القراءة السريعة، تعلمها لتغنم !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد الشكري
    محظور
    • 03-06-2011
    • 2537

    القراءة السريعة، تعلمها لتغنم !

    القراءة السريعة، تعلمها لتغنم !

    إذا كنت ممن جعلوا القراءة دُرجةً لهم، وممن يلوذون بباحات المكتبات وأروقتها بحثاً في خمائل الثقافة عن أفياء الكتب. فحتماً ستكون لديك رغبة عارمة في هضم عدد أكبر من الكتب في فترة وجيزة، وحتماً يسوءك أن تقضي في الكتاب الواحد أسبوعاً أو أكثر قبل أن تفرغ منه لتتلقف غيره مع ضيق وقتك وإيقاع حياتك المتسارع في خضم أولوياتك الأخرى بكل زخمها وفوضويتها !

    دعني أُقدم لك الحل ممثلاً في تقنيات القراءة السريعة، وبعد معرفتها ما عليك سوى أن تعتمد على جهدك الذاتي، فتشحذ لأجل إتقانها الهمة، وتشمّر لبلوغها ساعد الدُربة . وستحصد ثمرة جهدك في فترة تتراوح بين الثلاثة والستة أسابيع مع المران اليومي، ستبدو لك التجربة عند التطبيق مرهقة في البداية، قد ينتابك صداع وإجهاد ذهني، وقراءة تقطع أشواط الكتاب مع ضعف في الإستيعاب والفهم، ولكنها أعراض لن تلبث أن تخف حدتها بعد ثلاثة أيام أو أكثر، لتجد أنك صرت تقرأ أسرع مع إستيعاب ما تقرأه.

    يقرأ أغلب الناس بسرعة بطيئة أو متوسطة يتراوح معدلها من 200 إلى 400 كلمة في الدقيقة .. تهدف تقنيات القراءة السريعة إلى زيادة السرعة 500% وهي تعادل حوالي 1000 كلمة في الدقيقة كحد أدنى، وهناك من يتجاوز هذه النسبة، لتبدأ أولاً بتحديد سرعتك الحالية على ضوء المعادلة: “عدد الكلمات في الدقيقة” يساوي “عدد كلمات السطر” ضرب “عدد الأسطر في الصفحة” ضرب “عدد الصفحات التي قرأتها” وتقسم الناتج على “زمن القراءة بالدقائق” .. ثم دونها لتعرف الفارق الهائل بين السرعة السلحفائية التي كنت تقرأ بها قبل أن تتقن تقنيات السرعة في أسابيع قليلة.

    يعود سر بطء القراءة إلى عادة تعلمناها منذ تعلم الكتابة في الصغر، فإذا عدت بذاكرتك إلى مراتع طفولتك، ستلاحظ أنك تعلمت أحرف الهجاء بتلقينك أصواتها، ثم محاولة كتابتها، قبل أن يتم تدريسك نظم الحروف في كلمة وترديدها بصوتك مع أستاذ الفصل، ثم يأتي بعدها نظم الجمل وترديدها أيضاً ، ومحاولاتك الأولى للقراءة مع النطق بالجمل، ثم مع إتقانك للقراءة تتخلى عن الترديد الشفاهي، ولكنك تظل مستخدماً دون أن تشعر “القراءة الصوتية” وهي الترديد الداخلي لما تقرأه .. وتهدف تقنيات القراءة السريعة لتخليصك من هذه العادة التي تؤخر معدل القراءة بلا شك.

    العادة الثانية التي تؤخر سرعة القراءة تتعلق بطريقة استخدامك لعينيك في القراءة، مثل الإنتقال من آخر السطر إلى أول السطر التالي، والوقفات بين كل مجموعة كلمات في السطر الواحد للإستيعاب ثم المواصلة، وإن كان الوقت الذي تستغرقه هذه الممارسات أقل من ثانية بحيث لا تحس به، ولكن بتجميع هذه الأجزاء من الثواني التي أهدرتها تلك الإنتقالات والوقفات أثناء تصفح كتاب كامل ستجدها وقتاً ليس بالقليل. كما أن هناك من يكرر قراءة الكلمات التي قرأها وربما يعود إليها بعد أن تجاوزها لإعادة الإستيعاب والربط بما يليها.

    يكمن التخلص من هذه العادات بتطوير استخدام العينين أثناء القراءة، فالمقدرة الفعلية للعين على التقاط الكلمة تتجاوز التخيل، حيث أن العين تقوم بالالتقاط ثم تترجم الصورة التي التقطتها في المستقبلات البصرية بالشبكية، لترسل بعد ذلك إشارة عبر العصب البصري إلى الفص البصري في المخ، كل هذه العمليات تتم في جزء من 500 جزء من الثانية، أي أن قراءة 500 كلمة تستغرق ثانية واحدة، أي 30 ألف كلمة في الدقيقة، وهي سرعة لم يصل إليها أحد ولكنني أوضح مقدرة العين الجبارة على القراءة، أما أقصى سرعة مسجلة فهي تقارب 4000 كلمة في الدقيقة الواحدة.

    تساعد تقنية الدليل البصري في تسريع القراءة، وهي أي أداة تضعها على الصفحة أسفل السطر المقروء أثناء القراءة، يمكنك استخدام قلم مثلاً .. وهنا أنت لست بحاجة لتمريره بامتداد كل السطر بل تضع رأسه في منتصف السطر، فالقارئ السريع يركز على منتصف السطر، وذلك يرجع إلى مقدرة العين على التقاط خمس أو ست كلمات دفعة واحدة .. واستخدامك للدليل البصري لمدة ساعة واحدة كافٍ جداً، حيث تستغني عنه لاحقاً بعد أن يعتاد عقلك على تقنية الالتقاط السريع. وبهذا تكون قد تخلصت من معيقات القراءة التي تطرقت لها سابقاً.. بالإضافة إلى أن الدليل البصري يساهم في تقليل الجهد الذي تبذله العين، ويساعدك على التركيز، ويسرع القراءة مع زيادة مقدار الإستيعاب.

    تهدف التقنية الثانية لتطوير القراءة بالعقل بشكل أساسي، عن طريق تقوية الرؤية المحيطية والإدراك الدائري، ولفهم هذه التقنية فإليك معلومة أن التركيز الأمامي للرؤية يشكل 20% من النظام البصري/العقلي، بينما التركيز الجانبي يستحوذ على 80% من النظام. بمعنى أنك إذا وضعت رأس الدليل البصري على كلمة في وسط الصفحة وثبتّ بصرك عليها، فأنت قادر على قراءة الكلمات على جانبي وأعلى وأسفل الكلمة دون أن تحرك عينيك، وتهدف هذه التقنية لالتقاط فقرات كاملة، أي أنك تقرأ بعقلك ولا تكون العينان بالنسبة لك سوى أداتك التي قمت بتطوير إستخدامها لتحقيق الإستفادة القصوى من مقدراتها التي كنت تهملها.

    إن كنتُ قد أثرت إهتمامك وداعبت هذه المقدمة أوتار طموحك ورغبتك بإكتنازها، فسأقترح عليك قراءة كتاب “القراءة السريعة” لتوني بوزان ترجمة مكتبة جرير يحوي بين دفتيه 348 صفحة ، للتحميل:

    Blogger is a blog publishing tool from Google for easily sharing your thoughts with the world. Blogger makes it simple to post text, photos and video onto your personal or team blog.


    وهو كتاب ماتع للغاية، ورد في ذيل مقدمته: “أنت الآن على وشك البدء في رحلة من أكثر رحلات حياتك إمتاعاً، عليك فقط أن تقلب الصفحة لتبدأ الرحلة”. وستجد به مجموعة من التقنيات المتقدمة التي ستجعل منك سوبر- قارئ!

    وأجعل مخرجي برواية قصة البروفيسور “سي. لويل ليس” رئيس قسم الخطابة بجامعة “أوتاه” في خمسينات القرن الماضي مع طالبته إيفيلين وود، عندما سلمته دراسة بحثية من 80 صفحة، لتفاجأ أنه قرأها في 10 دقائق ثم وضع عليها الدرجة وسلمها لها، وقد ذهلت إيفيلين عندما ناقشته في دراستها وتأكدت أنه قد قرأها فعلاً بمعدل 2500 كلمة في الدقيقة. فبدأت إيفيلين في دراسة هذا المجال، وأصبحت رائدة من رواد القراءة السريعة، وأسست معهدها الخاص لتدريس ما يتعلق بها من تقنيات ومهارات.
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #2
    قرأت مقالتك في ثوان باستعمال تاكتيكاتين تعلمتهما من الانجلوساكسون: scaning و skiming

    تاكتيك أول عبارة عن "مسح" للنص دفعة واحدة بواسطة Retina يعطي للدماغ استعداد أو نفور من المتابعة (النص طويل أم قصير، مشحون أو خفيف الخ)
    تاكتيك ثاني يساعد على قراءة النص diagonally (كما أشرت إليه في مقالتك أي الانتقال بين الكلمات بشكل "محيطي" وليس "كرونولوجي" كلمة كلمة...).


    يبقى أن الانترنت له تأثير جذري ليس فقط على طريقة القراءة بل وحتى على نوعية المواضيع التي تجذب القاريء أو تنفره. أضف إلى ذلك نمطية الشخصية في تعاملها مع المهام : سيكولوجياً نحن ننقسم إلى قسمين: نوع منا يعتبر monochronos يعني mono أحادي و chronos وقت: أي أن هذا النمط من البشر يقوم بمهمة واحدة ولا يمر إلى الأخرى حتى ينتهي من الأولى. بخلاف poly chronos أي poly متعدد chronos وقت: وهم الأفراد الذين بإمكانهم تعاطي لمهمات متعددة في نفس الوقت. وهذان النمطان بدون شك لكل واحد منهما تفاعل مختلف مع القراءة.

    فمثل هذه التكتيكات التي ذكرتها في مقالتك سوف تساعد و لا ريب على العودة إلى الكتاب الذي ضل المفقود الأكبر بين مهام الحياة اليومية.

    شكراً زياد الشكري، لما أثريت به فكري.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 06-12-2017, 03:09.

    تعليق

    • عبير هلال
      أميرة الرومانسية
      • 23-06-2007
      • 6758

      #3
      موضوع جميل وقيم عن التدرب على سرعة القراءة..

      بوركت

      sigpic

      تعليق

      • زياد الشكري
        محظور
        • 03-06-2011
        • 2537

        #4
        شكراً يا م.ش لما تهبه من فوائد، أثراء أنت .. محبتي لك.

        تعليق

        • زياد الشكري
          محظور
          • 03-06-2011
          • 2537

          #5
          شكراً للعبير على الزيارة الكريمة ..
          كل التقدير.

          تعليق

          يعمل...
          X