استطرادا في الحديث، تحضرني قضية في قمة الخطورة تتعلق بالخبر: الإشاعة.
لا يُشْترطُ العلم الغزير و لا الدرجات الأكاديمية العالية كي يتمكن المتتبع من معرفة خطورة الإشاعة على نفسية المشاع به - سواء كان هذا الأخير فرداً أو جماعة يوحدها الدين أو اللغة او النسب أو الوظيفة...
فكل الناس - على اختلاف أعمارهم و مستوياتهم - قادرون على استحضار نموذج - بدل الواحد ألفاً - من نماذج التحريض المغرض المبني على الإشاعة - أو الظن الذي بعضه إثم. و الإثم كما نعلم، هو ماحاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس. لكن المصيبة مع الإشاعة، هو أن هذا التستر على الإثم يصير فضحا لإثم أشد - قذف الناس بالباطل و من غير تتبث.
لن أتطرق إلى مفهوم الإشاعة من منظور أكاديمي صرف، ربما خصصت له موضوعاً إن شاءت الأقدار أو دعت الضرورة. فقط، أذكر نفسي و القاريء بأخلاق النبوة التي مهما ارتقت الأخلاق فلن تصل إلى سقفها و لو كان بعض الناس لبعض ظهيراً. لذلك فهي المثل الأعلى و هي الذكر الأقوم:
قال ابن القيم: "والنبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: ألا تقتلهم؟ لم يقل: ما قامت عليهم بينة، بل قال: (لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)"
قال ابن تيمية: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكف عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة، لئلا يكون ذريعة إلى قول الناس أن محمداً صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه..."
فهل بعد هذا الإدراك النبوي لخطورة الإشاعة إدراك؟
ومعنى الإشاعة ورد في التنزيل بلفظ: "تشيع" عند ذكر الفاحشة.
مُرَشّـح الحقيقة في نقل الخبر حسب سقراط
تقليص
X
-
Uses and gratifications: تستعمل أيضاً عندنا في علوم التواصل وتحليل الخطاب الإعلامي وهي واحدة من بين أهم الاستراتيجيات الذهنية التي يعتمد عليها الإعلام الغربي القوي في الدعاية لأفكار معينة. يقتبس من السيكولوجيا التي ذكرتها.
تحياتي الصادقات.التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 14-11-2017, 19:19.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركةتعلم علم اليقين أنني لا أجامل ولا أحب أن يجاملني أحد لكنني أقول ما أراه حقاً والله أعلم بالضمائر، ولو أنك رجل متسرع في بعض الأحيان مع من لا تتذوقه أو لا تشمه (tu ne les sens pas, au sens figuré) لكنني التمست لك أعذاراً لاندفاعك والتي مجملها غيرتك المحمودة على الأدب النقي الراقي ومحبتك الصادقة للأدباء من أهل الصفاء والنقاء، أما عن قيمتك الأدبية، فلا ينكرها إلا جاحد أو جاهل أو - والعبارة لك - حاقد مغرض.
فأنت لا تحب السايكوفانسي، لذلك تجدني أحترم ما تشير به علينا جميعاً.هذه جرعة من التشجيع، أو هي مكافأة نفسية "gratification psychologique"، كنت في أمس الحاجة إليها، وهي شهادة أعتز بها من أخ مثقف نبيل مثلك.
أما عن الذين لا "أتذوقهم" أو "لا أشمهم" حسب تعبيرك الطريف فتأكد أنني لم أبادر أحدا بسوء أبدا ولم أرد على إساءة في حقي إلا بعدما تكرر مرار فلست أدري من أين جاءني التسرع أو أنني انفعلاي كما قال بعضهم،
لكن مصيبتي في صارحتي فهي التي تجلب لي الصواعق كأنني "باراتونير" (paratonnerre).
شكرا على التقدير ورفع الله قدرك، يبدو أنا قارئ متابع.
تحيتي إليك ومحبتي لك.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركةأحسن الله جزاءك أخي محمد على كلامك الطيب في حق العبد الضعيف.
أحاول أن أفيد بما عندي وهو قليل مقارنة بما عندك حتى أصلح لشيء على الأقل.
تحياتي الأخوية.
فأنت لا تحب السايكوفانسي، لذلك تجدني أحترم ما تشير به علينا جميعاً.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركةيومك مشرق أخي حسين المستشار البارع كما أشرق يومي (والظلمة لا زالت تحجب عنا إشراقة الصباح هنا) بهذه الإفادة اللغوية القيمة. لقد قمت باستبدال كلمة "مِرشح"ب "مُرَشِّح" لكون هذه الأخيرة الأصح ترجمة لكلمة filtre.
دمت مستشاراً وأخاً عزيزي حسين.أحسن الله جزاءك أخي محمد على كلامك الطيب في حق العبد الضعيف.
أحاول أن أفيد بما عندي وهو قليل مقارنة بما عندك حتى أصلح لشيء على الأقل.
تحياتي الأخوية.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركةلا يا أخي العزيز، إنما هو "مُرَشِّح" لأن "مِرْشَح" إنما هو قطعة القماش التي توضع تحت السرج لـ "تشرب" رَشْحَ، عرق، الحصان أو الدابة التي يوضع عليها السرج، وهو ما يلبس على الجلد ليجفف رشح الجسد مثل (tricot de peau)، أما "المُرَشِّحُ" فهو "الفلتر" لأنه يرشح، ينقي، يصفي، "يُفَلْتِرُ"، الهواء وغيره.
العفو أخي الفاضل لا تعتذر ولا تتأسف على شيء، نحن هنا إخوة نتعاون على البر والتقوى إن شاء الله تعالى.
دمت مستشاراً وأخاً عزيزي حسين.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركةأشكرك أخي حسين على الشروحات المفيدة التي تفضلت بها. آسف على الإزعاج. صباحك نور وعلم.
"مِرْشَح" أليس كذلك؟ قمت بتعديلها في العنوان.لا يا أخي العزيز، إنما هو "مُرَشِّح" لأن "مِرْشَح" إنما هو قطعة القماش التي توضع تحت السرج لـ "تشرب" رَشْحَ، عرق، الحصان أو الدابة التي يوضع عليها السرج، وهو ما يلبس على الجلد ليجفف رشح الجسد مثل (tricot de peau)، أما "المُرَشِّحُ" فهو "الفلتر" لأنه يرشح، ينقي، يصفي، "يُفَلْتِرُ"، الهواء وغيره.
العفو أخي الفاضل لا تعتذر ولا تتأسف على شيء، نحن هنا إخوة نتعاون على البر والتقوى إن شاء الله تعالى.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركةسؤلان أستاذ حسين لو سمحت:
1. معنى "التصحيف" (كيف وأين نستعملها؟)
2. هل فكرت في توظيف حكاية "الفلكي التركي" على شكل ق.ق.ج؟ عندك من الأدوات اللغوية ما يكفي لنجاح التجربة.
شكراً مسبقاً.أهلا أخي محمد وعساك بخير وعافية.
أما عن التصحيف فيكون عند وضع حرف مكان حرف آخر في كلمة ما مثاله "سرقاط"، أو ... "قرطاس"، بدلا عن سقراط، ويقابله التحريف وهو استبدال كلمة بكلمة مخالفة ومثاله "حنطة" مكان "حطة" وقد ذكره الله {يحرّفون الكلم عن مواضعه}(النساء:46)، أو وضع كلمة "محبة" بدلا من "تحية" في اقتباس كلام الناس فهو تحريف فاحش ولاسيما إن جاء من شخص مشهور به.
وأما عن قصة "الفلكي التركي" فإنني لم أفكر فيها حتى الآن لأنني، ووبساطة، نسيتها، فمعذرة؛ هي الشيخوخة يا أخي وقاك الله متعابها، اللهم آمين.
وسؤالي إليك: كيف تضبط كلمة "مرشح" (filtre) ؟
تحيتي إليك وشكرا على الثقة.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركةألا قاتل الله التسرع، كنت قد نهضت من قيلولة ولعل سكرة النعاس جعلتني لا ألاحظ الخطأ في الرقن.
أنا أرقن بسرعة ولذا تفوتني كثير من الهفوات، فمعذرة.
وجزى الله التسرع خيرا لأنني استفدت من التصحيف فائدة كبرى.
تحياتي أخي.
1. معنى "التصحيف" (كيف وأين نستعملها؟)
2. هل فكرت في توظيف حكاية "الفلكي التركي" على سكل ق.ق.ج؟ عندك من الأدوات اللغوية مايكفي لنجاح التجربة.
شكراً مسبقاً
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة"سرقاطك" وردت هكذا في ردك الأخير. (...) حياك الله.ألا قاتل الله التسرع، كنت قد نهضت من قيلولة ولعل سكرة النعاس جعلتني لا ألاحظ الخطأ في الرقن.
أنا أرقن بسرعة ولذا تفوتني كثير من الهفوات، فمعذرة.
وجزى الله التسرع خيرا لأنني استفدت من التصحيف فائدة كبرى.
تحياتي أخي.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركةأعشق الطبخ فهو من هواياتي الأولى المفضلة .
وتترك صاحبنا زياد الشكري " لايص " مع حبة بطاطا وكاس زبادي !
قدّم له خبراتك قبل ما يعملها ويفك عزوبيته ويدخل دنيا .
لا تؤاخذني أخي محمد شهيد أنني أشاغب على هامش النص .
مساء سعيد
فوزي سليم
هههه والله ضحكت من الأعماق
أشكرك يا فوزي على الخبر واحمد الله أنني لست مثل "سقراطي هذا" وأجيب "خبر لا ينفعني". سأطير على وجه السرعة لأنقذ زياد من الموقف.
مودتي
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة"سرقاطك" وردت هكذا في ردك الأخير. صدقني إن قلت لك على أنها من أعجب وأمرح وأمرح الصدف التي تحدثها الأخطاء الإملائية ونحن نتحدث عن "السقراطية" هههه.
السرقاط suricata أو "الميركات" باللغة السواحلية هو الاسم الذي يطلق على "قط الصخور"، حيوان لاحم لا علاقة له بفصيلة القطط يعيش غالباً في المناطق الصحراوية الساخنة مثل جنوب إفريقيا وبوتسوانا...
وأنا أيضاً يعجبني الحديث معك، ولو كان لي نصيب في زيارة الجزائر لحرصت على لقائك على مائدة طعام (أعشق الطبخ فهو من هواياتي الأولى المفضلة) ونتم المرح مع الاستفادة (متلازمتان عندي في التسقرط).
حياك الله.
وتترك صاحبنا زياد الشكري " لايص " مع حبة بطاطا وكاس زبادي !
قدّم له خبراتك قبل ما يعملها ويفك عزوبيته ويدخل دنيا .
لا تؤاخذني أخي محمد شهيد أنني أشاغب على هامش النص .
مساء سعيد
فوزي سليم
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركةأهلا بك أخي محمد.
أشكر لك الدعوة الكريمة فأنت أهل لها كما أشكر لك روحك المرحة، وقد عدلت في مداخلتي وجعلت "سرقاطك" أفشل معلم بدلا من "الغبي".
وكما يقال "النوم يعين على التفكير ويساعد" فأخذت قيلولة خفيفة فظهر لي ما ظهر من التعديل فبادرت إليه ابتدارا.
المهم، هذا ما صار ويبقى العميان عميانا سواء حصدوا ليلا أم نهارا.
ولقد صدق، بعد توضيحك الكريم، من إن المعنى يبقى دائما في بطن الكاتب سواء صرح به جهارا أم أسره إسرارا.
تحيتي إليك وتقديري لك وشكرا على ما تمنحنا من فرص التحاور الأخوي المفيد كما عودتنا مرارا.
"سرقاطك" وردت هكذا في ردك الأخير. صدقني إن قلت لك على أنها من أعجب وأمرح وأمرح الصدف التي تحدثها الأخطاء الإملائية ونحن نتحدث عن "السقراطية" هههه.
السرقاط suricata أو "الميركات" باللغة السواحلية هو الاسم الذي يطلق على "قط الصخور"، حيوان لاحم لا علاقة له بفصيلة القطط يعيش غالباً في المناطق الصحراوية الساخنة مثل جنوب إفريقيا وبوتسوانا...
وأنا أيضاً يعجبني الحديث معك، ولو كان لي نصيب في زيارة الجزائر لحرصت على لقائك على مائدة طعام (أعشق الطبخ فهو من هواياتي الأولى المفضلة) ونتم المرح مع الاستفادة (متلازمتان عندي في التسقرط).
حياك الله.
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركةغبي، سقراطي هذا! قراءتك لحكايته الطريفة مع التلميذ الموسوس جعلتني أراه أقرب إلى جحا منه إلى سقراطك الأصلي المربي الأصيل. هههه ومما يزيدني يقيناً على هذا، هو أن التلميذ في الأخير ما كان يهمه "التعلم" ولا كان بحاجة إلى "حكمة" المعلم من أساسه وإلا لكان ملحاً في الحوار (إذا افترضنا جدلا على أن من صفات المتعلم الجرأة والعزيمة، تماماً كما أننا نجزم معك على أن من صفات المعلم الإستماع والتحقق). فيبدو على أن التلميذ المسكين كان بطنه فارغاً فاستعجل العشاء (بفتح العين) علماً منه بأن التعليم في حق الجوعان كالحصاد ليلاً عند العميان (زيادة من عندي هه).
بخلاصة، هل التلميذ صار أذكى من الأستاذ؟ ذاك ما سوف نعرفه من خلال قراءات الأخوات والإخوة الحاضرين معنا في الوليمة. اخي حسين، وبجد، أنت على رأس المدعويين وللمرة الثانية أدعوك - لأنك تعلم متى كانت المرة الأولى - لزيارتنا في كندا. سوف تستمتع بمناظرها الخلابة.
دمت محباً للحوار المجدي.أهلا بك أخي محمد.
أشكر لك الدعوة الكريمة فأنت أهل لها كما أشكر لك روحك المرحة، وقد عدلت في مداخلتي وجعلت "سقراطك" أفشل معلم بدلا من "الغبي".
وكما يقال "النوم يعين على التفكير ويساعد" فأخذت قيلولة خفيفة فظهر لي ما ظهر من التعديل فبادرت إليه ابتدارا.
المهم، هذا ما صار ويبقى العميان عميانا سواء حصدوا ليلا أم نهارا.
ولقد صدق، بعد توضيحك الكريم، من إن المعنى يبقى دائما في بطن الكاتب سواء صرح به جهارا أم أسره إسرارا.
تحيتي إليك وتقديري لك وشكرا على ما تمنحنا من فرص التحاور الأخوي المفيد كما عودتنا مرارا.
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 118023. الأعضاء 6 والزوار 118017.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 551,206, 15-05-2025 الساعة 03:23.
اترك تعليق: