اِرْتِبَاْكُ الْمَطَرِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عصام واصل
    عضو الملتقى
    • 07-08-2008
    • 77

    اِرْتِبَاْكُ الْمَطَرِ

    اِرْتِبَاْكُ الْمَطَرِ



    نِصْفُ طَعْنَةٍ:
    لِلْمَطَرِ في المنافي نكهةُ الكرزِ.. ولَهُ في وطني رائحةُ البارودِ...

    طَعْنَةٌ كَاْمِلَة:
    لي أنْ أمنحَ الأشياءَ لعنةً أخيرةً، لعنةً على مقاساتِ الفقدِ الذي يداهمُني، ويندلقُ بينَ أوراقي كرائِحَةِ البارودِ، لعنةً على شَكْلِ رائِحةِ فجيعةٍ ما، فجيعةٍ اقتحمتْني ذات مساءٍ، ومنحتني للصَّمتِ صمتاً إضافياً...
    طَعْنَةٌ إِضَاْفِيَّةٌ:
    إيييييييييهٍ... لمْ أنتبهْ لظلِّي وهوَ يسيرُ خلْفي كأحدِ المشيعينَ لجنازةٍ ما، يبكي، ويحوقلُ ويتمتمُ كأمِّي، ظننْتُ للوهلةِ الأولى أنَّهُ أنتِ.... فقدتُ صوابي... جثوتُ عليه... احتضنْتُهُ وبكيتُ، شُلَّ تفكيري... حينما لمْ أشمّ بهِ رائحتَكِ، لمْ تكنْ سوى رائحتي أنا... فاشتعلَتْ أنفاسي، وبكيتُ، حينما أدركتُ أنِّي لم أعدْ أملكُ إلاَّ ضلِّي...
    طَعْنَةٌ تُشْبِهُكِِ:
    لم أكنْ أدركُ أنْ غيابَكِ سيصنعُ بِي كلَّ هذا الدمارِ.. لم أكنْ أدركُ أنَّهُ سيجعلُني مجرَّدَ جُثَّةٍ تبحثُ عن مقبرةٍ على مقاساتِ قدميها فقطْ، لمْ أكنْ أدركُ انَّهُ سيجعلُني شارداً غارقاً في تلاويحِ أصابعي للريحِ، لمْ أكنْ أدركُ أنَّهُ سيأخذني إِلى هاويةٍ لا تتسعُ لنزفِ ذاكرتي...
    الآنَ أدركُ فداحةَ ما اقترفَهُ الغيمُ الشتائيُّ في حقِّنا، الآنَ أدركُ أنِّي تحولتُ إلى طللٍ لا يبكي عليهِ أحدٌ، ولا يحاولُ ترميمَهُ أحدٌ، الآنَ أدركُ أنِّي فاقدٌ للوعي منذُ أنْ أغرزَ وطني خنْجَرَهُ في ظهري، الآنَ أدركُ أني مشروعَ ضياعٍ طويييييييييييل، ومجردَ إغماءةٍ لنْ تستفيقَ...
    الآن أؤمن أن محاولةَ الاستفاقةِ مجرَّدُ انتحارٍ، وانَّ الخروجَ منْ رحمِ العتمةِ عتمةٌ إضافيةٌ، وأنَّ البحثَ عنْ حلٍ لمْ يعدْ ممكناً، وأنَّ الجنونَ هوَ الحلُّ الوحيدُ...
    الآنَ أدركُ أنّي لمْ أعدْ قادراً على حملي، لم أعدْ قادراً على إرسالِ رسالةَ شجبٍ إلى منظمةِ حقوقِ الإنسانِ، أو إلى منظمةِ المتشردينِ أشكو فيها فداحةَ ما ارتَكَبَهُ المزاجُ العقيمُ بي، وبِكِ، وبِحُلمِنا الذي منحناهُ لخاصرةِ الريحِ مجاناً...
    الآنَ أدركُ أنَّني أبكيتُني وأبكيتُكِ...
    الآنَ أدركُ أنِّي طَعَنْتُكِ... بخنجرِكِ... أنتِ... ومتُّ أنا...
    الآنَ أدرِكُ أنِّي حاولتُ كثيراً... ففشلتُ...
    الآن أدركُ أنّي سأمضي إلى حيثُ أستطيعُ المكوثَ في ذاكرتي، وحيداً إلاَّ منْ بقايا كلماتٍ مازلتُ أتذكرُها جيداً، لأنِّي سأجدُكِ فيها كما أشتهي أقربُ منْ كلِّ شيءٍ، تمارسيْنَني دمعةً على قارعاتِها المؤديةِ إلى أحلامٍ صنعناها معاً ودفنَّاها معاً، فهناكَ سأكونُ قادراً على اختراعِكِ كما أشتهي، وكما يحلو لي و سأمارسُكِ حُلُماً فاتناً، وأصنعُ منكِ لوحةً تشبهُني كثيراً، وأعلِّقُها على حيطانِ ذاكرتي كي تؤجِّجَ الحزنَ في قلبي كلَّما حاولَ أن ينطفئ...
    الآنَ أدركُ أنّي محتاجٌ إليكِ كثيراً، وأدركُ أني منحتُكِ نفسي في لحظةٍ كانَتْ صادقةً كثيراً، فخانتْني ذاكرتي وَخُنْتِنِي مَعَهَاْ...
    الآنَ أدركُ أنِّي مجرَّدَ طعنةٍ في خاصرتي...
    وأنَّكِ مجرَّدُ ذكرى تذبحُني كلَّما أطلَّتْ برأسِها منْ نافذةِ ذاكرتي...
    الآنَ
    أدركُ
    أنِّي
    سأمضي
    إِلى
    حيثُ
    لا
    أَدْرِيْ
    فَقَطْ.

    صنعاء
    5/8/2008م
    التعديل الأخير تم بواسطة عصام واصل; الساعة 28-08-2008, 17:38.
    [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
    الذين يتجولون في الشارع
    بحثا عن اللصوص
    سرقوا
    م
    ح
    ف
    ظ
    ت
    ي[/color][/B][/B] [/align]

    [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    [align=justify]احتضنْتُهُ وبكيتُ، شُلَّ تفكيري... حينما لمْ أشمّ بهِ رائحتَكِ، لمْ تكنْ سوى رائحتي أنا... فاشتعلَتْ أنفاسي، وبكيتُ، حينما أدركتُ أنِّي لم أعدْ أملكُ إلاَّ ضلِّي...
    ,
    الآنَ أدركُ أنّي محتاجٌ إليكِ كثيراً، وأدركُ أني منحتُكِ نفسي في لحظةٍ كانَتْ صادقةً كثيراً، فخانتْني ذاكرتي وَخُنْتِنِي مَعَهَاْ...
    الآنَ أدركُ أنِّي مجرَّدَ طعنةٍ في خاصرتي...
    وأنَّكِ مجرَّدُ ذكرى تذبحُني كلَّما أطلَّتْ برأسِها منْ نافذةِ ذاكرتي...
    الآنَ
    أدركُ
    أنِّي
    سأمضي
    إِلى
    حيثُ
    لا
    أَدْرِيْ
    فَقَطْ.









    الله عليك ايها المبدع والأكثر من رائع

    في ارتباك المطر أكاد أغرق وحروفي بعطر الواصل

    من ألف المسك الى ياء الياسمين

    اجمل باقة شكر

    احترامي والود[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 05-09-2008, 22:20.

    تعليق

    • حياة سرور
      أديب وكاتب
      • 16-02-2008
      • 2102

      #3
      أخي المبدع حرفاً .. الألق أدباً.. عصام واصل

      لا أدري يا أخي.... لماذا حين ألج حجرات كلماتك يطيب لي الإقامة لا الترتيل على سجادة صلاة ..

      لقد سما حرفك هنا فوق العادة ليقرر في قوة حضوره و تمكنه و ربما فلسفته

      رؤية أخرى تخرج عن المألوف ...

      قرأت أسلوباً و فكراً و طريقةً ذكية لا أجد بما أصفها و لكنني أحسستها ..

      فـــ قد كان فكرك كـــ كوب ماء حمّلوه ما لايطيق ففاض ... هي تلك النزعة

      السامية للأدب فـــ عندما نتمكن من تطويع المعاني لاشك نصنع الفكرة ونصنع

      الحرف القوي ، وعندما تتسامى أقلامنا لاشك سيتقزم من يحاول العبث بجوارها .

      لذلك وقفت بين نسج خيوط هذا العمل الأدبي الزخم أبحث عن ثغرة ... فـــ

      اعذرني ... ليس لاستملاك حرفك بل لفهم نبضك ... فأجدني أضيع في حبكة

      لا ربط يمكن فكّه أو تلاشيه !!!

      أخي الأديب الأريب عصام ...أبجدية تبحث عن قلبك !!فـــ أنت لها ...

      دمت ألقاً سامقاً مبدعاً ..

      تحيتي واحترامي وتقديري ..














      همســــــة:في كل نزهة عند حدائق حرفك أعود محملةً بحصيلةٍ فلسفية عميقة تُعادل غيمة ومطرها


      تعليق

      • عصام واصل
        عضو الملتقى
        • 07-08-2008
        • 77

        #4
        فرح... حياة.... كل عام وانتن مطر... شكرا لمروركن الانيق بين خمائل نصي الحزين...
        ؛
        ؛
        ؛
        ؛
        ؛
        تمتماتي تعانق ارواحكن
        [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
        الذين يتجولون في الشارع
        بحثا عن اللصوص
        سرقوا
        م
        ح
        ف
        ظ
        ت
        ي[/color][/B][/B] [/align]

        [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

        تعليق

        • حفصة فهمي
          مدير قسم
          أَمِيرَةُ أَلْإِِِِحْسَاسْ
          • 08-06-2008
          • 321

          #5
          باذخ الحرف\فاضلي عصام واصل

          كان لحرفك وهج يشع كـ النجوم في السماء

          بِحق تَنفَّست الرآحهْ والنقاء هنا .!

          دمت إحساساً يسكب المطر

          تحياتي وتقديري العميق
          \
          ح ف


          //
          حتى اقل الحزن يتقن تعذيب الذاتـ...

          انسج من الوحـدهـ لوحـه للقأدم الاجمـل

          الونهـا بألوان انثى ..(أميرة ألإحساس)..

          واعلقهــا ذكرى على وطن

          :: ملتقى الأدباء والمبدعين العرب::

          تعليق

          • عصام واصل
            عضو الملتقى
            • 07-08-2008
            • 77

            #6
            الاخت حفصة شكرا لمرورك الانيق....
            ؛
            ؛
            ؛
            ؛
            ؛
            تمتماتي تعانق روحك وتصافح بياض قلبك
            [align=center][B][B][color=#990000]العسكر
            الذين يتجولون في الشارع
            بحثا عن اللصوص
            سرقوا
            م
            ح
            ف
            ظ
            ت
            ي[/color][/B][/B] [/align]

            [url]http://esamwasel.maktoobblog.com/[/url]

            تعليق

            يعمل...
            X