قرأت لكم مقالا اعجبنى للكاتب الجرىء والقدير سيد يوسف وتخيلت كلا من رواد الملتقى رئيسا لمصر ..لهذا اطرح السؤال التالى عليكم ماذا لو كنت رئيسا لمصر او لاى دولة عربية ؟ وعلى الكل الاجابة على هذا السؤال كلا من بلده .
لو كنت رئيسا لمصر
سيد يوسف
سألنى صديق: أراك – وغيرك- تنتقد الأحوال فى مصر، وقد قدمت – كما غيرك- بعض الرؤى والحلول لمشكلات مصرية إما ساخرا وإما جادا ...فماذا لو كنتَ رئيسا لمصر؟ ماذا ستفعل؟!
والحق أن هذا تساؤل لطالما داعب آمال الطبقة الوسطى لا سيما الذين تستهويهم مشاعر الحب لهذه البلاد، ومن ثم يبيتون ليل نهار يفكرون فى وضع حلول – سواء كانت قيمة أو صبيانية- لمشكلات تعانى منها بلادى، وفى مصر الآن -2008- أزمات ترقى لدرجة الكوارث بفعل نظام غبى شديد الغباء، وشديد البطش، وشديد الحرص على تخريب البلاد، وتجفيف منابع الثروات سواء الطبيعية أو البشرية ومن ثم ففى ظل مثل هذا النظام فإن الحلم بأن يصير أحد ما رئيسا لمصر هو ضرب من الاستحالة أو الخيال المفرط.
قال صديقى: ما من أحد سألته هذا السؤال إلا واستبعد حتى مجرد الحلم.
قلت: يستثنى من ذلك أبناء الرؤساء طبعا، وفى مصر ابن مدلل لرئيس مخرب، يتطلع ومعه ثلة من المنافقين لوراثة مصر -لا لحكمها- وكل مؤهلاته أنه نجل الرئيس، وقد استحدثت له خصيصا لجنة فاشلة تسمى بلجنة السياسات يقوم من خلالها بدور الرئيس الموازى، ومن عجب أنه حين يتحدث يذكر الانجازات مذ ثلاث سنوات فقط وكأن مصر قبل ذلك التاريخ لا تعنيه فحينئذ لم يكن ذلك المدلل حاكما لمصر!!!
قال صديقى: دع عنك الرئيس ونجله فذلك له مجال آخر لكن أجبنى: ماذا تفعل لو كنتَ رئيسا لمصر؟!!
قلت: ما زلت أراك تلح يا صديقى على تخيل المستحيل، وعلى كل ٍ، أريد تبيان مفردة أراها مهمة خلاصتها أننا عادة نجنح أقصى اليمين إذا كان الفعل فى أقصى اليسار.
قال: لا أفهم.
قلت: أول شيء سأحاربه بلا هوادة هو الغباء وذلك كرد فعل لما تعيشه مصر الآن من غباء شديد: غباء بعضه فوق بعض، وهذا ما أقصده برد الفعل الجانح جهة اليمين.
قال صديقى: لست أفهمك فهلا أعطيتنا مثالا.
قلت: كل شيء يسير فى بلادى الآن هو نموذج للغباء، انظر إلى حزمة من القوانين التى صدرت مذ عهد مبارك تجد لها سمة رئيسة سواء فى القانون نفسه أو فى منفذيه أو فى الوزراء الذين يمثلونه من ذلك مثلا قانون المرور وقانون الضرائب العقارية وما فضيحة التعديلات الدستورية عنا ببعيد، وما مهزلة كادر المعلمين أيضا عنا ببعيد!
قال صديقى: هذه قوانين جباية أو تعديلات تصب فى مصلحة التوريث، صحيح تم صياغتها بغباء لكنه غباء يرادف الطمع والجشع.
كادر المعلمين نموذج لنظام غبى
قلت: فى القانون وصياغته وتنفيذه والالتفاف عليه ما يؤكد سمة الغباء وهاك مثالا من مهزلة كادر المعلمين: وعد الرئيس بكادر للمعلمين التفوا عليه لعدم تنفيذه، ثم قالوا على مرحلتين، ثم فرغوه من مضمونه، ثم نادوا باختبار للمعلمين وربطوا فيه بين الزيادة المالية وبين النجاح فوعدوا بتسكين المعلمين وفق خمسة مستويات بناء على عدد سنوات الخبرة ثم تراجعوا فقالوا بناء على الدرجة المالية ثم تراجعوا فقالوا بناء على عدد سنوات الخبرة مع الدرجة المالية ثم طالبوا المعلمين بالتقدم للاختبار دون تحديد ماهيته ومصادره، ثم طالبوا باختبار جميع المعلمين فى اللغة العربية مع التخصص والتربوى( سواء منهم خريجو التربية والآداب والعلوم وغير ذلك) وقالوا بأن الاختبار سيعقد بكليات التربية ثم تراجعوا فقالوا بالمدارس ثم تراجعوا فقالوا بالكليات ثم تراجعوا فجعلوها فى الاثنين معا ثم طالبوا المعلمين بأن تكون إجاباتهم بالقلم الرصاص، ثم قالوا من سيرسب فليس عليه من حرج سيظل كما هو بيد أنه سيحرم من الزيادة المالية (أى سيظل قائما بالتدريس!) وما بين ذلك أمور شديدة الغباء نكتفى منها بمفردتين :
* لا توجد معايير للنجاح والرسوب وبحسب تصريح منسوب لوزير التعليم بأن الإجابة على 90% من الأسئلة قد لا تعنى النجاح والعكس صحيح!!!
* الراسب يمكنه أن يتقدم فى السنة اللاحقة من شهر أغسطس للمستوى الأعلى إذا استوفى الشروط ( سنوات الخبرة+ الدرجة المالية) فى حين أن الناجح إذا استوفى الشروط بعد سنة لا يحق له التقدم للمستوى الأعلى إذ ينبغى أن يستمر بمستواه التسكينى مدة خمس سنوات وكأن الوزارة تكافئ الراسب وتجازى الناجح!!
ملاحظات وخاتمة
بأريحية شديدة يرى كثير من المراقبين – وحق لهم- أن عصر مبارك هو عصر الغباء، ومن ثم يخشى المصريون توريث الحكم لنجل مبارك، ولو كنت ُ- كنموذج لمصرى يراقب الأوضاع الحالية- رئيسا لمصر لحاربت الغباء بلا هوادة ولرفعت شعار " بالعلم تنهض البلاد" كعنوان لمرحلة جديدة تنهض بالمعلمين وبالتعليم وبالبحث العلمى وبرعاية العلماء من كل فج رعاية ذكية وشاملة...وهى دعوة ليدلى كلُُّ بدلوه( المنافقون يمتنعون ) مجيبا على هذا التساؤل: ماذا تفعل لو( وحرف لو يفيد الاستحالة فى اللغة العربية) كنتَ رئيسا لمصر بعد مبارك؟!
لو كنت رئيسا لمصر
سيد يوسف
سألنى صديق: أراك – وغيرك- تنتقد الأحوال فى مصر، وقد قدمت – كما غيرك- بعض الرؤى والحلول لمشكلات مصرية إما ساخرا وإما جادا ...فماذا لو كنتَ رئيسا لمصر؟ ماذا ستفعل؟!
والحق أن هذا تساؤل لطالما داعب آمال الطبقة الوسطى لا سيما الذين تستهويهم مشاعر الحب لهذه البلاد، ومن ثم يبيتون ليل نهار يفكرون فى وضع حلول – سواء كانت قيمة أو صبيانية- لمشكلات تعانى منها بلادى، وفى مصر الآن -2008- أزمات ترقى لدرجة الكوارث بفعل نظام غبى شديد الغباء، وشديد البطش، وشديد الحرص على تخريب البلاد، وتجفيف منابع الثروات سواء الطبيعية أو البشرية ومن ثم ففى ظل مثل هذا النظام فإن الحلم بأن يصير أحد ما رئيسا لمصر هو ضرب من الاستحالة أو الخيال المفرط.
قال صديقى: ما من أحد سألته هذا السؤال إلا واستبعد حتى مجرد الحلم.
قلت: يستثنى من ذلك أبناء الرؤساء طبعا، وفى مصر ابن مدلل لرئيس مخرب، يتطلع ومعه ثلة من المنافقين لوراثة مصر -لا لحكمها- وكل مؤهلاته أنه نجل الرئيس، وقد استحدثت له خصيصا لجنة فاشلة تسمى بلجنة السياسات يقوم من خلالها بدور الرئيس الموازى، ومن عجب أنه حين يتحدث يذكر الانجازات مذ ثلاث سنوات فقط وكأن مصر قبل ذلك التاريخ لا تعنيه فحينئذ لم يكن ذلك المدلل حاكما لمصر!!!
قال صديقى: دع عنك الرئيس ونجله فذلك له مجال آخر لكن أجبنى: ماذا تفعل لو كنتَ رئيسا لمصر؟!!
قلت: ما زلت أراك تلح يا صديقى على تخيل المستحيل، وعلى كل ٍ، أريد تبيان مفردة أراها مهمة خلاصتها أننا عادة نجنح أقصى اليمين إذا كان الفعل فى أقصى اليسار.
قال: لا أفهم.
قلت: أول شيء سأحاربه بلا هوادة هو الغباء وذلك كرد فعل لما تعيشه مصر الآن من غباء شديد: غباء بعضه فوق بعض، وهذا ما أقصده برد الفعل الجانح جهة اليمين.
قال صديقى: لست أفهمك فهلا أعطيتنا مثالا.
قلت: كل شيء يسير فى بلادى الآن هو نموذج للغباء، انظر إلى حزمة من القوانين التى صدرت مذ عهد مبارك تجد لها سمة رئيسة سواء فى القانون نفسه أو فى منفذيه أو فى الوزراء الذين يمثلونه من ذلك مثلا قانون المرور وقانون الضرائب العقارية وما فضيحة التعديلات الدستورية عنا ببعيد، وما مهزلة كادر المعلمين أيضا عنا ببعيد!
قال صديقى: هذه قوانين جباية أو تعديلات تصب فى مصلحة التوريث، صحيح تم صياغتها بغباء لكنه غباء يرادف الطمع والجشع.
كادر المعلمين نموذج لنظام غبى
قلت: فى القانون وصياغته وتنفيذه والالتفاف عليه ما يؤكد سمة الغباء وهاك مثالا من مهزلة كادر المعلمين: وعد الرئيس بكادر للمعلمين التفوا عليه لعدم تنفيذه، ثم قالوا على مرحلتين، ثم فرغوه من مضمونه، ثم نادوا باختبار للمعلمين وربطوا فيه بين الزيادة المالية وبين النجاح فوعدوا بتسكين المعلمين وفق خمسة مستويات بناء على عدد سنوات الخبرة ثم تراجعوا فقالوا بناء على الدرجة المالية ثم تراجعوا فقالوا بناء على عدد سنوات الخبرة مع الدرجة المالية ثم طالبوا المعلمين بالتقدم للاختبار دون تحديد ماهيته ومصادره، ثم طالبوا باختبار جميع المعلمين فى اللغة العربية مع التخصص والتربوى( سواء منهم خريجو التربية والآداب والعلوم وغير ذلك) وقالوا بأن الاختبار سيعقد بكليات التربية ثم تراجعوا فقالوا بالمدارس ثم تراجعوا فقالوا بالكليات ثم تراجعوا فجعلوها فى الاثنين معا ثم طالبوا المعلمين بأن تكون إجاباتهم بالقلم الرصاص، ثم قالوا من سيرسب فليس عليه من حرج سيظل كما هو بيد أنه سيحرم من الزيادة المالية (أى سيظل قائما بالتدريس!) وما بين ذلك أمور شديدة الغباء نكتفى منها بمفردتين :
* لا توجد معايير للنجاح والرسوب وبحسب تصريح منسوب لوزير التعليم بأن الإجابة على 90% من الأسئلة قد لا تعنى النجاح والعكس صحيح!!!
* الراسب يمكنه أن يتقدم فى السنة اللاحقة من شهر أغسطس للمستوى الأعلى إذا استوفى الشروط ( سنوات الخبرة+ الدرجة المالية) فى حين أن الناجح إذا استوفى الشروط بعد سنة لا يحق له التقدم للمستوى الأعلى إذ ينبغى أن يستمر بمستواه التسكينى مدة خمس سنوات وكأن الوزارة تكافئ الراسب وتجازى الناجح!!
ملاحظات وخاتمة
بأريحية شديدة يرى كثير من المراقبين – وحق لهم- أن عصر مبارك هو عصر الغباء، ومن ثم يخشى المصريون توريث الحكم لنجل مبارك، ولو كنت ُ- كنموذج لمصرى يراقب الأوضاع الحالية- رئيسا لمصر لحاربت الغباء بلا هوادة ولرفعت شعار " بالعلم تنهض البلاد" كعنوان لمرحلة جديدة تنهض بالمعلمين وبالتعليم وبالبحث العلمى وبرعاية العلماء من كل فج رعاية ذكية وشاملة...وهى دعوة ليدلى كلُُّ بدلوه( المنافقون يمتنعون ) مجيبا على هذا التساؤل: ماذا تفعل لو( وحرف لو يفيد الاستحالة فى اللغة العربية) كنتَ رئيسا لمصر بعد مبارك؟!
تعليق