عائدة وحاتم في عمل مشترك بعنوان" في المخبزة".

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاتم سعيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 02-10-2013
    • 1180

    عائدة وحاتم في عمل مشترك بعنوان" في المخبزة".

    في المخبزة
    عمل مشترك بين الكاتبة عائدة محمد نادر وحاتم سعيد
    نشأت في عائلة وفيرة الأفراد، والدتي ربّة بيت حكيمة، لم تشك يوما من السهر على راحتنا، صغارا أو كبارا أمّا والدي فقد كان خبّازا ماهرا يحب مهنته ويعتبرها مدخلا إلى قلوب كلّ الناس قبل بطونهم، لطيف المعشر ومحبّ لفعل الخير.
    كنت أحمل إليه في تلك المخبزة ما تعدّه والدتي من طعام لفطور الغداء أو العشاء فهو يرفض أكل الشارع بل والأكل من يد أخرى.
    ذات يوم، تزامن وصولي إلى تلك المخبزة مع قدوم بائع للحلويات في القرية كنّا ندعوه "العمّ فتوح"، كان على عجلة من أمره، ألقى التحيّة وأخذ يسأل أبي عن أطباقه إن كانت جاهزة لأنّ بضاعته قاربت على النفاد.
    يرتدي العمّ فتوح عادة، بلوزة بيضاء كتلك التي يلبسها المعلّمون، فتخاله عند وقوفه بعربته أمام باب مدرسة القرية أنّه واحد منهم، لولا تلك الطّاقيّة البيضاء على رأسه التي أهداه إيّاها أحد معارفه عند عودته من الحج فكان يتحسّسها بين الحين والآخر بعد كلّ معاملة ماليّة ويدعو الله أن يرزقه الحج أو الزيارة.
    يفتخر العمّ فتوح بأنه صانع تلك العربة، ويشير إلى كفه الأيمن بفخر وهو يحكي كيف صنعها بأيام قلائل وجهد كبير لتناسب تلك الأنواع المختلفة من الحلويّات والأطايب والبيض السّاخن الذي يدعوه "المروّب" لتجد كل بضاعة مكانها الملائم الذي يحفضها من أشعّة الشمس أو ماء المطر أو غبار الطريق.
    نظر أبي إلى ساعته اليدويّة مبتسما وطلب منه العودة بعد ربع ساعة ليتسلّم حاجته ثم أمسك بيدي ودعاني لمرافقته إلى داخل المخبزة.
    شكره العمّ فتوح وقد تهللت أسارير وجهه ثمّ دعا له بزيارة قريبة إلى بيت الله الحرام.
    أخذني والدي إلى الفرن وطلب منّي أن أفتح بابا بالطابق السفليّ بينما تناول كيسا فارغا من القماش ليقوم بإخراج طبقين منه.
    كان بالطبق الأوّل تلك الوصفة العجيبة التي نسمّيها "هريسة اللوز" وربما يتبادر إلى الأذهان أنّها أكلة حارّة ولكنها على العكس حلوة لذيذة، يبقى طعمها مغموسا بذاكرة الشاري إذا تذوّقها لسانه ووصلت إلى معدته لطيب مذاقها وليونة تناولها.
    لم ينس والدي أن يعلمني طريقة صنع ذلك الطبق ، أخذ يشرح لي كيف يخلط السّميد الخشن بالسكّر وفتات اللوز والمقادير التي نضيفها من مسحوق "الفانيليا" في الإناء قبل أن يفرش الخليط في الطبق ومن ثمّة ندخلها الفرن ونقوم بسقايتها بالماء المحلّى بالسكر فتصبح جاهزة للأكل، أماّ الطبق الثاني فكان فيه بذور عباد الشّمس السّوداء الممزوجة بالملح يقوم والدي بإنضاجها في درجة حراريّة منخفضة لكي لا تحترق، "تلك القلوب كهذه القلوب" قال والدي وهو يشير إلى صدره: "يمكنها أن تحترق إذا أهملتها أو أغفلتها"، تناول أبي منها حفنة وضعها في كيس ورقي وطلب منّي أن آخذها معي إلى المنزل.
    عاد العمّ فتوح و ألقى نظرة سريعة على أطباقه التي فاحت رائحتها في المخبزة وكأننا في يوم عرفة، شكر والدي وأراد أن يدفع ثمن الخبز فأجابه: "عيب يا فتوح، خذ أطباقك ولا تكرّر فعلتك، وصلني الثمن فقد أخذت قليلا من "القلوب" وهذا كاف".
    أجاب فتوح:"صحّة وبالشفاء لبابا الهادي، ربّي يفظلك"
    وانطلق في حاله يحمل أطباقه والبسمة تعلو محيّاه.

    من أقوال الامام علي عليه السلام

    (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
    حملت طيباً)

    محمد نجيب بلحاج حسين
    أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
    نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    هاهاها
    وربي أنت إنسان متصالح مع نفسك
    شفاف ومرح ولك روح مثابرة وتستقبل الأفكار بذكاء ومحبة
    أحب هذه الخصلة فيك وأحترمك جدا
    سأجاريك ولتكن مباراة نظيفة بيننا حول النص والأحداث التي تجيء على الخيال في لحظتها بدون تفكير ولا تخطيط هاهاها
    أحب المسابقات
    محبتي وكل الورد لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • حاتم سعيد
      رئيس ملتقى فرعي
      • 02-10-2013
      • 1180

      #3
      سعيد قولا وفعلا
      وحاتم ربّما جدّي
      ربي يخليك دمت متألّقة

      من أقوال الامام علي عليه السلام

      (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
      حملت طيباً)

      محمد نجيب بلحاج حسين
      أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
      نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        رائحة خبز جارنا الخباز أبو هادي نفذت لأنفي الذي لاينفك عن إدخالي في دوامة الجوع بالرغم من كوني طباخة ماهرة لكن هذا ال أبو هادي ماهر جدا، لاأدري كيف يصنع خبزه ولم يعلمني ليس لأنه بخيل أو لئيم بل لأني وببساطة لم أسأله خجلا منه وربما كي لايفكر أني امرأة جاهلة باسرار الطبيخ والخبز.
        - سأكون العين الخفية فربما استطعت أن أسبر سر الرائحة، وهل كان لابد أن أكون جارتك أبو هادي لأبتلي بعقدة الجهل ( الخبزاتية ) .
        تذكرت ( سبونج بوب ) وعدوه اللدود ( شمشون ) الذي يريد سرقة الخلطة السرية للهامبرغر الخاصة بسبونج وضحكت لأني كنت هذا الصرصور شمشون ومقالبه وخفت أن يراني أولادي ويتصورونني جننت هاهاها
        -لم لاأسأله وننتهي، وماهذه العنجهية الفارغة التي تدور بجمجمتي التي تحوي على الآف الأطباق ولأترك الخبز لخبازه كما يقولون.
        لم ترحني أفكاري الانهزامية فبطبعي محبة للمعرفة ثم أني طباخة ماهرة ويجب أن أكون على دراية بكل شيء!
        الأفكار السخيفة تجتاحني الآن ورائحة الخبز حركت معدتي الخاوية وجعلتني مثل حوت يشتاق لوجبة دسمة، وأين الدسامة والرائحة أعمت خياشمي.
        راودني خاطر جهنمي، فزيارة لأم هادي ستكون المفتاح من خلال الحديث، وأم هادي طيبة المعشر وستفرح لو سألتها عن شيء.
        حثثت السير لبيت أبو هادي، أداري صحن المحاشي وأتلفت خلفي كأني مجرم متخف، وكل هذا كان سينتهي بسؤال صغير لولا ظني أن أبو هادي سيردني، فحسب علمي أن أصحاب المعجنات لهم أسرارهم التي يحرصون على أن تكون محفوظة في خزائن عقولهم.
        ويالسوء حظي، الباب مغلق ومامن أضواء تدل على أن أحدا في البيت ..الآن.


        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • حاتم سعيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 02-10-2013
          • 1180

          #5
          لم يكن والدي مجرّد خبّاز عاديّ فقد عمل مع الفرنسيين عند احتلالهم لبلادنا وأخذ عنهم الصنعة باقتدار بل فاقهم فيها.

          من أقوال الامام علي عليه السلام

          (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
          حملت طيباً)

          محمد نجيب بلحاج حسين
          أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
          نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد ( أبو هادي) مشاهدة المشاركة
            لم يكن والدي مجرّد خبّاز عاديّ فقد عمل مع الفرنسيين عند احتلالهم لبلادنا وأخذ عنهم الصنعة باقتدار بل فاقهم فيها.
            ضغطت على ( اعتمد المشاركة ) دون أن أنتبه
            كنت جائعة فعلا وذهبت أتغدى وأنا حين أجوع يطير العقل مني هاهاها
            الآن أجريت تعديلات من خلال ( التعديل ) اقرأها وقل لي رأيك حول النص المرتجل
            مع المحبة والورد
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • حاتم سعيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 02-10-2013
              • 1180

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              رائحة خبز جارنا الخباز أبو هادي نفذت لأنفيإلى أنفي الذي لاينفك عن إدخالي في دوامة الجوع بالرغم من كوني أنّني طباخة ماهرة .لكن هذا ال أبو هادي ماهر جدا، لا أدري كيف يصنع خبزه، أنا لم أسأله - ليس لأنه بخيل أو لئيم- بل ببساطة لأنّني أخجل من السؤال، أو لأقلها صراحة كي لايفكر بأنني امرأة جاهلة بأسرار الطبيخ والخبز.
              - سأكون العين الخفية فربما استطعت أن أسبر سرّ الرائحة، وهل كان لابد أن أكون جارة للخباز أبو هادي لأبتلي بعقدة الجهل ( الخبزاتية ) .
              تذكرت ( سبونج بوب ) وعدوه اللدود ( شمشون ) الذي يريد سرقة الخلطة السرية للهامبرغر الخاصة
              بسبونج بالسيد سلطعون وضحكت لأني كنت هذا الصرصور شمشون ومقالبه وخفت أن يراني أولادي ويتصورونني جننت هاهاها
              -لم لاأسأله وننتهي، ماهذه العنجهية الفارغة التي تدور بجمجمتي التي تحوي آلاف الأطباق، لم لا أترك الخبز لخبازه كما يقولون؟
              لم ترحني أفكاري الانهزامية، كأنّني جبلت بحبّ معرفة أسرار الطّبخ، على كلّ طباخ ماهر أن يعلم كافّة أسرار الطبيخ، هذا هو الشعار الذي أرفع رايته عاليا!
              الأفكار السخيفة تجتاحني ورائحة ذلك الخبز المنبعث من الفرن جعل معدتي الخاوية تتحرّك مثل حوت يشتاق لوجبة دسمة، تلك الرائحة أعمت خياشيمي.
              راودني خاطر جهنمي، فزيارة لأم هادي ستكون ربّما المفتاح ، أم هادي طيبة المعشر وستفرح لو سألتها عن حاجة تقضيها لي.
              حثثت السير لبيت أبو هادي، أداري صحن المحاشي وأتلفّت خلفي كأنّني مجرم متخفّ، كلّ هذا التّعب والتفكير والحيل كان سينتهي بسؤال صغير لولا ظني أن أبو هادي سيردّني، طالما سمعت أنّ لأصحاب المعجّنات أسرارا يحرصون على كتمانها وهذا من حقّهم لكسب لقمة عيشهم.
              يا لسوء حظي.. الباب مغلق على غير عادته.. ما من أضواء تنبعث من البيت ..الآن.


              كأنّنا بقطار يسير على سكّتين منفصلتين

              من أقوال الامام علي عليه السلام

              (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
              حملت طيباً)

              محمد نجيب بلحاج حسين
              أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
              نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد ( أبو هادي) مشاهدة المشاركة
                كأنّنا بقطار يسير على سكّتين منفصلتين
                لماذا تجدنا نسير بسكتين
                كنت بنفس المجال والنمط المخبزي
                لكني أخذت دور الجارة التي تشم رائحة الخبز وتسأل عن سره
                الكلمات الملونة
                لأنفي كلمة عادية بدل إلى أنفي المطولة
                كوني.. كون أني وهي كلمة تقال وليست مخطوئة
                وسلطعون ليس عدو سبونج عزيزي بل هو شمشون لأنه يريد الخلطة السرية وهذه ابتدعتها كي أعطي المجال لسر رائحة الخبز الشهية ومحاولة الجارة معرفة سر الخبز
                بكل الأحوال كل منا له طريقته
                أنتظر التكملة عزيزي
                محبتي وباقة ورد أبو هادي
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • حاتم سعيد
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 02-10-2013
                  • 1180

                  #9
                  تحيّة الابداع والتألق ان شاء الله
                  -1-الفرق بين إلى و لـ؟؟؟
                  هو حقّا موضوع شائك :
                  لكلٍّ من الحرفين" إلى" و "اللام"، معاني عديدة، من بينها أنّ " إلــى": تفيد انتهاء الغاية، في المكان أو في الزمان؛ نحو قوله تعالى: {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}[الإسراء:1]؛ ونحو: {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة]).
                  وفي الصحاح: (إلى) : حرف خافض، وهو منتهى لابتداء الغاية، تقول: خرجت من الكوفة إلى مكة، وجائز أن تكون دخلتها وجائز أن تكون بلغتها ولم تدخلها؛ لأن النهاية تشتمل أول الحد وآخره، وإنما تمتنع مجاوزته). فاستفدنا من هاذين أن الحرف (إلـى) يفيد انتهاء الغاية ويقتضي ابتداءها، فيوجد مجالٌ وبُعدٌ بين طرفي الزمان أو المكان. أما بلوغ الغاية فإنَّ الحرف "إلى" لانتهاء الغاية يجوز دخول المُغَيَّا إن أريد استيعاب ذلك الشيء، ويجوز أن لا يدخل إن أريد الاتصال بأوله، وهذا معنى قول الثمانينيِّ في شرح اللُّمع: وما قبل من لابتداء الغاية وما بعد إلى يجوز أن يدخلا في الغاية وأن يخرجا منها وأن يدخل أحدهما دون الآخر وكل ذلك متوقف على السماع، وسرت من البصرة إلى الكوفة أي ابتداء السير كان من البصرة وانتهاؤه اتصاله بالكوفة . يعني أن السالك من مكة إلى المدينة، قد يبلغ غايته المدينة وقد لا يبلغها، ومن الجمعة إلى الخميس، فقد يبلغ الخميس وقد لا يبلغ...

                  ومن معاني حرف اللام: عدَّد اللغويون للام معاني كثيرة، منها:
                  1- الملك: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 189].
                  2- الاختصاص، وهو شبه التمليك: {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} [الأنعام:139]، وقال تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}[الأحزاب:50].
                  3- التعليل، أي علة الفعل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، ومنها (لأجل) التي بمعنى القصد أو الباعث، كما في قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ}[الطلاق: 2]، وقوله: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} [النساء:4]، فقصدك الله، والباعث لك على الفعل أمره ورضاه.
                  4- انتهاء الغاية(5 )؛ نحو: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد:13]، أي: يسير إلى وقت معلوم لا يجاوزه، وهو فناء الدنيا وقيام الساعة. {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يـس:38]، أي: إلى مستقر لها، إلى وقت واحد لها لا تعدوه، وهو انتهاء أمرها عند انقضاء الدنيا. وهذا معنى من معاني (إلى).
                  5- بمعنى ( إلى): {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}[الزلزلة:5]، فاللام هنا بمعنى إلى، كقوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}[النجم:10]. أي تَقَرُّبًا إلى الله، خالِصاً لوجهه، ولحق الله ولسبب أمره، حسبة لله. وتعاملا مباشراً معه. لا لحساب أحد من المشهود لهم أو عليهم، ولا لمصلحة فرد أو جماعة أو أمة، ولا تعاملاً مع الملابسات المحيطة بأي عنصر من عناصر القضية. ولكن شهادة لله، وتعاملاً مع الله. وتجرداً من كل ميل، ومن كل هوى، ومن كل مصلحة، ومن كل اعتبار وكل غرض من الأغراض سوى إقامة الحق ودفع الضرر.

                  نجد في بعض المعاجم التفسير التالي:
                  (إلى):
                  حَرْفُ جَرٍّ، وَلَهُ مَعانٍ عَدِيدَةٌ مِنْها "اِنْتِهاءُ الغايَةِ الزَّمانِيَّةِ: "سارُوا مِنَ الصُّبْحِ إلى اللَّيْلِ". البقرة آية 187ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إلى اللَّيْلِ (قرآن) اِنْتِهاءُ الغايَةِ الْمَكانِيَّةِ: "سافَرَ منْ مُرَّاكُشَ إلى القاهِرَةِ".الإسراء آية 1 سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الحَرامِ إلى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى (قرآن) يَأْتِي بِمَعْنَى الْمُصاحَبَةِ: "اِجْمَعْ دَفاتِرَكَ إلى كُتُبِكَ" "وَيَأْتِي مُرَكَّباً مَعَ "ما" الاسْتِفْهامِيَّةِ: إِلامَ هَذا الأَمْرُ: "إلى" حَرْفُ جَرٍّ وَ ما: اِسْتِفْهامِيَّةٌ، بِمَعْنَى إِلَى مَتَى 5."يَأْتِي مُرَكَّباً مَعَ ضَميرِ الْمُتَكَلِّمِ: "جاءَ إِلَيَّ يَسْتَعْطِفُنِي في لَحْظَةٍ حَرِجَةٍ" "يَأْتِي اسْمَ فِعْلِ أَمْرٍ بِمَعْنَى أَقْبَلَ: "إِلَيَّ أَيُّها الرَّجُلُ" "وَيَأْتِي بِمَعْنَى عِنْدِي: أَيَّامُ الشَّبابِ أَشْهَى إِلَيَّ مِنَ الرَّحيقِ: أَيْ أَشْهَى عِنْدِي مِنْ "يَأْتِي مُرَكَّباً مَعَ ضَميرِ الْمُخاطَبِ الْمُفْرَدِ: "أَكْتبُ إِلَيْكَ" يَأْتِي اسْمَ فِعْلِ أَمْرٍ: إِلَيْكَ عَنِّي: أَيْ لَكَ، 10. يَدْخُلُ على "ما الاسْتِفْهامِيّةِ: إِلامَ هَذَا الظّلْمُ " يَأْتِي بِمَعْنَى مَعَ : "ضَمَّ هَذا إلى ذَلِكَ". وَهُناكَ صِيَغٌ أُخْرَى مُخْتَلِفَةٌ يَرِدُ فيها حَرْفُ "إلى" كَقَوْلِكَ: إلى غَيْرِ ذَلِكَ، إلى آخِرِهِ، ما إلى ذَلِكَ.
                  -سؤال: إذا كان بإمكاننا تغيير كتابة (إلى) ب (لـ) نحو:
                  -رائحة خبز جارنا الخباز أبو هادي نفذت لأنفي عوض إلى أنفي (المكان) فلن أمانع.

                  -أما بخصوص الخلطة السرّية فقد أردت القول أنها ملك للسلطعون وليس لسبونج:ههههه
                  -قلت أن القطار يسير على سكتين منفصلتين لأنّ الراوي في الجزء الأول (أنا) وفي الثاني أنت وقد تساءلت كيف يمكننا أن نضمّ الأجزاء إلى بعضهما بهذه الصّيغة - أردت القول كأننا بحكايتين حول (الخباز).
                  -شكرا لتواصلك البناء أختي الكريمة

                  من أقوال الامام علي عليه السلام

                  (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                  حملت طيباً)

                  محمد نجيب بلحاج حسين
                  أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                  نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                  تعليق

                  • حاتم سعيد
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 02-10-2013
                    • 1180

                    #10
                    في المخبزة
                    عمل مشترك بين الكاتبة عائدة محمد نادر وحاتم سعيد
                    نشأت في عائلة وفيرة الأفراد، والدتي ربّة بيت حكيمة، لم تشك يوما من السهر على راحتنا، صغارا أو كبارا أمّا والدي فقد كان خبّازا ماهرا يحب مهنته ويعتبرها مدخلا إلى قلوب كلّ الناس قبل بطونهم، لطيف المعشر ومحبّ لفعل الخير.
                    كنت أحمل إليه في تلك المخبزة ما تعدّه والدتي من طعام لفطور الغداء أو العشاء فهو يرفض أكل الشارع بل والأكل من يد أخرى.
                    ذات يوم، تزامن وصولي إلى تلك المخبزة مع قدوم بائع للحلويات في القرية كنّا ندعوه "العمّ فتوح"، كان على عجلة من أمره، ألقى التحيّة وأخذ يسأل أبي عن أطباقه إن كانت جاهزة لأنّ بضاعته قاربت على النفاد.
                    يرتدي العمّ فتوح عادة، بلوزة بيضاء كتلك التي يلبسها المعلّمون، فتخاله عند وقوفه بعربته أمام باب مدرسة القرية أنّه واحد منهم، لولا تلك الطّاقيّة البيضاء على رأسه التي أهداه إيّاها أحد معارفه عند عودته من الحج فكان يتحسّسها بين الحين والآخر بعد كلّ معاملة ماليّة ويدعو الله أن يرزقه الحج أو الزيارة.
                    يفتخر العمّ فتوح بأنه صانع تلك العربة، ويشير إلى كفه الأيمن بفخر وهو يحكي كيف صنعها بأيام قلائل وجهد كبير لتناسب تلك الأنواع المختلفة من الحلويّات والأطايب والبيض السّاخن الذي يدعوه "المروّب" لتجد كل بضاعة مكانها الملائم الذي يحفضها من أشعّة الشمس أو ماء المطر أو غبار الطريق.
                    نظر أبي إلى ساعته اليدويّة مبتسما وطلب منه العودة بعد ربع ساعة ليتسلّم حاجته ثم أمسك بيدي ودعاني لمرافقته إلى داخل المخبزة.
                    شكره العمّ فتوح وقد تهللت أسارير وجهه ثمّ دعا له بزيارة قريبة إلى بيت الله الحرام.
                    أخذني والدي إلى الفرن وطلب منّي أن أفتح بابا بالطابق السفليّ بينما تناول كيسا فارغا من القماش ليقوم بإخراج طبقين منه.
                    كان بالطبق الأوّل تلك الوصفة العجيبة التي نسمّيها "هريسة اللوز" وربما يتبادر إلى الأذهان أنّها أكلة حارّة ولكنها على العكس حلوة لذيذة، يبقى طعمها مغموسا بذاكرة الشاري إذا تذوّقها لسانه ووصلت إلى معدته لطيب مذاقها وليونة تناولها.
                    لم ينس والدي أن يعلمني طريقة صنع ذلك الطبق ، أخذ يشرح لي كيف يخلط السّميد الخشن بالسكّر وفتات اللوز والمقادير التي نضيفها من مسحوق "الفانيليا" في الإناء قبل أن يفرش الخليط في الطبق ومن ثمّة ندخلها الفرن ونقوم بسقايتها بالماء المحلّى بالسكر فتصبح جاهزة للأكل، أماّ الطبق الثاني فكان فيه بذور عباد الشّمس السّوداء الممزوجة بالملح يقوم والدي بإنضاجها في درجة حراريّة منخفضة لكي لا تحترق، "تلك القلوب كهذه القلوب" قال والدي وهو يشير إلى صدره: "يمكنها أن تحترق إذا أهملتها أو أغفلتها"، تناول أبي منها حفنة وضعها في كيس ورقي وطلب منّي أن آخذها معي إلى المنزل.
                    عاد العمّ فتوح و ألقى نظرة سريعة على أطباقه التي فاحت رائحتها في المخبزة وكأننا في يوم عرفة، شكر والدي وأراد أن يدفع ثمن الخبز فأجابه: "عيب يا فتوح، خذ أطباقك ولا تكرّر فعلتك، وصلني الثمن فقد أخذت قليلا من "القلوب" وهذا كاف".

                    قال العمّ :"صحّة وبالشفاء لبابا الهادي، ربّي يفظلك"
                    وانطلق في حاله يحمل أطباقه والبسمة تعلو محيّاه.
                    *********** الفصل الثاني************
                    رائحة الخبز من الفرن كانت تصل إلى منزل الجارة للاّ عائدة فتنفذ إلى أنفها الذي لاينفك يدخلها في دوامة الجوع كما صرّحت لوالدتي ذات يوم.
                    كانت طباخة ماهرة ولا ريب وكلّ نساء القرية يشهدن بذلك لكنها تعتبر أنّ والدي ماهر جدا فهي لا تدري كيف يتمكّن من صنع خبزه الشّهي. لم تحاول أن تسأله فهي ببساطة تخجل من فعل ذلك.
                    في منزل للاّ عائدة:
                    - سأكون العين الخفية فربما استطعت أن أسبر سر الرائحة، وهل كان لابد أن أكون جارتك يا أبا هادي لأبتلي بعقدة الجهل ( الخبزاتية ) .
                    تذكرت ( سبونج بوب ) وعدوه اللدود ( شمشون ) الذي يريد سرقة الخلطة السرية للهامبرغر الخاصة بسبونج فضحكت لأنها اعتبرت نفسها ذلك الصرصور شمشون الذي لا يفتأ من إعداد المقالب للحصول على غايته. خافت أن يراها أولادها على تلك الحال فيتصورون أنّها قد جنت فعادت تحدّث نفسها.
                    -لم لاأسأله وننتهي، وماهذه العنجهية الفارغة التي تدور بجمجمتي التي تحوي على الآف الأطباق ولأترك الخبز لخبازه كما يقولون.
                    لم ترحها أفكارها الانهزامية فهي بطبعها محبة للمعرفة ومتأكّدة أنّها طباخة ماهرة وعليه يجب أن تكون على دراية بكل شيء!
                    هذه الأفكار السخيفة التي كانت تجتاحها مع رائحة الخبز التي تحرك معدتها الخاوية جعلتها مثل حوت يشتاق لوجبة دسمة، لكن، أين الدسامة والرائحة قد أعمت خياشمها.
                    راودها خاطر جهنمي،لماذا لا تزور أمّ هادي فقد تكون المفتاح لحل المشكلة التى أوقعت فيها نفسها، هي تدرك أنّ تلك المرأة طيبة المعشر وستفرح إن سألتها عن حاجتها .
                    حثت السير لبيت أبو هادي، تداري صحن المحاشي وتتلفت خلفها كأنها مجرم متخف، وتحاول أن تقنع نفسها أن كلّ همّها سينتهي بسؤال صغير.
                    -لما لا أحاول؟ ماذا سأخسر؟ ولكن هل يكون أبو هادي مثل أصحاب المعجنات الذين يحرصون على أن تكون أسرار صنعتهم محفوظة في خزائن عقولهم ولا يشاركونها حتّى المقرّبين.

                    وصلت إلى عتبات ذلك المنزل، الباب مغلق ومامن أضواء تدل على أن أحدا في البيت ..الآن.
                    -------يتبع---
                    هذا ما حاولت أن أقوله ولكم سديد النظر.


                    من أقوال الامام علي عليه السلام

                    (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                    حملت طيباً)

                    محمد نجيب بلحاج حسين
                    أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                    نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                    تعليق

                    • عائده محمد نادر
                      عضو الملتقى
                      • 18-10-2008
                      • 12843

                      #11
                      هلا وغلا أبو هادي
                      أحببت التعديل وضحكت لأنك وضعت اسمي
                      واو
                      سأكون الوحش المدمر عزيزي وشمشون القاتل هاهاها
                      هل تسمح لي الدخول من التعديل ووضع بعض اللمسات
                      محبتي وغابة ورد
                      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                      تعليق

                      • حاتم سعيد
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 02-10-2013
                        • 1180

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                        هلا وغلا أبو هادي
                        أحببت التعديل وضحكت لأنك وضعت اسمي
                        واو
                        سأكون الوحش المدمر عزيزي وشمشون القاتل هاهاها
                        هل تسمح لي الدخول من التعديل ووضع بعض اللمسات
                        محبتي وغابة ورد
                        أهلا ومرحبا
                        بكل تأكيد أستاذة عائدة
                        تملكين هذا الحق
                        تحياتي

                        من أقوال الامام علي عليه السلام

                        (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                        حملت طيباً)

                        محمد نجيب بلحاج حسين
                        أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                        نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                        تعليق

                        • حاتم سعيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 02-10-2013
                          • 1180

                          #13
                          تحيّة السلام أستاذة عائدة
                          ترقبت تعديلاتك الموعودة ولكنّها بقيت غائبة، أرجو أن يكون المانع خيرا...
                          الجزء الثالث
                          تلقّت والدتي دعوة من خالتي لحضور لمّة عائليّة بمناسبة عودة زوجها "عمّ محمّد" من بلاد الغربة بعد سنوات خمسة من الغياب عن أرض الوطن.
                          العم محمّد رجل خفيف الرّوح مرح وصاحب نكتة، كان لا ينسى أفراد العائلة فيجلب لكلّ واحد منهم هديّة تناسبه أمّا الصغار فيشتري لهم الحلويّات الفاخرة وخاصّة الشيكولاتة.
                          اكتضّت الغرفة بالمدعوّين والخالة مع أختها في المطبخ تعدّان عشاء الكسكسي الفاخر وشراب الشاي أمّا أنا فكنت مع بقيّة الأطفال نلعب الغمّيضة في صحن الدّار.

                          من أقوال الامام علي عليه السلام

                          (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                          حملت طيباً)

                          محمد نجيب بلحاج حسين
                          أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                          نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                          تعليق

                          يعمل...
                          X