هلوسات بلبل سرق صوته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    هلوسات بلبل سرق صوته

    هلوسات بلبل سرق صوته
    **
    ألتهم الوقت أو يلتهمني، سيان المهم عندي متابعة عطر النساء، هذه الكائنات الرقيقة والعذبة كفراشات، شرائح لحم مختلفة المذاقات، ما أعذبهن! يكفيني أنا القابع بهذه المقهى الوضيعة، أن أجلس على كرسي من القش، وأمامي طاولة شحب لونها على ظهرها فنجان قهوتي، ومرمدة من زجاج تحمل علامة ماركة عالمية، عليها سيجارتي، وقربهما جريدتي الصباحية مطوية بعناية لا تظهر سوى صفحة الكلمات المتقاطعة فارغة المربعات. بعد نفثة وقضمة ورشفة كانت الكلمات تنثال إلى أن امتلأت شبكتي وفاض ماؤها، فحملني إلى أرض جرداء إلا من شجيرات مثمرة، ونبع ماء. سرعان ما تأقلمت مع المكان، فبنيت لي زاوية أحاطت بالشجيرات والنبع. كانت رياضتي الصلاة والصبر عليها. لم يمض وقت حتى وجدت القوافل تحط بجواري، في البداية كانت قليلة وعلى فترات من الزمن، ثم تكاثرت. من على صومعتي شاهدت بنايات تقام، وملاه ومقاه. فكانت مدينة الراشقاني.
    حلقت لحيتي التي طالت حتى الصدر، واستحممت، وتعطرت، ولبست ثيابي، ثم توجهت إلى تلك المقهى الوضيعة، جلست على كرسي من قش، وعلى طاولتي الحالكة وضع النادل جريدتي الصباحية ومرمدة زجاجية تحمل علامة ماركة تجارية عالمية، أشعلت سيجارتي، وبدأت أتأمل نافثا في وجه العالم دخاني؛ لم يعد يروق لي، أفكر في إعادة بنائه، لكن، هذه المرة، على شكل امرأة.
  • نادية البريني
    أديب وكاتب
    • 20-09-2009
    • 2644

    #2
    رأينا البطل بين طورين مختلفين...بين مقهى يبدد فيه طاقاته ويصرفها في اللاشيء وبين قرية اعتكف فيها ولم يكد يفعل شيئا...في كلتا الحالتين يسرق الزّمنُ البطل ...ومازال يتأمّل الوجود ويبحث عن الكينونة...بلبل لم يستقرّ له قرار...
    هكذا قرأتها أخي الراقي عبد الرّحيم فأنشأت نصّا من رحم نصّ...قرأتها أكثر من مرّة لأعرف كنه هذه الهلوسات...
    تحياتي وتقديري لقلمك المبدع...

    تعليق

    • بسباس عبدالرزاق
      أديب وكاتب
      • 01-09-2012
      • 2008

      #3
      نص خارق
      هذا عبدالرحيم بكل زينته يغرينا بمتابعته
      مبارك لك هذا النص

      محبتي
      السؤال مصباح عنيد
      لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

      تعليق

      • عبدالرحيم التدلاوي
        أديب وكاتب
        • 18-09-2010
        • 8473

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
        رأينا البطل بين طورين مختلفين...بين مقهى يبدد فيه طاقاته ويصرفها في اللاشيء وبين قرية اعتكف فيها ولم يكد يفعل شيئا...في كلتا الحالتين يسرق الزّمنُ البطل ...ومازال يتأمّل الوجود ويبحث عن الكينونة...بلبل لم يستقرّ له قرار...
        هكذا قرأتها أخي الراقي عبد الرّحيم فأنشأت نصّا من رحم نصّ...قرأتها أكثر من مرّة لأعرف كنه هذه الهلوسات...
        تحياتي وتقديري لقلمك المبدع...
        أختي البهية، والمبدعة الفاضلة، نادية
        أشكرك على اهتمامك بنصي، وعلى تفاعلك القيم معه.
        سعيد بقراءتك الحصيفة، وجهة نظرك أغنت النص.
        بوركت.
        مودتي.

        تعليق

        • محمد ابوحفص السماحي
          نائب رئيس ملتقى الترجمة
          • 27-12-2008
          • 1678

          #5
          رائع في اشراقاتك أو في إغراباتك..أو في قصصك الطويلة أو القصيرة أو القصيرة جدا..
          لأنك تكتب بفنية عالية.. هذا ما لا اقوله أنا بل تقوله نصوصك ..
          اما عن قصتك هاته فأظن أن "الفراغ" ذهب بصاحبك بعيدا ثم لما استفاق وجد نفسه في مكان منطلقه لم يبرحه.. و هكذا الفراغ دائما يصنع بصاحبه!!!
          خالص المحبة
          [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
          قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

          تعليق

          • عبدالرحيم التدلاوي
            أديب وكاتب
            • 18-09-2010
            • 8473

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
            نص خارق
            هذا عبدالرحيم بكل زينته يغرينا بمتابعته
            مبارك لك هذا النص

            محبتي
            أخي القاص المتألق، سي بسباس
            من دواعي سروري أن ينال النص رضاك.
            ممتن لك طيب الإشادة والتشجيع.
            شكرا لك والمودة.

            تعليق

            • عبدالرحيم التدلاوي
              أديب وكاتب
              • 18-09-2010
              • 8473

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابوحفص السماحي مشاهدة المشاركة
              رائع في اشراقاتك أو في إغراباتك..أو في قصصك الطويلة أو القصيرة أو القصيرة جدا..
              لأنك تكتب بفنية عالية.. هذا ما لا اقوله أنا بل تقوله نصوصك ..
              اما عن قصتك هاته فأظن أن "الفراغ" ذهب بصاحبك بعيدا ثم لما استفاق وجد نفسه في مكان منطلقه لم يبرحه.. و هكذا الفراغ دائما يصنع بصاحبه!!!
              خالص المحبة
              أخي الراقي، سيدي محمد:
              أشكرك على متابعاتك المشجعة.
              ممتن لك طيب التشجيع، وكرم الدعم.
              دمت مشرقا.
              مودتي

              تعليق

              يعمل...
              X