النجارُ الصغيرُ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عروبة شنكان
    أديب وكاتب
    • 05-04-2017
    • 177

    النجارُ الصغيرُ

    النجار الصغير
    طارق طِفلٌ صغيرٌ في المرحلةِ الإبتدائية، مُنظم، نشيطٌ ومجدٌ، أراد أن يصنع قارِباً خشبياً يُشارِكُ بهِ في المعرض الذي سوف تُقيمهُ مدرستهُ منتصف العام الدراسيِّ.. توجه ذات يومٍ إلى جارهم النجار وطلب مِنهُ قطعاً خشبية مُختلِفة الأشكالِ، لِيصنع بها قارِباً

    سُرعان ما رحَب بهِ وبِطَلبِهِ جارهُ النجار، وناولهُ قِطعاً خشبية ناعمة الملمس! عاد طارق سعيداً إلى المنزل لِيبدأ العمل بتصميمِ القارِب الصغير..
    مرت الأيام وطارق مواظِبٌ على عملهِ، ودراستهِ، ما إن يُنه واجباتهٌ المدرسية حتى يتوجه إلى حديقة منزلهم ليبدأ بصُنع القارب..
    بدأ برسم جسم القارِب وبينما هو مُنهمِكٌ برسم الهياكِل والأشرعةِ، سافر بخيالهِ حيثُ وطنهُ الأُم.. كم تبعدُ المسافةُ عن عينيك ياطارق، سألتهُ دمعة تسللت من عينيه، إلى داخل القارٍب الصغير..
    ـ تبعدُ مسافة شوقي إلى غُرفتي، هُناك حيثُ ألعابي، ودفاتري، وصوري ..أجابها بحرقة..
    ـ هل تأتي معي إلى هُناك حيثُ ذكرياتك الجميلة؟
    أجاب طارق دمعته:
    ـ أجل..
    وبدا لطارق أنهُ يصعد القارِب، ويُبحِرُ بِهِ نحو وطنه الغالي، الذي لم ترهُ عيناه سنوات خمسة .. ليتفاجأ عرض البحر، بموجةٍ عاليةٍ، يمتطيها لِتُلقي بهِ حيثُ شواطئِ وطنه المنكوب.. كان رصيف الميناء خالياً من المارة، حركة السفر متوقفة..السماءُ عاصِفةٌ وصوت الرصاصِ موسيقى الأمكنة التي أحبها .. حيثُ كان والداهُ يصحبانهُ للنُزهة.. مشى وسط الشارع المؤدي إلى منزلهم، قبل أن يصلهُ، تفقد مدرستهُ التي بقيت مُحافِظةً على رفع علم وطنه..ردد بينهُ وبين نفسه نشيده الوطني الذي كان أول نشيدٍ يحفظهُ في الصف الأول الإبتدائي..تابع سيرهُ مُتعباً إلى منزلهم الجميل، فجأة اقتربت منهُ غيمة شارِدة! توسدها لِيُلقي بأحزانه فوقها، ويُغرِقُها بدموعهِ التي أمطرت فوق روابي وطنهِ الحبيب..شعرت الغيمةُ بكم الألم الذي يحملهُ قلب الطفلُ الصغير، سارت به برفقٍ حتى وجدَ نفسهُ من جديد أمام قاربهِ ، وقد انتهى من صنعهِ..
    رفع طارق أشرعة القارب، بتنهيدةٍ ملؤها الإشتياق والحنين.. واعِداً نفسهُ بالجد والإجتهاد، ليعود إلى وطنه الأول، مهدهُ ومهد آبائهِ الذين اختاروا النضال لأجل أن تبقى راية وطنهِ خفاقةً مرفوعةً أبداً..
    التعديل الأخير تم بواسطة عروبة شنكان; الساعة 06-11-2017, 17:48.
    ولون الكفن بلون العلم
    غيرنا تقاليد أعراسنا
    حتى يرفع الأحرار
    رايتك ياوطن
    حرة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    أنت رائعة في القص بارعة في التصوير يا عروبة.
    سافرت أنا كذلك مع طارق الطفل الصغير وكدت أذرف دمعة مساندة له.
    أدب الأطفال من أصعاب أنواع الأدب.
    تخللت القصة الجميلة هذه هفوات رقنية وأخرى نحوية ينبغي إصلاحها لتكتمل الروعة الأدبية.
    تحيتي إليك وتقديري لك.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عروبة شنكان مشاهدة المشاركة
      النجار الصغير
      طارق طِقلٌ [طفل] صغيرٌ في المرحلةِ الابتدائية، مُنظم، نشيطٌ ومجدٌ، أراد أن يصنع قارِباً خشبياً يُشارِكُ بهِ في المعرض الذي سوف تُقيمهُ مدرستهُ منتصف العام الدراسيُّ [الدراسيِّ].. توجه ذات يومٍ إلى جارهم النجار وطلب مِنهُ قطعاً خشبية مُختلِفةُ [مختلفةَ] الأشكالِ، لِيصنع بها قارِباً.

      سُرعان ما رحَب بهِ وبِطَلبِهِ جارهُ النجار، وناولهُ قِطعاً خشبية ناعمة الملمس! عاد طارق سعيداً إلى المنزل لِيبدأ العمل بتصميمِ القارِب الصغير..
      مرت الأيام وطارق مواظِبٌ على عملهِ، ودراستهِ، ما إن يُنه [ينهي] واجباتهِ المدرسية حتى يتوجه إلى حديقة منزلهم ليبدأ بصُنع القارب..
      بدأ برسم جسم القارِب وبينما هو مُنهمِكٌ برسم الهياكِل والأشرعةِ، سافر بخيالهِ حيثُ وطنهُ الأُم.. كم تبعدُ المسافةُ عن عينيك ياطارق، سألتهُ دمعة تسللت من عينيه، إلى داخل القارِب الصغير..
      ـ تبعدُ مسافة شوقي إلى غُرفتي، هُناك حيثُ ألعابي، ودفاتري، وصوري ..أجابها بحرقة..
      ـ هل تأتي معي إلى هُناك حيثُ ذكرياتك الجميلة؟
      أجاب طارق دمعته:
      ـ أجل..
      وبدا لطارق أنهُ يصعد القارِب، ويُبحِرُ بِهِ نحو وطنه الغالي، الذي لم ترهُ عيناه سنوات خمسة .. ليتفاجأ [في] عرض البحر، بموجةٍ عاليةٍ، يمتطيها لِتُلقي بهِ حيثُ شواطئُ وطنه المنكوب.. كان رصيف الميناء خالياً من المارة، حركة السفر متوقفة.. السماءُ عاصِفةً وصوت الرصاصِ موسيقى الأمكنة التي أحبها .. حيثُ كان والداهُ يصحبانهِ للنُزهة.. مشى وسط الشارع المؤدي إلى منزلهم، قبل أن يصلهُ، تفقد مدرستهُ التي بقيت مُحافِظةً على رفع علم وطنه..ردد بينهُ وبين نفسه نشيده الوطني الذي كان أول نشيدٍ يحفظهُ في الصف الأول الابتدائي..تابع سيرهُ مُتعباً إلى منزلهم الجميل، فجأة اقتربت منهُ غيمةٌ شارِدةٌ! توسدها لِيُلقي بأحزانه فوقها، ويُغرِقُها بدموعهِ التي أمطرت فوق روابي وطنهِ الحبيب.. شعرت الغيمةُ بكم الألم الذي يحملهُ قلب الطفلِ الصغير، سارت به برفقٍ حتى وجدَ نفسهُ من جديد أمام قاربهِ، وقد انتهى من صنعهِ..
      رفع طارق أشرعة القارب، بتنهيدةٍ ملؤها الاشتياق والحنين.. واعِداً نفسهُ بالجد والاجتهاد، ليعود إلى وطنه الأول، مهدهُ ومهد آبائهِ الذين اختاروا النضال لأجل أن تبقى راية وطنهِ خفاقةً مرفوعةً أبداً..
      هذه قراءتي المتأنية الثانية وقد لفت انتباهك الكريم إلى بعض الهفوات الرقنية والنحوية والإملائية، بعضها مصحح بالكامل وبعضها مشار فيه إلى الهفوة بخط أسفل الحرف، وأنا أتعذر إليك عن هذا التدخل.
      تحياتي إليك.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • عروبة شنكان
        أديب وكاتب
        • 05-04-2017
        • 177

        #4
        بل علي أن أشكركم أ. حسين
        كل الشكر المرور والتعليق والتقييم
        أتفق معك بأن أدب الطفل من الأدبيات الصعبة، سعيدة أنني دخلت هذا العالم الجميل
        ولامانع من تصحيح أي هفوة مباشرةً
        الكتابة أمانة يجب أن نُتقن الحِفاظ على قواعدها
        كل التحية والتقديرلكم
        بانتظاركم على الدوام
        مودتي
        ولون الكفن بلون العلم
        غيرنا تقاليد أعراسنا
        حتى يرفع الأحرار
        رايتك ياوطن
        حرة

        تعليق

        يعمل...
        X