المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق
مشاهدة المشاركة
فتشي البيت، ستجدينه./ فهو يؤكد أن قلبه ما زال متعلقا بالكتاب ،كأنه يدفعها لقراءته هي بدورها عسى أن يتعلق قلبها بما يحويه الكتاب ،بطل يريد ضمنيا أن يجعلها تحب القراءة لتستفيد وتنمي معارفها التي ربما نسيتها بالمبالغة في عملية التنظيف وغيرها من شؤون البيت .. بطل يحس أن ابتعادا حصل عن عملية التثقيف وتنمية المعارف عسى أن تكون في مستوى ثقافته أو أحسن منه .
وجدها تنظف زجاج النافدة بقلبه/ النهاية فيها انزياح عن المعنى الحقيقي ،وانزعاج على مستوى المراد ، أيعقل أن تنظف النوافذ بكتابه المفضل ، النهاية مفتوحة ،فيها نكهة من السخرية ،جاءت لتبين أن هذه المرأة مهووسة بتنظيف الزجاج على فرضية إفراغ الكتب من الرف الذي يضم ذلك الكتاب الذي خلق ضجة في قلب القارئ المجد والمثابر ..
مرة سألت زوجة :هل يعجبك ما يكتب زوجك من قصص ؟ أجابت :لا أقرأ له رغم أني أجيد القراءة وأستاذة للغة العربية ..
ظاهر النص يدفعنا للقول بأن النص اعتباطي ،ومتناقض مع الواقع .. فهو للتسلية والفرجة .. فعمق النص يؤشر بقوة على أزمة القراءة في الأسرة ،هناك من يبالغ في القراءة والكتابة وينسى زوجته وأولاده ،وهناك من يكتب ولا تعرف زوجته ماذا يكتب ،وهناك من نجد زوجته مبدعة وزوجها يرافقها في المنتديات الأدبية ولا يشارك أبدا ..
إنها أزمة عدم التوافق في التوجه والرغبات التي تبدو زائدة للبعض خاصة فيما يتعلق بالإبداع .على ما أتذكر أن زوجة يوسف إدريس سألته يوما : هل تباع القصص في السوق ؟قال :نعم . قالت:وهل القصص تؤكل؟إذن ، فماذا ينفعها قلبه الذي خبأه إن لم تجد ما تأكله في بيتها.ولهذا شغلت نفسها بالتنظيف فأهملت عمدا الطبخ ..
هكذا قرأت هذه الومضة الغنية بالدلالات المرتبطة بحياة القارئ والكاتب وعلاقته بزوجته وبيته وأهله .. صيغت في قالب إيحائي ،ينطوي على نوع من التفريغ النفسي بطريقة سلسة مرنة تدعو إلى التفطن واليقظة واستعمال الذكاء ..
تقبل هلوستي أخي المبدع المتألق عبد الرزاق ..
محبتي وتقديري
تعليق