النجار الصغير
طارق طِفلٌ صغيرٌ في المرحلةِ الإبتدائية، مُنظم، نشيطٌ ومجدٌ، أراد أن يصنع قارِباً خشبياً يُشارِكُ بهِ في المعرض الذي سوف تُقيمهُ مدرستهُ منتصف العام الدراسيِّ.. توجه ذات يومٍ إلى جارهم النجار وطلب مِنهُ قطعاً خشبية مُختلِفة الأشكالِ، لِيصنع بها قارِباً
سُرعان ما رحَب بهِ وبِطَلبِهِ جارهُ النجار، وناولهُ قِطعاً خشبية ناعمة الملمس! عاد طارق سعيداً إلى المنزل لِيبدأ العمل بتصميمِ القارِب الصغير..
مرت الأيام وطارق مواظِبٌ على عملهِ، ودراستهِ، ما إن يُنه واجباتهٌ المدرسية حتى يتوجه إلى حديقة منزلهم ليبدأ بصُنع القارب..
بدأ برسم جسم القارِب وبينما هو مُنهمِكٌ برسم الهياكِل والأشرعةِ، سافر بخيالهِ حيثُ وطنهُ الأُم.. كم تبعدُ المسافةُ عن عينيك ياطارق، سألتهُ دمعة تسللت من عينيه، إلى داخل القارٍب الصغير..
ـ تبعدُ مسافة شوقي إلى غُرفتي، هُناك حيثُ ألعابي، ودفاتري، وصوري ..أجابها بحرقة..
ـ هل تأتي معي إلى هُناك حيثُ ذكرياتك الجميلة؟
أجاب طارق دمعته:
ـ أجل..
وبدا لطارق أنهُ يصعد القارِب، ويُبحِرُ بِهِ نحو وطنه الغالي، الذي لم ترهُ عيناه سنوات خمسة .. ليتفاجأ عرض البحر، بموجةٍ عاليةٍ، يمتطيها لِتُلقي بهِ حيثُ شواطئِ وطنه المنكوب.. كان رصيف الميناء خالياً من المارة، حركة السفر متوقفة..السماءُ عاصِفةٌ وصوت الرصاصِ موسيقى الأمكنة التي أحبها .. حيثُ كان والداهُ يصحبانهُ للنُزهة.. مشى وسط الشارع المؤدي إلى منزلهم، قبل أن يصلهُ، تفقد مدرستهُ التي بقيت مُحافِظةً على رفع علم وطنه..ردد بينهُ وبين نفسه نشيده الوطني الذي كان أول نشيدٍ يحفظهُ في الصف الأول الإبتدائي..تابع سيرهُ مُتعباً إلى منزلهم الجميل، فجأة اقتربت منهُ غيمة شارِدة! توسدها لِيُلقي بأحزانه فوقها، ويُغرِقُها بدموعهِ التي أمطرت فوق روابي وطنهِ الحبيب..شعرت الغيمةُ بكم الألم الذي يحملهُ قلب الطفلُ الصغير، سارت به برفقٍ حتى وجدَ نفسهُ من جديد أمام قاربهِ ، وقد انتهى من صنعهِ..
رفع طارق أشرعة القارب، بتنهيدةٍ ملؤها الإشتياق والحنين.. واعِداً نفسهُ بالجد والإجتهاد، ليعود إلى وطنه الأول، مهدهُ ومهد آبائهِ الذين اختاروا النضال لأجل أن تبقى راية وطنهِ خفاقةً مرفوعةً أبداً..
طارق طِفلٌ صغيرٌ في المرحلةِ الإبتدائية، مُنظم، نشيطٌ ومجدٌ، أراد أن يصنع قارِباً خشبياً يُشارِكُ بهِ في المعرض الذي سوف تُقيمهُ مدرستهُ منتصف العام الدراسيِّ.. توجه ذات يومٍ إلى جارهم النجار وطلب مِنهُ قطعاً خشبية مُختلِفة الأشكالِ، لِيصنع بها قارِباً
سُرعان ما رحَب بهِ وبِطَلبِهِ جارهُ النجار، وناولهُ قِطعاً خشبية ناعمة الملمس! عاد طارق سعيداً إلى المنزل لِيبدأ العمل بتصميمِ القارِب الصغير..
مرت الأيام وطارق مواظِبٌ على عملهِ، ودراستهِ، ما إن يُنه واجباتهٌ المدرسية حتى يتوجه إلى حديقة منزلهم ليبدأ بصُنع القارب..
بدأ برسم جسم القارِب وبينما هو مُنهمِكٌ برسم الهياكِل والأشرعةِ، سافر بخيالهِ حيثُ وطنهُ الأُم.. كم تبعدُ المسافةُ عن عينيك ياطارق، سألتهُ دمعة تسللت من عينيه، إلى داخل القارٍب الصغير..
ـ تبعدُ مسافة شوقي إلى غُرفتي، هُناك حيثُ ألعابي، ودفاتري، وصوري ..أجابها بحرقة..
ـ هل تأتي معي إلى هُناك حيثُ ذكرياتك الجميلة؟
أجاب طارق دمعته:
ـ أجل..
وبدا لطارق أنهُ يصعد القارِب، ويُبحِرُ بِهِ نحو وطنه الغالي، الذي لم ترهُ عيناه سنوات خمسة .. ليتفاجأ عرض البحر، بموجةٍ عاليةٍ، يمتطيها لِتُلقي بهِ حيثُ شواطئِ وطنه المنكوب.. كان رصيف الميناء خالياً من المارة، حركة السفر متوقفة..السماءُ عاصِفةٌ وصوت الرصاصِ موسيقى الأمكنة التي أحبها .. حيثُ كان والداهُ يصحبانهُ للنُزهة.. مشى وسط الشارع المؤدي إلى منزلهم، قبل أن يصلهُ، تفقد مدرستهُ التي بقيت مُحافِظةً على رفع علم وطنه..ردد بينهُ وبين نفسه نشيده الوطني الذي كان أول نشيدٍ يحفظهُ في الصف الأول الإبتدائي..تابع سيرهُ مُتعباً إلى منزلهم الجميل، فجأة اقتربت منهُ غيمة شارِدة! توسدها لِيُلقي بأحزانه فوقها، ويُغرِقُها بدموعهِ التي أمطرت فوق روابي وطنهِ الحبيب..شعرت الغيمةُ بكم الألم الذي يحملهُ قلب الطفلُ الصغير، سارت به برفقٍ حتى وجدَ نفسهُ من جديد أمام قاربهِ ، وقد انتهى من صنعهِ..
رفع طارق أشرعة القارب، بتنهيدةٍ ملؤها الإشتياق والحنين.. واعِداً نفسهُ بالجد والإجتهاد، ليعود إلى وطنه الأول، مهدهُ ومهد آبائهِ الذين اختاروا النضال لأجل أن تبقى راية وطنهِ خفاقةً مرفوعةً أبداً..
تعليق