عظم الله أجركم أستاذ محمد!

والذي نفسي بيده سمعت بالجمعة السوداء لأول مرة في حياتي أمس يوم الخميس من فتاة عربية عمرها عشر سنوات كنت أتحدث مع أبيها عبر السكايب فجاءت وسلمت عليّ وسألتني فيما إذا كان عندنا جمعة سوداء في بلجيكا فقلت لها: لا، جمعتنا بيضاء مباركة إن شاء الله!

واليوم فهمت القصد من سؤالها وتساءلت: لا بد أن تلك البنية سخرت من صديق أبيها الذي لا يعرف الجمعة السوداء رغم أنه يعيش في الغرب منذ 35 سنة!

فما الذي يجعل أستاذا جامعيا يدرس في جامعة غربية من بين أفضل مائة جامعة في العالم (حسب تصنيف التايمز) يجهل الجمعة السوداء، بينما تعرفها بنت عربية في بلد عربي ولم تتجاوز سن العشر سنوات من عمرها بعد؟!

تحياتي الطيبة!

إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله شهداء الأمة وأسكنهم فسيح الجنان. ولعنة الله على الظالمين.
أستاذي السليمان، إنها البروباغندا الغربية بكل أسلحتها الدعائية التي جعلت الطفلة تسألك عن الجمعة السوداء وما أدراك ما الجمعة السوداء!؟
قنبلة Black Friday أصلها أمريكي/كندي. اخترعها دهاة Marketing سنة 1960 عند اقتراب الدعاية التسويقية لمشتريات الاحتفال ب Noel الذي يصادف 23 من ديسنبر. حينها كانت معظم سجلات المبيعات تدون يدويا فلاحظوا بأن بداية التخفيضات كان لها الفضل في إخراج السجلات من اللون الأحمر (نتيجة للخسائر المسجلة في الدفاتر الحسابية طيلة السنة لقلة المبيعات) إلى اللون الأسود (اللون الذي كانوا يسجلون به الأرباح الناجمة عن كثرة المبيعات). وبما أن بداية ظهور اللون الأسود يتزامن مع بداية التخفيضات والتي كانت تنطلق يوم الجمعة مثل اليوم، أطلقوا عليه اسم "الجمعة الأسود".

أنا أعرف هذا لأنني ابن تاجر وأقطن في البلد المصدر للقنبلة. لكنني أعجب كيف تفجرت القنبلة في بلدان المغرب العربي فيسقط ضحيتها الأطفال قبل الكبار. ياللعجب!

دمت قارئا على وعي،
ولك أزكى تحية.

و إنا لله و إنا إليه راجعون
رحم الله شهداء مصر الأبرار
يا لحزني الكبير و قد أصبحنا نفرح بتخفيضات في البضائع و لا نبالي بمقتل المئات من المسلمين...
كلها سياسة الغرب الذي عرف من أين تؤكل كتف الانسان العربي البسيط...
شكرا لمواضيعك الهادفة دائما سي محمد و قد وضعت إصبعك هذه المرة على الجرح الذي ينزف...

في العراق
عندنا الجمعة السوداء
الأحد الأسود
الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس
كل أيام الأسبوع سوداء ضرب بها الارهاب ضربته
اليوم صارت كل بلداننا ( العربية ) ايامها سود
الرحمة والجنة للشهداء

أخي الأستاذ محمد،

لا يحوز أن نطلق على العرب والمسلمين الذين يقتلون بعضهم بعضا كالبهائم لفظ شهداء. للشهادة معانٍ سامية غير ما نشهد من قتل رخيص.

تحياتي الطيبة.

أخي السليمان، أنت أعلم مني بعلم الاصطلاح وأنا من رأيك.
لم أقصد الفئات الباغية التي ظهرت في كل زمان ومكان، وهم لا يهمونني أبدا فالظلم منهم ساطع ولا يختلف اثنان على إجرامهم. كنت أقصد المستضعفين والأبرياء من الأمة الذين استشهدوا وهم سجد لله لا يد لهم في النزاع ولم تلطخ أيديهم بدم بريء. بأي ذنب قُتِلوا؟

حفظك الله وأبعد عنك كل مكروه، أخي عبد الرحمن.

وكيف يمكن تجاهل ما يجري أمامنا من أحداث يصير من شدتها الحليم حائرا والعاقل تائها؟

كل كلامك صدق، وللأسف الشديد. فلنبتسم رغم الألم.
تحية ود.