فرصة أخرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن لشهب
    أديب وكاتب
    • 10-08-2014
    • 654

    فرصة أخرى

    فرصة أخرى


    إسمي …..لايهم
    سني فوق الخمسين
    أعمل في البناء منذ انقطاعي عن الدراسة …
    قاسية هذه الحياة عبارة تكررت على لساني على مدار الأيام وسوء الأحوال وبالتدريج صارت هي المفضلة للتعبير عن حالي ، وما أحاط بحياتي من خيبات.. أرددها في كل الأوقات ، كل صباح ألعن الدنيا والزمن الغدار ، ألعنها وأنا أغادر فراشي،وألعن الزمن وأنا أتصبب عرقا ، وألعن القدر بعد أن يعود ما تبقى مني إلى الكوخ.
    ليس من حق أي أحد أن يلومني وأنا ألعن كل شيء جعلني أتضاءل بقدر ما تعلو منازل وڤيلات وعمارات …
    كل يوم تغزو المرارة كياني وأنا في طريق العودة إلى كوخ تنبعث منه روائح مصير صديء…
    عاتبني الفقيه وهو في طريقه إلى المسجد وقت الفجر رجل طيب قوي الإيمان ، استفسر عن غيابي عن الصلاة ، بكيت له حالي وقهر الزمن الذي يطحن مني كل يوم ذرة ، فما كان منه الا أن يقول وهو يحضنني :
    ربك رحيم يا ولدي هو الأعلم بأحوال العباد ، لا تيأس يا ولدي من رحمته التي تسع كل شيء...
    قد تكون لي فرصة أخرى ...ربما...
    ربنا الأعلم بالآتي…
    لمن يريد أن يراني ، أدعوه لزيارتي في قسم الكسور بمستشفى المدينة بعد سقوطي من الدور الثالت لعمارة في طور البناء.
  • حسن لشهب
    أديب وكاتب
    • 10-08-2014
    • 654

    #2
    فرصة أخرى ....هههه

    تعليق

    • بسباس عبدالرزاق
      أديب وكاتب
      • 01-09-2012
      • 2008

      #3
      نص أعجبتني لغته القريبة من قلوب المستضعفين والمقهورين
      نصك مساحته رحبة وبامكانك الاسترسال فيه للذهاب بعيدا فيه واكتشاف أدغاله والمخبوء

      عساك بخير استاذي
      محبتي وحبي للغتك العذبة
      السؤال مصباح عنيد
      لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #4
        بعرق جبينك تأكل خبزك
        نعم قاسية هي الحياة ..
        أوتظن يا أخي حسن أن أصحاب الفلل والقصور لا يعانون أيضا
        مثل معاناة مالك الكوخ الذي تنبعث منه الروائح الصدئة !
        كما يقولون " كل برغوت على قد دمّه " .
        في هذا النص الحِمل فوق ظهر هذا الخمسيني ثقيل .
        الظروف التي منعته عن مواصلة دراسته ربما تكون هي السبب .
        لكن أن لا تصير الشماعة التي نعلّق عليها خيباتنا كلما طلع نهار وغابت شمس .


        جميل هذا القص أخي حسن لشهب
        تحياتي
        فوزي سليم

        تعليق

        • نورالدين لعوطار
          أديب وكاتب
          • 06-04-2016
          • 712

          #5
          الأيام قاسية عنده وعند الكثيرين غيره في بلدان تدفن من الفرص أكثر مما تنبت
          مسكين من ينتظر خلاصا فجائيا يأتي هابطا من سماوات لا تمطر ذهبا ولا فضة
          مسكين من ينتظر أن تكون مواساته الكلامية بلسما لروح من نال منه الفقر
          صعب أن تنادي على حلم أبيض فيجبك كابوس أسود

          فرصة غير مرغوب بها، هذه التي نالها البطل
          لكن يمكن أن يقول له آخر، لاتزال حيا وهذه فرصة ما أتيحت لغيرك.

          كن بخير أستاذي حسن لشهب

          تعليق

          • حسن لشهب
            أديب وكاتب
            • 10-08-2014
            • 654

            #6
            أهلا بالصديق بسباس
            سعيد بتقبلك للنص وموافق كذلك على أنه مثل أي نص قابل للإضافة والتعديل بطرق شتى.
            ولكن ماذا بوسعنا أن نفعل بعد أن نعرضه للتداول نكون قد حكمنا عليه بالولادة القسرية والشكل النهائي .
            شكرا لك.
            كن بخير دائما.

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #7
              أدمعت عيني ياحسن
              لاأدري من أين تهطل هذه الدموع السخيفة وأنا أقرأ عن المقهورين في الحياة
              وكل مرة أقول لن أفعلها فالفقر أمر عادي لأعود مرة أخرى للقهر
              تبا لها من حياة مجرمة لاتعطي المساكين سوى الحسرة والدعاء
              فرصة أخرى للتعب
              فرصة أخرى للألم
              وليست أخرى للحياة
              محبتي والورد
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • حسن لشهب
                أديب وكاتب
                • 10-08-2014
                • 654

                #8
                أستاذي فوزي سليم
                شكرا لحضورك ومتابعتك الدؤوبة للنصوص على اختلافها.
                الحياة يا صديقي بكل إشراقها وعذوبتها وفتنتها لا تبتسم للكل بنفس المقدار ولا يتصور الناس السعادة بنفس الشكل .
                السعادة بناء وصيرورة واختيار وقدرة على الصبر والتحمل
                وقدرات الناس متنوعة ومختلفة باختلاف البشر والثقافات والمجتمعات..
                فاختيار الكاتب لتصوير حالة معينة لا يعبر بالضرورة عن قناعاته وتفكيره ... هي حالة وتجربة معيشة قد نتفاعل معها أو نعيشها او نسمع عنها ....
                اختيارنا وتجربتنا المتواضعة قد لا يكتب لها إجماع من طرف الجميع لكننا على هذا الدرب نسير رغم كل شيء

                تعليق

                • حسن لشهب
                  أديب وكاتب
                  • 10-08-2014
                  • 654

                  #9
                  لك السلام والتحية أخي نور الدين
                  مؤكد أن الحياة لا تحلو إلا بما يتاح من فرص تساعد كل إنسان على إثبات ذاته والتعبير عن أحلامه. وكما أشرت فالمجتمعات الناجحة هي التي تخلق لأناسها الفرص لا تلك التي تدفنها.
                  شكرا لك
                  كن سعيدا وهذا هو الأهم

                  تعليق

                  • حسن لشهب
                    أديب وكاتب
                    • 10-08-2014
                    • 654

                    #10
                    الأستاذة المحترمة عائدة
                    لتفاعلك الصادق قيمته المضافة في إبراز مضامين النصوص ومدى نجاحها في نقل صور حقيقية عن حياة الإنسان عموما والبسطاء على وجه الخصوص.
                    فما باليد حيلة إذا كنا لا نملك القدر نفسه من الصلابة و رباطة الجأش أمام صعوبات الحياة.
                    هي ذي الطبيعة الإنسانية التي نحاول نقلها إبداعيا .
                    عسانا ننجح ونصدق في مسعانا .
                    شكرا.
                    التعديل الأخير تم بواسطة حسن لشهب; الساعة 29-11-2017, 06:59.

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      حسبت أنك تذهب بنا إلي الواقعية الطبيعية و لكن بعد إطالة النظر في النص رأيت أنني كنت بعيدا
                      و أن الاستثنائي هنا و الذي كشف لي أغوار الحالة حالة الرضا التي رافقت بطلنا في حياته طيلة عمره
                      و في ذات الوقت قدرته على التفكير و الإحساس بواقعه الشقي
                      فكيف كان كذلك و هو على هذا القدر من التعمق في أمور و متطلبات حياته و رؤية ما هو فيه و تشخيصه ؟
                      هنا كانت المفارقة أستاذي
                      و هذا النموذج من المستحيل أن يتعايش هكذا و يظل بنفس قناعاته
                      طالما يمتلك هذه العقلية و هذا الاحساس ( النفس اللوامة )
                      الذي لا يستطيع ترويضه شيخ جامع أو عالم ذرة بأية حال
                      إلا في حال قاده إلي سبل التغيير بما يمتلك بين أصابعه و خلايا رأسه !
                      ربما عاش هذا النموذج أزمنة غائرة و لا يمكن أن يكون بين ظهرانينا الآن
                      فالسبل مفتوحة على مصراعيها المستقيمة و الملتوية و لا تستلزم إلا عقل يفكر و يزن و يقرر مايجب و ما لا يجب !
                      النموذج لم يكن غفلا يسوقه العته و البله و لذا استوجب الحديث !

                      قبلاتي أستاذي
                      sigpic

                      تعليق

                      • حسن لشهب
                        أديب وكاتب
                        • 10-08-2014
                        • 654

                        #12
                        أستاذي ربيع
                        مؤكد أنه ليس نموذجا بشريا معتادا ولكن أمثاله بدأوا يظهرون مع التطور الفكري والمجتمعي لم يعد المواطن البسيط هو من لا يفهم طبائع ومكامن الأمور .بل صار يحمل وعيا زاد من عمقه ما صرنا نملكه من وسائل التعلم التي لم تتوفر للأجداد فصار البناء والجزار والبائع ووو يملكون من الإدراك والفهم مقدار ما للمتعلمين بله المتخصصين .هذه من حسنات التكنولوجيا والعولمة الفكرية.
                        لذا فالإبداع يعكس كل ما يحصل قدر المستطاع.
                        عسانا نحقق المبتغى
                        شكرا سيدي
                        محبتي

                        تعليق

                        يعمل...
                        X