اِرْتِبَاْكُ الْمَطَرِ
نِصْفُ طَعْنَةٍ:
لِلْمَطَرِ في المنافي نكهةُ الكرزِ.. ولَهُ في وطني رائحةُ البارودِ...
طَعْنَةٌ كَاْمِلَة:
لي أنْ أمنحَ الأشياءَ لعنةً أخيرةً، لعنةً على مقاساتِ الفقدِ الذي يداهمُني، ويندلقُ بينَ أوراقي كرائِحَةِ البارودِ، لعنةً على شَكْلِ رائِحةِ فجيعةٍ ما، فجيعةٍ اقتحمتْني ذات مساءٍ، ومنحتني للصَّمتِ صمتاً إضافياً...
طَعْنَةٌ إِضَاْفِيَّةٌ:
إيييييييييهٍ... لمْ أنتبهْ لظلِّي وهوَ يسيرُ خلْفي كأحدِ المشيعينَ لجنازةٍ ما، يبكي، ويحوقلُ ويتمتمُ كأمِّي، ظننْتُ للوهلةِ الأولى أنَّهُ أنتِ.... فقدتُ صوابي... جثوتُ عليه... احتضنْتُهُ وبكيتُ، شُلَّ تفكيري... حينما لمْ أشمّ بهِ رائحتَكِ، لمْ تكنْ سوى رائحتي أنا... فاشتعلَتْ أنفاسي، وبكيتُ، حينما أدركتُ أنِّي لم أعدْ أملكُ إلاَّ ضلِّي...
طَعْنَةٌ تُشْبِهُكِِ:
لم أكنْ أدركُ أنْ غيابَكِ سيصنعُ بِي كلَّ هذا الدمارِ.. لم أكنْ أدركُ أنَّهُ سيجعلُني مجرَّدَ جُثَّةٍ تبحثُ عن مقبرةٍ على مقاساتِ قدميها فقطْ، لمْ أكنْ أدركُ انَّهُ سيجعلُني شارداً غارقاً في تلاويحِ أصابعي للريحِ، لمْ أكنْ أدركُ أنَّهُ سيأخذني إِلى هاويةٍ لا تتسعُ لنزفِ ذاكرتي...
الآنَ أدركُ فداحةَ ما اقترفَهُ الغيمُ الشتائيُّ في حقِّنا، الآنَ أدركُ أنِّي تحولتُ إلى طللٍ لا يبكي عليهِ أحدٌ، ولا يحاولُ ترميمَهُ أحدٌ، الآنَ أدركُ أنِّي فاقدٌ للوعي منذُ أنْ أغرزَ وطني خنْجَرَهُ في ظهري، الآنَ أدركُ أني مشروعَ ضياعٍ طويييييييييييل، ومجردَ إغماءةٍ لنْ تستفيقَ...
الآن أؤمن أن محاولةَ الاستفاقةِ مجرَّدُ انتحارٍ، وانَّ الخروجَ منْ رحمِ العتمةِ عتمةٌ إضافيةٌ، وأنَّ البحثَ عنْ حلٍ لمْ يعدْ ممكناً، وأنَّ الجنونَ هوَ الحلُّ الوحيدُ...
الآنَ أدركُ أنّي لمْ أعدْ قادراً على حملي، لم أعدْ قادراً على إرسالِ رسالةَ شجبٍ إلى منظمةِ حقوقِ الإنسانِ، أو إلى منظمةِ المتشردينِ أشكو فيها فداحةَ ما ارتَكَبَهُ المزاجُ العقيمُ بي، وبِكِ، وبِحُلمِنا الذي منحناهُ لخاصرةِ الريحِ مجاناً...
الآنَ أدركُ أنَّني أبكيتُني وأبكيتُكِ...
الآنَ أدركُ أنِّي طَعَنْتُكِ... بخنجرِكِ... أنتِ... ومتُّ أنا...
الآنَ أدرِكُ أنِّي حاولتُ كثيراً... ففشلتُ...
الآن أدركُ أنّي سأمضي إلى حيثُ أستطيعُ المكوثَ في ذاكرتي، وحيداً إلاَّ منْ بقايا كلماتٍ مازلتُ أتذكرُها جيداً، لأنِّي سأجدُكِ فيها كما أشتهي أقربُ منْ كلِّ شيءٍ، تمارسيْنَني دمعةً على قارعاتِها المؤديةِ إلى أحلامٍ صنعناها معاً ودفنَّاها معاً، فهناكَ سأكونُ قادراً على اختراعِكِ كما أشتهي، وكما يحلو لي و سأمارسُكِ حُلُماً فاتناً، وأصنعُ منكِ لوحةً تشبهُني كثيراً، وأعلِّقُها على حيطانِ ذاكرتي كي تؤجِّجَ الحزنَ في قلبي كلَّما حاولَ أن ينطفئ...
الآنَ أدركُ أنّي محتاجٌ إليكِ كثيراً، وأدركُ أني منحتُكِ نفسي في لحظةٍ كانَتْ صادقةً كثيراً، فخانتْني ذاكرتي وَخُنْتِنِي مَعَهَاْ...
الآنَ أدركُ أنِّي مجرَّدَ طعنةٍ في خاصرتي...
وأنَّكِ مجرَّدُ ذكرى تذبحُني كلَّما أطلَّتْ برأسِها منْ نافذةِ ذاكرتي...
الآنَ
أدركُ
أنِّي
سأمضي
إِلى
حيثُ
لا
أَدْرِيْ
فَقَطْ.
صنعاء
5/8/2008م
نِصْفُ طَعْنَةٍ:
لِلْمَطَرِ في المنافي نكهةُ الكرزِ.. ولَهُ في وطني رائحةُ البارودِ...
طَعْنَةٌ كَاْمِلَة:
لي أنْ أمنحَ الأشياءَ لعنةً أخيرةً، لعنةً على مقاساتِ الفقدِ الذي يداهمُني، ويندلقُ بينَ أوراقي كرائِحَةِ البارودِ، لعنةً على شَكْلِ رائِحةِ فجيعةٍ ما، فجيعةٍ اقتحمتْني ذات مساءٍ، ومنحتني للصَّمتِ صمتاً إضافياً...
طَعْنَةٌ إِضَاْفِيَّةٌ:
إيييييييييهٍ... لمْ أنتبهْ لظلِّي وهوَ يسيرُ خلْفي كأحدِ المشيعينَ لجنازةٍ ما، يبكي، ويحوقلُ ويتمتمُ كأمِّي، ظننْتُ للوهلةِ الأولى أنَّهُ أنتِ.... فقدتُ صوابي... جثوتُ عليه... احتضنْتُهُ وبكيتُ، شُلَّ تفكيري... حينما لمْ أشمّ بهِ رائحتَكِ، لمْ تكنْ سوى رائحتي أنا... فاشتعلَتْ أنفاسي، وبكيتُ، حينما أدركتُ أنِّي لم أعدْ أملكُ إلاَّ ضلِّي...
طَعْنَةٌ تُشْبِهُكِِ:
لم أكنْ أدركُ أنْ غيابَكِ سيصنعُ بِي كلَّ هذا الدمارِ.. لم أكنْ أدركُ أنَّهُ سيجعلُني مجرَّدَ جُثَّةٍ تبحثُ عن مقبرةٍ على مقاساتِ قدميها فقطْ، لمْ أكنْ أدركُ انَّهُ سيجعلُني شارداً غارقاً في تلاويحِ أصابعي للريحِ، لمْ أكنْ أدركُ أنَّهُ سيأخذني إِلى هاويةٍ لا تتسعُ لنزفِ ذاكرتي...
الآنَ أدركُ فداحةَ ما اقترفَهُ الغيمُ الشتائيُّ في حقِّنا، الآنَ أدركُ أنِّي تحولتُ إلى طللٍ لا يبكي عليهِ أحدٌ، ولا يحاولُ ترميمَهُ أحدٌ، الآنَ أدركُ أنِّي فاقدٌ للوعي منذُ أنْ أغرزَ وطني خنْجَرَهُ في ظهري، الآنَ أدركُ أني مشروعَ ضياعٍ طويييييييييييل، ومجردَ إغماءةٍ لنْ تستفيقَ...
الآن أؤمن أن محاولةَ الاستفاقةِ مجرَّدُ انتحارٍ، وانَّ الخروجَ منْ رحمِ العتمةِ عتمةٌ إضافيةٌ، وأنَّ البحثَ عنْ حلٍ لمْ يعدْ ممكناً، وأنَّ الجنونَ هوَ الحلُّ الوحيدُ...
الآنَ أدركُ أنّي لمْ أعدْ قادراً على حملي، لم أعدْ قادراً على إرسالِ رسالةَ شجبٍ إلى منظمةِ حقوقِ الإنسانِ، أو إلى منظمةِ المتشردينِ أشكو فيها فداحةَ ما ارتَكَبَهُ المزاجُ العقيمُ بي، وبِكِ، وبِحُلمِنا الذي منحناهُ لخاصرةِ الريحِ مجاناً...
الآنَ أدركُ أنَّني أبكيتُني وأبكيتُكِ...
الآنَ أدركُ أنِّي طَعَنْتُكِ... بخنجرِكِ... أنتِ... ومتُّ أنا...
الآنَ أدرِكُ أنِّي حاولتُ كثيراً... ففشلتُ...
الآن أدركُ أنّي سأمضي إلى حيثُ أستطيعُ المكوثَ في ذاكرتي، وحيداً إلاَّ منْ بقايا كلماتٍ مازلتُ أتذكرُها جيداً، لأنِّي سأجدُكِ فيها كما أشتهي أقربُ منْ كلِّ شيءٍ، تمارسيْنَني دمعةً على قارعاتِها المؤديةِ إلى أحلامٍ صنعناها معاً ودفنَّاها معاً، فهناكَ سأكونُ قادراً على اختراعِكِ كما أشتهي، وكما يحلو لي و سأمارسُكِ حُلُماً فاتناً، وأصنعُ منكِ لوحةً تشبهُني كثيراً، وأعلِّقُها على حيطانِ ذاكرتي كي تؤجِّجَ الحزنَ في قلبي كلَّما حاولَ أن ينطفئ...
الآنَ أدركُ أنّي محتاجٌ إليكِ كثيراً، وأدركُ أني منحتُكِ نفسي في لحظةٍ كانَتْ صادقةً كثيراً، فخانتْني ذاكرتي وَخُنْتِنِي مَعَهَاْ...
الآنَ أدركُ أنِّي مجرَّدَ طعنةٍ في خاصرتي...
وأنَّكِ مجرَّدُ ذكرى تذبحُني كلَّما أطلَّتْ برأسِها منْ نافذةِ ذاكرتي...
الآنَ
أدركُ
أنِّي
سأمضي
إِلى
حيثُ
لا
أَدْرِيْ
فَقَطْ.
صنعاء
5/8/2008م
تعليق