كلام عن الجمال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    كلام عن الجمال

    سئلت رابعة العدوية : "هل تحبين الله تعالى؟" فأجابت: "نعم أحبه حقاً".
    - هل تكرهين الشيطان؟"
    - إن حب الله تعالى منعني من الانشغال بكراهية الشيطان".

    وعلى سبيل القياس، و بأسلوب المجاز، و بما أن الجمال صفة من صفات الله تعالى يحب أن تتجلى في خلقه، و القبح من شيم الشيطان و يسعى لنشرها بين أوليائه، فإنني أجد روحي تميل إلى كل ما هو جميل و نفسي تحب كل شخص جميل. و بالتالي حبي للجمال منعني منذ سنوات من الاشتغال بكراهية القبيح من الأعمال و أصحاب الأعمال.

    وقد سمعت الدكتور النابلسي يقول، و هو رجل حباه الله بالأسلوب الجميل، في ما معناه: يحكى أن رجلاً كان يرتدي لباساً فاخراً جميلاً لكنه نطق بألفاظ لا تعكس جمال الثوب جعلته في أعين الناس سمجاً؛ فقال له أحدهم: إما أن تهذب ألفاظك أو تغير لباسك.

    م.ش.
  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    #2
    وقد سمعت الدكتور النابلسي يقول، و هو رجل حباه الله بالأسلوب الجميل، في ما معناه: يحكى أن رجلاً كان يرتدي لباساً فاخراً جميلاً لكنه نطق بألفاظ لا تعكس جمال الثوب جعلته في أعين الناس سمجاً؛ فقال له أحدهم: إما أن تهذب ألفاظك أو تغير لباسك.

    إن الله جميل يحب الجمال ..
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      لولا القبح لما عرفنا أن هناك جمالا
      وقد يكون الجمال بنظر البعض قبحا والعكس بالعكس
      هناك من يقول بأن الحشرات كالذباب قبيحة وتسبب الأمراض
      والإزعاج ، لكن لولاها لما أكلنا من ثمار الأشجار شيئا وقد
      نموت جوعا .
      القبح والجمال موجد في عالمنا النصف بالنصف . فإذا طغى أحدها
      على الآخر يختل توازن الحياة وقد نصل إلى الغناء إذا ما هزم الجميل
      القبيح أو العكس .
      الخير والشر ، والجمال والقبح ضرورة حياتية قد يكون التحكم بها
      ساعة كونية .
      الله يجبر بخاطرك يا أخي محمد شهيد
      جعلتني أسرح في ملكوت الله
      تحياتي
      فوزي سليم

      تعليق

      • نورالدين لعوطار
        أديب وكاتب
        • 06-04-2016
        • 712

        #4
        الجمال مصطلح عقلي "فلسفي" فلا يوجد شيء اسمه الجمال موضوعيا.
        السعادة مفهوم عقلي لا يوجد ما نسميه السعادة.
        ما هو نفسي هو الحزن مثلا، هو الفرح هو المرح والانشراح هو الاشمئزاز. هذه الحالات النفسية تؤسس مفاهيم السعادة والشقاء والجمال والقبح عقليا. فلكي أكون سعيدا هناك مجموعة من العوامل المؤثرة منها ماهو خارجي وماهو داخلي، الخارجية تتمثل في مجموع الأشياء الخارجة عن الذات التي تكون استجابتي لها موجبة، أي أنه تأسست روابط تعلّق مع هذه الأشياء لأنها تجعلني مرحا، وماهو داخلي هو تلك الخلفيات الناتجة عن تجربتي مع الأشياء الخارجية و ما أحمله من غرائز وثقافة تجعل الأشياء الخارجية تتشكل معرفيا في ذهني بشكل مختلف.
        فالجمال يتأسس كتوصيف للأشياء الباعثة على السعادة، التي تسعدني، تكون موضوع إغراء ذاتي، تجعلني مرحا تجعلني أستمتع باللحظة ولو بالخيال عند تذكر شيء جميل.
        نعم في الغالب نحب أن نتصف بالجمال، وتأسس التجميل لتلبية هذه الحاجة، وكذا فنون اللباس، وغيرها من الصنعات التي تهدف إلى تلميع المظهر وهو شيء إيجابي و مقبول، لكن لا يكفي أن تحب الجمال لتصير جميلا عند الناس، فمثلا الفتاة الأكثر جمالا تكون موضوع غيرة عند بعض النساء، لأنها بطريقة أو بأخرى تجعلهن في الظل أي أن جمالها يؤذيهن، و أيضا تجد شخصا تبدو له قبيحا فقط لأنك حصلت على امتياز أو رتبة اجتماعية بسيطة، يرى نفسه هو الأحق بها هو صاحبها لكنك أخذت تلك المكانة، فالبضرورة لن تثير في نفسه سعادة، لأن نفسه تعلقت بذلك الشيء، تأسست علاقة ليبدوية أو علاقة وجودية بينه وبين ذلك الحلم وكنت أنت المانع، فسيسلط عليك سهام طاقته السلبية، وستبدو في نظره أقل جمالا أو قبيحا و سؤسس مجموعة من الحجج و لا أقول الأدلة ليظهر صحة معتقده فيك.
        من منطلق أن الجمال مفهوم عقلي صرف أي أنه ليس موضوعيا وإن كان توافقيا في حالات عديدة مما يؤسس لوجوده الفعلي على الأقل كمفهوم، فنقول زهرة جميلة، قوس قزح جميل، الطاووس جميل......، فالجمال لا يمكن معرفته إلا بمعرفة القبح والحب بمعرفة الكراهية والسعادة بمعرفة الشقاء..... فأن يملأ الجمال تصرف إنسان غاية ،و عنوان يصعب تحققه واقعيا بشكل فعلي سواء تعلق الأمر برابعة أو غيرها، فالأحادية هذه صعبة في عالم متعدد حتى الثنائية فيها حدية وقطبية، فالجمال مراتب وتدرج، وحبذا لو كانت خصلة واحدة في الشخص محفزا لنا على اعتباره إيجابيا، فالكثيرون يعتقدون أنك لا تقبلهم بمجرد أن لك رأيا مخالفا له في مسألة محدّدة وغير قابلة للتعميم، شخص آخر يرفضك بالإطلاق لأنك لم تناصره في جزئية، وهذا يحدث ارتباكا تواصليا ولعل الكثير من عيوبنا التواصلية لها أسباب معرفية متعلقة بسيطرة هذه الأحادية أو الثنائية. قلت لو كنا نوظف أحسن توظيف صفاتنا الإيجابة تواصليا لأسسنا لعلاقات تواصلية يطبعها القبول بالتعدد. مثلا هذا شخص يفيد المجتمع في الجانب العملي وهذا في الجانب الفكري وهذا في الجانب الرياضي والآخر في الجانب الفني ........ وهكذا نحصل على مجتمع يقدر أفراده بعضهم بعضا و نعرف أن الجمال هو هذه الفسيفساء من الألوان لا صورة نمطية.
        فعندما تقول لشخص إما أن تهذب ألفاظك أو تغير ملابسك فهذا يعني الإيمان بالحدية كأسلوب فكر وتصرف، فلو قال له حاول أن تكوك ألفاظك بقدر بهاء صورتك لكان هناك اعتراف بجانب معين قوي يتم تعزيزه و جانب يحتاج للاشتغال عليه، لكن مع الأسف هذا الأسلوب في التواصل يحتاج منا للكثير من العمل لتنميته.
        بوركت أستاذ محمد شهيد.

        تعليق

        • ريما ريماوي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 8501

          #5
          جميل، ليتنا ننشر المحبة ونتناسى البغض والحقد.


          أنين ناي
          يبث الحنين لأصله
          غصن مورّق صغير.

          تعليق

          • محمد شهيد
            أديب وكاتب
            • 24-01-2015
            • 4295

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
            وقد سمعت الدكتور النابلسي يقول، و هو رجل حباه الله بالأسلوب الجميل، في ما معناه: يحكى أن رجلاً كان يرتدي لباساً فاخراً جميلاً لكنه نطق بألفاظ لا تعكس جمال الثوب جعلته في أعين الناس سمجاً؛ فقال له أحدهم: إما أن تهذب ألفاظك أو تغير لباسك.

            إن الله جميل يحب الجمال ..
            ...في كل شيء.

            تحية طيبة.

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              الجمال تقديري اعتباري واعتباطي في المجتمعات وبين الناس.

              مرحبا أخي الأديب الأريب محمد شهيد والحمد لله على عودتك إلينا سالما غانما وبهذا النشاط والحيوية.
              ثم أما بعد، ذكرني موضوعك الطريف هنا بحديث طيب كان بيني وبين بعض الزملاء وأستاذ مادة الحضارة الإسلامية في الجامعة، وهذا منذ سنين كثيرة، وكان موضوعنا "الجمال" وتقديره، أو شيئا من هذا القبيل، وراح الزملاء والأستاذ يتفذلكون عن تقدير الجمال واعتباره وكنت أنا صامتا وأتباع باهتمام ما يتفذلكون به ثم طلبت الكلمة، وقد كنت حضرت كتابا عن أعاجيب الدنيا الكثيرة وفيه صور لبعض النساء الإفريقيات وكيف يتزين ويتبرجن في تقديرهن هن وتقدير مجتمعهن "البدائي" للجمال؛ ومن بين تلك الصور العجيبة صورة امرأة تتزين بتجعيد شفتها السفلى وأنقل إليك صورتين كمثالين على ما أزعمه (تنظر المرفقات)
              .
              وهذا عندهم ضرب من الجمال النسائي والأنوثي الفائق، ولما أريت تلك الصورة للزملاء وللأستاذ تحدثت وقلت:"إن الجمال نسبي بين الناس وفي المجتمعات وليس له قاعدة أو مقاييس متفق عليها بين البشر" وهذا ما ‘برت عنه في عنوان هذه المشاركة السريعة:"الجمال تقديري اعتباري واعتباطي في المجتمعات وبين الناس" وهذا العنوان نفسه رأيي في المسألة.
              أشكر لك أخي الأستاذ محمد شهدي موضوعك هذا وغيره فلك تحيتي وتقديري ومحبتي كما تعلم.


              الملفات المرفقة
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • محمد شهيد
                أديب وكاتب
                • 24-01-2015
                • 4295

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                لولا القبح لما عرفنا أن هناك جمالا
                وقد يكون الجمال بنظر البعض قبحا والعكس بالعكس
                هناك من يقول بأن الحشرات كالذباب قبيحة وتسبب الأمراض
                والإزعاج ، لكن لولاها لما أكلنا من ثمار الأشجار شيئا وقد
                نموت جوعا .
                القبح والجمال موجد في عالمنا النصف بالنصف . فإذا طغى أحدها
                على الآخر يختل توازن الحياة وقد نصل إلى الغناء إذا ما هزم الجميل
                القبيح أو العكس .
                الخير والشر ، والجمال والقبح ضرورة حياتية قد يكون التحكم بها
                ساعة كونية .
                الله يجبر بخاطرك يا أخي محمد شهيد
                جعلتني أسرح في ملكوت الله
                تحياتي
                فوزي سليم
                كل عام وأنت بخير صديقي فوزي، سعيد بتواجدك معي مجددا. فاسبح في ملكوت الله بروح جميلة فسوف ترى في آيات الله العجب العجاب. شريطة أن تعود إلينا بشعرك المتدفق عذوبة كي ننتشي معك (والانتشاء لغةً هو أول السكر). "سكرنا ينفعنا عن طباع العوام العذار خلعنا"

                متمنياتي لك بالصحة.

                تعليق

                • محمد شهيد
                  أديب وكاتب
                  • 24-01-2015
                  • 4295

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                  جميل، ليتنا ننشر المحبة ونتناسى البغض والحقد.
                  تعددت النفوس بتعدد المشارب (قد علم كل أناس مشربهم)

                  أهلا بك، أستاذة ريما.

                  تعليق

                  • محمد شهيد
                    أديب وكاتب
                    • 24-01-2015
                    • 4295

                    #10
                    صديقاي نور الدين وحسين، سوف أجمع أنفاسي و أرتب دفاتري و أعود إليكما بتعقيب يليق بما جدتما به علينا في مداخلتيكما.

                    إشارة على السريع: نور الدين، أليست الموضوعية هي أخت العقل؟ وردت في كلامك وكأنها نقيضه.

                    تعليق

                    • عبير هلال
                      أميرة الرومانسية
                      • 23-06-2007
                      • 6758

                      #11
                      ما قرأته في نصك عن الله ومحبته ثم تطرقك للجمال

                      نعم الله محبة وفعلا هو جميل ويحب الجمال : جمال الروح والقلب ..

                      لهذا علينا أن نحمد الله ليل نهار

                      على نعمة الجمال التي وهبنا إياها

                      حتى تعمى عيوننا عن كل ما هو قبيح


                      دمت معطاءا
                      sigpic

                      تعليق

                      • نورالدين لعوطار
                        أديب وكاتب
                        • 06-04-2016
                        • 712

                        #12
                        اهلا أخي محمد شهيد

                        الموضوعي مشتق من الموضوع أي أن الشيء الموضوعي يوجد في الموضوع نفسه لا في الذهن فقط.
                        ماهو عقلي هي تلك الروابط المؤسسة عقليا وليست موضوعية ناجمة عن المواضيع الخارجية كأعراض.

                        بالأمثلة تتضح بعض الأشياء

                        الجمال كمصطلح يوجد ذهنيا وفقط
                        فعندما تستقصي الموضوعات الخارجية لن تجد شيئا اسمه الجمال فهو مفهوم ذهني صرف تأسس من خلال علاقات

                        لو قلت لك مثلا "حيوان" في الطبيعة هناك أسد، بقرة نعامة...... و لا يوجد شيء اسمه حيوان فمجموع تلك الكائنات الحية القادرة على الحركة الإرادية سميت بالحيوان. وهذا المصطلح مفهوم منطقي عقلي " المنطقي هنا نسبة إلى المنطق" جنس نوع عرض جوهر ... "
                        فالمفاهيم العقلية تكون إما منطقية أو فلسفية أو ماهيات و تسمى المعقولات
                        فحتى عندما نقول إنسان فهو ماهية اقرب إلى الموضوعية لأن أفرادها متكثرة في الخارج ولو أنه في الحقيقة لا يوجد إنسان صرف بل هناك هذا وذلك " عمر محمد علي "

                        والمعقولات الفلسفية تعرف بالضدية في الغالب
                        وجود، لاوجود
                        حب، كراهية
                        جمال، قبح
                        .........

                        لكي تعرف الموضوعي أكثر هو القابل للتجربة.
                        ولكون الجمال ذاتي فهو غير موضوعي رغم كونه عقليا.

                        ربما طار التناقض

                        تحياتي

                        تعليق

                        • محمد شهيد
                          أديب وكاتب
                          • 24-01-2015
                          • 4295

                          #13
                          إهداء إلى نور الدين و حسين
                          بما أننا في موطن جمال و حديثنا عن الجمال و نحن بين أهل الجمال:
                          الرقيق الجزائري/المغربي عازف العود العصامي الملقب ب "علا الفوندو". اشتغل خبازاً.

                          عبقري بحق

                          https://youtu.be/Joo54BaVbKc

                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 10-01-2018, 15:37.

                          تعليق

                          • نورالدين لعوطار
                            أديب وكاتب
                            • 06-04-2016
                            • 712

                            #14
                            شكرا لك
                            أستاذي محمد شهيد

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                              الجمال مصطلح عقلي "فلسفي" فلا يوجد شيء اسمه الجمال موضوعيا.
                              السعادة مفهوم عقلي لا يوجد ما نسميه السعادة.
                              ما هو نفسي هو الحزن مثلا، هو الفرح هو المرح والانشراح هو الاشمئزاز. هذه الحالات النفسية تؤسس مفاهيم السعادة والشقاء والجمال والقبح عقليا. فلكي أكون سعيدا هناك مجموعة من العوامل المؤثرة منها ماهو خارجي وماهو داخلي، الخارجية تتمثل في مجموع الأشياء الخارجة عن الذات التي تكون استجابتي لها موجبة، أي أنه تأسست روابط تعلّق مع هذه الأشياء لأنها تجعلني مرحا، وماهو داخلي هو تلك الخلفيات الناتجة عن تجربتي مع الأشياء الخارجية و ما أحمله من غرائز وثقافة تجعل الأشياء الخارجية تتشكل معرفيا في ذهني بشكل مختلف.
                              فالجمال يتأسس كتوصيف للأشياء الباعثة على السعادة، التي تسعدني، تكون موضوع إغراء ذاتي، تجعلني مرحا تجعلني أستمتع باللحظة ولو بالخيال عند تذكر شيء جميل.
                              نعم في الغالب نحب أن نتصف بالجمال، وتأسس التجميل لتلبية هذه الحاجة، وكذا فنون اللباس، وغيرها من الصنعات التي تهدف إلى تلميع المظهر وهو شيء إيجابي و مقبول، لكن لا يكفي أن تحب الجمال لتصير جميلا عند الناس، فمثلا الفتاة الأكثر جمالا تكون موضوع غيرة عند بعض النساء، لأنها بطريقة أو بأخرى تجعلهن في الظل أي أن جمالها يؤذيهن، و أيضا تجد شخصا تبدو له قبيحا فقط لأنك حصلت على امتياز أو رتبة اجتماعية بسيطة، يرى نفسه هو الأحق بها هو صاحبها لكنك أخذت تلك المكانة، فالبضرورة لن تثير في نفسه سعادة، لأن نفسه تعلقت بذلك الشيء، تأسست علاقة ليبدوية أو علاقة وجودية بينه وبين ذلك الحلم وكنت أنت المانع، فسيسلط عليك سهام طاقته السلبية، وستبدو في نظره أقل جمالا أو قبيحا و سؤسس مجموعة من الحجج و لا أقول الأدلة ليظهر صحة معتقده فيك.
                              من منطلق أن الجمال مفهوم عقلي صرف أي أنه ليس موضوعيا وإن كان توافقيا في حالات عديدة مما يؤسس لوجوده الفعلي على الأقل كمفهوم، فنقول زهرة جميلة، قوس قزح جميل، الطاووس جميل......، فالجمال لا يمكن معرفته إلا بمعرفة القبح والحب بمعرفة الكراهية والسعادة بمعرفة الشقاء..... فأن يملأ الجمال تصرف إنسان غاية ،و عنوان يصعب تحققه واقعيا بشكل فعلي سواء تعلق الأمر برابعة أو غيرها، فالأحادية هذه صعبة في عالم متعدد حتى الثنائية فيها حدية وقطبية، فالجمال مراتب وتدرج، وحبذا لو كانت خصلة واحدة في الشخص محفزا لنا على اعتباره إيجابيا، فالكثيرون يعتقدون أنك لا تقبلهم بمجرد أن لك رأيا مخالفا له في مسألة محدّدة وغير قابلة للتعميم، شخص آخر يرفضك بالإطلاق لأنك لم تناصره في جزئية، وهذا يحدث ارتباكا تواصليا ولعل الكثير من عيوبنا التواصلية لها أسباب معرفية متعلقة بسيطرة هذه الأحادية أو الثنائية. قلت لو كنا نوظف أحسن توظيف صفاتنا الإيجابة تواصليا لأسسنا لعلاقات تواصلية يطبعها القبول بالتعدد. مثلا هذا شخص يفيد المجتمع في الجانب العملي وهذا في الجانب الفكري وهذا في الجانب الرياضي والآخر في الجانب الفني ........ وهكذا نحصل على مجتمع يقدر أفراده بعضهم بعضا و نعرف أن الجمال هو هذه الفسيفساء من الألوان لا صورة نمطية.
                              فعندما تقول لشخص إما أن تهذب ألفاظك أو تغير ملابسك فهذا يعني الإيمان بالحدية كأسلوب فكر وتصرف، فلو قال له حاول أن تكوك ألفاظك بقدر بهاء صورتك لكان هناك اعتراف بجانب معين قوي يتم تعزيزه و جانب يحتاج للاشتغال عليه، لكن مع الأسف هذا الأسلوب في التواصل يحتاج منا للكثير من العمل لتنميته.
                              بوركت أستاذ محمد شهيد.

                              صديقي نور الدين،
                              تحية وسلام يليقان بك،

                              وردت في مداخلتك العديد من الإشكاليات حول مفاهيم مختلفة (الجمال، السعادة، التواصل، تدبير الاختلاف، أهمها). فبالرغم من تداخلها إلا أنني أقترح عليك أن نخصص لكل مفهوم حلقة منفردة حتى نوفي كل الموضوع شيئاً و لو يسيرا من حقه.

                              الجمال:

                              فهمت من كلامك على أن الجمال قيمة فلسفية (غير موضوعية) بحيث أننا لا نجد شيئاً "حسياً" ممكن أن نلمسه باليد أو نراه بالعين أو نتذوقه باللسان أو نشمه بالأنف أو نسمعه بالأذن، بل هو مجموعة من العلاقات الخارجية عن الإدراك و ذاتية (غير موضوعية) في نظرك هي التي إذا اجتمعت أدت لنا تناغماً مع الباطن فيحصل تقييم الشيء على أنه جميل. وهذا يختلف من أنسان لآخر (نسبي) كما ذكرته معظم المداخلات. ثم ذكرت على أن الإنسان مثلاً أو الحيوان هي مفاهيم ينطبق عليها نفس المبدأ الحسي فتكون بذلك هي الأخرى نتيجة مجموعة من المعطيات الخارجية التي تجعلنا نقول هذا أنسان وهذا حيوان (ولا يوجد شيء بحد ذاته اسمه كذا او كذا). فلآخذك من هنا: النسبية في تعريف الجمال حاصلة؛ وبما أنك تقيس عليها تعريف الإنسان و الحيوان، وهل هي حاصلة أيضاً في تعريفنا للإنسان أو الحيوان؟ فمثلاً ألا يتفق الهندوس و المجوس و السلاجقة و البرامكة و الفاطمي والأشعري والزاهد والناقد و ترامب و الدب فهد على أن فلاناً إنسان أم حيوان؟! الجواب بالإتباث ولا شك. وكذلك الشأن بالنسبة للحيوان. هذا عن ظاهر الكلام عن ماهية الإنسان و الحيوان: التعريف واحد منذ الأزل. لكن إذا طلبنا على سبيل المجاز من مجموعة من الناس على طريقة Focus Group أن يعرفوا لنا صورة ترامب أهي صورة إنسان أم حيوان مثلا، فإنني حينها أتفق معك بأن الجواب سوف يكون نسبياً بحسب مرجعية الذي سوف يجيب عن السؤال.

                              و إليك همسة أخرى:
                              في علم فلسفة اللغة أم مايعرف ب The Pragmatic
                              هناك مبدأ في تعريف المسميات: إذا التقيت بشخص غريب (محمد) و سلمت عليه على أساس أنه يوسف لتشابه بينهما، فمن الممكن جداً أن معرفتك بيوسف ناقصة لأنك وإن لم تكن تعرف محمد بالقدر الكافي لأنه غريب عليك، فمعرفتك لخصائص يتفرد بها يوسف كان عليها أن تكون كافية لكي لا يلتبس عليك الإثنان.

                              إذن، من هنا نستنتج على أن فكرة النسبية في تعريف الجمال هي أيضا نسبية إذ لا تكفي وحدها لتقييم الجمال أو "الجمالية" ( Esthetika ) ان صح المصطلح الفلسفي.

                              وبالتالي، هناك معايير حسية و "موضوعية" تجعل الجميل جميلا و القبيح قبيحاً (انطلاقا من مبدأ بضدها تعرف الأشياء نفسه).

                              سوف تقول لي: المعايير نفسها مقيدة بشرط النسبية! السيميولوجيا تطرقت لهذا النوع من الجدليات المنطقية و أطلقت عليه مصطلح Semiose ابتكره Peirce و ربما العبقري Wittgenstein.
                              نفصل فيه بإذن الله في الحلقة المقبلة

                              انتظر ردك
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 10-01-2018, 22:49.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X