النص الأصلي، وهذا ما ظهر لي واضحا من خلال القصص الثلاث هذه والتي ترجمت عبر الإنجليزية، التي لم تلتزم أيضا في بعض الأحيان بالنص الأصلي.
              تبقى الإشارة إلى الأخطاء الترجمية واللغوية المتفاوتة من نص إلى آخر.

              الثناء الكبير على المترجمين الثلاثة للجهد المبذول - ولا يعرف هذا الجهد إلا المترجم - لترجمة هذه القصة الجميلة المعنونة ب : ''الدرس الأخير'' والمقتبسة من كتاب ''قصص الإثنين'' للكاتب الفرنسي الشهير ألفونس دوديه (1840 – 1897).

              مع الشكر الجزيل لكم، أستاذنا الجليل، السعيد إبراهيم الفقي.
              ====
              لك الشكر والتحية والاحترام استاذ عمار عموري
              أصبت في كل ماقلت،
              وأنا لست إلا الناقل الأمين، قصا ونصا
              ----
              لكن لأهمية الفكرة بحثت عنها ونقلتها

              تعليق

              • الهويمل أبو فهد
                مستشار أدبي
                • 22-07-2011
                • 1475

                #9
                الفاضل السعيد إبراهيم الفقي

                تحية طيبة وشكرا لك على نشرك الترجمات العربية والإنجليزية فقد أتحت للجميع الاطلاع على
                الدرس الأول والأخير.

                لم تذكر مترجم النص الإنجليزي، وهو نص جميل: وبما أني لا أعرف الفرنسية فإني لا أستطيع التعليق على مدى "خيانته" للأصل.
                لكن النص، لغة ومضمونا وأسلوب عرض (tone) ينقل الغرض.

                لعل مفردة (participles) التي باللون الأحمر تحتاج إلى أدة تعريف؟، والكلمات المتداخلة تحتاج فصل (وهي كثيرة نتيجة القص واللصق)
                ثم أن المفردات العربية في النص قد أربكت بنية الجملة. أما أدوات الترقيم فهي معضلة المنتدى لا يمكن التغلب عليها.

                شكرا لك مرة أخرى ولك التحية والتقدير

                تعليق

                • السعيد ابراهيم الفقي
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 24-03-2012
                  • 8288

                  #10
                  المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                  الفاضل السعيد إبراهيم الفقي

                  تحية طيبة وشكرا لك على نشرك الترجمات العربية والإنجليزية فقد أتحت للجميع الاطلاع على
                  الدرس الأول والأخير.

                  لم تذكر مترجم النص الإنجليزي، وهو نص جميل: وبما أني لا أعرف الفرنسية فإني لا أستطيع التعليق على مدى "خيانته" للأصل.
                  لكن النص، لغة ومضمونا وأسلوب عرض (tone) ينقل الغرض.

                  لعل مفردة (participles) التي باللون الأحمر تحتاج إلى أدة تعريف؟، والكلمات المتداخلة تحتاج فصل (وهي كثيرة نتيجة القص واللصق)
                  ثم أن المفردات العربية في النص قد أربكت بنية الجملة. أما أدوات الترقيم فهي معضلة المنتدى لا يمكن التغلب عليها.

                  شكرا لك مرة أخرى ولك التحية والتقدير
                  \====
                  الفاضل الاستاذ الهويمل أبو فهد
                  لك تحية واحترام
                  الترجمة الانجليزية وجدتها دون مترجم
                  بحثت ونقلت دون تدخل
                  للعرض والتفاعل
                  والفائدة-\
                  ----
                  تحياتي واحترامي

                  تعليق

                  • محمد ابوحفص السماحي
                    نائب رئيس ملتقى الترجمة
                    • 27-12-2008
                    • 1678

                    #14
                    الأديب الأريب السعيد ابراهيم الفقي
                    تحياتي
                    امتعتنا بهذا النص و بترجماته..و هو نص مؤثر بليغ و كاتبه معروف بمكانته المرموقة في الأدب الفرنسي..
                    شكرا لك .. وطبت و طاب مسعاك..
                    مع احترامي و تقديري
                    [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
                    قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

                    تعليق

                    • محمد ابوحفص السماحي
                      نائب رئيس ملتقى الترجمة
                      • 27-12-2008
                      • 1678

                      #15

                      الاستاذ السعيد ابراهيم الفقي
                      في قراءة مستعجلة لاحظت ان المترجم محمد عبد الحليم غنيم ترجم هذه الفقرة:
                      ne plus enseigner que l'allemand dans les écoles de l'Alsace et de la Lorraine..

                      بما يلي:
                      أن أدرس للألمان فقط في مدارس الألزاس واللورين.
                      واظن ان الكاتب كان يقصد ان الأمر جاء بأن لا تُدَرَّس الا اللغة الألمانية في هذه المنطقة التي كانت محل نزاع بين فرنسا و المانيا.
                      و هو ما اصاب فيه المترجم حسن صلاح حسن.
                      و ا صوب االثلاثة الترجمة الاخيرة التي اظنها ترجمتكم.
                      و قد تكون شبيهاتها موجودة و لكن لضيق الوقت لم استطع تتبعها
                      [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
                      قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

                      تعليق

                      يعمل...
                      X