أميرتي الصغيرة !
ثلاثُ ليالٍ وأنا أتحرَّى ما يُطمئنُ قلبي، ثلاثُ ليالٍ وأنا أنتظر منكِ ما يطفئُ شُعلة الأسئلة في رأسي. ألا تعلمين بأنّي في أَمسِّ الحاجةِ إلى أن أقرأ ما يُبدّد المخاوف التي تجتاحني بين حينٍ وآخر، وما يُجيبُ على التساؤلات التى حرمتني من الرُقاد طيلة الأيام الفائتة؟.أأنتِ بخير؟ هذا هو السؤال الذي لا يزال يهزُّ عظامي كما تهزّ الريح أغصان الشجر، هذا هو السؤال الذي يُحرّك أمواج الصُداع في ناصيتي، ولا يتركني أهنأ بشيءٍ على الإطلاق. أشدّ ما أخشاه يا حلوتي أنّ أصابكِ سهمٌ من سهامِ البلايا، أو أنّ أحد سائقي سيارة الأجرة تلبّسهُ الشيطان وقت وصولك، فأخذكِ إلى مكانٍ قصيّ فقتلك ثم أخفى جُثتكِ بين الأشجار، هذه الصورة المُرعبة لا تكاد تفارقني لحظة واحدة. ليت الأخيلة الموحشة تنجاب عني كما تنجاب السحائب السوداء عن المدينة! ليتني أقدر أن أغدو متفائلاً ولو لدقيقة واحدة، وأن أخدع نفسي بأن خيرًا ما أرجأ بعث رسالتكِ إليَّ، ولكن هذا شبه مُستحيل، من أنا بالنسبة لكِ؟ ألستُ والدك؟ أليس لي حقٌ عليك ؟ هل نسيتِ أنّني كلّ شيء؟ هل نسيتِ أنّ لا ملجأ لكِ سواي؟ ألم يهجس في قلبكِ الرقيق ما سيحلُّ بأبيكِ القلق إذا وطأت قدمك أرضِ الغربة، ولم تبعثِ إليه برسالة؟ لا أذكّر أنّي أنشأتكِ على التجاهل، ولكني أذكرُ أنّ لديكِ قلبٌ حساس ومُفعم بالإنسانية وبُحبِّ الناس، لكن أين هو هذا القلب عن أهمِّ كائنٍ في حياتك؟ أين هو؟
ثلاثُ ليالٍ، ثلاثُ ليالٍ، ثلاثُ ليالٍ.
ردِّ على الرسالة فور قراءتك لها.
والدك ..
تعليق