أرق
بهدوء وسلاسة غزت الظلمة المدينة ، مثلما يحدث كل يوم...صمتت أبواق السيارات وهدأ صياح الصغار أسفل العمارة وسكنت آلات النجارة ومشاحنات المشردين في الحارة …
غاب كل شيء مزعج ، في لحظة واحدة سكن كل شيء ، لم تعد هناك أصوات إلا من صفير الأذنين وفكر متعب وجسد منهك يغشاه الأنين…
فما الذي تبقى ،
ما الذي تبقى؟
أفكار تهطل كالشلال، قلق مما جرى ، أوراق مكدسة ، وفكر جامد يخشى المكنسة...
فما الذي تبقى بعد؟
من جلسات التأمل ، من عشرات فناجين القهوة ، ومئات من أعقاب السجائر، من ارتباك في مواقف شتى ، من كلام مطول غير مفيد ، مما يثير البكاء ووحشة المساء .
من منظر البحر على الكورنيش وبضع مراكب صغيرة ،من هبات نسيم مشبع بذكرى رفيقة ..
من الوعود والضحكات الرقيقة ، من أنفاسها تتسرب من العنق إلى أعماق الروح، من لحظات عصيبة ، كنا معا صامتين إلا من صفير القطار، نظرات حائرة وجروح ما تزال غائرة ، خطواتك فوق البساط وئيدة ..
لاشيء ..
عدا صور محنطة سلبت من الزمن والصمت ..
وحين تغيب كل الأشياء من الأزقة ، أتفرس السماء الكالحة ، لاشيء تبقى بعد…
عدا ألم الذكرى .
لاشيء غير الأرق ..
جفوني ملتهبة ، لم أعد أرغب في النوم ، لا حاجة لي بالنوم…
في بلكونتي المظلمة ، أحاول إطالة هدوء الليل وسواد الليل….
وراء الحيطان أشخاص يحلمون ، ينتظرون ، يكذبون يتأوهون ، يقتلون الضجر وسط سحب من الدخان بحثا عن ذواتهم ..ربما ، عن حلم ضاع بين دروب الأيام، يبسطون كلمات وزفرات تعطي للألم الشكل والمعنى…
يلتصق الليل بالجسد يسكن عميقا فيسكن جريان الدم ، ولاشيء غير الصمت وصفير الأذنين في الظلام .
وفي لحظة ما ، لسبب ما ، يكف الصراع ، تتلاشى الرغبة في المقاومة…
لا أريد الاستسلام
لم تعد لي رغبة في النوم.
ومع شروق الشمس صباحا أشعر أن الوجود أكثر من اليقظة ، إنه اختيار وضبط للمسار ...
من جديد أحيا
مازال ربط طرفي الخيط ممكنا
خيط يشدني وما يزال إلى الحلم والحياة
لأستيقظ في الصباح
وأقطع مسافة يوم كامل
حياة بأسرها
بحرية
لا ينالها تلف ، لا يتلوها أسف
لتأمل الأشياء من زوايا خارج المألوف والمعتاد
ولأضفي المعنى على كل ما لا معنى له.
بهدوء وسلاسة غزت الظلمة المدينة ، مثلما يحدث كل يوم...صمتت أبواق السيارات وهدأ صياح الصغار أسفل العمارة وسكنت آلات النجارة ومشاحنات المشردين في الحارة …
غاب كل شيء مزعج ، في لحظة واحدة سكن كل شيء ، لم تعد هناك أصوات إلا من صفير الأذنين وفكر متعب وجسد منهك يغشاه الأنين…
فما الذي تبقى ،
ما الذي تبقى؟
أفكار تهطل كالشلال، قلق مما جرى ، أوراق مكدسة ، وفكر جامد يخشى المكنسة...
فما الذي تبقى بعد؟
من جلسات التأمل ، من عشرات فناجين القهوة ، ومئات من أعقاب السجائر، من ارتباك في مواقف شتى ، من كلام مطول غير مفيد ، مما يثير البكاء ووحشة المساء .
من منظر البحر على الكورنيش وبضع مراكب صغيرة ،من هبات نسيم مشبع بذكرى رفيقة ..
من الوعود والضحكات الرقيقة ، من أنفاسها تتسرب من العنق إلى أعماق الروح، من لحظات عصيبة ، كنا معا صامتين إلا من صفير القطار، نظرات حائرة وجروح ما تزال غائرة ، خطواتك فوق البساط وئيدة ..
لاشيء ..
عدا صور محنطة سلبت من الزمن والصمت ..
وحين تغيب كل الأشياء من الأزقة ، أتفرس السماء الكالحة ، لاشيء تبقى بعد…
عدا ألم الذكرى .
لاشيء غير الأرق ..
جفوني ملتهبة ، لم أعد أرغب في النوم ، لا حاجة لي بالنوم…
في بلكونتي المظلمة ، أحاول إطالة هدوء الليل وسواد الليل….
وراء الحيطان أشخاص يحلمون ، ينتظرون ، يكذبون يتأوهون ، يقتلون الضجر وسط سحب من الدخان بحثا عن ذواتهم ..ربما ، عن حلم ضاع بين دروب الأيام، يبسطون كلمات وزفرات تعطي للألم الشكل والمعنى…
يلتصق الليل بالجسد يسكن عميقا فيسكن جريان الدم ، ولاشيء غير الصمت وصفير الأذنين في الظلام .
وفي لحظة ما ، لسبب ما ، يكف الصراع ، تتلاشى الرغبة في المقاومة…
لا أريد الاستسلام
لم تعد لي رغبة في النوم.
ومع شروق الشمس صباحا أشعر أن الوجود أكثر من اليقظة ، إنه اختيار وضبط للمسار ...
من جديد أحيا
مازال ربط طرفي الخيط ممكنا
خيط يشدني وما يزال إلى الحلم والحياة
لأستيقظ في الصباح
وأقطع مسافة يوم كامل
حياة بأسرها
بحرية
لا ينالها تلف ، لا يتلوها أسف
لتأمل الأشياء من زوايا خارج المألوف والمعتاد
ولأضفي المعنى على كل ما لا معنى له.
تعليق