عجائب ما في خلق السموات والأرض ( في آية واحدة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    عجائب ما في خلق السموات والأرض ( في آية واحدة )

    عجائب ما في خلق السموات والأرض في ( آية واحدة )




    قال تعالى :
    ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
    وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
    سورة البقرة
    جاء في تفسير الجلالين ما نصه :
    ( ...بين تعالى من عجائب مخلوقاته ثمانية أنواع ؛)
    أولها : قوله : (إن في خلق السموات والأرض) وإنما جمع السموات لأنها أجناس مختلفة ؛كلُّ سماءٍ من جنس غير جنس الأخرى
    ووَحَّدَ الأرض لأنها بجميع طبقاتها جنس واحدوهو التراب
    والآيات في السماء هي سُمْكُها ، وارتفاعها بغير عَمَدٍ ولا علاقة بينها وبين مايرى فيها من الشمس ، والقمر ، والنجوم
    والآيات في الأرض ؛ مَدّها وبسطها على الماء وما يرى فيها من الجبال والبحار والمعادن والجواهر والأنهار والأشجار والثمار
    والنوع الثاني : قوله تعالى : ( واختلاف الليل والنهار ) تعاقبهما بالمجيء والذهاب ، واختلافهما في الطول والقصر والزيادة والنقصان والنور والظلمة
    وانتظام أحوال العباد في معاشهم بالراحة في الليل والسعي والكسب في النهار
    النوع الثالث : قوله:( والفلك التي تجري في البحر ) والآيات فيها تسخيرها ، وجريانها على وجه الماء وهي موفرة بالأثقال والرجال فلا ترسب ،
    وجريانها بالريح مقبلة ومدبرة ، وتسخير البحر لحمل الفلك مع قوة سلطان الماء وهيجان البحر فلا ينجي منه إلا الله تعالى .
    والنوع الرابع :( بما ينفع الناس ) أي من حيث ركوبها والحمل عليها في التجارة وغيرها ؛ والآيات في ذلك أن الله تعالى لو لم يقوِّ قلوب من يركب هذه السفن لما تم الغرض في تجارتهم ومنافعهم ،
    وأيضا فإن الله تعالى خصَّ كل قطر من أقطار العالم بشيءٍ معين وأحوج الكل إلى الكل فصار ذلك سببا يدعوهم إلى اقتحام الأخطار في الأسفار من ركوب السفن وخوف البحر وغير ذلك ؛
    فالحامل ينتفع لأنه يربح ، والمحمول إليه ينتفع بما حُمِلَ إليه .
    والنوع الخامس : قوله تعالى : ( وما أنزل من السماء من ماءٍ ....إلخ) والآيات في ذلك أن الله جعل الماء سببا لحياة جميع الموجودات من حيوان ونبات ، وأنه ينزله عند الحاجة إليه بمقدار المنفعة ، وعند الاستسقاء والدعاء ، وإنزاله بمكان دون مكان .
    والنوع السادس : قوله تعالى ( وبثَّ فيها من كل دابة ) والآيات في ذلك أن جنس الإنسان يرجع إلى أصل واحد وهو آدم عليه السلام مع ما فيهم من الاختلاف في الصور والأشكال والألوان والألسنة والطبائع والأخلاق والأوصاف إلى غير ذلك ، ثم يقاس على بني آدم سائر الحيوان .
    والنوع السابع : قوله تعالى : ( وتصريف الرياح ) والآيات في الريح أنه جسم لطيف لايمسك ولا يُرى وهو مع ذلك في غاية القوة بحيث يقلع الشجر والصخر ويُخَرِّب البنيان العظيم ، وهو مع ذلك حياة الوجود فلو أمسك طرفة عين لمات كل ذي روح وأنتَنَ ما على وجه الأرض .
    والنوع الثامن : قوله تعالى : ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض ) والآيات في ذلك أن السحاب مع ما فيه من المياه العظيمة التي تسيل منها الأودية العظيمة يبقى معلقا بين السماء والأرض بلا علاقة تمسكه ولا دعامة تسنده ، وفيه آيات أخر لا تخفى عمن تأملها وتدبرها .في الأنواع السابقة ( بما ينفع الناس ) لو جعل هذا من تمام النوع الثالث ( والفلك التجري في البحر ) .
    والخلق في قوله تعالى ( إن في خلق السموات والأرض ) هنا بمعنى المخلوق إذ الآيات التي تُشَاهَدُ إنما هي في المخلوق الذي هو السموات والأرض فالإضافة هنا إضافة بيانية .
    والله تعالى يخلق مالا تعلمون في بدء الخلق وحتى نهاية الدنيا الفانية
    ليتدبر الناس ويؤمنوا ويوحدوا ربهم ويشكروه .

    اقتباس وتصرف من كتاب :
    (( الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية ) جاء في صفحة 154








  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    #2
    كيف تسمو ؟ وكيف تَأْرَضُ ؟


    الرقي والرفعة والسمو بالنفس والروح والجسد والجوارح

    سمات من يطمحون إلى العلياء في قمم السعادة والنجاح ، والفلاح عند رب الأرباب وخالق السموات العلا الله سبحانه وتعالى .
    ازهد في الدنيا الدنيئة والصفات الوضيعة التي تنحدر بك من الساحات الرفيعة إلى الهاوية الفظيعة في عذاب الشقاء والقطيعة
    جاء في معاجم اللغة العربية تصديقا لهذه المعاني عن كلمة ( السماء ) في الطليعة :
    تأتي لفظة ( السماء ) من :
    السُّمُوّ: وهو ارتفاع والارتقاء والعلو
    وأصله من الفعل ( سَمَوْتُ ، وسميْتُ مثل علوتُ وعليت وسلوتُ وسليتُ ، ومعنى : سما الشيءُ يسمو سُمُوًّا؛ فهو سامٍ ارتفع
    وفلان يسمو إلى المعالي إذا تطاولَ إليها ، وسماء كلِّ شيءٍ أعلاهُ ، مذكر في معناه
    والسموات السبعُ سماءُ ، والسمواتُ السبع : أطباقُ الأَرَضِينَ
    وتجمع :سماءً وسَمَوَاتٍ.
    ومنه قوله تعالى :( السماءُ منفطر به ) ولم يقل منفطرة
    ويقول الجوهري :السماءُ تُذَكَّرُ وتؤَنَثُ أيضا وأنشد ابن برِّي في التذكير بقوله :
    فلو رفع السماءَ إليهِ قومٌ = لحِقْنا بالسماءِ مع السَّحابِ
    وقول الله عز وجلَّ:(ثم استوى إلى السَّماءِ .....)
    قال أبو إسحق : لفظهُ لفظُ الواحد ومعناهُ معنى الجمعِ ، والدليلُ على ذلك قوله :( فسواهُنَّ سبع سموات..) فيجب أن تكونَ السماءُ جمعًا ، كالسماواتِ كأن الواحدَ سَمَاءَةٌ وسماوَةٌ
    وزعم الأخفش أن السماءَ جائزٌ أن يكون واحدا كما تقول :
    كَثُرَ الدينارُ والدرهمُ أي الدنانيرُ والدراهمُ بأيدي الناس

    وكيف تأرضُ ؟
    أي تَسْفُلُ ، وتَثَّاقَلُ إلى الأرضِ .
    والأرضُ التي عليها الناسُ ، أُنْثَى وهي اسمُ جِنْسٍ ، يقولُ سبحانهُ وتعالى : ( وإلى الأرضِ كيفَ سُطِحَتْ ) وكل ما سَفُلَ فهوَ أرضٌ ،قالَ خُدَاشُ بن زُهَيْر الشاعرُ :
    كَذَبْتُ عليكم أَوْعِدُوني وعَللِّوا بي = الأرضَ والأقوامَ قِرْدَان موظبا
    قال سيبويه : يجوز أن يعني أهل الأرض بقوله عليكم بي و بهجائي إذا كنتم في سفر ، فاقطعوا الأرض بذكري وأنشدوا القوم هجائي ، يا قردان موظب؛ أي أنتم في القِلَّةِ والحقارةِ (كقردان موظب ) اسم مكان ، فهو يهجو القوم لا القردان
    وفي جَمْعِ الأرضِ يُقال : أَرَاضٍ (أراضي) حُكِيَ ذلك عن أبي الخطاب نحو ( أَهْلُ وأهالٍ (أهالي )
    ويقال : أرضٌ أرِيضَةٌ ؛بَيِّنَةُ الأرَاضَة إذا كانت لينة طيبة المقعد
    كريمة جيدة النبات
    ومن معاني الأرض : الذُّكَاْمُ ؛ يقال فلان مَأْرُوضٌ بمعنى مَذْكُومٌ
    وطُمُوحُهُ الابتعاد والارتقاء بالسمو والبحث عن الشفاء وسبل التخلص من هذا الذكام بالعلاج
    والتضرع إلى الله تعالى .

    تعليق

    • ناريمان الشريف
      مشرف قسم أدب الفنون
      • 11-12-2008
      • 3454

      #3
      سبحانك ربي لا إله إلا أنت
      رائع رائع يا أخي فهمي
      باركك الله
      sigpic

      الشـــهد في عنــب الخليــــل


      الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

      تعليق

      • محمد فهمي يوسف
        مستشار أدبي
        • 27-08-2008
        • 8100

        #4
        الأستاذة أختي المحترمة ناريمان الشريف
        جزاك الله خيرا

        تعليق

        يعمل...
        X