حديث صامت عن الذي كان معي بالأمس.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حارس الصغير
    أديب وكاتب
    • 13-01-2013
    • 681

    حديث صامت عن الذي كان معي بالأمس.

    حديث صامت عن الذي كان معي بالأمس.
    غادرتُ قبل منتصف الليل بقليل. ارتديت ملابسي، وخرجت للشارع، والوجوه حولي كلها غائمة وقاتمة.. علَيَّ أن أسرع لألحق بآخر قطار. المسافة طويلة ومرهقة، من شقتي بمدينة 6 أكتوبر إلى بلدتي بمدينة قنا. اتصل بي إبراهيم شقيق صديقي خالد، وتمهَّل طويلًا في حديثه يحاول أن يمهد للخبر. كأنه يحاول أن ينتقي كلامًا يخفف من وطأته. مسكين إبراهيم، لايعرف أن الخبر السيء سيءلأنه سيء لايحتاج لمحسنات تغيِّر من طعمِه المُر. دائمًاالأخبار السيئة لا تؤذن قبل حدوثها. تقع فجأة وتتركنا نلهث من فرط الصدمة لوقت طويل قبل أن نستفيق أو لا نستفيق. حتى وإن فعلت في مرات قليلة وطرقت الأبواب، فإنها تكون كالريح العاصفة تظل لأيام محطات الأرصاد تحذِّر منها، حتى إن جاءت تكون أكثر شراسة كأنها تهزأ بنا.
    قال إبراهيم بعد تردد: مات خالد!
    للوهلة الأولى أحسست أنني لم أسمعه. أخذني الصمت قليلًا، ولمَّا رجعت إليه، سألته صارخا: ماذا تقول؟
    لكنه لم يكُن معي على الخط. أغلق الهاتف.. يبدو أنه أغلق الهاتف لأنه لم يعديتحمل بعدأن أتم مهمته الثقيلة أو لأنه لا كلام بعدما قال أو أنه هُيِئَ لي أنه أغلق الهاتف. لاأدري ماالذي جرى على وجه الحقيقة. كل الأمور تشابهت أمامي كالضباب.
    لطالما سمعت الشيخ يردد حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إنمَّا الصبر عند الصدمة الأولى"، ولكنني لم أقدر وسقطت على الأرض. أكانت قدمي هي التي انزلقت وسقطت على الأرض أم رأسي هو الذي سقط وأخذ بقية جسدي وارتطم بالأرض،ولولا السِجَّادة المفروشة لتهشمت رأسي شظايا؟! جاءت زوجتي مهرولة تشهق من الخوف. حرَّكت رأسي لما وجدتني صامتًا واطمأنت لمَّا فتحت عيني. أمسكت يدي، تساعدني في لملمة هزائمي الكبيرة، والوقوف مجددًا على قدمي. كانت عيناي تفيضان بالدمع، ولأن الحزن الحقيقي لايحتاج إلى أقنعة عرفت زوجتي أن ثمَّة أمرًا عظيمًا قدوقع عبر الهاتف المُطوَّح فوق السِجَّادة. بصعوبة تحركت شفتي، وقلتلها: مات خالد!
    ضمتني إلى صدرها، وتركتني أبكي.غَبتُ في حضنها لفترة، لكنني تذكرت وكأنني استعدت الوعي أن إبراهيم بالفعل أضاف: الجنازة في الثامنة صباحًا.
    خرجت من حضنها، أحدث نفسي: "عليَّ أن أؤجل الحفلة الكبرى للحزن حتى لحظة الوداع الأخيرة".
    الآن أغوص في كرسي القطار، والضجيج في العربة يمتد ولا تنقطع الضحكات، لكنني بعيد عنهم داخل شرنقة أحزاني. تتداعى أمامي الصور واحدة تلو الأخرى كعربات القطار تجري وراء بعضها. صعبٌ عليك أن تتحمل فكرة فراق شخص؛ فكيف وإن كان ذلك الشخص خالد، صاحبي الذي كان معي طوال الوقت منذ الولادة وربما قبل ذلك. كل الأمور بيننا تتشابه حد التطابق حتى الاسم. هو من الأمور التي لم أخيَّر فيها، ولو كان كنت سأختاره. كان كالروح في جسدي وكنت كالقلب بين ضلوعه. غدونا كواحد وظل لا نفترق. صرنا كالحقيقة متلازمين. تبصرنا الشمس، والنجوم في كل الأمكنة معًا. حتى في رحيلنا إلى موطننا الجديد بعد أن أغدقت علينا الدنيا بسعادتها كنا معًا، وسكننا متجاورين بمدينة 6 أكتوبر. لا تزال آثار أقدامنا فوق الرمال هناك في بلدتنا صغارًا، والغبار يتصاعد وراءنا كالسحاب، نشق طريقنا بين البيوت نجري، والأصوات تطاردنا. نذهب في عتمة الليل إلى الشجرة العالية عند تخوم البلدة، نتسلقها دون خوف، نختبئ بين أغصانها، ونصير شبحين لكل الذاهبين والراجعين. تأتينا حكايات العفاريت في الصباح التي كانت عند الشجرة تطوف القرية. نكتم ضحكاتنا، ونعزِّز حكايتهم أننا رأيناها. يجمعني بيته، ويجمعه بيتي. تقول أمي: "أشعر أنني حملته معك في بطني دون أن أدري". نضحك وهي ترقينا من الحسد.
    هناك أيضًا، مع عائلته كنت عمرًا آخرا لهم. "لا فرق بين الخالدين سوى الوجوه". هكذا يردد أبوه. يضيف أيضًا وهو يأخذني إلى جواره على الكنبة المفروشة بصوف الأغنام: "يا رب لا تفرق بينهما أبدًا."
    ها قد رحل خالد رغمًا عن اسمه!
    يتواصل هدير القطار، ومحطات ترمى وراء ظهره، وبلاد تبعد وأخرى تقرب. دموع تبلل عيني وأسئلة كجرافات تهدم بيوتًا تخترق رأسي.هل يمكن للموت بكل سهولة أن يحدد مصائرنا؟ يسلبنا أحباءنا دون أية خيارات. هل كان هوالمخطئ أم ذلك المرض الذي استوطنه كفريسة سهلة؟ أخذني من يدي إلى نفس الشجرة التي كنا نتسلقها، كان يبدو عليه إرهاق المرض، نحف جسده حتى صار كهبَّة ريح خفيفة. أمسك يدي، ونزفت الكلمات من فمه، ونقيق الضفادع في الزروع وراءنا يمتد: "يبدو أنني لن أكمل معك الرحلة".
    أسئلة حائرة كثيرة ظلت عالقة دون إجابات: متى وكيف وأين جاءه المرض، وكنت كنفسه التي داخله؟ كان قويًّا، وعفيًّا، ونضرة عينيه لا تخفى عن كل عين. يبدو الآن.. عليَّ أن أعرف أننا اثنين بجسدين مختلفين حتى لو اتحدت ظلالنا وأحلامنا. ضغطتُّ على أصابعه، ورجوته: "لا تقل هذا."الكلام كلام لأنه كلام، ولا يغير من الحقائق شيئا.. أخذناه إلى أكبر مستشفى، وتم احتجازه فيها. ظل فيها قرابة شهر كامل يتناوب عليه الأطباء والممرضون حتى قهرته الأدوية والمحاليل، حتى لم يعد فوق الاحتمال احتمال. أول أمس، قال الطبيب ناصحًا: "خذوه إلى البيت". كان أبوه على مقربة مني، وانجرف يبكي، وأصرَّ أن يرجع إلى بلدنا حيث بدأ الحياة. نظرت في عينيه الغارقتين، فرأيت نفسي هشًّا كأوراق شجر الخريف. أسندت ظهري على جدار المستشفى، حتى لا تأخذني الدوَّامة. خرج إبراهيم من عنده، وأخبرني أنه يطلبني. رجعت إليه ووجدته يبتسم. قال بشفاه ذابلة: "هل حانت اللحظة؟".. تأملت جلد الوجه وقد تغضن حتى صار كلون اليود. ضممت يده،وقلت له: "بالعكس.. لقد طمأننا الطبيب حتى أننا سنخرج من المستشفى". تبسم ضاحكا من قولي، وراقت لي ضحكته رغم جفافها. عادوا به، وكان عليَّ أن ألحق بهم بعد إنهاء بعض إجراءات. لم يمهلني اللحظة الأخيرة للرؤية، وقرر أن يفارق دون ترتيب موكب الوداع. هكذا تأتي النهايات فوق توقعاتنا لتخلف لنا أحزانًا أكبر.
    أنفصل من لهيب الذكريات على صوت رنين الهاتف.. أخرجه من جيبي وأتطلع إلى شاشته ببلادة الاستياء. صرير العجلات كان قويًّا فوق القضبان، وهويعبر منحنى صعبًا، لكنه لم يكن أقوى من الهِزَّة التي ارتجت لها جوانح صدري. مرة أخرى يأتيني صوت إبراهيم، يسألني: "أين وصلت؟"
    كان عامل البوفيه يمر بجواري، يدفع عربة صغيرة، ينادي على الشاي السخن. ظل صوتي ساكنًا، لا أعرف أين وصلت. فقط تطلَّعتُ إلى شاب يجلس جواري. سألته: "أين نحن؟".. أجابني: "سوهاج! "أومأت برأسي شاكرًا، ثم أسندت رأسي إلى الكرسي، وشطط قد أعطبها: "لماذا لم تنتظرني يا حقيقة روحي؟"
    ***
    التعديل الأخير تم بواسطة حارس الصغير; الساعة 20-10-2017, 08:03.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    حارس الصغير هاهنا
    ماأسعدني اليوم وربي
    هدية جاءت الآن استلمتها توا بوجودك
    هلا وغلا بك والف مرحبا حارس
    كنت بانتظاركم كأني أنتظر الهدايا في العيد
    سأهمس لك
    تشابكت الحروف لهذا لم أقتبس واكتب رؤيتي
    فك الشابك عزيزي للنظر لنصك وماأجادت علينا به قريحتك
    مراحب
    مراحب مراحب بالغلا
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • حارس الصغير
      أديب وكاتب
      • 13-01-2013
      • 681

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      حارس الصغير هاهنا
      ماأسعدني اليوم وربي
      هدية جاءت الآن استلمتها توا بوجودك
      هلا وغلا بك والف مرحبا حارس
      كنت بانتظاركم كأني أنتظر الهدايا في العيد
      سأهمس لك
      تشابكت الحروف لهذا لم أقتبس واكتب رؤيتي
      فك الشابك عزيزي للنظر لنصك وماأجادت علينا به قريحتك
      مراحب
      مراحب مراحب بالغلا
      وسعادتي لو تعلمين تتخطى حدود المتاح
      كم مرات مررت هنا وإن كانت على فترات متباعدة أهفو إلى معانقة حروف الأعزاء
      لو تعلمين أنك دائما تبقين بروحك وقلبك قريبة
      مهما طال غياب عن الملتقى فإنه يبقى حاضرا لأنه هو المتنفس الحقيقي الذي كان لنا
      أرجو أن تكونين بكل خير
      تظل المشكلة التقنية في تشابك الحروف وكأنها تبقى كذلك لتحفز في رؤوسنا الذكريات الجميلة
      تحيتي

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        آه ياحارس
        مضى الوقت دون أن اشعر به وأنا أقرأ لك
        كأني بك تكتشف نفسك الآن أو هكذا شعرت وأنا أدخل قلب النص وتكشف لنا الوجه الآخر
        وجدتك أكثر حرصا على العمق ومحاورة الذات لتعرفها أكثر من خلال الغوص بالنفس البشرية ومايطرأ عليها بحال الصدمة المهولة وكان الموت صدمة كبيرة
        صعب جدا أن نفقد الأحبة والأصعب لو كانوا بمثابة الروح وأنفسنا نحن
        تخللت النص عبارات رائعة وجدتها عميقة جدا وفيها وصف أدهشني لشدة اعجابي به
        فلسفة جيدة وجديدة هاهنا عن وقع الصدمة على النفس البشرية وحجمها المهول وكيف لانستقبلها أو لانريد أصلا لأنها تأخذ وبكل قسوة منا الأعزاء.
        ربما عليك فك بعض التشابك البسيط بعد ولأني أعرف كيف أقرأ الحروف المتشابكة استطعت أن أكمل
        كان السرد هادئا بالرغم من جسامة الموقف كأنك تريد أخذ المزيد من الوقت كي تستوعب الجلل ( البطل )
        لايفوتني أن أعيد لك عن حجم سعادتي بوجودك ولم أنس بعد نصك الذي تعرفت عليك من خلاله
        محبتي والف غابة ورد لك يالغلا

        لو جلس قربك
        http://almolltaqa.com/vb/showthread....-%DE%D1%C8%DF-!
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • نورالدين لعوطار
          أديب وكاتب
          • 06-04-2016
          • 712

          #5
          لأنّني أقرأ و بالي هناك
          لأنّك صورت شفافية روح
          لأنني مازلت أومن بأنه لم يمت
          ولأنه مات
          ورغم أن ذلك حدث في1994

          البعض فقط وفقط يستحق لقب صديق
          فرحمة الله عليك يا عمر

          وتحية لكاتب جدّد عليك الرحمات

          أعذر تاثري

          تقديري أيها الكاتب الماهر.

          تعليق

          • بسمة الصيادي
            مشرفة ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3185

            #6
            هو الموت يخطف أغلى ما عندنا
            ويجعل الدنيا سخيفة بأعيننا
            ولكنه حقيقة .. علينا أن نتقبّله كما الولادة
            الأستاذ حارس
            سعيدة بك بعد طول غياب
            كأننا كنا هنا في الأمس
            ونواصل رحلتنا في زورق الكلمات
            أتى النص شفّافا، صادقا، ومؤلما
            كل الودّ لك
            في انتظار ..هدية من السماء!!

            تعليق

            • حارس الصغير
              أديب وكاتب
              • 13-01-2013
              • 681

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              آه ياحارس
              مضى الوقت دون أن اشعر به وأنا أقرأ لك
              كأني بك تكتشف نفسك الآن أو هكذا شعرت وأنا أدخل قلب النص وتكشف لنا الوجه الآخر
              وجدتك أكثر حرصا على العمق ومحاورة الذات لتعرفها أكثر من خلال الغوص بالنفس البشرية ومايطرأ عليها بحال الصدمة المهولة وكان الموت صدمة كبيرة
              صعب جدا أن نفقد الأحبة والأصعب لو كانوا بمثابة الروح وأنفسنا نحن
              تخللت النص عبارات رائعة وجدتها عميقة جدا وفيها وصف أدهشني لشدة اعجابي به
              فلسفة جيدة وجديدة هاهنا عن وقع الصدمة على النفس البشرية وحجمها المهول وكيف لانستقبلها أو لانريد أصلا لأنها تأخذ وبكل قسوة منا الأعزاء.
              ربما عليك فك بعض التشابك البسيط بعد ولأني أعرف كيف أقرأ الحروف المتشابكة استطعت أن أكمل
              كان السرد هادئا بالرغم من جسامة الموقف كأنك تريد أخذ المزيد من الوقت كي تستوعب الجلل ( البطل )
              لايفوتني أن أعيد لك عن حجم سعادتي بوجودك ولم أنس بعد نصك الذي تعرفت عليك من خلاله
              محبتي والف غابة ورد لك يالغلا

              لو جلس قربك
              http://almolltaqa.com/vb/showthread....-%DE%D1%C8%DF-!
              الصديقة العزيزة
              كأن الزمان لم يتحرك وكأنها سنوات لم تمض، وأنت تواصلية تشجيعك وتحفيزك وكلماتك الرائعة.
              أجمل ما فعله النص هو أنني استعدت الأيام الرائعة. يا لها من أيام!
              كانت مفاجأة أكثر من رائعة أن تكونين أول من يطالع نصي بعد غياب.
              دمت بكل الخير والمحبة

              تعليق

              • حارس الصغير
                أديب وكاتب
                • 13-01-2013
                • 681

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                لأنّني أقرأ و بالي هناك
                لأنّك صورت شفافية روح
                لأنني مازلت أومن بأنه لم يمت
                ولأنه مات
                ورغم أن ذلك حدث في1994

                البعض فقط وفقط يستحق لقب صديق
                فرحمة الله عليك يا عمر

                وتحية لكاتب جدّد عليك الرحمات

                أعذر تاثري

                تقديري أيها الكاتب الماهر.
                رحم الله عمر وكل الطيبين
                من الأمور الجيدة للكاتب أن تجد كلماته صداها داخل من يقرأها وهذا ما أسعدني بقدر أن تسامحني للألم الذي سببه النص إليك
                شكر لإطرائك
                ودمت قريبا
                تحيتي

                تعليق

                • محمد شهيد
                  أديب وكاتب
                  • 24-01-2015
                  • 4295

                  #9
                  أجارك الله في مصيبتك وإنا لله وإنا إليه راجعون.
                  لا أجد ما أواسيك به خيرا من عبارات الجواهري، شاعر العرب الأول، في رثاء زوجته "أم فرات":

                  في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ
                  أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبد
                  قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا
                  عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا

                  تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبعها
                  رأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد
                  أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ
                  ماذا يخِّبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد
                  طالَ التَمحْلُ واعتاصتْ حُلولُهم
                  ولا تزالُ على ما كانتِ العُقَد
                  ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌ
                  فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لبَد
                  ولا الفتاةُ بريعانِ الصِبا قُصفَتْ
                  ولا العجوزُ على الكّفينِ تَعتمِد

                  وكما قال: "هي صلة بين المحبين، ماذا ينفع الجسد؟!"
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 20-10-2017, 18:00.

                  تعليق

                  • حارس الصغير
                    أديب وكاتب
                    • 13-01-2013
                    • 681

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                    هو الموت يخطف أغلى ما عندنا
                    ويجعل الدنيا سخيفة بأعيننا
                    ولكنه حقيقة .. علينا أن نتقبّله كما الولادة
                    الأستاذ حارس
                    سعيدة بك بعد طول غياب
                    كأننا كنا هنا في الأمس
                    ونواصل رحلتنا في زورق الكلمات
                    أتى النص شفّافا، صادقا، ومؤلما
                    كل الودّ لك
                    الاستاذة القديرة /بسمة الصيادي
                    نعم، كانت أيام جميلة
                    من أجمل الأيام كان الملتقي زاهيا ومزدهرا
                    وكما قلتي كأنها الأمس
                    أرجو الله أن يستعيد الملتقى عافيته
                    وأن يلتقي الأحبة والأصدقاء
                    تحيتي

                    تعليق

                    • حارس الصغير
                      أديب وكاتب
                      • 13-01-2013
                      • 681

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                      أجارك الله في مصيبتك وإنا لله وإنا إليه راجعون.
                      لا أجد ما أواسيك به خيرا من عبارات الجواهري، شاعر العرب الأول، في رثاء زوجته "أم فرات":

                      في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ
                      أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبد
                      قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا
                      عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا

                      تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبعها
                      رأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد
                      أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ
                      ماذا يخِّبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد
                      طالَ التَمحْلُ واعتاصتْ حُلولُهم
                      ولا تزالُ على ما كانتِ العُقَد
                      ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌ
                      فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لبَد
                      ولا الفتاةُ بريعانِ الصِبا قُصفَتْ
                      ولا العجوزُ على الكّفينِ تَعتمِد

                      وكما قال: "هي صلة بين المحبين، ماذا ينفع الجسد؟!"
                      الاستاذ العزيز محمد شهيد
                      أشكرك على الأبيات المعبرة للشاعر الكبير الجواهري
                      وفي النهاية هي قصة تعبر عن آلامنا في لحظة ما، وشد ما أعجبني أنها وصلت إلى قلبك
                      تحيتي

                      تعليق

                      • محمد فطومي
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 05-06-2010
                        • 2433

                        #12
                        كعهدي بك حارس إبداع و إحساس صرف.
                        كنت معك أخي
                        أتمنى أن أراك دائما
                        لك المحبة
                        مدوّنة

                        فلكُ القصّة القصيرة

                        تعليق

                        • حارس الصغير
                          أديب وكاتب
                          • 13-01-2013
                          • 681

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                          كعهدي بك حارس إبداع و إحساس صرف.
                          كنت معك أخي
                          أتمنى أن أراك دائما
                          لك المحبة
                          الصديق المبدع محمد فطومي
                          سعدت بوجودك هنا
                          وكعهدي بك مجاملا لنصوصي
                          تحيتي

                          تعليق

                          يعمل...
                          X