كن جميلا .......
كقطرات مطر تبلسم جبين يوم حارق،
زارني حلم الربيع.
كدفء يدغدغ نسمات غرفة قارسة،
أتى حاملا بسمته النجلاء.
لوحات ثوبه وضّاءة،
كعروس مطر تزين خدّ السماء.
كقمر وشّحت طلعته هدوء اللّيل،
جاء ينشد ترنيمة السّمر.
لاطفت نغمته شغاف أشواقي،
أذكت رقصاته نبر ألحاني.
ألا تترفق بي أيها الشوق النبيل؟
حسبتك أضعت عنوان دياري،
وجناحك كسرته مطارق النقمة،
باغتني هول الكوابيس.
منعت عنّي ريح عطرك الولاد.
يا حلمي الجميل،
هذا أنا، كتب عليّ القدر بسمتك،
آلف بيني وبين ضحكتك الناعمة.
تأتيني رغما عنّي،
تصارع وهنا استلطفته عظامي،
تكسر أنوارك قيدا كبّل عنفوان أمنيتي،
تحرّرني من شلل،
بتّ في رحابه أستعذب موّال زوالي.
يا ربيعا لا تزال بلابلي ترقب إشراقته،
وقريحتي لنصرة بشائره ميسرة،
يا صانع الحلم الجميل،
يا منبت الأشواق في بيداء الضياع،
ها أنت تعود حاملا باقة شوق،
ومضة أمل،
أضعها في يد من ذبلت شفتاه
وهو مبتهل ليلا، نهارا،
متطلعا لبسمة تملأ الصدور،
تقلّد القلوب قلائد حبّ،
عقيقها لؤلؤي،
تعيد لنبضها روح الوئام.
يا زهرة الربيع،
من يديك المزخرفتين بالحناء،
شربت معتقة الفضيلة.
أيقنت أن المدى فيّاض بالمحاسن،
أنّ الأفق مزيّن بأقواس النصر،
مجدها يطلبه،
من في فؤاده متسع للجمال.
تعليق