للشاعر الدنمركي: Jens Baggesen 1764-1826
في زمنٍ كنتُ فيه صغيرًا جدًا،
لم يكن يتجاوز طولي عدة أشبار.
عندما أستعيدُ هذه الذكرى الجميلة، تتدحرجُ دموعي.
و لذلك أُواصلُ تذكرها المرّةَ تلو الأُخرى.
كنتُ ألهو في حضن أُمِّي،
و أجلسُ على الحصانِ، رُكبة أبي.
كُنتُ أعرفُ من الخوف و الطمع و الأذى
بمقدار ما كان لدينا من مال.
عندها، كنتُ أعتقدُ أنّ الأرض صغيرةٌ جدًا.
و الأهم أنها بدت أقلّ سوءًا بكثير.
عندما كنتُ أنظر الى النجوم، كانت تبدو نقاطًا متلألئة.
و كنتُ أودّ لو كان لدي جناحان لإصطيادها.
كنتُ أرى القمرَ ينزلقُ الى سفحِ التّلة.
وكم كنتُ أودُّ أن أكون هناك!
كي أستطيعَ معرفة،
لماذا القمرُ كبيرٌ و مستديرٌ و جميلٌ هكذا!.
و كنتُ أرقبُ شمسَ الله بعجبٍ
تنحدرُ نحو الغربِ في حُضن البحرِ الذهبي.
و في الصباحِ، تعودُ ثانيةً باكرًا
لتصبغَ سماءَ الشرق بالإحمرار.
و كنتُ أُفكّرُ بالرّب الرحيم
الذي خلقني، وخلقَ هذه الشمس الرائعة،
و كلّ مجموعات لآلئ الليل هذه
التي تعبرُ السماءَ من القُطبِ الى القُطب.
كانتْ شفتايَ الصغيرتان تصلّي بطفولةٍ
تللك الصلاةَ التي علمتني إيّاها أُمّي:
يا رب، يا كريم! دعني أحاولُ دائمًا
أن أتبعَ الحكمةَ و الخيرَ و طاعتك!
و كنتُ أُصلي لأجلِ أبي و أُمِّي،
و لأجلِ أُختي، و كل القرية،
و لأجلِ الْمَلِكِ، و لأجلِ ذلكَ المسكين
الذي كانَ يمُرُّ بِنَا مُرهقًا و مُنحنيَ الظهر.
لقد اختفتْ، اختفتْ أيامُ الطفولةِ اللطيفة!
و اختفى معها هدوئي و سعادتي.
لم يتبقَّ لدي سوى الّذّكرى.
أسألكَ ربّي أن لا تدعني أفقدها، أبدًا، أبدا.
ترجمها عن الدنمركية: سليم محمد غضبان
25-12-2017
يمكنكم طلب النص الأصلي من جوجل
نبذة عن الشاعر الدنمركي: Jens Baggesen 1764-1826
كان ينس إمانويل باجّسن أب الجنرال ميجور أوغست باجّسن. عاصر شعره نهاية عصر التنوير و بداية العصر الرومنطيقي. أهم كتبه هو المتاهة و الذي يعتبر رائدًا في الروايات السيكولوجية.
في زمنٍ كنتُ فيه صغيرًا جدًا،
لم يكن يتجاوز طولي عدة أشبار.
عندما أستعيدُ هذه الذكرى الجميلة، تتدحرجُ دموعي.
و لذلك أُواصلُ تذكرها المرّةَ تلو الأُخرى.
كنتُ ألهو في حضن أُمِّي،
و أجلسُ على الحصانِ، رُكبة أبي.
كُنتُ أعرفُ من الخوف و الطمع و الأذى
بمقدار ما كان لدينا من مال.
عندها، كنتُ أعتقدُ أنّ الأرض صغيرةٌ جدًا.
و الأهم أنها بدت أقلّ سوءًا بكثير.
عندما كنتُ أنظر الى النجوم، كانت تبدو نقاطًا متلألئة.
و كنتُ أودّ لو كان لدي جناحان لإصطيادها.
كنتُ أرى القمرَ ينزلقُ الى سفحِ التّلة.
وكم كنتُ أودُّ أن أكون هناك!
كي أستطيعَ معرفة،
لماذا القمرُ كبيرٌ و مستديرٌ و جميلٌ هكذا!.
و كنتُ أرقبُ شمسَ الله بعجبٍ
تنحدرُ نحو الغربِ في حُضن البحرِ الذهبي.
و في الصباحِ، تعودُ ثانيةً باكرًا
لتصبغَ سماءَ الشرق بالإحمرار.
و كنتُ أُفكّرُ بالرّب الرحيم
الذي خلقني، وخلقَ هذه الشمس الرائعة،
و كلّ مجموعات لآلئ الليل هذه
التي تعبرُ السماءَ من القُطبِ الى القُطب.
كانتْ شفتايَ الصغيرتان تصلّي بطفولةٍ
تللك الصلاةَ التي علمتني إيّاها أُمّي:
يا رب، يا كريم! دعني أحاولُ دائمًا
أن أتبعَ الحكمةَ و الخيرَ و طاعتك!
و كنتُ أُصلي لأجلِ أبي و أُمِّي،
و لأجلِ أُختي، و كل القرية،
و لأجلِ الْمَلِكِ، و لأجلِ ذلكَ المسكين
الذي كانَ يمُرُّ بِنَا مُرهقًا و مُنحنيَ الظهر.
لقد اختفتْ، اختفتْ أيامُ الطفولةِ اللطيفة!
و اختفى معها هدوئي و سعادتي.
لم يتبقَّ لدي سوى الّذّكرى.
أسألكَ ربّي أن لا تدعني أفقدها، أبدًا، أبدا.
ترجمها عن الدنمركية: سليم محمد غضبان
25-12-2017
يمكنكم طلب النص الأصلي من جوجل
نبذة عن الشاعر الدنمركي: Jens Baggesen 1764-1826
كان ينس إمانويل باجّسن أب الجنرال ميجور أوغست باجّسن. عاصر شعره نهاية عصر التنوير و بداية العصر الرومنطيقي. أهم كتبه هو المتاهة و الذي يعتبر رائدًا في الروايات السيكولوجية.
تعليق