رسائل .. بريد الشكوى.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سامي الشريم
    أديب وكاتب
    • 11-12-2015
    • 107

    رسائل .. بريد الشكوى.


    أميرتي الصغيرة !

    ثلاثُ ليالٍ وأنا أتحرَّى ما يُطمئنُ قلبي، ثلاثُ ليالٍ وأنا أنتظر منكِ ما يطفئُ شُعلة الأسئلة في رأسي. ألا تعلمين بأنّي في أَمسِّ الحاجةِ إلى أن أقرأ ما يُبدّد المخاوف التي تجتاحني بين حينٍ وآخر، وما يُجيبُ على التساؤلات التى حرمتني من الرُقاد طيلة الأيام الفائتة؟.أأنتِ بخير؟ هذا هو السؤال الذي لا يزال يهزُّ عظامي كما تهزّ الريح أغصان الشجر، هذا هو السؤال الذي يُحرّك أمواج الصُداع في ناصيتي، ولا يتركني أهنأ بشيءٍ على الإطلاق. أشدّ ما أخشاه يا حلوتي أنّ أصابكِ سهمٌ من سهامِ البلايا، أو أنّ أحد سائقي سيارة الأجرة تلبّسهُ الشيطان وقت وصولك، فأخذكِ إلى مكانٍ قصيّ فقتلك ثم أخفى جُثتكِ بين الأشجار، هذه الصورة المُرعبة لا تكاد تفارقني لحظة واحدة. ليت الأخيلة الموحشة تنجاب عني كما تنجاب السحائب السوداء عن المدينة! ليتني أقدر أن أغدو متفائلاً ولو لدقيقة واحدة، وأن أخدع نفسي بأن خيرًا ما أرجأ بعث رسالتكِ إليَّ، ولكن هذا شبه مُستحيل، من أنا بالنسبة لكِ؟ ألستُ والدك؟ أليس لي حقٌ عليك ؟ هل نسيتِ أنّني كلّ شيء؟ هل نسيتِ أنّ لا ملجأ لكِ سواي؟ ألم يهجس في قلبكِ الرقيق ما سيحلُّ بأبيكِ القلق إذا وطأت قدمك أرضِ الغربة، ولم تبعثِ إليه برسالة؟ لا أذكّر أنّي أنشأتكِ على التجاهل، ولكني أذكرُ أنّ لديكِ قلبٌ حساس ومُفعم بالإنسانية وبُحبِّ الناس، لكن أين هو هذا القلب عن أهمِّ كائنٍ في حياتك؟ أين هو؟
    ثلاثُ ليالٍ، ثلاثُ ليالٍ، ثلاثُ ليالٍ.

    ردِّ على الرسالة فور قراءتك لها.
    والدك ..
  • سامي الشريم
    أديب وكاتب
    • 11-12-2015
    • 107

    #2
    بريد الشكوى (2) ..

    أبي الحبيب !

    الحق إنّي آسفة، أشعرُ بالخجلِ من نفسي لما سببته لك من متاعب، وأحسُّ بأنّي فتاة ذات طبعٍ غليظ لأنّي جعلتك تعاني، ولكن ذرني يا أبي أشرح لك ما حدث لي من مُشكلات لعلّك تغفر لي زلتي. في البدء كُنّا نحلّق بسلام في السماء، وفجأة حدث عطب في كابينة القيادة مما اضطر كابتن الطائرة إلى اتخاذِ قرارٍ سريع بالهبوطِ في إحدى المطارات. نزلنا هناك وأقدامنا ترتجف من الخوف. كان المطار الذي هبطنا فيه صغيرًا - السوبر ماركت القريب من منزلنا أكبر منه حجمًا - ولا يوجد فيه خدمات اتصال غير كابينة الهاتف، وأنت تعلم أننا لا نملك هاتفًا في المنزل، وكان بمقدوري أن أدلف إلى أقربِ فُندق لأقوم بمراسلتك، ولكنني ارتأيت البقاء على الخروج، لسببين، أولاً: لا أدري متى تُحلّ أزمة الطائرة، وثانيًا: أردتُ أن أحفظ المال للأوقات الصعبة. بعد ستِ ساعات من جلوسنا، أخبرنا أحد الموظفين أن الطائرة لن تُقلع إلّا في صباح اليوم الموالي، بانت أمارات الاستياء على وجوه المسافرين، واعتلت أصواتهم الحانقة وصيحاتهم أرجاء المكان، إلا أنا أضحيتُ كالأمواجِ الهادئة، لأنّه ليس من الحكمة أن استحيل إلى ثورٍ هائج من أجلِ طائرة رابضة بالمطار، وشعرتُ حينها بالنعاس فافترشتُ كُرسيًا بالقربِ مني، ونمتُ نومة مُتعبة. استيقظتُ بعد ثمانِ ساعات، فوجدتُ الناس نيامًا بجواري، منهم من توسّد الكراسي، ومنهم من اتَّخذ الأرض فراشًا له، ومنهم من وضع رأسه على طاولة المطاعم ومقاهي القهوة. بعد مرور ثلاث ساعات، جاء إلينا أحد طاقم الطائرة وأخبرنا أنّه بإمكاننا مواصلة سيرنا من دون عوائق.
    ركبنا الطائرة وأسارير الغبطة بارزة على مُحيّانا، وجلس كلِّ مسافرٍ في مقعدهِ المُخصص، وأقلعت بنا الطائرة بسرعة فائقة وكأنها تعتذر لنا عن مكوثها الطويل. وأخيرًا وصلنا إلى مدينة فورت لودرديل بعد رحلة مُضنية وشاقة. رحتُ إلى فُندقٍ جميل في وسط البلدة اسمه " كراوني بلازا "، كل شيءٍ فيه بديع وخلاب ما عدا خدمات اتصال الانترنت، كانت مُعطلة قبل أن أجيء إليهم، فلم أستطع أن أراسلك حينها، فأكملت نومي في الطابق السابع. عندما استيقظت، أكلتُ من المطعم في الطابق الأرضي ثم ذهبتُ إلى الجامعة لأكمل إجراءات القبول، ولأبحث عن سكنٍ مُتاح، فأنتهيت من كلِّ الاجراءات وقالوا لي أنّهم عثروا لي على غُرفة بسعرٍ رمزي، واتفقت معهم أن آتي إليهم في ظهيرة اليوم التالي. بعد ذلك، دلفتُ إلى أحدِ الأسواق، واشتريتُ بعض الحوائج، ثم عدتُ مهدودة القوام إلى الفُندق، وتحدثتُ مع موظف الاستقبال عمّا إذا كانت مشكلة الانترنت قد عولجت، فقال لي لا يزال عُمّال الصيانة يبذلون قصارى جُهدهم في إصلاح الخلل، وربمّا يستغرق الأمر خمسِ ساعات على أقلِّ تقدير. رجعتُ إلى غرفتي ثم نمت نومة هانئة لم أذق مثلها من قبل، ولحظة فتحتُ عيناي إلا ومشكلة الانترنت قد حُلّت، وها أنا أكتبُ إليك هذه الرسالة. سامحني يا أبي.

    ابنتك.
    التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 03-11-2017, 08:25.

    تعليق

    • سامي الشريم
      أديب وكاتب
      • 11-12-2015
      • 107

      #3
      بريد الشكوى (3)

      فراشتي !

      تدرين يا حلوتي، ما إن فرغتُ من قراءةِ رسالتك حتّى سكنت ريح الأفكار، وانطفأت جذوة القلق، ورجعت إلى قلبي الطمأنينة، ونسيتُ كلّ ما جرى كما لو أنّني لم أكُن من قبل عالقًا في عاصفة. ما أبهى الانشراح الذي يجيءُ بعد المُعاناة! ما أجمل أن يغدو المرء ساكنًا مثل تمثالٍ في حرمِ الجامعة، ولا ينزعج من أيِّ شيءٍ البتّة !. ما يهمني من حكايتك الطويلة هو ثلاثة أشياء: أولاً، الطائرة التي كادت أن تهوي بكم إلى الأرض لولا حنكة الكابتن الذي قرر أن يهبط بالطائرة في أقرب مطار، وثانيًا، أنّكِ ترفلين بالخير ولم يحدث لكِ أيّ مكروه، وثالثًا، أنّكِ ألفيتِ غرفة في الجامعة، وهذا ما يجعلني اطمئن عليكِ، ولا أخشى عليكِ بعد الآن من الذئاب البشرية، ولا من مجانين الطرقات.
      لماذا يا صغيرتي تطلبين مني السماح وأنتِ تعلمين أنّني أفضّلك على نفسي، ولا ترنو عيناي لأحدٍ في هذه الدنيا إلاكِ؟

      كما اتفقنا يا صغيرتي، اكتبِ إليِّ آخر المستجدات. كوني بخير.

      والدك.

      تعليق

      • سامي الشريم
        أديب وكاتب
        • 11-12-2015
        • 107

        #4
        بريد الشكوى (4)


        أبي العزيز !

        في ظهيرة اليوم، خرجتُ من الفُندق، ثم استقليتُ سيارة أجرة كانت مركونة أمام الباب، وطلبتُ من السائق أن يتجّه مباشرة إلى جامعتي. كان سائق الأجرة من المهاجرين الأفارقة، ولاح لي أن عمره يربو على الأربعين، وأن لغته الإنجليزية ركيكة، ينطق نصف جملة بشكلٍ صحيح وينطق نصفها الآخر بطريقةٍ خاطئة، وكان رجلاً ضخم الجثة، ذو وجه مستدير، مُترع بالخدوش والتشققات كمثل كوكبٍ مُظلم ممتليء بالأخاديد. أثناء سيرنا في الطريق، كان يلوي عنقه من حينٍ لآخر، ويسألني عن شيءٍ ما، تارة عن اسمي، وتارة عن وطني، ومرة عن عائلتي، وقد اعتراني الذعر والقلق، وخشيتُ أنّي سأفارق الحياة في أيِّ لحظة على يد هذا الرجل، ولكن اتَّضح لي فيما بعد أنّه كان سليم الطويَّة، وكان لا يريد مني شيئًا سوى إشباع فضوله ودفع الأجر. لحظة وضعتُ أقدامي على رصيف الجامعة، ذهبتُ مسرعةً إلى مبنى الطلبة الدوليين، أجرُّ ورائي حقائيبي مثل امرأة نازحة، فوجدتُ بالمصادفة، الموظفة المسؤولة عن السكن، عندما رأتني رحَّبت بي، وأخذت بيدي إلى مكتبها ثم أجلستني على الأريكة، وقدّّمت إليَّ شاي وبسكويت، ثم طفقت تتحدث عن قوانين السكن وعن العواقب المترتبة في حال مخالفتها، وبعد أن فرغت من حديثها، رفعت السماعة وهاتفت المُشرف على السكن الذي سأقيم فيه طوال فترة دراستي، ثم أغلقت السماعة بهدوء، وقالت لي: " بإمكانكِ الآن الذهاب، سوف تجدين مفاتيح الغرفة عند " جون " مُشرف مبنى رقم 3 . صافحتها بحرارة وتمنيت لها يومًا سعيدًا، ورحتُ إلى المبنى الذي أشارت إليه آنفاً، المبنى مُكوَّن من ثلاثةِ طوابق، محاطًا بحديقة خضراء زاهية، وفي منتصف الحديقة إزاء الباب الرئيسي ثمة نافورة صغيرة، وبالقرب منها ثلاثة كراسٍ طويلة مصنوعة من الخشب، وعلى امتداد باصريتي رأيتُ شجرة عملاقة يكاد يتخطّى عمرها ألف عام. دخلتُ المبنى وإذا بي أجِدُ ممرًا طويلاً يفضي إلى غرفة المُشرف، مشيتُ إلى هناك، وألفيتُ جون بإنتظاري، كان شابًا أبيضًا كالقطن، نحيلاً مثل إبرة، ذو شعر مائل إلى اللون البنيّ، وتراءى لي أنّه لا يتجاوز الثلاثين من عمره. كان يتحدث معي بصوتٍ خفيض فيه بُحّة، بالكاد فهمت ما قاله لي، قال أن غرفتي في الطابق الثاني رقم 277، ثم مدّ لي مفتاح الغُرفة مع ابتسامة مصطنعة وكأنّهُ يُخفي وراءها إمّا حُزنًا عظيمًا محشورًا في قلبه أو حقدًا دفينا. بعد ذلك، ركبتُ المصعد، وارتقيت إلى الطابق الثاني، ورحتُ أُبحث عن غرفتي بين الغرف الكثيرة، فلّما وجدتها أخيرًا، سمعت صوت أحدهم من وراء الباب، تلكأت مكاني، وانتظرت ثواني معدودة حتّى فُتح الباب، فرأيتُ فتاة طويلة، ذات بشرة سمراء كالقهوة، وذات عينين واسعتين كالمحيط، ولديّها شعر مثل الليل البهيم، ناعم كالحرير. حدّقت بعينيها في يديّ ورأت المُفتاح يتدلى من بين أصابعي، فقالت لي بابتسامة لطيفة : " على ما أظن أنّكِ شريكتي في الغُرفة، أليس كذلك؟ ". قلت لها : " نعم " ثم مدّت لي يد العون وساعدتني في حمل الحقائب، وحين ولجت الغرفة، رأيتُ سريرين من حديد، فوقهما فِراشين أبيضين مثل الفُرش التي توضع على أسِرَّة المستشفيات، وخزانتين للملابس من الألمنيوم، وطاولتين خشبيتين للمذاكرة، ونافذة كبيرة تغطيها ستارة ورقية باهية. أنزلنا الحقائب على الأرضية، وشكرتها على حسن استقبالها لي الذي بعث في قلبي الدعة والحبور. بعد هنيهة طلعت الفتاة من الغرفة، وتركتني وحدي لآخذ راحتي في إفراغ الحقائب من الملابس والأشياء، وترتيبها في أمكنتها المخصصة، وبعد أن انتهيت من كلّ ذلك، فتحتُ الحاسوب، وها أنا الآن أقوم بمراسلتك.

        اسمح لي يا أبي ألّا أراسلك إلا إذا استولى الحنين على قلبي، أوإذا نفد مالي، أو إذا ضقتُ ذرعًا بالناس والمكان، فأنت أبي وصديقي وكلَّ هذا العالم.

        قُبلة على جبينك الطاهر.

        ابنتك الوحيدة
        سُعاد.
        التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 03-11-2017, 08:39.

        تعليق

        • سامي الشريم
          أديب وكاتب
          • 11-12-2015
          • 107

          #5
          بريد الشكوى (5)


          أميرتي الصغيرة !

          أشعر أنّ قلبكِ لم يسترح من التفكير في اليومين الماضيين، وأظنكِ تسألتي مرارًا بينك وبين نفسك، ما الشيء الذي منع أبي من الرد على رسالتي، وهو من دأبه أن يتسمَّر أمام شاشة الحاسوب حين ينتظر رد أحدهم؟ على ما أعتقد أن هذا التساؤل بالتحديد هو ما كان يُقلقك، أليس كذلك؟ حسنًا، أتعلمين أن المعتوه - ابن جارنا - عبث بمُولِّد الكهرباء الذي يقبع في أوّل الحيّ، فتسبب بقطع النور عنّا ليومين متتالين، وقد عاد إلينا الضوء قبل زُهاء ساعة. أكاد أجن يا حلوتي كيف لا يُصاب هذا المجنون بأذى، وهو لا يزال يفعلها من حينٍ إلى حين! بتّ ارتاب في جنونه، وفي سلامة عقولنا. ألا تذكرين ما حدث لي قبل سنوات عندما كُنت أُصلح العطل في غرفة المعيشة ؟ نفضتني الكهرباء وسقطتُ مغشيًا عليّ لساعات، وهذا المعتوه لا يحدث له شيء مهما فعل!
          ما علينا، لنعود الآن إلى موضوع جامعتك. رائع أنّكِ مكثتِ في مكانٍ واحد، فالانتقال من فُندقٍ إلى فُندق يضارع السفر من مدينة إلى مدينة، كأنكِ سائحة باذخة ولستِ طالبة تبحثُ عن مُستقبلٍ مُشرق. تذكرتُ شيئًا، أودُّ أن أنصحكِ بشأن المال، حذارِ من صرفِه بطريقةِ اللامبالي، لأنّ الندامة سوف تُعشش في قلبكِ في النهاية، فأنتِ يا فراشتي بحاجة إلى صبِّ هذه الأموال في وعاءِ المنفعة لا المضرّة.
          من الجميل أنّكِ وجدت من يشاطرك الغُرفة، فالوحدة مُضنية في الغربة، فقد تأتيكِ أوقاتًا تشعرين فيها بأن الحياة هناك رمادية وكالحة، وأن الوطن كالربيع، وأنّهُ مثل حضن الأم الذي نلجأ إليه إذا اشتدت علينا الخطوب.

          يا صغيرتي، سأكون معكِ متى شئت، بدمي ولحمي ومالي وروحي وقلبي.
          كوني في أتمّ العافية.

          والدك.

          تعليق

          • سامي الشريم
            أديب وكاتب
            • 11-12-2015
            • 107

            #6
            بريد الشكوى (6)

            أبي الحبيب..

            كيف عرفت ما دار في ذهني؟! فعلاً، كنتُ أتساءل في نفسي عن سبب تأخرك في الرد، فكّرتُ في بواعثٍ كثيرة، تارة أقول لنفسي ربّما ساءت صحة العمّة مجددًا، وذهب أبي كمرافق معها إلى المستشفى، ومرة أقول ربّما جاء الشرطي وجرّ أبي من أهدابه، ورماه في غيابة السجن بسبب الديون، ولكن لم يخطر ببالي أن الكهرباء مقطوعة بسبب ذلك الفتى. أجزُّ معصمي بالمُدية إن كان أحمد - ابن جارنا - أحمقًا، بل أكاد أُجزم أنّه لبيب. دعني أُخبرك ما رأت عيني في أوّلِ صباحِ العيد الفائت، عندما ذهبتُ مع صديقاتي إلى الحديقة العامة، وجدنا أحمد وحيدًا، كان ساندًا ظهره إلى صخرة، وكان يضع بعض الأشياء فوق رأسه وينثر الأشياء المتبقية على العشب، كنّا نعتقد أنّه يعبث بنفسه كالعادة، ولكنه ما إن نفض يديه حتّى ملأت الحمائم المكان، وهبطت حمامة بيضاء فوق رأسه وشرعت تأكل، وهو لم يتحرك ولم يصدر أدنى صوت، بل كان مغمضًا عينيه منتشيًا مثل حكيم يوناني، وقد جلس على هذا الحال قرابة عشر دقائق، ونحن كنّا نرنو إليه بذهولٍ غير مصدقاتٍ ما يحدث. بالله عليك يا أبي ألا تستغرب من تصرفه! إن كان معتوهًا حقًا لما أطعم الحمائم، ولما ظلّ صامتًا طوال ذلك الوقت!.
            أتذكّر قصتك جيدًا مع الكهرباء وكأنّها حدثت بالأمس القريب، كنت أنا وعمتي نتجادل في موضوعٍ ما في الدور العلوي، وسمعناك تصرخ بقوة وكأن عقربًا لدغتك، ثمّ هرعنا إليك، ورأيناك مُمدّدًا على الأرض، وعيناك مبيضتان كالأعمى، كنتُ أعتقد أنّك مُتّ، فأجهشتُ بالبكاءِ كالأطفال بالقرب من جسدك، وكانت عمتي مصعوقة بمنظرك وأنت فاتح ذراعيك مثل المصلوب، فلم تتمالك نفسها، وجثت على ركبتيها ثمّ انتحبت، ولكنني حينما وضعتُ يدي على صدرك، عرفتُ أنّك لم تزل حيّا، فنقلناك بسرعة إلى المستشفى، وهناك استيقظت من غيبوبتك.
            لا تقلق من ناحية صرف المال، فأنا حريصة بهذا الشأن، ألا يكفي أنّك جمعت مال الدراسة من هنا وهناك، وأرقت ماء وجهك عند الصالح والطالح من أجلي؟ أنّى لي بعد كلِّ هذا أن أعبث به أو أصرفهُ بلا حكمة ؟

            أبي، كن بخير.

            ابنتك سُعاد.

            تعليق

            • سوسن مطر
              عضو الملتقى
              • 03-12-2013
              • 827

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سامي الشريم مشاهدة المشاركة

              أميرتي الصغيرة !

              ثلاثُ ليالٍ وأنا أتحرَّى ما يُطمئنُ قلبي، ثلاثُ ليالٍ وأنا أنتظر منكِ ما يطفئُ شُعلة الأسئلة في رأسي. ألا تعلمين بأنّي في أَمسِّ الحاجةِ إلى أن أقرأ ما يُبدّد المخاوف التي تجتاحني بين حينٍ وآخر، وما يُجيبُ على التساؤلات التى حرمتني من الرُقاد طيلة الأيام الفائتة؟.أأنتِ بخير؟ هذا هو السؤال الذي لا يزال يهزُّ عظامي كما تهزّ الريح أغصان الشجر، هذا هو السؤال الذي يُحرّك أمواج الصُداع في ناصيتي، ولا يتركني أهنأ بشيءٍ على الإطلاق. أشدّ ما أخشاه يا حلوتي أنّ أصابكِ سهمٌ من سهامِ البلايا، أو أنّ أحد سائقي سيارة الأجرة تلبّسهُ الشيطان وقت وصولك، فأخذكِ إلى مكانٍ قصيّ فقتلك ثم أخفى جُثتكِ بين الأشجار، هذه الصورة المُرعبة لا تكاد تفارقني لحظة واحدة. ليت الأخيلة الموحشة تنجاب عني كما تنجاب السحائب السوداء عن المدينة! ليتني أقدر أن أغدو متفائلاً ولو لدقيقة واحدة، وأن أخدع نفسي بأن خيرًا ما أرجأ بعث رسالتكِ إليَّ، ولكن هذا شبه مُستحيل، من أنا بالنسبة لكِ؟ ألستُ والدك؟ أليس لي حقٌ عليك ؟ هل نسيتِ أنّني كلّ شيء؟ هل نسيتِ أنّ لا ملجأ لكِ سواي؟ ألم يهجس في قلبكِ الرقيق ما سيحلُّ بأبيكِ القلق إذا وطأت قدمك أرضِ الغربة، ولم تبعثِ إليه برسالة؟ لا أذكّر أنّي أنشأتكِ على التجاهل، ولكني أذكرُ أنّ لديكِ قلبٌ حساس ومُفعم بالإنسانية وبُحبِّ الناس، لكن أين هو هذا القلب عن أهمِّ كائنٍ في حياتك؟ أين هو؟
              ثلاثُ ليالٍ، ثلاثُ ليالٍ، ثلاثُ ليالٍ.

              ردِّ على الرسالة فور قراءتك لها.
              والدك ..
              ..

              الأستاذ المحترم سامي الشريم
              كم أودُّ أن أشكركَ على مشاركة هذه الرسّائل العائلية معنا
              فهي تحمل طابع الصّدق والشوق وخوف الأب على ابنته
              ورغبته بالاطمئنان عليها والقلق الدائم بسبب بعدها عنه.
              هي رسائل لها أثرها في النفس، لأنها تتعلق بالروابط الأسرية،
              وأية عاطفة أقوى وأصدق من عاطفة الآباء تجاه أبنائهم!؟

              قرأتُ الرسالة الأولى حتى الآن، وعندي عليها بعض الملاحظات البسيطة:
              " أشدّ ما أخشاه يا حلوتي أنّ أصابكِ سهمٌ من سهامِ البلايا "
              الأفضل أن تكون العبارة كالتالي:
              .... أن يكونَ قد أصابكِ سهمٌ من ....
              أو .... أنَّ سهماً من سهام البلايا يكونُ قد أصابكِ
              أو .... أنَّ سهماً من سهام البلايا أصابكِ
              أو.... أن يُصيبَكِ سهمٌ من....

              "
              إذا وطأت قدمك أرضِ الغربة، ولم تبعثِ إليه برسالة"
              أرضَ "مفتوحة" .... تبعثي:لا تُحذفُ ياء المؤنثة المخاطبة أثناء الجزم،
              علامة الجزم هنا هي حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

              "...
              أنّ لديكِ قلبٌ حساس ومُفعم بالإنسانية "
              ...
              أنّ لديكِ قلباً حساساً ومفعماً بالإنسانية ..
              " ردِّ " أيضاً لا نحذف الياء لأنّ الفعل ليس معتل الآخر إنما هي ياء المؤنثة.
              ******

              أكرر شكري على هذه الرسائل الجميلة
              وسأتابع قراءة البقية قريباً إن شاء الله

              تحيتي وتقديري

              ..


              تعليق

              • سامي الشريم
                أديب وكاتب
                • 11-12-2015
                • 107

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
                ..

                الأستاذ المحترم سامي الشريم
                كم أودُّ أن أشكركَ على مشاركة هذه الرسّائل العائلية معنا
                فهي تحمل طابع الصّدق والشوق وخوف الأب على ابنته
                ورغبته بالاطمئنان عليها والقلق الدائم بسبب بعدها عنه.
                هي رسائل لها أثرها في النفس، لأنها تتعلق بالروابط الأسرية،
                وأية عاطفة أقوى وأصدق من عاطفة الآباء تجاه أبنائهم!؟

                قرأتُ الرسالة الأولى حتى الآن، وعندي عليها بعض الملاحظات البسيطة:
                " أشدّ ما أخشاه يا حلوتي أنّ أصابكِ سهمٌ من سهامِ البلايا "
                الأفضل أن تكون العبارة كالتالي:
                .... أن يكونَ قد أصابكِ سهمٌ من ....
                أو .... أنَّ سهماً من سهام البلايا يكونُ قد أصابكِ
                أو .... أنَّ سهماً من سهام البلايا أصابكِ
                أو.... أن يُصيبَكِ سهمٌ من....

                "
                إذا وطأت قدمك أرضِ الغربة، ولم تبعثِ إليه برسالة"
                أرضَ "مفتوحة" .... تبعثي:لا تُحذفُ ياء المؤنثة المخاطبة أثناء الجزم،
                علامة الجزم هنا هي حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

                "...
                أنّ لديكِ قلبٌ حساس ومُفعم بالإنسانية "
                ...
                أنّ لديكِ قلباً حساساً ومفعماً بالإنسانية ..
                " ردِّ " أيضاً لا نحذف الياء لأنّ الفعل ليس معتل الآخر إنما هي ياء المؤنثة.
                ******

                أكرر شكري على هذه الرسائل الجميلة
                وسأتابع قراءة البقية قريباً إن شاء الله

                تحيتي وتقديري

                ..


                أهلاً وسهلاً بالمشرفة سوسن..
                أنا الذي أشكرك على حضوركِ ومشاركتك، وعلى كشف الأخطاء وتصحيحها.
                ولا أخفيكِ سرًّا، ما أفتأ أحبو في ساحة الأدب، وما زلتُ أجهل الكثير.
                شُكرًا لكِ..

                تعليق

                • سامي الشريم
                  أديب وكاتب
                  • 11-12-2015
                  • 107

                  #9
                  بريد الشكوى (7)

                  عصفورتي الصغيرة

                  نسيتُ أن أخبرك عمّا حدث لعمّتك، هي الآن تعيش في أوج سعادتها، لقد غدت مثل الأم تريزا، باتت تدنو من الناس وتُحبّهم بعدما كانت تنفر منهم وتُمقت النظر إلى وجوههم، وصارت تذر الباب مفتوحًا لنساء الحارة من الظهيرة إلى المساء كيلا يمنعهن مانع من زيارتها. وثمّة نبأ آخر ربّما يبهجك، لقد اشترت قطة سيبرية ذات فراء رمادي فاتح، وصارت تحفل بشأنها كثيرًا كما لو أنّها فلذة كبدها. وأضحت تُسقي زرع الحديقة، وتفتح نافذة غرفتها عند مطلعِ كلِّ فجر، وتشدو مع الطيور المغردة فوق الأشجار وقت بزوغ الشمس. ليتها تبوح لي عن سبب تبدَّل ظلمتها التي طالت لسنواتٍ إلى نورٍ وإشراق! فأنا لا أقدر أن أسألها عن سرِّ هذا التحوّل العجيب، فكلّ ما أخشاه أن أُفسد عليها الفرحة أو أن أكون سببًا في الانتكاسة.

                  المشكلة يا وردتي أنّ جارنا - والد أحمد - أخبرنا قبل أعوام بأنّ ابنه مُصاب باختلال عقلي منذ أن وعى على الدنيا ! احترت الآن بين كلام الأب وبين تصرفات الابن، فلا أدري من أُصدّق! أأصدق الكلام العتيق الذي قيل عن الفتى وأتوقف عن الشكّ، أو أُصدّق تصرفاته التي تثبت بأنّه سليم من الاضطرابات؟ أشعر الآن بخطر أحمد على الجيران، فربّما يقتل أحدًا منهم، أو يقفز إلى بيتٍ من البيوت، ويسرق ما شاء له أن يسرق، ولا أحد من الناس يفطن بأنّه الفاعل. أدري يا صغيرتي ستقولين أنّ أبي يتأثر سريعًا بدراما المسلسلات والأفلام، ولكن ألا يحقّ لي أن أعرف الحقيقة، وأن أتصرف قبل أن تحدث كارثة؟. إنّي أخاف من الأشياء الغامضة، الأشخاص الغامضين، الحقائق الناقصة، أخشى أن أكون مُترنّحًا بين الشكّ واليقين لفترة طويلة، هكذا يجنّ الإنسان، ويصير نزيلًا أبديًا في مستشفى المجاذيب، لذا عليّ أن أختار إمّا أبيض أو أسود، إمّا حق أو باطل، إمّا إيمان كامل أو لا إيمان البتّة.
                  محبّتي لكِ.


                  والدك
                  التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 13-11-2017, 14:31.

                  تعليق

                  • سامي الشريم
                    أديب وكاتب
                    • 11-12-2015
                    • 107

                    #10
                    بريد الشكوى (8).

                    أبي العزيز

                    ما أسعدني هذا المساء وأنا أقرأ رسالتك المشحونة بالأهازيج والأفراح! فما أجمل الأنباء التي جئت بها ! إنّها لمعجزة جليلة، فمن كان يُصدّق أنّ عمّتي التي كانت غارقة لأعوامٍ طويلةٍ في بحارِ الحُزن والكآبة، أن تنجو في لمحِ البصر من كلّ هذا!. أوتعرف يا أبتِ ماذا بوُدّي الآن ؟ بوُدّي أن أحجز طائرة في صباحِ الغد وأن آتي إليكما، من أجل أن أرى وجه عمّتي المضيء، فهي لم تهنأ بالصحَّةِ التامَّةِ ولم تعش في دعةٍ بعد أن فقدت زوجها قبل سنواتٍ مُنصرمة، فقد قضم الترح فؤادها كما يقضم الجائع تفاحة في يده، وقد خرَّب روحها أيما تخريب. ليتني بجانبكما في هذه اللحظة لأشاطركما الحبور والفرحة.

                    أنت تعلم يا أبتِ - مذْ كنتُ طفلة - أنني أحبّ الحيوانات الأليفة، بالأخص القطط، وبلا ريب، هذا النوع من الأخبار، يرفع لديّ مستوى الدوبامين، ويدفعني إلى المجيء إليكما في أقرب فرصة، فنادرًا ما رأيت حيوانًا يتمشَّى في جنباتِ البيت، لأنّ عمّتي لم تكن تدع حتّى نور الشمس أن يعبر من النوافذ، ونادرًا أيضًا ما عشنا سويًا لحظات من الفرحِ والمتعة والمسرَّة.

                    يا أبتِ ! لا تجزع من الفتى، لن يفعل شيئًا، فهو لم يسرق بيتًا، ولم يضرب أحدًا قطُّ، لا الشيوخ، ولا النساء، ولا الأطفال، ولا حتّى أترابه. فالكلّ يحبّهُ ولا يكرهه، بل الكلّ يضحك وينبسط في الحديث معه. أرجوك، انسى أمره وأحفل بشأنك وبشأن عمّتي، وتمتَّعا بالحياة السعيدة التي نزلت عليكما من السماء مثل مائدة بني إسرائيل.

                    ابنتك سُعاد.

                    تعليق

                    • سامي الشريم
                      أديب وكاتب
                      • 11-12-2015
                      • 107

                      #11
                      بريد الشكوى (9)


                      وردتي القرمزية


                      لم لا تفاجئني بعودتك؟ أتمنَّى في يومٍ ما أن أفيق من نومي فأجِدُكِ واقفةً إزاء سريري، تتأملين في تضاريسِ وجهي، وحين أُريدُ النهوض، تطيرين كالفراشةِ إلى حجري، فتغرقيني بالقُبلات، ثمَّ تقولين لي: "ها أنا عُدت".

                      من الأخبارِ المؤسفة التي ينبغي لي أن أُطلعكِ عليها أنّ عمّتك عادت كما كانت، لقد تقوقعت على ذاتها في قبوٍ المنزل، ولم تعُد تدري ما يجري في العالم الخارجي من أحداثٍ ونوائب. باتت تقضي جُلّ وقتها في القراءة، غارقة في الكُتب، ولا تأكل سوى وجبة واحدة، ثمّ تنام لساعاتٍ قليلة. لا تريد مني ولا من أحدٍ أن يدنو منها، ما عدا حيوانها الأليف. أرأيتِ الآن أنّ لا شفاء من هذه العِلَّة المرضِيَّة؟ ثمّة شيطان يجرُّها إلى الجحيم، والغريب أنّها راضيةٌ أشدّ الرضا بهذا الحال السيء، وأنّها تشعر بسعادةٍ وهي تعيش في قاعِ الأرض. "المرأة الخفاش" هذا اللقب الّذي أطلقته عليها بعد أن طردتني أنا والطبيب النفسي عندما حاول الأخير الكشف عليها، وبعد أن قالت لنا بصوتٍ حانق: "اخرجا من حياتي، دعاني وشأني" وبعد أن شرعت في شتمي بأقذرِ الألفاظ، وفي رمي اللَّعنات عليّ كما لو أنّني شيطان، وتمنَّت أن ينالني سوء الحظ - أكثر ممّا أنا غارقٌ فيه الآن - في كلِّ خطوةٍ أخطوها.

                      أمّا بخصوصِ الفتى، تثبَّتُ فعلاً أنّه مجنون، ولكنّه من هؤلاء المجانين الأبطال الأفذاذ الّذين لا يخيفهم شيء على الإطلاق. لقد أخبروني قبل يومين أنّه أنقذ عائلة تسكن في آخرِ الحارة من حريقٍ هائلٍ ابتلع المنزل بأكمله. حكوا لي أنّه كان يسير في الشارع وحيدًا كعادته اليوميِّة، فرأى الأدخِنة ولهب النيران تخرج من النوافذ، فطفق يجري كالحصانِ المسحور، ثمّ ولج المنزل وأخرج من فيه بسرعةٍ عجيبةٍ لا صِنو لها.

                      لا تنسي أن تخبريني عمّا يحدث لكِ في السكنِ والجامعة.
                      اشتقتُ كثيرًا إلى تفاصليكِ الدقيقة.

                      كوني بخير.
                      والدك.
                      التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 23-01-2018, 18:06.

                      تعليق

                      • عبير هلال
                        أميرة الرومانسية
                        • 23-06-2007
                        • 6758

                        #12
                        عذرا للمقاطعة قرأت رسالتين .. وكل منهما تقطر حزنا والما..

                        لا فرق الله بين أب وابنه أو ابنته

                        صعب للغاية الفراق ومرهق للروح

                        دمت بابداع
                        sigpic

                        تعليق

                        • سامي الشريم
                          أديب وكاتب
                          • 11-12-2015
                          • 107

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبير هلال مشاهدة المشاركة
                          عذرا للمقاطعة قرأت رسالتين .. وكل منهما تقطر حزنا والما..

                          لا فرق الله بين أب وابنه أو ابنته

                          صعب للغاية الفراق ومرهق للروح

                          دمت بابداع

                          آمين، آمين ..
                          أتمنّى أن لا أنكأ جراح أحد، أو أثير في النفوس الحُزن والكآبة.
                          شُكرًا لكِ أختي على قراءتك الرسائل..
                          دمتِ بخير..
                          التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 24-01-2018, 07:47.

                          تعليق

                          • عبير هلال
                            أميرة الرومانسية
                            • 23-06-2007
                            • 6758

                            #14
                            رسائل لغتها عالية فعلا

                            وتستحق الاشادة بها..

                            باذن الله سأحاول متابعتها جميعا


                            دمت بابداع

                            كل التوفيق لك

                            يا جميل القلم وأنيقه
                            sigpic

                            تعليق

                            • سامي الشريم
                              أديب وكاتب
                              • 11-12-2015
                              • 107

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبير هلال مشاهدة المشاركة
                              رسائل لغتها عالية فعلا

                              وتستحق الاشادة بها..

                              باذن الله سأحاول متابعتها جميعا


                              دمت بابداع

                              كل التوفيق لك

                              يا جميل القلم وأنيقه
                              شُكرًا كثيرًا أختي على التقريظ،
                              وأتمنّى أن أكون عند حسن ظنّكم جميعا.

                              التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 25-01-2018, 02:29.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X