اعترافات مُتبادلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عروبة شنكان
    أديب وكاتب
    • 05-04-2017
    • 177

    اعترافات مُتبادلة

    سلسلة رسائل بينه وبينها


    رسائلي إليه:
    1
    ها أنا أعترِف أمام أوراقي بأني مارست خيانة حضورك مئات المراتِ
    وبأني أودعتُ كلمات اشتياقي طيات السِحاب، وبأني خدعتُ ضحكات القمر عشرات المرات، وبأني أخفيت عن النجوم أمر رسائلي إليك، فكان أن أتقنت فن اصطيادي من ثغر الكلمات، وكان أن صادرت ممتلكاتي من الكُتب ومن فناجين القهوة ومن قطع السُكر التي كثيراً ما سرقتني من عينيك!!
    ها أنا أعترفُ، بأن فؤادي مارس لُعبة صدك، وبأنه كابر حتى إنكسر
    وبأن أصقاع الأرض لو جابها رماديةً على الدوامِ.
    وها أنا أعترِفُ بأنك وقعت في حُب إمرأةٍ تسترسِلُ في إبعادِك لِتُمارِس عشق الشِعر والموسيقى حتى خيوطِ الفجرِ الأولى، إمرأةً ترسمُ بِالقلم أوجاعها، وبالحرف تبتكِرُ أدوية الهذيان، فتصِفها لنساءٍ مارسن العشق كما الطيرانِ!
    ولون الكفن بلون العلم
    غيرنا تقاليد أعراسنا
    حتى يرفع الأحرار
    رايتك ياوطن
    حرة
  • عروبة شنكان
    أديب وكاتب
    • 05-04-2017
    • 177

    #2
    رسائلي إليها:
    1
    وها أنا أعترِفُ لكِ، كم تسليتُ بدموعك وهي تسألني البقاء، وكم تعلق قلبي برنة ضحكتك حتى أبعدتني عن فن الرسمِ !
    اِسترسلتُ في وصف جنونك مراتٍ ومراتٍ نعم! ومازحتُ نوتاتي الموسيقية بدندناتِ عينيك، وابتكرتُ أجمل الألحان لوقع خطواتك. كم تُشبهين مُدن العواصف بعد توسونامي كلامي مابين نبضينا، وكم تبدين أجمل إذا ما غنى الوتر إسماً لوجهٍ أنثويٍ! كم تغارين من لئلآت النجوم، وكم أهوى كسر عِنادك بتغزلي بها!
    أعترِفُ بأني توقفتُ عن رصدِ حماقاتِهن، إكراماً لِحضورك.. وعزفتُ عن تنظيم نثرية طويلها بحرٌ لا ساحِلٌ له! جعلتكُ القصيدة، وعروضك بحورٌ سبعة أما عن ضروبك فسواحِلٌ مديدة! إعتكفتُ في شُطآن عينيك تصوفاً، وصغت تهجداتي ترنيماتٍ حارتْ القوافي في رصِها..
    التعديل الأخير تم بواسطة عروبة شنكان; الساعة 30-12-2017, 11:33.
    ولون الكفن بلون العلم
    غيرنا تقاليد أعراسنا
    حتى يرفع الأحرار
    رايتك ياوطن
    حرة

    تعليق

    • عروبة شنكان
      أديب وكاتب
      • 05-04-2017
      • 177

      #3
      رسائلي إليه
      2
      لإعترافاتك كبرياء الرجولة، ولوفائك جسور ياسمينٍ تعبر قوافيك فوقها تغسِلها بأنفاسه، تصل لي فواحةً، أتنفسُ معانيها، أُردِدُها، تصيرُ آياتي، وأصيرُ مُلهِمتُها.
      أنا لا أعبئ بسخط الرِفاق من حالات تأملي الحائرة باعترافاتك، ولا أعبئُ بقافيةٍ شقراء أو سمراء تًغازِلها بعيداً عني، فاعترافاتك لي وحدي، والجميعً قرأ وفهم مامعنى إعتراف الرجولةِ بهوى أُنثى!
      ولون الكفن بلون العلم
      غيرنا تقاليد أعراسنا
      حتى يرفع الأحرار
      رايتك ياوطن
      حرة

      تعليق

      • عروبة شنكان
        أديب وكاتب
        • 05-04-2017
        • 177

        #4
        رسائلي إليها
        2
        ولإعترافاتك يا جميلة عنفوان الأُنوثة، قرأت بين سطورك شجاعة المرأة حين تعشق، وحين تحِنُ، وأيضاً حين تئِنُ. مارستُ فن الطيرانِ فوق أوراقُك، فمارست أوراقُك فن اصطيادي ونجحت.
        أعترِفُ لك بأني ماعرفتُ الحُب ولا حتى معك، لكنك عرفتِ كيف تحولين رسم قهوتك إلى كلماتٍ أهيم بِقراءتها حتى استدرجتني إلى صُحبة فناجينك
        والتلذذ بِقطع السكر. عرفت حينها بأن الحب يأخذنا إلى قاع فناجين من نهوى دون عناءٍ!
        ولون الكفن بلون العلم
        غيرنا تقاليد أعراسنا
        حتى يرفع الأحرار
        رايتك ياوطن
        حرة

        تعليق

        • عروبة شنكان
          أديب وكاتب
          • 05-04-2017
          • 177

          #5
          رسائلي إليه
          3
          أعترف لك كم قيدتني كلماتك، تحدثت عن شجاعة الأُنثى حين تهوى، فدعني أُحدِثك عن شجاعتك وأنت تُخاطبني بِكُل ثقةٍ، تُشغلني بالجري وراء كلماتك التي تُلاحقُها عيني بِكُل حبٍ ولهفةٍ، كم تُشبه كلماتك أناي، وكم تُشبهك أوراق الخريف فوضويةً حين تصحو لتكتب لي..
          أعترفُ بأني كُنت بأزمةٍ وكلماتك، مزقتُ أوراقك عشراتُ المرات، ودُهشتً من تصرفاتي مئات المرات، في كُل ِ مرةٍ أعتذرُ لك عن تصرفاتي الحمقاء، أعود أُلملِمُ مُفرداتك، فتسري معانيها في نبضي، أتصالح وأيامي، أعود لإعترافاتي وتعودُ لِمشاكستي تعابيرك!
          ولون الكفن بلون العلم
          غيرنا تقاليد أعراسنا
          حتى يرفع الأحرار
          رايتك ياوطن
          حرة

          تعليق

          • عروبة شنكان
            أديب وكاتب
            • 05-04-2017
            • 177

            #6
            رسائلي إليها
            3
            أيتها الحورية:
            هي ليست مُشاكسات إنما هي بعضاً مِن إعترافاتِ قلبٍ تاه في تقلبات الفصول
            روت لي دموع الزهر في وطني الكثير من الحكايات عن مُستنقع الحرب الذي ألهب شوارعنا حتى إلتهبت الأفئدة! بحثتُ عن منفذٍ أُسقط عليهِ ما أختزنته من روايات الحرب، التقيتك فسكبتُ كل مافي جوارحي، وأيقنتُ بأن الحُب أقوى من أسلحةِ الحرب، صهرني بأطفال المُخيمات، ونساء الشتات، حملت صورتك في ملامِحها جميع رفاقي في الغُربة، فالتقيتُ بهم، والتقوا بي!
            ولون الكفن بلون العلم
            غيرنا تقاليد أعراسنا
            حتى يرفع الأحرار
            رايتك ياوطن
            حرة

            تعليق

            • عروبة شنكان
              أديب وكاتب
              • 05-04-2017
              • 177

              #7

              رسائلي إليهِ
              4
              أعترفُ لك، بأن صورتك التي التقيت بها أول مرة، لم ترشدني على وجهٍ بعدها أبداً، كانت نسخة لن تتكرر، عشراتُ الوجوهُ، مئاتُ الوجوه.. صورتك اختزلت الوجوه، حتى في ساعات القصف التي تغلبت فيها على هدوء صباحاتنا، فلوثت قهوتنا، ولوثت لون الشمس وسط السماء، كانت صورتك ترتسِمُ أمامي، لِأقبل كُل شيء!
              زعموا بأن لاعراق جديد، وبأن حضورهم صوري، وبأن خارطة الكون لن تتجدد لكنهم كونّوا الكون كما شاؤوا، وبقيت صورتك الشيء الوحيد الذي لم يتغير أمامي..
              التعديل الأخير تم بواسطة عروبة شنكان; الساعة 30-12-2017, 12:16.
              ولون الكفن بلون العلم
              غيرنا تقاليد أعراسنا
              حتى يرفع الأحرار
              رايتك ياوطن
              حرة

              تعليق

              • عروبة شنكان
                أديب وكاتب
                • 05-04-2017
                • 177

                #8

                رسائلي إليها
                4
                كُنت على وشك الإبحار، عِندما طال القصفُ مدينتي قبل أن تسقط عن نوافذك مشاعر الأمن، وقبل رمادية الأحلام،الحربُ ياصديقتي أعادتني إليك من جديد كم كانت نوافِذُك ستغرقُ في عويل الثكالى والأيتام! وكم كُنت ستقبعين في حُلمِ يقظةٍ واحد، حلمُ لقائك بي.
                مرت سنوات الحرب كلماتك أغرقتني آمالاً، إن هم أرادوا التقسيم وحدتنا الأماني، وإن هم أرادوا العُزلة لوطن الشمسِ، أشرقت أمانيك تفاؤلاً، وكما التقينا بعد غياب سيلتقي الأحرارُ تحت لواء التوحيدِ.
                ولون الكفن بلون العلم
                غيرنا تقاليد أعراسنا
                حتى يرفع الأحرار
                رايتك ياوطن
                حرة

                تعليق

                • عروبة شنكان
                  أديب وكاتب
                  • 05-04-2017
                  • 177

                  #9
                  [align=justify]رسائلي إليه
                  5

                  أعترف بأنني كُنت متفائلة رغم مرارة الحرب، كانت قلوبنا تعد بالإلفة، وفي برد الشتاء كانت ابتساماتُنا الشحيحة كفيلة بِبث الدِفء في الأوصال، كم كانت الدقائقُ القليلة التي ألتقيك بها تمنحني القُدرة على التواصل اليومي، يديك في يدي، ونبضي على وقع نبضك، مابيننا الحياةُ لا تُشبهُ الحياة!
                  تلك الأُمسياتُ الخجولة التي تحولت إلى مساحات صاخبة وردية الألوان، الحب صنع المُعجزات، اختصرنا أيام الإنتظار ومرت السنوات، انسحبت جيوش الإحتلال مِن ساحات المُدن..
                  رفعنا كؤوس الوفاق، إلا أن مساحات الدم الغالي ظلت عالقةً في الأذهان
                  أُحبك.. تُحبني
                  انتشلتنا هذه الكلمات من ضجيج الأحزان
                  [/align]
                  ولون الكفن بلون العلم
                  غيرنا تقاليد أعراسنا
                  حتى يرفع الأحرار
                  رايتك ياوطن
                  حرة

                  تعليق

                  • عروبة شنكان
                    أديب وكاتب
                    • 05-04-2017
                    • 177

                    #10
                    [align=justify]
                    رسائلي إليها
                    5

                    أعترف كم شعرت بالأمان عِندما احتضنتُ رأسك الصغير المليْ بالأفكار والصور التي تسافر بي إلى فيروز الحياة، الحرب كانت مساحة تدانينا فيها.. صارحتك بحبي، طارحتك الغزل، الحرب علمتني إتقان عِشق الأُنثى بحرفية تليق بها.. الحرب علمتني أن أُودع وطني في عينيك، واهب هذي العينين حياتي ..
                    الحرب دفعتني لمزيد من الحُب.. الحرب لم تُطفئ إرادة الإنسان في داخلي..
                    كُنتِ المعين لي على التصدي، وعلى الحياة..
                    [/align]
                    ولون الكفن بلون العلم
                    غيرنا تقاليد أعراسنا
                    حتى يرفع الأحرار
                    رايتك ياوطن
                    حرة

                    تعليق

                    • رشيد الميموني
                      مشرف في ملتقى القصة
                      • 14-09-2008
                      • 1533

                      #11
                      اعترافات تطبعها العفوية والصدق في البوح والتعبير .
                      صياغة متقنة لهذا البوح البهي .
                      دمت مبدعة متألقة عروبة

                      تعليق

                      • مها راجح
                        حرف عميق من فم الصمت
                        • 22-10-2008
                        • 10970

                        #12
                        رسائل جميلة ..نتابع بكل لهفة و شوق
                        رحمك الله يا أمي الغالية

                        تعليق

                        يعمل...
                        X