جدار النسيان
*******
جالت ببصرها فى انحاء المكان ..تلتمس فيه ملامحه ... رائحة عطره ..صوته و هو يناديها و يدللها..
افتقدته كثيرا ...يصرخ فى اعماقها الحنين ...يجتث اى محاولة للنسيان ..و كيف تنساه و هو الذى كان كل حياتها ..أوقفت عمرها على اعتابه.. و عطلت حواس طموحها حرصا على مستقبله..كانت لا تنام إلا بعد أن تطمئن عليه ..و لا يطيب لها طعام إلا اذا عرفت انه سبقها ...كان اذا تحدث لا تسمع إلا صوته ..كان هو كل شىء لها .. كان يمثل لها المعنى الحقيقى للرجل ..و لا تعرف كيف يكون الرجال سواه ..فهو الاول و الاخير فى حياتها ..حين سافر و تركها ..شعرت و كأن روحها تصعد الى السماء ..لم تحملها قدماها .. تعرف ان مستقبله فى السفر ...لكن هى ...ماذا ستفعل ؟ ..لقد اختار مستقبله ...و نسى انها هى مستقبله .. بل هى ماضيه و حاضره و مستقبله معا.. كلما كانت تحاول نسيانه ..كانت تسوقها قدماها دون أن تقصد ..لمكان اول لقاء ..تجلس فيه ..و تسرح بخيالها ..كأنه جالس معها ..يكلمها ...يغازلها ...يضاحكها ...فتضحك ...و تضحك ...ثم تبكى .. تجهش بالبكاء ...شعرت انها اضعف بكثير من النسيان و أن بينها و بين نسيانه الف جدار ..ترى وجهه فى كل الوجوه ..تسمع صوته فوق اصوات الجميع...كل شىء يذكرها به ...كل شىء .. كانت تشعر انها فى طريقها للجنون ..يلومها الناس على وفائها له ..و لكنه ليس وفاء فقط ..هى حياة بأسرها فقدتها ..حتى كان ذلك اليوم ..فوجئت به يعود ..نعم ...انه عاد..لم تصدق ...كانت تعيش على هذا الأمل ..لكنها كانت تخشى ألا يتحقق.. .. كادت الفرحة أن توقف قلبها ..تلعثم الكلام على لسانها ...تريد ان تقول الف الف افتقدتك ....و الف الف لم انساك.. و لكن كل الحروف أبت أن تخرج من فمها من الفرحة ...اراد أن يعتذر و يرجوها أن تسامحه فلقد عرف قيمتها حين غابت عنه .. عرف الا مستقبل بدونها ..رفعت كفها فى رفق لتوقفه عن الاعتذار ..فلا معنى للإعتذار او لأى كلام آخر ..حين يكون الكلام دون ما تشعر ...دونه بكثير ...فما تلك الكلمة التى قد تعبر عن روح ترد فى الجسد ..و ما تلك الحروف التى قد تعبر عن فرحة يختلج بها صدرها حتى كادت توقف قلبها ..كانت تريد ان تأخذه من يده و تفاخر به الناس ...هذا الذى لمتمونى على الوفاء له ... كما ترون ..يبادلنى وفاء بوفاء ..و ساقه إلىَ وفاؤه لى ..هذا الذى كنتم تحثونى على نسيانه ..
و لم تعلموا أن النسيان كلمة زهيدة جدا بجانب الامل الذى كنت اعيش عليه.. و الذى كان يرويه حب جارف ليس من السهل انهاؤه ..ليس بقرار ...و لا بكلمة ...
و لم تعلموا ان بينى و بين فراقه جدار اعلى من أن تتخطاه من احبت كحبى له ...
الا و هو...
جدار النسيان....
*******
جالت ببصرها فى انحاء المكان ..تلتمس فيه ملامحه ... رائحة عطره ..صوته و هو يناديها و يدللها..
افتقدته كثيرا ...يصرخ فى اعماقها الحنين ...يجتث اى محاولة للنسيان ..و كيف تنساه و هو الذى كان كل حياتها ..أوقفت عمرها على اعتابه.. و عطلت حواس طموحها حرصا على مستقبله..كانت لا تنام إلا بعد أن تطمئن عليه ..و لا يطيب لها طعام إلا اذا عرفت انه سبقها ...كان اذا تحدث لا تسمع إلا صوته ..كان هو كل شىء لها .. كان يمثل لها المعنى الحقيقى للرجل ..و لا تعرف كيف يكون الرجال سواه ..فهو الاول و الاخير فى حياتها ..حين سافر و تركها ..شعرت و كأن روحها تصعد الى السماء ..لم تحملها قدماها .. تعرف ان مستقبله فى السفر ...لكن هى ...ماذا ستفعل ؟ ..لقد اختار مستقبله ...و نسى انها هى مستقبله .. بل هى ماضيه و حاضره و مستقبله معا.. كلما كانت تحاول نسيانه ..كانت تسوقها قدماها دون أن تقصد ..لمكان اول لقاء ..تجلس فيه ..و تسرح بخيالها ..كأنه جالس معها ..يكلمها ...يغازلها ...يضاحكها ...فتضحك ...و تضحك ...ثم تبكى .. تجهش بالبكاء ...شعرت انها اضعف بكثير من النسيان و أن بينها و بين نسيانه الف جدار ..ترى وجهه فى كل الوجوه ..تسمع صوته فوق اصوات الجميع...كل شىء يذكرها به ...كل شىء .. كانت تشعر انها فى طريقها للجنون ..يلومها الناس على وفائها له ..و لكنه ليس وفاء فقط ..هى حياة بأسرها فقدتها ..حتى كان ذلك اليوم ..فوجئت به يعود ..نعم ...انه عاد..لم تصدق ...كانت تعيش على هذا الأمل ..لكنها كانت تخشى ألا يتحقق.. .. كادت الفرحة أن توقف قلبها ..تلعثم الكلام على لسانها ...تريد ان تقول الف الف افتقدتك ....و الف الف لم انساك.. و لكن كل الحروف أبت أن تخرج من فمها من الفرحة ...اراد أن يعتذر و يرجوها أن تسامحه فلقد عرف قيمتها حين غابت عنه .. عرف الا مستقبل بدونها ..رفعت كفها فى رفق لتوقفه عن الاعتذار ..فلا معنى للإعتذار او لأى كلام آخر ..حين يكون الكلام دون ما تشعر ...دونه بكثير ...فما تلك الكلمة التى قد تعبر عن روح ترد فى الجسد ..و ما تلك الحروف التى قد تعبر عن فرحة يختلج بها صدرها حتى كادت توقف قلبها ..كانت تريد ان تأخذه من يده و تفاخر به الناس ...هذا الذى لمتمونى على الوفاء له ... كما ترون ..يبادلنى وفاء بوفاء ..و ساقه إلىَ وفاؤه لى ..هذا الذى كنتم تحثونى على نسيانه ..
و لم تعلموا أن النسيان كلمة زهيدة جدا بجانب الامل الذى كنت اعيش عليه.. و الذى كان يرويه حب جارف ليس من السهل انهاؤه ..ليس بقرار ...و لا بكلمة ...
و لم تعلموا ان بينى و بين فراقه جدار اعلى من أن تتخطاه من احبت كحبى له ...
الا و هو...
جدار النسيان....
تعليق