غبنا ولم يغبْ الغناء
يا فاتن الأسحار حيّاكِ الربيع إذا أضاء
أنتِ المغنيةُ الوحيدةُ في مدى أفقي الظليل
اليومُ ألزمني الحنينُ إلى بقاء
جنباً إلى جنبٍ معَ القمر النحيل الراحل الحيّ في قلبي : أحمد حسين أحمد_العراق [youtube]0FFoAYnUpoo[/youtube]
[youtube]HqaTRq-IlWA[/youtube]
غبنا ولم يغبْ الغناء
يا فاتن الأسحار حيّاكِ الربيع إذا أضاء
أنتِ المغنيةُ الوحيدةُ في مدى أفقي الظليل
اليومُ ألزمني الحنينُ إلى بقاء
جنباً إلى جنبٍ معَ القمر النحيل الراحل الحيّ في قلبي : أحمد حسين أحمد_العراق [youtube]0FFoAYnUpoo[/youtube]
[youtube]HqaTRq-IlWA[/youtube]
ليس من باب السّخط على ما لحق بالإنسان من مصيبة، لأن هذا كفر صريح واعتراض على قضاء الله وقدره. ولكن لنقل انه تحسّر على ما قد ولّى وفات ولم يتحقّق، ومن منّا لم يتحسّر على شيء فاته أو انه لم يندم على شيء لم يفعله في حياته؟ صديقي ( مش مش ) أحترمه كثيرا ليس لأنه شخص مرح وزميل قديم بل لأنّي وجدت في شدة ولعه بالموسيقى والفن وكلمات بعض من الأغاني الغربية خاصة سلوى لطبائعنا المتمرّدة، يردّدها علينا فتستجيب لها نفوسنا المراهقة المرهفة بالإحساس، وهو يعزف على آلة قيثارة آثر صحبتها فلا تكاد تفارقه أبدا، وحين يعسعس الليل وتنفلت من بين أنامله الأوتار وتتمزّق فتنزف من آماق عيونه العسلية دموع الهائم. تعود صداقتنا ومحبّتنا له الى الأيام الأولى، كنا خلالها نردّد وراءه أغاني الشباب ( البيتلز ) و ( البي جيز) نتفاعل معها بصورة مثيرة للإعجاب، لكن حدث هناك انعطاف غريب؛ ففي أحد الأيام بينما كنت مع أحد المعارف أتابع كلامه المفعم بالأيمان، وكان هذا الشخص الذي يكبرني ببضع سنين يحظى باحترام الجميع، لتواضعه وأخلاقه المميّزة، وكذلك لتمرّسه في أمور الدّين، التقيت بصديقي الفنان هائما، وفي الطّريق قدّمته له بغرض التعارف، وكان لديّ ميعاد مهم، ولحرصي الشديد على عدم تضييع هذا الميعاد، تملّصت بحيلة من الإثنين، وأنا أدرك سلفا أنّني قد جمعت بين نقيضين، وليغفر لي صديقي الهائم هذه الأنانية، ومع ذلك أكون قد تركته بين أيدٍ أمينة،
ولو أن الصدفة كان لها دور في هذا الأمر، غير أنك كنت شجاعا حين جمعت بين النقيضين، وقابلتهما مع بعضهما...ثم تركتهما وجها لوجه...
فلنواصل نحن بث أغانينا عن...الحب.
نحن الثلاثة، سئمنا تكاليف الحياة، كرهنا من هذا العالم، ومن كثرة التملّق والنّفاق، ومن الوجوه البائسة القديمة، ومن لون الدّنيا المشوب بالسّواد، ومن الشعور بالغربة والكآبة، كآبة ليس لها نظير... كل شيء على حاله لا يريد أن يتغيّر أو يتجدّد، سوى الأيام التي تتكرّر، والأكل، وكثرة الأشجان.
أمام البحر، جلسنا نحن الثلاثة نتحدّث، نستردّ الذكريات، من تلك الأيّام الخوالي، أيّامًا عشناها بحلوها ومرّها، وبكل ما فيها، والآن نحن نعاني؛ من بكاء الطفل المزعج الذي بداخلنا، من ذا سيسكته؟، والشيخوخة على الأبواب.
لا شك في أنه الحنين إلى الماضي بأماكنه الفسيحة وأشخاصه الطيبين.
الرغبة الشديدة في عودته إلينا أو في عودتنا إليه بخواطرنا، ليس مرضا كما يتوهم البعض، بل هو علاج ناجع لهذا السأم اليومي الذي يصيبنا بمجرد رؤية كل هذه البنايات، وهذه الطرقات، وهذه الساحات التي احتلت فضاءات كانت مسرحا لألعابنا وصارت مأهولة من كل صوب وحدب، بكل من هب ودب....
وقس على ذلك، هذه المواقع والمنتديات التي أصبحت تمثل للمرء مرضا نفسيا وفكريا حقيقيا، لا يرتاح منه إلا حين يترك لها الجمل بما حمل، ويهجرها مليا.
تعليق