الفوضى الدينية هي إحدى شقي رحى المؤامرة الصليبية والصهيونية لتقويض الإسلام وإقصائه عن الحياة العامة ، وتحويله إلى ديانة روحية لاعلاقة لها بالسياسة والدولة وبالتالي لاعلاقة له بالعداء للكيان الصهيوني ولا لأهدافه ومخططاته الدينية والسياسية .. وهي رديف الفوضى السياسية عبر ديمقراطية تعتمد على الفوضى الخلاقة كما رأيناها في العراق تكون تابعة سياسيا وثقافيا للغرب .. لإفشال الدول العربية وتقسيمها إلى طوائف وإلى دول فسيفسائية تضمن للكيان الصهيوني العيش في أمان .
هذه فقط مقدمة للحديث عن أسباب الفوضى الدينية وهل يستحيل فعلا الوصول إلى الحقيقة وسط هذا الركام من الأفكار والعقائد والأديان والمذاهب ؟
السبب الأساسي من وجهة نظري هي شيوع الأسلوب الدعائي في تناول القضايا السياسية والدينية بل وفي كل المجالات والابتعاد عن الأسلوب العلمي والفقهي و المنهجي .. والفرق بينهما دقيق في طبيعته وخطير في نتائجه .. كيف ؟
عند تناول أي موضوع أو قضية في أي مجال لاسيما الدين والعقيدة .. تجد نفسك أمام خيارين اثنين .. الأول استخدام الأسلوب الدعائي الدعوي أو العدائي .. والثاني هو الأسلوب العلمي والمنهجي والبحثي .. الأسلوب الأول الهدف منه هو الانتصار بالحق أو بالباطل لدين معين أو مذهب محدد أو مدرسة فكرية وأخلاقية سواء بنية الهدم أم بنية البناء .. وهو ما يمكن أن نطلق عليه اللجان الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني أو التوجيه المعنوي وكأننا في معركة حربية علينا أن نبالغ في أمور ونخفي أمورا أخرى فلا صوت يعلو على صوت المعركة .. فليس الهدف منه إلا تحقيق انتصارات فكرية وأيدلوجية ودينية بالضربة القاضية .. وهو ما يندرج تحت قوله تعالى : " ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وماأنذروا هزوا "
وهذا هو السائد للأسف الشديد في كل حواراتنا .. مواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضائيات فكل شىء معد سلفا للوصل لنتيجة محددة سلفا .. معد البرنامج والضيوف وطريقة إدارة الحوار والوقت المسموح لكل ضيوف واسلوب المقاطعة وكذلك المتصلين .. وكذلك يعتمد هذا الأسلوب على اختزال الدين والمذهب والأيدلوجيات في جزئية أو عدة جزئيات تخدم الهدف الرئيس وهو الانتصار للدين أو المذهب أو الأفكارأو بالحق أو بالباطل أو العكس أي بهدف القضاء على الدين أو المذهب أو الأفكار أو الرموز .. فهو أسلوب لايهدف في الغالب إلى الوصول للحقيقة .. وهذا الأسلوب لايحتاج إلى جهد ولا إلى تحصيل علم ولا إلى بحث ولا اي شىء يتعلق بالبحث العلمي وإنما فقط يكفيه أن ينبش في الكتب أو الأفكار أو المواقف أو الأخطاء أو الزلات أو الشبهات أو الاشكالات ليستخدمها فقط في التشنيع على خصومه دون أدنى اثارة من علم أو ضمير أو ديانة .. والأغلب الأعم من أتباع هذا الاسلوب الدعائي الرخيص الاستفزازي يجدون هذه الأمور كلها جاهزة معلبة وماعليهم إلا النسخ والنشر والترويج بلا حسيب أو رقيب أو ضمير يتساوى عند أتباع هذا الأسلوب الدعائي العدائي .. العلم والجهل بل يعتبرون العلم تكلف لالزوم له .. ولذلك ترى الواحد من هؤلاء يسب ويحتقر أكابر العلماء الذين بدعوى عدم تقديسهم بينما هو يقدس الأدعياء والصعاليك .. في مقابل أتباع الأسلوب العلمي والمنهجي المحاصرين داخل أروقة الجامعات ومحافل البحث العلمي .. ولايستطيعون التواصل مع الجمهور لصعوبة الأسلوب من ناحية ولطول المعالجة المنهجية من جهة أخرى .. فما يلقيه أتباع الأسلوب الدعائي العدائي في كلمات قليلة من شبهات تحتاج إلى جهد جهيد للرد المنهجي وتوضيح العديد من المقدمات اللازمة للفهم .
ولكن الأسلوب الدعائي كما اشرنا سابقا ليس مذموما على الدوام .. بل قد يكون ممدوحا في وقت ما عندما تستدعي الظروف والأحوال والأشخاص والزمان والمكان .. التركيز على قضايا معينة نسميها قضايا الساعة ومشكلات العصر لأثارة الحماسة والمروءة وجرأة المواجهة .. لكن بشرط أن يبقى هذا الأسلوب مؤقتا ، ولا يتحول إلى نظارة ننظر من خلالها إلى الدين أو السياسة أو الاقتصاد أو القضايا المختلفة فتختفي المنهجية وتتضخم أجزاء فرعية على حساب الأصول وعلى حساب المنهج .. وهو ما تعاني منه الحركة الإسلامية اليوم .
أكتفي بهذا القدر خشية الإطالة وإلا فإن الموضوع يحتاج إلى كلام كثير وضرب أمثلة ليتضح المعنى
محمد شعبان الموجي
هذه فقط مقدمة للحديث عن أسباب الفوضى الدينية وهل يستحيل فعلا الوصول إلى الحقيقة وسط هذا الركام من الأفكار والعقائد والأديان والمذاهب ؟
السبب الأساسي من وجهة نظري هي شيوع الأسلوب الدعائي في تناول القضايا السياسية والدينية بل وفي كل المجالات والابتعاد عن الأسلوب العلمي والفقهي و المنهجي .. والفرق بينهما دقيق في طبيعته وخطير في نتائجه .. كيف ؟
عند تناول أي موضوع أو قضية في أي مجال لاسيما الدين والعقيدة .. تجد نفسك أمام خيارين اثنين .. الأول استخدام الأسلوب الدعائي الدعوي أو العدائي .. والثاني هو الأسلوب العلمي والمنهجي والبحثي .. الأسلوب الأول الهدف منه هو الانتصار بالحق أو بالباطل لدين معين أو مذهب محدد أو مدرسة فكرية وأخلاقية سواء بنية الهدم أم بنية البناء .. وهو ما يمكن أن نطلق عليه اللجان الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني أو التوجيه المعنوي وكأننا في معركة حربية علينا أن نبالغ في أمور ونخفي أمورا أخرى فلا صوت يعلو على صوت المعركة .. فليس الهدف منه إلا تحقيق انتصارات فكرية وأيدلوجية ودينية بالضربة القاضية .. وهو ما يندرج تحت قوله تعالى : " ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وماأنذروا هزوا "
وهذا هو السائد للأسف الشديد في كل حواراتنا .. مواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضائيات فكل شىء معد سلفا للوصل لنتيجة محددة سلفا .. معد البرنامج والضيوف وطريقة إدارة الحوار والوقت المسموح لكل ضيوف واسلوب المقاطعة وكذلك المتصلين .. وكذلك يعتمد هذا الأسلوب على اختزال الدين والمذهب والأيدلوجيات في جزئية أو عدة جزئيات تخدم الهدف الرئيس وهو الانتصار للدين أو المذهب أو الأفكارأو بالحق أو بالباطل أو العكس أي بهدف القضاء على الدين أو المذهب أو الأفكار أو الرموز .. فهو أسلوب لايهدف في الغالب إلى الوصول للحقيقة .. وهذا الأسلوب لايحتاج إلى جهد ولا إلى تحصيل علم ولا إلى بحث ولا اي شىء يتعلق بالبحث العلمي وإنما فقط يكفيه أن ينبش في الكتب أو الأفكار أو المواقف أو الأخطاء أو الزلات أو الشبهات أو الاشكالات ليستخدمها فقط في التشنيع على خصومه دون أدنى اثارة من علم أو ضمير أو ديانة .. والأغلب الأعم من أتباع هذا الاسلوب الدعائي الرخيص الاستفزازي يجدون هذه الأمور كلها جاهزة معلبة وماعليهم إلا النسخ والنشر والترويج بلا حسيب أو رقيب أو ضمير يتساوى عند أتباع هذا الأسلوب الدعائي العدائي .. العلم والجهل بل يعتبرون العلم تكلف لالزوم له .. ولذلك ترى الواحد من هؤلاء يسب ويحتقر أكابر العلماء الذين بدعوى عدم تقديسهم بينما هو يقدس الأدعياء والصعاليك .. في مقابل أتباع الأسلوب العلمي والمنهجي المحاصرين داخل أروقة الجامعات ومحافل البحث العلمي .. ولايستطيعون التواصل مع الجمهور لصعوبة الأسلوب من ناحية ولطول المعالجة المنهجية من جهة أخرى .. فما يلقيه أتباع الأسلوب الدعائي العدائي في كلمات قليلة من شبهات تحتاج إلى جهد جهيد للرد المنهجي وتوضيح العديد من المقدمات اللازمة للفهم .
ولكن الأسلوب الدعائي كما اشرنا سابقا ليس مذموما على الدوام .. بل قد يكون ممدوحا في وقت ما عندما تستدعي الظروف والأحوال والأشخاص والزمان والمكان .. التركيز على قضايا معينة نسميها قضايا الساعة ومشكلات العصر لأثارة الحماسة والمروءة وجرأة المواجهة .. لكن بشرط أن يبقى هذا الأسلوب مؤقتا ، ولا يتحول إلى نظارة ننظر من خلالها إلى الدين أو السياسة أو الاقتصاد أو القضايا المختلفة فتختفي المنهجية وتتضخم أجزاء فرعية على حساب الأصول وعلى حساب المنهج .. وهو ما تعاني منه الحركة الإسلامية اليوم .
أكتفي بهذا القدر خشية الإطالة وإلا فإن الموضوع يحتاج إلى كلام كثير وضرب أمثلة ليتضح المعنى
محمد شعبان الموجي
تعليق