صعاليك الجاهلية المعاصرة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    صعاليك الجاهلية المعاصرة.


    جاء في تعريف الصعاليك اصطلاحا عدد من التعريفات منها مثلاً:
    " اسم يطلق على جماعة من
    العرب في عصر ما قبل الإسلام، عاشوا وأطلقوا حركتهم في الجزيرة العربية؛ وينتمون لقبائل مختلفة. كانوا لا يعترفون بسلطة القبيلة وواجباتها، فطُردوا من قبائلهم. ومعظم أفراد هذه الجماعة من الشعراء المجيدين وقصائدهم تعدّ من عيون العربي." اهـ.

    وعنهم قال آخر:
    الصعاليك: جمع صعلوك ، وهو - لغة - الفقير الذي لا مال له . اما الصعاليك في عرف التاريخ الادبي فهم جماعة من شواذ العرب وذؤبانها ، كانوا يغيرون على البدو والحضر ، فيسرعون في النهب; لذلك يتردد في شعرهم صيحات الجزع والفقر والثورة ، ويمتازون بالشجاعة والصبر وسرعة العدو ، وحين نرجع الى اخبار الصعاليك نجدها حافلة بالحديث عن الفقر ، فكل الصعاليك فقراء لا نستثني منهم احدا حتى عروة بن الورد سيد الصعاليك الذين كانوا يلجئون اليه كلما قست عليهم الحياة ليجدوا مأوى حتى يستغنوا ، فالرواة يذكرون انه كان صعلوكا فقيرا مثلهم ، ومن هؤلاء:
    - عروة بن الورد . - الشنفري الازدي . - تأبّط شر


    وكلها تعريفات تناسب المعنى الحقيقي لصعلكة الجاهلية، والمقصد كان شريفا إلى حد ما، مقارنة بالظروف الصّعبة التي كانوا يعيشونها أولئك الذين، رغم الفقر والجوع، نراهم قد تميّزوا بأخلاق رفيعة وحبّهم للإيثار، والأنفة والفحولة ... وقد تجلّى كل ذلك في أشعارهم. فكانت الصعلكة هواية مدلّلة وتدل على الإباء والشجاعة والجرأة في معظم الأحيان، ولها في بعض الأحيان الأخرى معنى شريف، لتترك أثرًا حميدًا في نفوس العامّة، وخاصّة منهم الفقراء.
    وإذا ما قارنّا الصعلكة بمفهومها المعاصر الجديد، وما قام ويقوم به بعض ملوك العرب حاليًّا، سواء تجاه مواطنيهم الأبرياء، أو في حق بعض الأعيان والوجوه المرموقة، وشخصيات من طراز كبير، رجال أعمال، ورجال دولة بمرتبة رؤساء دول، وزعماء، من حيث إنّهم قد سلبوهم حرياتهم، أو أهانوهم، وجعلوا كرامة البعض تحت أرجل عصابات (بلاك ووتر) المرتزقة الأشرار.
    فإنّنا سنجد اللّصوصية وقطع الطريق قرينة متوفّرة لدى هؤلاء الملوك الطغاة، وأولئك الصعاليك الأوائل
    الأشراف .
    وأما وجه الاختلاف فيكمن في الفوارق الاجتماعية التي بينهم؛
    فصعلوك الجاهلية، دفع به الجوع والفقر والحرمان إلى اللّصوصية وقطع الطريق، ورغم ذلك نجده لا يحب الظلم وينفر من حياة البذخ والترف، وما يقوم بجمعه من مال يذهب إلى فقراء المجتمع.
    وأمّا أمثال هؤلاء الملوك والزعماء الأشرار، فرغم سمو مكانتهم، ووجاهتهم، وعلو قدرهم عند عامّة الناس... لكن جشعهم الكبير يدفع بهم إلى اللّصوصية كخيار، لسلب الحريات، وأكل أموال الغير بالباطل.
    فما كان ينبغي أن نقارنهم بعروة بن الورد، أو الشنفري الأزدي، أو أتأبط شرًّا ...مثلاً.
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 01-12-2017, 06:19.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • زياد الشكري
    محظور
    • 03-06-2011
    • 2537

    #2
    نعم أستاذنا الجليل، لا يمكن مقارنة صعاليك العرب بمرتزقة بلاك ووتر بأي حال .. الصعلكة العربية تناولها بعض الدارسين كثورة إجتماعية متكاملة لا مجرد لصوصية وقطع طريق .. أما المنظمات المشبوهة فهدفها الأساسي هو القتال بالوكالة مقابل أرقام فلكية من المال...
    التعديل الأخير تم بواسطة زياد الشكري; الساعة 30-11-2017, 09:57.

    تعليق

    • مصباح فوزي رشيد
      يكتب
      • 08-06-2015
      • 1272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة زياد الشكري مشاهدة المشاركة
      نعم أستاذنا الجليل، لا يمكن مقارنة صعاليك العرب بمرتزقة بلاك ووتر بأي حال .. الصعلكة العربية تناولها بعض الدارسين كثورة إجتماعية متكاملة لا مجرد لصوصية وقطع طريق .. أما المنظمات المشبوهة فهدفها الأساسي هو القتال بالوكالة مقابل أرقام فلكية من المال...
      بالفعل كانت ثورة إجتماعية متكاملة وثقافة وأخلاق ... وأما الذي نراه اليوم فهو ليس فقط لصوصية وقطع طريق بل عهر وخيانة وبيع للضّمير.
      تشرفنا بحضورك البهي أستاذنا المميّز
      زياد الشكري
      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

      تعليق

      • السعيد ابراهيم الفقي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 24-03-2012
        • 8288

        #4
        أصبت ،
        رائع مأجمعت،
        وخلاصة رائعة،
        صعاليك الجاهلية كان عندهم فضل أخلاق،
        طلب العيش، طلب الحرية، طلب العدل.
        وسيلتهم سواعدهم.
        صعاليك اليوم عندهم فضل سوء أخلاق،
        السلب النهب الإستبداد،
        وسيلتهم سواعد العدو

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #6
          المشاركة الأصلية بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة
          أصبت ،
          رائع مأجمعت،
          وخلاصة رائعة،
          صعاليك الجاهلية كان عندهم فضل أخلاق،
          طلب العيش، طلب الحرية، طلب العدل.
          وسيلتهم سواعدهم.
          صعاليك اليوم عندهم فضل سوء أخلاق،
          السلب النهب الإستبداد،
          وسيلتهم سواعد العدو
          لم تعد الصعلكة تقتصر على طلب العيش والعدالة والحرية ... بل أصبحت وسيلة للسلب والنهب والاستبداد ووظيفة سامية يمارسها كبار رجالات الدولة أنفسهم .
          سعدت بهذا اللّقاء أستاذي الأنيق - السعيد ابراهيم الفقي -
          تقبّل تحيّاتي الخالصة .
          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 04-12-2017, 06:45.
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          يعمل...
          X