التوراة والإنجيل بين القرآن والواقع .. قضية للمناقشة .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    التوراة والإنجيل بين القرآن والواقع .. قضية للمناقشة .

    هل التوراة والأنجيل المذكوران في القرآن الكريم هما نفس التوراة والإنجيل الآن ؟
    رجاء توضيح الأمر بالتفصيل وجعل الموضوع بمثابة البحث الشامل .
    تحياتي لكم
    التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 30-03-2024, 14:42.
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
  • زياد الشكري
    محظور
    • 03-06-2011
    • 2537

    #2
    عليك نور!

    سأشارك حتماً، وسأعتمد في الإجابة على منهج (النقد الكتابي) بشقيه الأعلى والأدنى*، وهو المنهج الملائم لدراسة أي كتاب عدا القرآن الكريم ..

    سأعود، بإذن الله.

    ::::::::::

    *اخترت هذا النهج في اطروحتي لنيل الماجستير في مقارنة الأديان، وتمت إجازتها وما زلت في طور البحث.

    تعليق

    • mmogy
      كاتب
      • 16-05-2007
      • 11282

      #3
      جميل جدا .. بالتأكيد مشاركاتك كمتخصص ستكون مهمة للغاية .. في انتظار حضرتك
      المشاركة الأصلية بواسطة زياد الشكري مشاهدة المشاركة
      عليك نور!

      سأشارك حتماً، وسأعتمد في الإجابة على منهج (النقد الكتابي) بشقيه الأعلى والأدنى*، وهو المنهج الملائم لدراسة أي كتاب عدا القرآن الكريم ..

      سأعود، بإذن الله.

      ::::::::::

      *اخترت هذا النهج في اطروحتي لنيل الماجستير في مقارنة الأديان، وتمت إجازتها وما زلت في طور البحث.
      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
        هل التوراة والأنجيل المذكوران في القرآن الكريم هما نفس التوراة والإنجيل الآن ؟

        وكيف نعلم ذلك يا أخانا الحبيب الأستاذ محمد شعبان الموجي، وأصل أسفار التوراة وأصل الإنجيل مفقودان!
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • زياد الشكري
          محظور
          • 03-06-2011
          • 2537

          #5
          سلام الله ..

          قبل محاولة الإجابة عن سؤال العميد / الموجي، هنالك مقدمة هامة تمثل خلفية لظروف كتابة الكتاب المقدس، وهذه المقدمة تتمثل أهميتها في أنها تجعل السؤال المنطقي يتمحور حول إثبات عدم تحريف الكتاب المقدس، لا العكس .. لأن علم النقد الكتابي /وسنتعرض له لاحقاً / يجيب عن السؤال بالتأكيد التام أن الكتاب المقدس /أو الإنجيل والتوراة مجازاً/ هو كتاب بشري فيه بعض قبس من آثار الأنبياء ، بل تمتد أدوات هذا العلم إلى نفي صحة نسبة الأناجيل إلى أصحابها (كمثال) .. أي أنه علم يتناول الكاتب والنص معاً..

          (1) النصوص الأصلية للكتاب المقدس مفقودة تماماً، ونقصد بذلك أن أن الإنجيل الذي كتبه مرقص (كمثال) لم يتم العثور عليه مكتوباً بخط يده، وإنما تم العثور على نسخة نسخها ناسخ عن نسخة نسخها ناسخ عن ... إلى الأصل المفقود، وهذه النسخ تسمى المخطوطات.

          (2) إذا علمت النقطة السابقة، فأعلم أن هذا هو الأصل ونعني بذلك عدم وجود مخطوط أصلي تم العثور عليه بل توجد نسخ كتبها نساخ مجاهيل، وهذه النسخ نفسها تختلف عن بعضها. وهذا ينطبق على مجمل الكتاب المقدس فليس بين أيدينا ما كتبه يوحنا ولا مرقص ولا متى ولا لوقا ولا بولس... الخ.

          (3) نأتي إلى النساخ بتفصيل هام، فقد كان يقع منهم التحريف عند النقل سهواً أو عمداً، وهذا ما تؤكده دائرة المعارف الكتابية (تؤكد دائرة المعارف الكتابية أنه كلما زادت عدد النسخ كلما زادت الأخطاء وكلما زادت الإختلافات بين المخطوطات) وسأقتصر هنا بما نقلته عن دائرة المعارف الكتابية، لأن علماء اللاهوت بإجماعهم معترفون بوقوع الأخطاء عند النسخ مما أدى لإختلاف المخطوطات.

          (4) المخطوطات، هي النسخ أو أجزاء النسخ القديمة التي تعود للكتاب المقدس، وتكتب على ورق البردي والرقوق الجلدية، بلغات مختلفة /مثل العبرية والآرامية في العهد القديم، واليونانية في العهد الجديد، وترجماتها/ يبلغ عددها قرابة 30000 مخطوطة، ويتم بعد العثور عليها تحديد عمرها بالكربون المشع ودراسة الخط وما إليه وسائل دراسة المخطوطات .. وأشهرها النسخة الفاتيكانية التي كتبت بأمر قسطنطين عام 328م وعُثر عليها في مصر ونقلت إلى الفاتيكان، تحوي كل الكتاب المقدس تقريباً ، ومنها النسخة السينائية التي تحوي العهد الجديد /الأناجيل والرسائل/ ما عدا أجزاء من مرقص ويوحنا، وغيرها الكثير من المخطوطات .

          تجدر الإشارة هنا أن هناك فجوة زمنية بين الكاتب والمخطوطة، بمعنى أن أقدم مخطوطة تم العثور عليها تعود للقرن الرابع، فالفجوة بين متى مثلاً وبين مخطوطة إنجيله تمتد لقرون توالى فيها النسخ.

          (5) ما أهمية المخطوطات؟
          كما سبق فالأصل مفقود، إذن فالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا تم استخراجه من هذه المخطوطات، وبالرجوع لهذه المخطوطات المختلفة لمقارنة نص ما، يتضح بالبحث أن هذا النص غير موجود في مخطوطة ما، ومحرفاً في أخرى إن وُجد، وغير موجود بالمطلق في أحيان أخرى، بل ذهب الدكتور روبرت كيل تسلر في كتابه (حقيقة الكتاب المقدس) إلى القول: (بين كل المخطوطات اليدوية للإنجيل لا توجد مخطوطة واحدة تتفق مع الأخرى)، وقد ذهب علماء اللاهوت أمام كثرة هذ الإختلافات/تقريباً 150000 اختلاف في العهد الجديد لوحده/ إلى تبني الرأي القائل أن الكتاب المقدس قد وصلت منه أجزاء قليلة فقط غير محرفة ... بإختصار، لا توجد صفحة واحدة من الكتاب المقدس سلمت من وجود هذه التحريفات.

          (٦) كمثال لنأخذ النص التالي من رسالة يوحنا الأولى: (فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد 7:5) هذا النص لا وجود له في المخطوطات قبل القرن الخامس العشر، أي أن ناسخاً ما أضافه لاحقاً ، وهذه الإضافة بررت لها دائرة المعارف الكتابية بما يلي :
          (وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي، كما حدث في إضافة عبارة "واللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة"(1يو 5: 7) حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر، ولعل هذه العبارة جاءت أصلاً في تعليق هامشي في مخطوطة لاتينية، وليس كإضافة مقصودة إلى نص الكتاب المقدس ، ثم أدخلها أحد النسَّاخ في صلب النص) .
          وهذا المثال كافي جداً لتوضيح مشكل الكتاب المقدس، علماً أنه مع هذا التوضيح من دائرة المعارف، فالنص موجود في نسخ عديدة منها الفاندايك.

          ::::::::::::::::::::::::::::::::

          على ضوء ما سبق، فمشكل الكتاب المقدس يتمثل في أمرين، ضياع النسخ الأصلية، وإختلاف المخطوطات عن بعضها .. وهذه المقدمة هامة للإجابة عن السؤال المطروح ...

          يتبع ...

          تعليق

          • زياد الشكري
            محظور
            • 03-06-2011
            • 2537

            #6
            عن النقد الكتابي Biblical Criticism

            جاء في دائرة المعارف المسيحية أن النقد الكتابي (هو العلم الذي به نصل إلى المعرفة الكافية لأجل النص الأصلي للكتاب المقدَّس، وتاريخه، وحالته الحالية)، وبصورة عامة هو علم يشمل كل نص أدبي/ديني/تاريخي ... الخ توجد فية معضلة ضياع أصله. ويقسم هذا العلم إلى شقين:

            القسم الأول: النقد الأعلى Higher Criticism
            يبحث في الأحوال المختصة بالكاتب، من الذي كتب؟ متى كتب؟ لماذا كتب؟ ما المقصود من كتابته؟ أين كتب؟ ... الخ.

            القسم الثاني: النقد الأدنى أوالنصي Lower or Textual Criticism هو دراسة ما يخص النص، بمعنى دراسة مخطوطات أي عمل أدبي ضاع أصله، بهدف إعادة تكوين النص الأصلي للكتاب أو أقرب صورة له.

            لنأتي إلى تناول إنجيل متى بمعول النقد الكتابي، بشقه الأعلى /دراسة الكاتب دون النص/ ، ومن الإلزام خاصةً في الكتب المنسوبة إلى الوحي هو توفر قدر معقول عن الكاتب، ولكن هذا لا ينطبق على إنجيل متى.

            من هو متى؟
            تزعم الكنيسة أن متى كاتب الإنجيل هو متى الحواري تلميذ المسيح، والذي ورد اسمه في إنجيل متى 10/3. ولكن هناك ملحوظات كثيرة تسقط هذا الزعم، مثل أن متى نفسه لم يصرح بإسمه في الإنجيل المنسوب إليه، وهذا التصريح هام لأن النص كُتب بالعبرانية، وفُقد تماماً وما لدينا هو مخطوطات كُتبت باليونانية، والمترجم مجهول .

            هل تصح نسبة الإنجيل إلى متى؟
            لنأخذ من الإنجيل حديث متى المفترض عن نفسه في (9/9): (وفيما يسوع مجتاز هناك رأى إنسانًا عند مكان الجباية اسمه: "متى" فقال له: اتبعني، فقام وتبعه". ولو كان "متى" كاتب الإنجيل هو نفسه متى التلميذ؛ لقال: "رآني، قال لي، تبعته) ولا يخفى أن المتحدث لو كان هو متى نفسه لما تحدث عن نفسه بصيغة الغائب ... كذلك مما يؤيد عدم نسبة هذا الإنجيل إلى متى أن أكثر الشراح والمحققين يرون أن الإنجيل كتب بعد عام 70م، وهي السنة التي مات فيها متى الحواري.

            ما هي ظروف كتابة إنجيل متى؟
            اختلف علماء النصارى حول اللغة التي كُتب بها إنجيله ومكان كتابته، وأكثرهم على أن متى استعمل اللغة العبرانية، فكتب إنجيله بها لليهود المتنصرين في فلسطين، والذين كانوا ينتظرون شخصًا موعودًا من نسل إبراهيم وداود، ثم ترجمه المترجمون كل واحد على قدر فهمه واستطاعته، وأما متى فهو لم يترجم إنجيله لليونانية، والمترجم مجهول كما سبق الإشارة إليه.

            ويمكن الاستمرار في طرح مثل هذه الأسئلة عن الكاتب، ولكن لنكتفي بالخلاصة من قول الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله عن إنجيل متى: (مجهول الكاتب، ومختلف في تاريخ كتابته، ولغة الكتابة، ومكانها، وتحديد من كتب له هذا الإنجيل، ثم شخصية المترجم وحاله من صلاح أو غيره وعلم بالدين، واللغتين التي ترجم عنها والتي ترجم إليها، كل هذا يؤدي إلى فقدان حلقات في البحث العلمي) .

            ويمكن القول أن ما سبق، يمكن طرحه على كافة المؤلفين/الكتاب/ فالنصرانية لا سند عندها لما بين يديها من أسفار الكتاب المقدس، والكتاب مجاهيل لا تصح نسبة ما نسب إليهم على الإطلاق، وهم مختلفون في العتبة الأولى ألا وهم الكتاب أشد الإختلاف فيما بينهم، وأكثرهم على اتباع الظن والتخمين دون شواهد علمية أو أدلة وقرائن مثبتة ..

            بالنسبة للنقد النصي، وهو البحث في المخطوطات المختلفة للوصول إلى أقرب شبيه للنص الأصلي المفقود، فسأكتفي بمقولة بارت إيرمان وهو عالم نقد كتابي، وهي مقولة ساخرة عن الأخطاء والإختلافات بين المخطوطات والتي تفوق ال300 ألف خطأ، فوصفها بأنها تعد أكثر من كلمات الكتاب المقدس نفسه، وقد ألحد هذا العالم وضرب بالنصرانية عرض الحائط.

            السؤال الحقيقي، يجب أن يكون (ما الذي يجعل التوراة والإنجيل صحيحين؟) فالعلم لا يُسلم لهما بذلك أبداً.

            أتمنى أن أكون قد أجبت عن السؤال، والخلاصة أن النقد الكتابي يسقط الكتاب المقدس جملةً، ولا يقر لهما بصلة إلى الوحي الإلهي إلا من بعض إشارات متفرقة تدل على أصل هذه الكتب، منها بشارات الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقضية التوحيد التي ينص عليها العهد القديم،

            الأمر الذي أود الإشارة إليه، أن أبواب دراسة تحريف الكتاب المقدس كثيرة /التحريف هو زيادة أو نقص أو حذف أو إضافة تطرأ على النص الأصلي/ من هذه الأبواب دراسة التناقضات بين نصوص الكتاب المقدس مثل قضية اختلاف نسب المسيح بين إنجيلي متى ولوقا ... ومثل دراسة المخالفات العلمية الصريحة للعلم، وهذا النهج اتبعه العالم الفرنسي المسلم موريس بوكاي في كتابه (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم)، وهناك من يفضل مقارنة العقائد النصرانية بأصولها الوثنية، وهكذا .. ولكن أعتقد أن دراسة النص نفسه ونقده على مستويات كفيلة بالإجابات المباشرة عن الأسئلة المختصة بالنص.

            تحياتي.

            تعليق

            • زياد الشكري
              محظور
              • 03-06-2011
              • 2537

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
              وكيف نعلم ذلك يا أخانا الحبيب الأستاذ محمد شعبان الموجي، وأصل أسفار التوراة وأصل الإنجيل مفقودان!

              خير الكلام ما قل ودل ..
              ضياع الأصول لوحده كفيل بعدم قبول هذه الأسفار، النصارى هم من عليهم إثبات عدم التحريف لا نحن، وسؤال النصارى للمسلمين عن التحريف مشهور عنهم، لذكر القرآن الكريم لهذه الحقيقة .. والله إنني كلما مررت بهذه الآية: ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) أعرف عظمة هذا الدين، وأعرفه يقيناً لا تلقيناً.

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 5434

                #8
                شكرا جزيلا لك أخي الأستاذ زياد الشكري على هذه العرض المسهب بخصوص أسفار العهد الحديث.
                ولي عودة إن شاء الله للحديث في العهد القديم.
                تحياتي العطرة
                عبدالرحمن السليمان
                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                www.atinternational.org

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #9
                  إن فقدان الأصول لأسفار التوراة والعهد القديم والإنجيل وأعمال الرسل ورسائلهم تسبب في انتشار نسخ كثيرة – بالآلاف – مما جعل مشاكل مخطوطات تلك الأسفار بلا حصر! وهذه مسألة عادية تحصل مع أي كتاب ضاع أصله. إلا أنه بالإضافة إلى ذلك، طال العبث تلك المخطوطات، وهذا واضح من المثال التالي:



                  الصورة أعلاه تحتوي على حاشية صغيرة على يسار متن فيه الآية 3 من الإصحاح الأول من رسالة القديس بولص إلى العبرانيين، كتبها أحد النساخ الفضلاء بعدما أثبت وجود تحريف ارتكبه ناسخ سابق فاسق. يقول نص الحاشية بالضبط:" αμαθεστατε και κακε, αθες τον παλαιον, μη μεταποιει". وترجمته الحرفية: "يا جاهل ويا شرير/فاسق، اترك النص الأصلي كما هو عليه، ولا تُحرّف"!

                  تحياتي الطيبة.
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • زياد الشكري
                    محظور
                    • 03-06-2011
                    • 2537

                    #10
                    حياك الله ..
                    يا له من مثال ! الناسخ لاحظ هذه الجريمة، وكانت عينك الراصدة تسجل الحدث .. أنتظر إضافتك بفارغ الصبر، وأنا أنفر من العهد القديم جداً وجعلت بحثي مقتصراً على العهد الجديد، والله إن ما فيه جعلني أفر منه، فهي أسفار تسب الله والأنبياء ونفسي لا تطيق هذا .. وإن كانت البشارات في العهد القديم هي ما تجعلني أمر عليه أحياناً ..

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة زياد الشكري مشاهدة المشاركة
                      حياك الله ..
                      يا له من مثال ! الناسخ لاحظ هذه الجريمة، وكانت عينك الراصدة تسجل الحدث .. أنتظر إضافتك بفارغ الصبر، وأنا أنفر من العهد القديم جداً وجعلت بحثي مقتصراً على العهد الجديد، والله إن ما فيه جعلني أفر منه، فهي أسفار تسب الله والأنبياء ونفسي لا تطيق هذا .. وإن كانت البشارات في العهد القديم هي ما تجعلني أمر عليه أحياناً ..
                      هلا بك أستاذ زياد، في الحقيقة أرشدني أخي الحبيب الدكتور أحمد الليثي رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية إلى هذه الحاشية المهمة، فهو الراصد، وأنا المترجم.
                      تحياتي العطرة.
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 5434

                        #12
                        ملاحظات حول أسفار التوراة والعهد القديم

                        كانت اللغة العبرية التوراتية حية حتى السبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد. بادت العبرية التوراتية لغةً محكية، وأصبحت لغة دينية فقط لا يفهمها إلا الأحبار، وحلّت الآرامية بعد السبي البابلي محلها بالتدريج، وبقي الحال هكذا حتى احتلال الإسكندر المقدوني المشرق وبناء الإسكندرية في القرن الثالث قبل الميلاد. سكن الاسكندرية، فيمن سكنها، طائفة من اليهود الذين أصبحوا يتحدثون باليونانية. استعجم كتاب العهد القديم، الذي جُمَعَ وقُنِّنَ بعد السبي البابلي، على هذه الطائفة اليهودية الساكنة في الإسكندرية لأن أفرادها صاروا يتحدثون باليونانية في وقت أصبحت العبرية فيه لغة دينية فقط لا يفهمها إلا الأحبار. قام هؤلاء الأحبار حوالي 250 قبل الميلاد بترجمة أسفار العهد القديم إلى اليونانية. تسمى هذه الترجمة بالترجمة السبعينية (Septuaginta)، وهي أقدم ترجمة لأسفار العهد القديم إلى لغة أخرى. إذن ترجم اليهود كتاب العهد القديم إلى اليونانية لاستعمالهم الديني المخصوص بهم وذلك قبل ظهور الديانة المسيحية. فالترجمة إذن حرفية وشملت كل الأسفار التي كان كتاب العهد القديم يحتوي عليها آنذاك. وعليه فإن الترجمة السبعينية هي ترجمة يونانية للنص العبري للعهد القديم كما كان اليهود قنَّنوه واعتمدوه بعد السبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد. ويحتوي هذا النص المعتمد لديهم على 46 سفرًا.

                        ثم نشأت بعد ذلك الديانة المسيحية التي ترى في أسفار اليهود الدينية المرجعية الدينية والبعد اللاهوتي لها، وأدّى هذا المعتقد إلى تشويش الأمر الديني لدى اليهود، لأن الديانة المسيحية أصبحت منذ نشوئها تقسم التاريخ البشري إلى عهدين اثنين: العهد القديم وهو عند المسيحيين العهد الذي اصطفى الله فيه آل إسرائيل والذي كان بمثابة التمهيد لمجيء المسيح عليه السلام، الذي افتتح بمجيئه عهدًا جديدًا للبشرية أنهى العهد القديم بما فيه اصطفاء الله آل إسرائيل .. وأضافت العقيدة المسيحية المتعلقة بالخطيئة الأزلية بعدًا دينيًا عميقًا لهذا الفصل بين العهدين. وغني عن التعريف أن اليهود لا يسمون أسفار العهد القديم بالعهد القديم لأنهم لا يؤمنون بالتصنيف المسيحي للتاريخ اللاهوتي للتاريخ ولديانتهم وكتبهم ولا يؤمنون بمبدأ النسخ على الإطلاق، بل يسمونها بأسماء كثيرة أشهرها "تاناخ" (كلمة مكونة من أحرف أجزاء العهد القديم الثلاثة: التوراة، الأنبياء، الكتب)، أو "مِقرأ" (اسم الآلة من "قرأ"). ومن الجدير بالذكر أن الديانة المسيحية ركّزت على تلك الأسفار من العهد القديم التي ارتأت فيها تبشيرًا بمجيء المسيح عليه السلام، مثل كتاب "نبوءة عيسى بن سيراخ" وغيره مما اصطلح فيما بعد على تسميتها بالأبوكريفا أي "الأسفار الزائفة".

                        سبّب نشوء ديانة جديدة هي المسيحية واعتبارها أسفار اليهود المقدسة عهدًا قديمًا يمهد لعهد جديد ورطة لاهوتية لليهود جعلتهم يراجعون معتقداتهم. وأدت هذه المراجعة للذات التي أتت نتيجة للتطورات الدينية والسياسية الحاصلة آنذاك إلى إعادة تقنين كتب العهد القديم. أدت هذه العملية التي تمت في القرن الثاني للميلاد في اجتماع مشهور لأحبار اليهودية في مدينة يامنة في آسية الصغرى إلى إسقاط مجموعة من أسفار العهد القديم بحيث أصبح عدد أسفاره 39 سفرًا بدلاً من 46 سفرًا. إذن صار عندنا من الآن فصاعدًا نصان قانونيان للعهد القديم: واحد باليونانية، هو الترجمة السبعينية لأصل عبري مفقود قُنِّنَ قبل ظهور المسيحية، مكون من 46 سفرًا، وواحد بالعبرية، قُنِّنَ بعد ظهور المسيحية في القرن الثاني للميلاد، مكون من 39 سفرًا. اتخذ البروتستانت وبعض الفرق المسيحية الصغيرة النص العبري للعهد القديم المكون من 39 سفرًا نصًا قانونيًا لهم، بينما اتخذ الكاثوليك النص اليوناني للعهد القديم المكون من 46 سفرًا نصًا قانونيًا لهم.

                        النتيجة المتوقعة لحالة لاهوتية معقدة كهذه هي اتهام المسيحيين (ما عدا البروتستانت وأتباع بعض الفرق المسيحية الصغيرة الذين أتوا متأخرين) لليهود بإسقاط الأسفار التي تنبأت بظهور المسيح عليه السلام من نصهم المعتمد من جهة، وبراءة اليهود التام من تلك الأسفار ورد الاتهام على المسيحين واتهام المسيحين بنحل تلك الأسفار وفبركتها ونسبتها إلى اليهود من جهة أخرى. ويُتحفّظ في هذا المجال على نسبة تلك الأسفار الزائدة أو المحذوفة بالأبوكريفا لأن الأبوكريفا مصطلح ديني أُدخِل في الاستعمال بعد ظهور المسيحية ولا ينطبق بحال على أسفار الترجمة السبعينية لأنها تمت قبل ظهور المسيحية بثلاثة قرون ولأن الأسباب العقائدية التي تدعو لاستعمال هذا المصطلح وتبرره كانت غير موجودة آنذاك.

                        عُثر بين مخطوطات البحر الميت على أصول عبرية لبعض الكتب الواردة في الترجمة السبعينية والمحذوفة من النص العبري المعتمد في القرن الثاني للميلاد، فصحت الفرضية الأولى وهي قيام الأحبار اليهود بإعادة تقنين نصهم المعتمد لديهم (ولدى البروتستانت وشهود يهوه) اليوم وذلكم في القرن الثاني للميلاد أي بعد ظهور المسيحية. وهذا تقنين جديد تم على ضوء التطورات الدينية في الشرق وأهمها ظهور المسيحية واعتبارها أسفار اليهود المرجعية الدينية والبعد اللاهوتي لها.

                        إن الترجمة السبعينية لأسفار العهد القديم من العبرية إلى اليونانية، والحالة هذه، وثيقة تاريخية مهمة ليست كغيرها من ترجمات العهد القديم لأنها أصبحت ـ بعد فقدان الأصل العبري الذي ترجمت منه ـ بمثابة الأصل أو النظير للنص العبري الضائع الذي قُنِّنَ بعد السبي البابلي كما تقدم.

                        يُعرف الأصل العبري الحالي لأسفار العهد القديم المعتمد عند اليهود والبروتستانت وبعض الفرق المسيحية الأخرى باسم "النص المسوري" وذلك نسبة إلى المسوريين، وهم أحبار يهود كانوا من فرقة القرائين، نقّطوا نص العهد القديم وحرّكوه بالحركات. ومن المعروف أن القرائين هم أول من بدأ دراسة التوراة وأسفار العهد القديم دراسة علمية متأثرين بمناهج المسلمين. وقد اعتمد المسوريون في تنقيطهم وتشكيلهم نص التوراة على النطق الآرامي للكلمات العبرية لأن النطق العبري لها لم يكن معروفًا في القرن الثامن الميلادي، ذلك لأن اللغة العبرية التوراتية أصبحت لغة غير محكية بعد السبي البابلي كما تقدم. وهذا ما يفسر كثرة القراءات الشاذة في النص العبري الحالي. و"النص المسوري" هو أقدم مخطوطة عبرية كاملة لأسفار العهد القديم موجودة اليوم بأيدينا، وتعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وبالضبط إلى السنة 1008 ميلادية. طبعت هذه المخطوطة في مدينة شتوتجارد في ألمانيا سنة 1977 بالعنوان التالي: (Rudolph, W. & Ruger, H. P.(1976-1977). Biblia Hebraica Stuttgardensia. Stuttgart)، وتشتهر في الأوساط العلمية باسم: Biblia Hebraica Stuttgartensia. وهذه الطبعة هي أهم طبعة علمية للنص العبري لكتاب العهد القديم وعليها يُعول في البحث العلمي، وتتمتع بأعلى سلطة دينية عند اليهود والبروتستانت. وعلى الرغم من أن التوراة وسائر أسفار العهد القديم هي أقدم من هذا التاريخ بكثير، أي أن تاريخها يعود إلى حوالي 1000 قبل ميلاد المسيح عليه السلام، فإن أقدم مخطوطة تحتوي على التوراة وأسفار العهد القديم كاملة تعود إلى سنة 1008 بعد ميلاد المسيح عليه السلام.

                        عبدالرحمن السليمان
                        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        www.atinternational.org

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #13
                          نستخلص مما ذكرناه أعلاه أن أقدم نسخة كاملة للأصل العبري القانوني لأسفار التوراة وأسفار العهد القديم موجودة بين أيدينا اليوم هي نسخة "النص المسوري" التي تعود إلى سنة 1008 بعد ميلاد المسيح عليه السلام. أما الأصول العبرية لأسفار العهد القديم التي عثر عليها بين مخطوطات البحر الميت، فهي بمثابة مقتطفات قليلة الكم تكمن أهميتها التاريخية في أنها دليل تاريخي مادي على أن تاريخ الأسفار يعود إلى تلك الفترة (القرن الميلادي الأول) على الأقل. وعدم وجود أصل عبري كامل لأسفار التوراة والعهد القديم يجعل إطلاق أي حكم على أسفار التوراة والعهد القديم بمثابة الرجم بالغيب، لسبب بسيط هو أن إثبات التحريف أو إثبات عدم التحريف يقتضي وجود الأصل التاريخي الذي تعرض النسخ اللاحقة عليه، وهذا محال في حالة التوراة والعهد القديم لأن أقدم نسخة كاملة للأصل العبري لأسفار التوراة وأسفار العهد القديم موجودة بين أيدينا اليوم هي نسخة "النص المسوري" التي تعود إلى سنة 1008 بعد ميلاد المسيح عليه السلام كما تقدم.

                          وإذا قال قائل: لكن التوراة أقدم من القرن العاشر الميلادي، فلقد أخبر القرآن الكريم عنها، والقرآن الكريم نزل في لقرن السابع الميلادي، إذن لا بد أن تكون التوراة تعود إلى القرن السابع الميلادي على الأقل!

                          أقول: نحن نتكلم عن مخطوطات ونصوص وأدلة وبراهين مادية، وليس عن النقل، مهما كانت أهمية النقل وقدسيته! لذلك نستبعد الأدلة النقلية في حديثنا مع لؤي الشريف الذي يزعم أن التوراة الحالية هي ذاتها توراة موسى عليه السلام وأن التحريف لم يطلها، لأنه عندي ليس ممن يستشهد له بالنقل، ونطالبه بأدلة مادية تثبت أن نص التوراة أقدم من القرن الحادي عشر الميلادي.

                          وحتى نجد نسخة من الأصل العبري لأسفار التوراة والعهد القديم تعود إلى زمان أنبياء بني إسرائيل عيلهم السلام، فإننا نصنف زعم لؤي الشريف بأنه يثبت عدم وقوع التحريف بناء على العبرية القديمة سفسطة لا معنى لها لأن العبرية القديمة لغة ميتة، ولأن نص التوراة وأسفار العهد القديم مفقود، ولأن ما روي منها لم يُروَ متواترًا كما يعلم أهل العلم بالعبرية والتوراة! فهذا سيبويه النحاة اليهود، وخليلهم: مروان بن جناح القرطبي (990-1050)، يقول في مقدمة كتاب اللمع (وهو أول كتاب شامل في نحو اللغة العبرية التوراتية ومكانته في النحو العبري مثل مكانة كتاب سيبويه في النحو العربي) ما نصه:

                          "ورأيت القوم الذين نحن في ظهرانيهم [يريد العرب] يجتهدون في البلوغ إلى غاية علم لسانهم على حسب ما ذكرناه مما يوجبه النظر ويقضي به الحق. وأما أهل لساننا في زماننا هذا فقد نبذوا هذا العلم وراء أظهرهم وجعلوا هذا الفن دبر آذانهم واستخفوا به وحسبوه فضلاً لا يُحتاج إليه وشيئـًا لا يُعرج عليه فتعروا من محاسنه وتعطلوا من فضائله وخلوا من زينه وحليه حتى جعل كل واحد منهم ينطق كيف يشاء ويتكلم بما أراد لا يتحرجون في ذلك ولا يشاحّون فيه كأنه ليس للغة قانون يُرجع إليه ولا حد يُوقف عنده قد رضوا من اللسان بما يَسُر أمره عندهم وقنعوا منه بما سَهُل مأخذه عليهم وقَرُب التماسه منهم لا يدققون أصله ولا ينقحون فرعه، فلهم في اللغة مناكير يُغرب عنها وأقاويل يُزهد فيها. وأكثر من استخف منهم بهذا العلم وازدرى هذا الفن فمن مال منهم إلى شيء من الفقه [يريد أحبار التلمود] تيهًا منهم بيسير ما يحسنونه منه وعجبًا بنزر ما يفهمونه من ذلك حتى لقد بلغني عن بعض مشاهيرهم أنه يقول عن علم اللغة إنه شيء لا معنى له وإن الاشتغال به غير مجدٍ ولا مفيد وإن صاحبه مُعنّى وطالبه متعب بغير ثمرة ينالها منه. وإنما استسهلوا ذلك لقراءتهم ما يقرؤون من الفقه ملحونًا ودراستهم ما يدرسون منه مُصحّفًا وهم لا يشعرون وذلك لعدمهم الرواية وفقدهم الإسناد. وقد بعث ذلك أكثرهم على الاستخفاف بتقيد القرآن (1) وتمييز الـ קמץمن الـ פתחوالـ מלעלمن الـ מלרע. وأما علم التصريف والتكلم فيه فهو مما يتشاءمون به ويكادون يجعلونه من جملة الزندقة!". ابن جناح، كتاب اللمع، الصفحة 2.

                          ويدافع ابن جناح في مقدمته عن منهج المقارنة بالعربية لشرح ما غمض من التوراة من خلالها. يقول: "وما لم أجد عليه شاهدا مما ذكرته ووجدت الشاهد عليه من اللسان العربي لم أتحرّج من الاستشهاد بواضحه ولم أتحرج من الاستدلال بظاهره كما يتحرّج من ضعفَ علمُه وقلَّ تمييزُه من أهل زماننا لا سيما من استشعر منهم التقشف وارتدى بالتدين مع قلة التحصيل لحقائق الأمور. وقد رأيت سعديا [= الحبر سعيد بن يوسف الفيومي] يترجم اللفظة الغريبة بما يجانسها من اللغة العربية. وقد رأيت الأوائل وهم القدوة في كل شيء يستشهدون على غريب لغتنا بما جانسه من غيرها من اللغات فتراهم يفسرون كتب الله من اللسان اليوناني والفارسي والعربي والإفريقي وغيره من الألسن؟ فلما رأينا ذلك منهم لم نتحرّج [من الاستشهاد] على ما لا شاهد عليه من العبراني [أي غريب التوراة] بما وجدناه موافقا ومجانسا له من اللسان العربي إذ هو أكثر اللغات بعد السرياني شبهًا بلساننا. وأما اعتلاله وتصريفه ومجازاته واستعمالاته فهو في جميع ذلك أقرب إلى لساننا من غيره من الألسن، يعلم ذلك من العبرانيين الراسخون في علم لسان العرب، النافذون فيه وما أقلهم!". ابن جناح، كتاب اللمع، الصفحة 7.

                          فالعرف المعمول به في الدراسات التوراتية، منذ سعيد الفيومي (892-942) وابن جناح بعده حتى يومنا هذا، هو أن تفسر التوراة من العربية لأن العبرية القديمة لغة ميتة والعربية لغة حية. ولم تفسر التوراة من السريانية لأن السريانية لغة ميتة هي الأخرى، والميت لا يفيد الميت في شيء! ولا يقول لنا قائل إن السريانية محكية اليوم في بعض مناطق الشام والعراق، فهذه اللهجات السريانية المحكية اليوم ليست فصيحة وهي خليط من السرياني والعربي والتركي والفارسي ولا يستشهد بها في الدرس العلمي. حديثنا عن الآرامية القديمة والسريانية القديمة وهما لغتان ميتتان. وتفسير التوراة من العربية – لأن العربية في اعتلالها وتصريفها ومجازاتها واستعمالاتها أكثر اللغات شبهًا بالعبرية كما ينص ابن جناح – أمر معمول به منذ استعراب اليهود واكتشاف القرابة اللغوية بين العربية والعبرية حتى يومنا هذا، والمصادر والتفاسير والشروح التي تتبع هذا المنهج لا تعد ولا تحصى، ولنا في كلام ابن جناح – وهو كما ذكرت سيبويه النحاة اليهود وخليلهم – ما يكفي لمعرفة بذلك. وسأضرب في الصفحة التالية مثالاً على تفسير أحبار اليهودية التوراة من العربية.
                          ----------------------------------------------------


                          (1) أي التوراة وأسفار العهد القديم. فقد بلغ تأثير الحضارة الإسلامية في اليهود أن استعاروا الألفاظ الإسلامية القحة للدلالة على مسميات بعينها من الشريعة اليهودية كالفقه "للتلمود" والسنة "للمشناة" الخ. ويسمي سعيد بن يوسف الفيومي ويهودا بن قريش ومروان بن جناح وغيرهم من مستعربي اليهود التوراة وأسفار العهد القديم بالقرآن وبالكتاب أيضاً. وترجم اليهود فيما بعد اسم "القرآن" إلى العبرية هكذا ×‍קר×گ "مِقرَأ"، وهو اسم الآلة من الفعل /قرأ/ الذي يعني "التلاوة" في العبرية.

                          كتاب اللمع لابن جناح مطبوع بالعنوان التالي:

                          مروان بن جناح (1866). كتاب اللمع. الكتاب مطبوع بالعنوان التالي: Le Livre des Parterres Fleuris d’Aboul’l-Walid Merwan Ibn Djanah de Cordoue. Publiée par: Joseph Derenbourg. Paris, 1886.

                          ومعجمه مطبوع بالعنوان التالي:

                          مروان بن جناح (1875). كتاب الأصول. الكتاب مطبوع بالعنوان التالي: The Book of Hebrew Roots by Abu’L-Walid Marwan Ibn Janah, Called Rabbi Jonah. Published by Adolf Neubauer. Oxford, 1875. Amsterdam, 1968
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            مستشار أدبي
                            • 23-05-2007
                            • 5434

                            #14
                            هذا مثال عن تفسير التوراة من العربية للنحوي اليهودي اسحاق بن برون (القرن الثاني عشر الميلادي)، وما بين [] من عندي للتوضيح:

                            "אבח [= أ ب ح = الجذر: ب و ح ].אבחת חרב (سفر حزقيال، 21:20). هذه اللفظة لا نظير لها في النص [= التوراة، أي نادرة]، وترجمها الحكيم أبو الوليد [مروان بن جناح] رحمه الله "بلمعان السيف وبريقه" بحسب المعنى، وأشار يهوذا بن بلعم إلى أن معناها "خوف السيف" دون دليل. وهي عندي مجانسة للعربي وترجمتها "استباحة السيف"، والاستباحة الانتهاب والاستئصال، قال عنترة:


                            حتى استباحوا آل عوف عنوة، بالمشرفي والوشيج الذبل.

                            فجعل [كتاب التوراة] الاستباحة بالسيف والرمح وجاز أن ينسب الفعل نفسه إلى السيف فيقال "استباحه السيف" كما يقال "ضربه السيف وطعنه". وقد جاء عندنا مثل ذلك ואכלה חרבו שבעה (سفر إرميا، 10:46) فنسب الفعلين إلى السيف. ومما يؤيد هذه الترجمة ويعضدها قوله על כל שעריהם נתת יאבחת חרב (سفر حزقيال، 21:20) أي "جعلت على أبوابهم سيفًا يستبيحهم ويستأصلهم"، وأنه ذكر البريق بلفظة ברק التي حقيقته [كذا]، ثم ذكر في آخر الآية لفظة טבח الذي هو الفعل المختص بالسيف ويؤدي إلى الاستباحة والاستئصال اللذين إياهما يريد [كتاب التوراة]، ولا معنى لظهور لمعان السيف على أبوابهم [كما قال ابن جناح] فيمكن أن [يكون] ذلك لهم وعليهم، والنص لا يقتضي إلا أحد القسمين [= الوجهين]. فإذا لم نجد لهذه اللفظة اشتقاقا [في العبرية] وألفينا لها هذه المجانسة [في العربية] وهي لائقة بالمعنى وسائغة فيه، فأخلق بحمل الترجمة عليها ونسب اللفظ إليها. وقد نحا هذا المنحى وإن لم يكن إياه المترجم [في "الترجوم"] في قوله [بالآرامية] קטולי חרבא. وأما רבנו האיי فجعله مثل אבעת بإبدال العين".
                            ----------------------------
                            عبدالرحمن السليمان
                            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            www.atinternational.org

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #15
                              هذه مقدمة رسالة يهوذا بن قريش (القرن التاسع الميلادي) إلى يهود فاس وفيها يبرهن على أهمية شرح التوراة من اللغتين الشقيقتين للعبرية: العربية والآرامية. وهذا الكتيب لابن قريش يتضمن نواة علم اللغة المقارن في اللغات الجزيرية التي كانت معرفتها في وقته مقتصرة على العربية والعبرية والآرامية. وسأتوقف فيما بعد عند مضمون الرسالة إن شاء الله. وأقتصر الآن على عرض المقدمة وشرحها.



                              בשם אל חי וקים לעלמים
                              (بسم الله الحي القيوم للأبد)
                              رسالة يهوذا بن قريش إلى جماعة يهود فاس
                              في الحض على تعليم الترجوم والترغيب فيه
                              والتغبيط بفوائده وذمّ الرفض به


                              وأما بعد فإني رأيتكم قطعتم عادات الترجوم بالسرياني (1) على التوريه (2) من كنائسكم وأطعتم على الرفص به جُهالكم (3) المدعين بأنهم عنه مستغنون وبجميع لغة العبراني دونه عارفون (4)، حتى أنه لقد ذكرو (5) لي رجال (6) منكم أنهم ما قرو قط ترجوم الخمسة ولا النبيئيم (7) (أسفار الأنبياء). والترجوم أكرمكم الله هو شيء لم يضعه أسلافكم ولا رفض به قدماؤكم ولا أسقط بتعليمه علماؤكم، ولا استغنى عنه أوائلكم، ولا جهل نفعه آباؤكم، ولا فرط في تعليمه سابقوكم بالعراق ومصر وإفريقية والأندلس. ولما ذكرت لبعض من نافر الترجوم منكم ما هو موجود في المقرأ (8) من غرائب وما امتزج من السرياني بالعبراني وتشعب به تشعب الغصون في الأشجار والعروق في الأبدان، تيَقّظ لذلك تيقُّظا شديدا وانتبه له انتباه حديدا وفطن لما في الترجوم من فائدة وما يُدرك به المنافع الزائدة والتفاسير الرافدة والتبيانات الشاهدة، فندم عند ذلك على ما فاته من حفظه وأسف على عدمه لحلاوة لفظه. فرأيت عند ذلك أن أؤلِّف هذا الكتاب لأهل الفطن وؤلوي (9) الألباب، فيعلمو أن جميع לשון קדש (اللغة القدس: العبرانية) الحاصل في المقرأ قد انتثرت فيه ألفاظ سريانية واختلطت به لغة عربية وتشذذت فيه حروف عجمية وبربرية ولا سيما العربية خاصة فإن فيها كثير من غريب ألفاظها وجدناه عبرانيا محضا (10) ، حتى لا يكون بين العبراني والعربي في ذلك من الاختلاف إلا ما بين ابتدال الصاد والضاد (11)، والجيمل (حرف عبراني: ڱ) والجيم، والطِت (حرف عبراني: ط) والظاء، والعين والغين، والحاء والخاء، والزاي والذال. وإنما كانت العلة في هذا التشابه والسبب في هذا الامتزاج قرب المجاورة في البلاد والمقاربة في النسب لأن תֶרח (تِرَحْ) أبو אברהם (ابراهيم) كان سريانيا وלבן (لابان: حمو يعقوب) سريانيا. وكان ישמעאל (اسماعيل) وקדָר (قيدار) مستعرب من דוֹר הפלגה (زمان الاختلاف)، زمان البلبلة في בבל (بابل)، وאברהם (ابراهيم) وיצחק (إسحاق) وיעקב (يعقوب) عليهم السلام متمسكين بـלשון קדש (اللغة القدس: العبرانية) من אדם הראשון (آدم الأول). فتشابهت اللغة من قبل الممازجة، كما نشاهد في كل بلد مجاور لبلد مخالف للغته من امتزاج بعض الألفاظ بينهم واستعارة اللسان بعضهن من بعض، فهذا سبب ما وجدناه من تشابه العبراني بالعربي، غير طبع الحروف التي يفتتح بها في أوائل الكلام والحروف المستعملة في أوساط الكلام والحروف التي يختم بها في أواخر الكلام. (12) فإن العبرانية والسريانية والعربية مطبوعة في ذلك على قوالب واحدة (13) وسنأتي على شرح ذلك في مواضعه من آخر هذا الكتاب إن شاء الله. وهذا حين نبدأ بذكر السرياني الممازج للعبراني في المقرأ، ثم نتلو ذلك بذكر الحروف النادرة في المقرأ ولا تفسير لها إلا من לשון משנה ותלמוד (لغة كتب المشنى والتلمود)، ثم نتبع ذلك بذكر الألفاظ العربية الموجودة في المقرأ (14) وعند ذلك نشرح الحروف التي تساوت بين العبراني والسرياني والعربي في أوائل الكلام وأوساطها وأواخرها وليس ذلك بموجود في لغة من سائر لغات الأمم سوى لسان العبراني والسرياني والعربي. ونكتب ذلك كله على نظام حروف אלף בית גיםל דלת (ألف بيت جيمل دلت: الحروف الأربعة الأولى في العبرانية) ونسقها ليسهل بذلك كل حرف مطلوب بسهولة على موضعه إن شاء الله.


                              المصدر: http://en.wikipedia.org/wiki/Judah_ibn_Kuraish. والرسالة كاملة بحوزتي بالحرف العبري لكني استسهلت وجودها في ويكيبيديا منقحرة بالعربية.

                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


                              حواش وتعليقات

                              (1) "الترجوم" تعني في سياق العهد القديم: "الترجمة والتفسير"، ترجمة التوراة إلى الآرامية من أجل الصلوات والعبادة. وقد نشأ هذا التقليد بعد موت اللغة العبرية التوراتية وطغيان الآرامية عليها وصيرورتها لغة لليهود. وكان اليهود قبل تدوين "الترجوم" يقرؤون التوراة في كنائسهم بالعبرية ثم يشرحونه مباشرة بالآرامية ترجمة وتفسيرا. بعد ذلك دون الترجوم. ويبدو أنه كانت ثمة "ترجومات" كثيرة في الماضي، إلا أن اليهود اختاروا منها "ترجومين" اثنين فقط هما "ترجوم أونقيلوس" للتوراة (الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم) و"ترجوم يوناتان بن عوزيل" لأسفار الأنبياء في العهد القديم.
                              (2) "التوريه": تصحيف "التوراة".
                              (3) يقصد فرقة القرائين اليهود الذين يرفضون المشناه والترجوم والتلمود وسائر أعمال الأحبار اليهود ولا يعترفون إلا بأسفار العهد القديم. وبما أن "الترجوم" ــ بصفته ترجمة تفسيرية لأسفار العهد القديم ــ من أعمال الأحبار التي تلقي ضوءا على نص العهد القديم الذي يعتني به القراؤون أيما اعتناء، فلقد أراد يهودا بن قريش أن يبرهن عليهم بأن "الترجوم" الآرامي اللغة يلقي ضوءا على العهد من الناحية اللغوية أيضا. فالمقارنة اللغوية العلمية هنا مدخل واسع لمحاججة القرائين وإفحامهم لأن الأمر يتعلق بنص العهد القديم الذي لا يعترفون إلا به فلذلك نسبوا إليه ("قراؤون" نسبة إلى "المقرأ" أي أسفار العهد القديم. وانظر الحاشية رقم 8). أما العربية فلم يحتج إلى البرهنة على ضرورتها لأن القرائين كانوا مستعربين وهم أول من بدأ دراسة عبرية العهد القديم دراسة علمية منهجية بناء على المناهج اللغوية العربية. وعلى الرغم من أهداف بن قريش الجدل مع القرائين إلا أنه وفق في رسالته ــ لأول مرة ــ في مقارنة العربية بالعبرية بالسريانية مقارنة علمية بحتة، نجح فيها من اكتشاف الكثير من القوانين الصوتية التي توسع فيها مروان بن جناح ودونش بن لابراط وإسحاق بن برون فيما بعد، وأقرها كلها علم اللغة المقارن الحديث، فيكون ابن قريش السباق إلى تنظيم المقارنات اللغوية بين اللغات الثلاث التي بنى عليها المستشرقون فيما بعد علم مقارنة اللغات الجزيرية. كما يبدو من رسالته إلى يهود فاس أن القرائيين ـ وهم فرقة نشأت في بغداد ـ كانوا منتشرين في فاس، أو على الأقل كان تأثيرهم ملموسا في فاس، وهذا مجال خصب للدرس والبحث والتنقير في المراجع.
                              (4) يقر ابن قريش، شأنه في ذلك شأن جميع اللغويين اليهود قديما وحديثا، بأن أسفار العهد القديم لا تفسر من خلال العبرية وحدها، وأنه لا بد من ولا غنى عن تفسير ما غمض منها من اللغات الجزيرية الأخرى عموما، والعربية خصوصا. والباعث الرئيسي على كتابة رسالة ابن قريش هو البرهنة على هذه الحقيقة ضد القرائين الذين يرفضون تراث الأحبار المدون جله بالآرامية (الترجوم وخصوصا التلمود)، إلا أنه شمل العربية في بحثه لأهميتها القصوى في تفسير أسفار العهد القديم. وقوله "المدعين بأنهم عنه مستغنون وبجميع لغة العبراني دونه عارفون" يشير بصريح العبارة إلى ذلك.
                              (5) هذا النص منقحر من الكتابة العبرية إلى العربية. ولا يثبت النص بالكتابة العبرية الألف الفارقة التي تكون بالعربية (مثلا: ذكروا). وقد وردت في المقدمة الأفعال التالية بدون ألف فارقة: (ذكرو؛ قرو وأصلها قرؤوا؛ فيعلمو).
                              (6) [كذا]. رسالة بن قريش ومنها وهذه المقدمة مثال أنموذجي "للعربية اليهودية" أو Judeo-Arabic وهي العربية التي كتب بها جمهور اليهود المستعربين. من مميزاتها الرئيسة: (1) استعمال الأبجدية العبرية بدلا من الأبجدية العربية؛ (2) الكتابة بالعربية كما كانت تحكى وقته وليس بالفصحية (ويشذ عن ذلك كبار أدباء اليهود مثل مروان بن جناح واسماعيل بن النغريلة وغيرهما).
                              (7) "ترجوم الخمسة": هو "ترجوم أونقيلوس" للتوراة (الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم). أما "ترجوم النبيئيم" فهو "ترجوم يوناتان بن عوزيل" لأسفار الأنبياء في العهد القديم.
                              (8) المِقرأ: اسم الآلة من الفعل العبري "قرا" أي "قرأ". وقد اشتقه اليهود المستعربون من العبرية تأثرا بلفظة "القرآن" في العربية. وقد استعملها القراؤون في البداية، كما استعمل جمهور اليهود المستعربين وقها لفظة "قرآن" العربية ذاتها للدلالة على كتب العهد القديم أيضا.
                              (9) كذا والصواب: أولي الألباب.
                              (10) يقصد أن الفرق بين العربية والعبرية ضئيل جدا وأنه يمكن استنباط الفروق بسهولة بعد اكتشاف القوانين الصوتية التي أشار إليها بمقارنته بين الحروف العربية والعبرية في الجملة التالية.
                              (11) مثلا: "صبي" في العبرية = "ظبي" في العربية ومثله كثير.
                              (12) يقصد بناء "فعل" في الجذور والأصول اللغوية. ويقصد بقوله "الحروف التي يفتتح بها في أوائل الكلام والحروف المستعملة في أوساط الكلام والحروف التي يختم بها في أواخر الكلام" فاءات الأفعال وعيناتها ولاماتها.
                              (13) يقصد أن بناء الكلام في هذه اللغات على مبان صرفية واحدة مطردة. لتمثيل ذلك، انظر المشاركة رقم 4 على الرابط التالي: http://www.atinternational.org/forum...hread.php?t=56.
                              (14) يقصد الكلمات المشتركة بين العربية والعبرية وكذلك الكلمات العربية الدخيلة في التوراة خصوصا في سفر أيوب الذي يرجح أنه كتب أولا بالعربية ثم ترجم إلى العبرية فيما بعد.

                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              يعمل...
                              X