الفوضى الدينية أسبابها ونتائجها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    الفوضى الدينية أسبابها ونتائجها

    الفوضى الدينية هي إحدى شقي رحى المؤامرة الصليبية والصهيونية لتقويض الإسلام وإقصائه عن الحياة العامة ، وتحويله إلى ديانة روحية لاعلاقة لها بالسياسة والدولة وبالتالي لاعلاقة له بالعداء للكيان الصهيوني ولا لأهدافه ومخططاته الدينية والسياسية .. وهي رديف الفوضى السياسية عبر ديمقراطية تعتمد على الفوضى الخلاقة كما رأيناها في العراق تكون تابعة سياسيا وثقافيا للغرب .. لإفشال الدول العربية وتقسيمها إلى طوائف وإلى دول فسيفسائية تضمن للكيان الصهيوني العيش في أمان .
    هذه فقط مقدمة للحديث عن أسباب الفوضى الدينية وهل يستحيل فعلا الوصول إلى الحقيقة وسط هذا الركام من الأفكار والعقائد والأديان والمذاهب ؟
    السبب الأساسي من وجهة نظري هي شيوع الأسلوب الدعائي في تناول القضايا السياسية والدينية بل وفي كل المجالات والابتعاد عن الأسلوب العلمي والفقهي و المنهجي .. والفرق بينهما دقيق في طبيعته وخطير في نتائجه .. كيف ؟
    عند تناول أي موضوع أو قضية في أي مجال لاسيما الدين والعقيدة .. تجد نفسك أمام خيارين اثنين .. الأول استخدام الأسلوب الدعائي الدعوي أو العدائي .. والثاني هو الأسلوب العلمي والمنهجي والبحثي .. الأسلوب الأول الهدف منه هو الانتصار بالحق أو بالباطل لدين معين أو مذهب محدد أو مدرسة فكرية وأخلاقية سواء بنية الهدم أم بنية البناء .. وهو ما يمكن أن نطلق عليه اللجان الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني أو التوجيه المعنوي وكأننا في معركة حربية علينا أن نبالغ في أمور ونخفي أمورا أخرى فلا صوت يعلو على صوت المعركة .. فليس الهدف منه إلا تحقيق انتصارات فكرية وأيدلوجية ودينية بالضربة القاضية .. وهو ما يندرج تحت قوله تعالى : " ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وماأنذروا هزوا "
    وهذا هو السائد للأسف الشديد في كل حواراتنا .. مواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضائيات فكل شىء معد سلفا للوصل لنتيجة محددة سلفا .. معد البرنامج والضيوف وطريقة إدارة الحوار والوقت المسموح لكل ضيوف واسلوب المقاطعة وكذلك المتصلين .. وكذلك يعتمد هذا الأسلوب على اختزال الدين والمذهب والأيدلوجيات في جزئية أو عدة جزئيات تخدم الهدف الرئيس وهو الانتصار للدين أو المذهب أو الأفكارأو بالحق أو بالباطل أو العكس أي بهدف القضاء على الدين أو المذهب أو الأفكار أو الرموز .. فهو أسلوب لايهدف في الغالب إلى الوصول للحقيقة .. وهذا الأسلوب لايحتاج إلى جهد ولا إلى تحصيل علم ولا إلى بحث ولا اي شىء يتعلق بالبحث العلمي وإنما فقط يكفيه أن ينبش في الكتب أو الأفكار أو المواقف أو الأخطاء أو الزلات أو الشبهات أو الاشكالات ليستخدمها فقط في التشنيع على خصومه دون أدنى اثارة من علم أو ضمير أو ديانة .. والأغلب الأعم من أتباع هذا الاسلوب الدعائي الرخيص الاستفزازي يجدون هذه الأمور كلها جاهزة معلبة وماعليهم إلا النسخ والنشر والترويج بلا حسيب أو رقيب أو ضمير يتساوى عند أتباع هذا الأسلوب الدعائي العدائي .. العلم والجهل بل يعتبرون العلم تكلف لالزوم له .. ولذلك ترى الواحد من هؤلاء يسب ويحتقر أكابر العلماء الذين بدعوى عدم تقديسهم بينما هو يقدس الأدعياء والصعاليك .. في مقابل أتباع الأسلوب العلمي والمنهجي المحاصرين داخل أروقة الجامعات ومحافل البحث العلمي .. ولايستطيعون التواصل مع الجمهور لصعوبة الأسلوب من ناحية ولطول المعالجة المنهجية من جهة أخرى .. فما يلقيه أتباع الأسلوب الدعائي العدائي في كلمات قليلة من شبهات تحتاج إلى جهد جهيد للرد المنهجي وتوضيح العديد من المقدمات اللازمة للفهم .
    ولكن الأسلوب الدعائي كما اشرنا سابقا ليس مذموما على الدوام .. بل قد يكون ممدوحا في وقت ما عندما تستدعي الظروف والأحوال والأشخاص والزمان والمكان .. التركيز على قضايا معينة نسميها قضايا الساعة ومشكلات العصر لأثارة الحماسة والمروءة وجرأة المواجهة .. لكن بشرط أن يبقى هذا الأسلوب مؤقتا ، ولا يتحول إلى نظارة ننظر من خلالها إلى الدين أو السياسة أو الاقتصاد أو القضايا المختلفة فتختفي المنهجية وتتضخم أجزاء فرعية على حساب الأصول وعلى حساب المنهج .. وهو ما تعاني منه الحركة الإسلامية اليوم .
    أكتفي بهذا القدر خشية الإطالة وإلا فإن الموضوع يحتاج إلى كلام كثير وضرب أمثلة ليتضح المعنى
    محمد شعبان الموجي
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أستاذنا العزيز محمد شعبان الموجي.

    عاش من قرأ لك يا أخي، ذكرتني بالأيام الجميلة حيث كنا نتناقش في مثل هذه المواضيع المثيرة الجملية المتشعبة.
    نحن في حاجة ماسة لفتح النقاش في مشاكل الأمة ومشاغلها الكبرى وألا نكتفي بالأحاديث الهامشية الصغيرة الناتجة أساسا عن الخلل الكبير في التفكير في القضايا المصيرية.

    ثم أما بعد، قضية "الفوضى الدينية" العارمة من جروح الأمة الدامية النازفة وقد فتحت أنا شخصيا متصفحا للحديث في "
    ما بعد الرداءة" التي تتخبط فيها الأمة منذ قرون كثيرة على أكثر التقدير أو منذ 100 سنة على أقله لمناقشة مثل هذه الجروح المؤلمة.
    "الفوضى الدينية" هي أحد مظاهر الرداءة التي أتحدث عنها فهو تخصيص لموضوع عام أكبر وأخطر وأعقد.

    الأمة ضربت في مقتل وهو "تضئيل" الوازع الديني عند المسلم حاكما كان أم محكوما، عالما أم جاهلا، مثقفا أم أميا، واعظا أم موعوظا، وذلك "التضئيل" إنما حدث بواسطة تلك العملية الخبيثة طويلة النَّفس من التجهيل الممنهج والتضليل المبرمج، هذا ونحن نتحدث عن المآمرة والتآمر على الأمة من أعدائها منذ القرن الأول الهجري، وإن شئت منذ مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، "الباب الذي كسر" كما في الأثر:"أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: أيُّكم يحفظُ قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الفتنةِ؟ فقال حذيفةُ: أنا أحفظُ كما قال، قال: هاتِ، إنكَ لجريءٌ ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (فتنةُ الرجلِ في أهلِهِ ومالِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصلاةُ والصدقةُ، والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ)؛ قال: ليست هذهِ، ولكن التي تموجُ كموجِ البحرِ، قال: يا أميرَ المؤمنينَ، لابأسَ عليكَ منها، إنَّ بينكَ وبينها بابًا مغلقًا، قال : يُفْتَحُ البابُ أو يُكْسَرُ؟ قال: لا، بل يُكْسَرُ، قال: ذاك أَحْرَى أن لا يُغْلَقَ، قلنا: عَلِمَ البابَ؟ قال: نعم، كما أنَّ دون غدٍ الليلةَ، إني حدَّثتُهُ حديثًا ليس بالأغاليظِ، فهَبْنَا أن نسألَهُ، وأمرنا مسروقًا فسألَهُ فقال: من البابُ؟ قال: عمرُ."(صحيح الإمام البخاري).

    أما عن الفتنة الداخلية فتكمن في تهاون المسلم ذاته في دينه فصار لعبة في يد الشيطان يتلاعب بها كيف يشاء ومن ثمة سهل تضليله من طرف أعدائه من البشر.

    هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • حاتم سعيد
      رئيس ملتقى فرعي
      • 02-10-2013
      • 1180

      #3
      تحيّة وسلاما
      أستاذنا العزيز محمد شعبان الموجي
      لا شك أن هذه المقالة تحتاج إلى أكثر من تفصيل ولكنني ألاحظ أنك وضعت يدك على أهم نقطة في العلاج الذي يبدو أنّه يحتاج إلى علماء خبراء نزيهين وفي الحقيقة أعتقد أنه يجب أن يكونوا (ربانيين).
      ورد في مقالك الآتي:"هذا هو السائد للأسف الشديد في كل حواراتنا .. مواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضائيات فكل شىء معد سلفا للوصل لنتيجة محددة سلفا .. معد البرنامج والضيوف وطريقة إدارة الحوار والوقت المسموح لكل ضيوف واسلوب المقاطعة وكذلك المتصلين .. وكذلك يعتمد هذا الأسلوب على اختزال الدين والمذهب والأيدلوجيات في جزئية أو عدة جزئيات تخدم الهدف الرئيس وهو الانتصار للدين أو المذهب أو الأفكارأو بالحق أو بالباطل أو العكس أي بهدف القضاء على الدين أو المذهب أو الأفكار أو الرموز .. فهو أسلوب لايهدف في الغالب إلى الوصول للحقيقة .. وهذا الأسلوب لايحتاج إلى جهد ولا إلى تحصيل علم ولا إلى بحث ولا اي شىء يتعلق بالبحث العلمي وإنما فقط يكفيه أن ينبش في الكتب أو الأفكار أو المواقف أو الأخطاء أو الزلات أو الشبهات أو الاشكالات ليستخدمها فقط في التشنيع على خصومه دون أدنى اثارة من علم أو ضمير أو ديانة .. "
      قلت وجب أن يكون هؤلاء العلماء (ربانيين) ليخرجوا الغث والمتهافت (الكثير) من ملايين الأحاديث التي كتبت في الواقع لأجل أن ينتصر مذهب على آخر ويسود حكم على حكم وينعم جماعة بالتقديس على حساب جماعات أخرى...علينا أن ندرك أن سياسة الشر بنيت على مراحل..
      1-أولا..الوقوف ضد صاحب الرسالة..
      2-مقارعته بالقول..بالحرب..
      3-عند الهزيمة..يلجؤون للنفاق.
      4-يدسون السمّ المحلّى بالعسل في كل المواقف..
      5-ينتظرون الفرصة لإحداث الصدع في المتبعين.
      6-التقرب من أصحاب الكراسي (السلطة).
      7-تدوين الآثار الزائفة وسط الآثار الصحيحة.
      8-تأويل النصوص..
      وغير ذلك من المراحل...
      برأيك هل تجد أتباع مذهب ما على استعداد بقبول اجتهادات مذهب آخر في نقطة حسم فيها المذهب الأوّل؟
      عندما نتحدث عن الخطأ أو الزلة والاشكال في أمور دينيّة نحن بالتأكيد نتحدث عن وجود شبهة تحريف فمن هو الحكم والفيصل؟
      نحن نتحدث عن البحث العلمي وهذا مهم ولكن هل نحن مستعدّون لقبول نتائج تلك البحوث..لا أعلم..

      من أقوال الامام علي عليه السلام

      (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
      حملت طيباً)

      محمد نجيب بلحاج حسين
      أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
      نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

      تعليق

      • زياد الشكري
        محظور
        • 03-06-2011
        • 2537

        #4
        لدي وقفة وكلام كثير هنا .. سأعود إن شاء الله، مرور تثمين للمتصفح، وأتمنى أن يتعهده العميد بمتابعته، يا أستاذنا أنت لا تحضر كثيراً إلي الملتقى، فلا تعاتبنا إن لم تجدنا يوماً !

        "هذه الملحوظة جانبية"

        تعليق

        • عمار عموري
          أديب ومترجم
          • 17-05-2017
          • 1300

          #5
          من اللافت للانتباه أن القوة الصليبية والصهيونية لم تعد تكيل ضرباتها مباشرة للإسلام والمسلمين بل أصبحت تضرب المسلمين بعضهم ببعض على أرض المعركة من خلال الحروب المفتعلة بينهم من نيجيريا إلى إندنوسيا، وأيضا بالأسلوب الدعائي والتحريضي لهذا المذهب الإسلامي أو ذاك، عبر الكثير من القنوات التلفزيونية الفضائية.
          موضوع ساخن يستحق الإثراء والمتابعة.

          مع تحيتي ومحبتي لمعلم الجيل أستاذنا الجليل محمد شعبان الموجي.

          تعليق

          • ناريمان الشريف
            مشرف قسم أدب الفنون
            • 11-12-2008
            • 3454

            #6
            أخي الكريم محمد
            بعد السلام عليك ..
            قرأت حتى ارتويت يأساً .. وشعرت بذلك الذي يجلس في معمله يحضر ويدرس ويجهز لبحث كبير
            والجرذان في الخارج تعبث وتنسخ وتلصق ولا تقرأ .. ولا تفهم حتى
            يحفظون جملة من هنا وأخرى من هناك ويتشبثون بمذهب أو ملة من غير وعي
            ثم يصارعون الخلق أملا ببغية دنيوية بحتة ..
            وواضح أن المخطط الصهيوني يسير بخطى واثقة طالما وجد أنصاراً كثر من النفوس الضعيفة
            مستعيناً بوسائل الاعلام التي تبث السموم من خلال برامجها المدروسة
            وها هو الشاهد ما يحصل في دولنا العربية التي أصبحت مقطعة الأوصال تذروها رياح الحروب بين الفصائل العربية
            والتي أعدّ لها المطبخ الصهيوني .. فما يطبخونه لنا بالأمس .. يكون على موائدنا اليوم
            أخي الكريم ... عرضت مشكلة من أعوص مشاكلنا
            والبعد عن الدين الاسلامي الحقيقي هو السبب
            وأقول الحقيقي لأن الدين هذه الأيام أصبح ( دين ظاهر ) و( دين باطن )
            فبعض المسلمين هذه الأيام دخلوا الاسلام لكن الاسلام لم يدخل فيهم
            وأرى أن ما طرحته مشلكة .. والحل يكمن في عبارة واحدة ( لنصلح أنفسنا )
            وهذه القصة تؤكد ذلك
            (
            ( في ليلة معركه حطين التي استعاد فيها المسلمون بيت المقدس وهُزم الصليبيون، كان القائد صلاح الدين الأيوبي يتفقد الخيام للجنود فيسمع هذه الخيمة قيام أهلها يصلون، وهذه أهلها يذكرون، وتلك الخيمة يقرؤون القرآن، حتى مر بخيمة كان أهلها نائمين..
            فقال لمن معه : مِن هذه الخيمة سنؤتى !!)) أي من هذه الخيمة ستأتينا الهزيمة
            اللهم أصلح أحوالنا واهد ولاة أمورنا ففي صلاحهم صلاح الأمة
            بوركت .. والله يرضى عنك

            تحية ... ناريمان
            sigpic

            الشـــهد في عنــب الخليــــل


            الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 5434

              #7
              تحية طيبة مباركة لأخي الأستاذ محمد شعبان الموجي، وتحية أخرى على هذه المقالة.

              لم أعد أصدّق أن كل بلائنا من الصليبيين واليهود، بل معظمه - إن لم يكن كله - من صنع أيدينا.

              خذ الثورة السورية مثلا: كل الحركات الإسلامية تقاتلت مع بعضها، وكفّرت بعضها، وذبحت بعضها، ودمرت الثورة من الداخل، واستعدت علينا العالم كله. وسورية مثال عن باقي الدول.

              خذ مشايخ التلفزيونات العربية من سنة وشيعة وسلفية وصوفية ووووووو. لم أر في حياتي رجالَ دينٍ - ونعتذر على هذه التسمية - أجرأ منهم على بعضهم بعض. وألسنتهم سليطة، وأدب أكثرهم قليل، والتكفير على رؤوس ألسنتهم كما يقال.

              لدى المسلمين اليوم مشكلة عويصة جدا. الكل ملتحٍ على السنة والحجاب حسب الأصول، ولكن معاملتهم مع بعضهم بعض معاملة عجيبة، لا تكاد ترى للإسلام فيها أثرا.

              ثمة من يتساءل هل العيب فيهم أو في الإسلام الذي يدّعون الانتماء إليه أو في فهمهم له؟

              أنا أعتقد أن المشكلة تتلخص في 1. فهم المسلمين للإسلام وفي 2. عجزهم التام عن التعامل مع التنوع المذهبي والفكري في الإسلام بطريقة معقولة. هذان ثلاثة أرباع المشكلة، وربعها الباقي موزع على عوامل كثيرة، منها المؤامرة الخارجية!

              تحياتي العطرة.
              عبدالرحمن السليمان
              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              www.atinternational.org

              تعليق

              • زحل بن شمسين
                محظور
                • 07-05-2009
                • 2139

                #8
                الدكتور قال الحقيقة....
                وانا اضيف سؤال مهم جدا .......... ما هي اركان الدين الاسلامي ...؟؟؟
                حتى نرى هؤلاء المسلمين ،،، هل يعملون بها ؟؟؟....
                حتى المنظرين منهم من الشيوخ وغيرهم الحركات المقاتلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                البابلي يقرؤكم السلام

                تعليق

                • mmogy
                  كاتب
                  • 16-05-2007
                  • 11282

                  #9
                  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أستاذنا العزيز محمد شعبان الموجي.
                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذنا وشيخنا الجليل حسين ليشوري

                  عاش من قرأ لك يا أخي، ذكرتني بالأيام الجميلة حيث كنا نتناقش في مثل هذه المواضيع المثيرة الجملية المتشعبة.
                  نحن في حاجة ماسة لفتح النقاش في مشاكل الأمة ومشاغلها الكبرى وألا نكتفي بالأحاديث الهامشية الصغيرة الناتجة أساسا عن الخلل الكبير في التفكير في القضايا المصيرية .

                  عشت وبوركت وأحسنت أستاذنا .. فنحن في أمس الحاجة إلى ترشيد الأسلوب الدعائي الدعوي والتصدي للأسلوب الدعائي العدائي والكيدي .. والعودة إلى المنهجية والبحث العلمي والموضوعي النزيه لوضع كل لبنة من لبنات الدين في موضعها الصحيح دون تضخيم أو تهوين لتؤدي عملها المنوط بها ضمن المنظومة القرآنية العظيمة بعد أن تم تغييب الكثير من حقائق الدين واختفت المقاصد القرآنية الأساسية التي أرسل الله من أجلها الرسل والأنبياء على النحو الذي سيتضح معنا شيئا فشيئا إن شاء الله .

                  ثم أما بعد، قضية "الفوضى الدينية" العارمة من جروح الأمة الدامية النازفة وقد فتحت أنا شخصيا متصفحا للحديث في "ما بعد الرداءة" التي تتخبط فيها الأمة منذ قرون كثيرة على أكثر التقدير أو منذ 100 سنة على أقله لمناقشة مثل هذه الجروح المؤلمة.
                  "الفوضى الدينية" هي أحد مظاهر الرداءة التي أتحدث عنها فهو تخصيص لموضوع عام أكبر وأخطر وأعقد.

                  الأمة ضربت في مقتل وهو "تضئيل" الوازع الديني عند المسلم حاكما كان أم محكوما ، عالما أم جاهلا ، مثقفا أم أميا ، واعظا أم موعوظا ، وذلك "التضئيل" إنما حدث بواسطة تلك العملية الخبيثة طويلة النَّفس من التجهيل الممنهج والتضليل المبرمج، هذا ونحن نتحدث عن المآمرة والتآمر على الأمة من أعدائها منذ القرن الأول الهجري ، وإن شئت منذ مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، "الباب الذي كسر" كما في الأثر:"أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: أيُّكم يحفظُ قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الفتنةِ؟ فقال حذيفةُ: أنا أحفظُ كما قال، قال: هاتِ، إنكَ لجريءٌ ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (فتنةُ الرجلِ في أهلِهِ ومالِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصلاةُ والصدقةُ، والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ)؛ قال: ليست هذهِ، ولكن التي تموجُ كموجِ البحرِ، قال: يا أميرَ المؤمنينَ، لابأسَ عليكَ منها، إنَّ بينكَ وبينها بابًا مغلقًا، قال : يُفْتَحُ البابُ أو يُكْسَرُ؟ قال: لا، بل يُكْسَرُ، قال: ذاك أَحْرَى أن لا يُغْلَقَ، قلنا: عَلِمَ البابَ؟ قال: نعم، كما أنَّ دون غدٍ الليلةَ، إني حدَّثتُهُ حديثًا ليس بالأغاليظِ، فهَبْنَا أن نسألَهُ، وأمرنا مسروقًا فسألَهُ فقال: من البابُ؟ قال: عمرُ."(صحيح الإمام البخاري).

                  أما عن الفتنة الداخلية فتكمن في تهاون المسلم ذاته في دينه فصار لعبة في يد الشيطان يتلاعب بها كيف يشاء ومن ثمة سهل تضليله من طرف أعدائه من البشر .
                  رغم أن هناك من ينكر أو يتنكر لنظرية المؤامرة إلا أن المؤامرة اليوم أصبحت معلنة لاتحتاج إلى استنتاج أو تنجيم أو رجم بالغيب .. ولاسبيل أمامنا إلا بالتمسك الحقيقي بالقرآن الكريم ومن خلال القراءة المنهجية لآياته ..

                  هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
                  في انتظار حضرتك دوما لإثراء الحوار والانتصار للحق .
                  إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                  يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                  عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                  وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                  وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                  تعليق

                  • mmogy
                    كاتب
                    • 16-05-2007
                    • 11282

                    #10
                    تحيّة وسلاما
                    مرحبا بك أستاذنا القدير حاتم سعيد
                    أستاذنا العزيز محمد شعبان الموجي
                    لا شك أن هذه المقالة تحتاج إلى أكثر من تفصيل ولكنني ألاحظ أنك وضعت يدك على أهم نقطة في العلاج الذي يبدو أنّه يحتاج إلى علماء خبراء نزيهين وفي الحقيقة أعتقد أنه يجب أن يكونوا (ربانيين ).
                    قلت وجب أن يكون هؤلاء العلماء ( ربانيين ) ليخرجوا الغث والمتهافت ( الكثير ) من ملايين الأحاديث التي كتبت في الواقع لأجل أن ينتصر مذهب على آخر ويسود حكم على حكم وينعم جماعة بالتقديس على حساب جماعات أخرى ...
                    العلماء الربانيون هم منح وعطايا ربانية للعلماء المخلصين وهم درجات .. لايمكن صناعتهم ولا استصدار قرارات جمهورية بخلقهم ولا إيجادهم ولا تحديدهم .. ولكن علينا ألا نجعل ذلك متكئا ومبررا لتأجيل البحث ومحاولة الوصول للحقيقة فلدينا كتاب الله أو الثقل الأكبر .. هو الأساس في ذلك .. وهو العاصم من الزلل والوصول إلى العلماء الربانيين إنما هو نتيجة للتمسك بالكتاب وتدبر آياته والتزام مقاصده التي سنوضحها فيما بعد إن شاء الله مع أنها واضحة لكل متدبر مخلص .. ولكن من باب فذكر إنما أنت مذكر .


                    علينا أن ندرك أن سياسة الشر بنيت على مراحل ..
                    1- أولا..الوقوف ضد صاحب الرسالة ..
                    2- مقارعته بالقول .. بالحرب ..
                    3- عند الهزيمة..يلجؤون للنفاق.
                    4- يدسون السمّ المحلّى بالعسل في كل المواقف..
                    5- ينتظرون الفرصة لإحداث الصدع في المتبعين.
                    6- التقرب من أصحاب الكراسي (السلطة).
                    7- تدوين الآثار الزائفة وسط الآثار الصحيحة.
                    8- تأويل النصوص ..
                    وغير ذلك من المراحل ...
                    أحسنت أستاذنا الغالي فهذه بالفعل هي أعمدة البحث العلمي في الأدلة الشرعية .. ولكن لنتفق أولا على ضرورة التزام الأسلوب المنهجي والموضوعي بعيدا عن غوغائية الأساليب الدعائية الكيدية التي تعتقد بأن الغاية تبرر الوسيلة .. انتصر على خصمك ولو بالكذب والافتراء .

                    برأيك هل تجد أتباع مذهب ما على استعداد بقبول اجتهادات مذهب آخر في نقطة حسم فيها المذهب الأوّل ؟
                    عندما نتحدث عن الخطأ أو الزلة والاشكال في أمور دينيّة نحن بالتأكيد نتحدث عن وجود شبهة تحريف فمن هو الحكم والفيصل ؟
                    نحن نتحدث عن البحث العلمي وهذا مهم ولكن هل نحن مستعدّون لقبول نتائج تلك البحوث .. لا أعلم ..
                    ساحة البحث العلمي والموضوعي والمنهجي ليست ساحة قتال أو حلبة مصارعة أو ملاكمة لابد معها من الضربة القاضية أو تلامس الأكتاف ورفع الراية البيضاء .. بل هي تلاقح أفكار ومحاولة فهم الآخر بإخلاص ضمن عناصر ثلاثة : سلامة الصدر من الغل والحقد والحسد / وإحسان الظن وحمل الأقوال والآراء على أحسن وجه ممكن / أو كف الأذى عند استحالة العنصرين الأول والثاني ..
                    فالاجتهاد لاينقض الاجتهاد .. بشرط أن يكون معتبرا أي مبني على أدلة وليس اقتراءات .. نقبل به ولا يلزمنا إلا ما نقتنع به أنه الأقرب للصواب والأكثر اتساقا مع مقاصد القرآن الكريم التي لايختلف عليها أحد من المسلمين .. والله الهادي وتقبل تحياتي
                    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                    تعليق

                    • mmogy
                      كاتب
                      • 16-05-2007
                      • 11282

                      #11
                      دي وقفة وكلام كثير هنا .. سأعود إن شاء الله ، مرور تثمين للمتصفح ، وأتمنى أن يتعهده العميد بمتابعته ، يا أستاذنا أنت لا تحضر كثيراً إلي الملتقى، فلا تعاتبنا إن لم تجدنا يوماً !
                      "هذه الملحوظة جانبية"
                      مرحبا بك أستاذنا الغالي زياد الشكري وشكرا على المرور الكريم وفي انتظار الرد الموضوعي كما عودتنا
                      .. كما أشكرك على تنبيهي على التقصير الذي أقر به ..
                      وأسأل الله العون على المتابعة والحضور بين يدي تلك النخبة الرائعة من كتاب ومفكري ومبدعي الملتقى الكرام
                      تحياتي لحضرتك
                      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                      تعليق

                      • mmogy
                        كاتب
                        • 16-05-2007
                        • 11282

                        #12
                        الأستاذ القدير/ عمار عموري
                        مرحبا بحضرتك
                        من اللافت للانتباه أن القوة الصليبية والصهيونية لم تعد تكيل ضرباتها مباشرة للإسلام والمسلمين بل أصبحت تضرب المسلمين بعضهم ببعض على أرض المعركة من خلال الحروب المفتعلة بينهم من نيجيريا إلى إندنوسيا ، وأيضا بالأسلوب الدعائي والتحريضي لهذا المذهب الإسلامي أو ذاك ، عبر الكثير من القنوات التلفزيونية الفضائية .
                        موضوع ساخن يستحق الإثراء والمتابعة .
                        أحسنت أستاذنا القدير .. نعم نحن أمام مشهد عبثي نقتل فيه أنفسنا ونخرب بيوتنا وعواصمنا ومدننا وحضارتنا وثرواتنا ومستقبلنا بأيدينا وأيدي أعدائنا .. ولكن لاسبيل إلى الوحدة وإلى إعادة اللحمة العربية والإسلامية إلا بالعودة إلى كتاب الله عودة حقيقية منهجية نحيي بها أنفسنا ونقدم للعالم من خلالها رسالة الدين الذي ارتضاه الله لعباده من لدن آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة .. وإذا كنا لانستطيع أن نلحق بركب الحضارة المادية والعلمية .. فلا شك أن لدينا رسالة أخلاقية وروحية جليلة وكتاب لامثيل له على وجه الأرض يرسم للانسان مقومات الخلافة الإلهية التي خلق الله من أجلها الإنسان .. ويجيب على الأسئلة الأساسية التي تحدد العلاقة بين الله والانسان والكون والصراط المستقيم والذي لاحياة للإنسانية بدونه والمصير وهي التي حيرت الفلاسفة والمفكرين وجعلت البشرية كلها تتخبط في متاهات الضلال والاستغلال ومحاولة السيطرة بالقوة على ثروات الأرض وعلى مستقبل العباد ولو على حساب المستضعفين .. ولأننا تركنا النظرة المنهجية واعتمدنا الأسلوب الدعائي واختزلنا الدين في فروع الفروع وأقمنا حولها الحروب والصراعات .. فتحول الدين من منقذ للبشر وهادي إلى الرشاد إلى مشكلة المشاكل حتى صار التخلص منه هدفا في حد ذاته بدعوى انقاذ العالم من الخراب والدمار .
                        تحياتي لحضورك الكريم
                        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                        تعليق

                        • محمد مزكتلي
                          عضو الملتقى
                          • 04-11-2010
                          • 1618

                          #13
                          كتبَ محمد مزكتلي:

                          السلام عليكم ورحمة الله.

                          الشكر للأستاذ الموجي على طرح موضوع يهتم بخلاص الإنسان في الدنيا والآخرة.
                          قرأت الموضوع بعناية وكل مُداخلات الزملاء الكرام.
                          ووجدت كل شيء هنا يناقش ويحلل ويستنتج بعيداً عن الأصل والجوهر.
                          أسأل هنا سؤالاً من السهل الإجابة عليه.
                          تصوروا لو أن جماعة من الناس يحتكمون إلى كتاب واحد
                          لكنهم يختلفون على تفسير نصوص هذا الكتاب
                          هل يمكن لهؤلاء أن يتفِقوا!؟.
                          الفوضى الدينية العارمة سببها الأول والوحيد هو
                          الخلاف والفوضى في تفسير كتاب الله المجيد
                          ولا علاقة للصهيونية والإمبريالية والماسونية والرجعية
                          وما سوى ذلك من المشاجب التي دقها المسلم العربي على جدار فشلة.
                          فقط هي تستغل الوضع لأنها تجد الباب مفتوحاً لها على مصراعيه.
                          ولم نسمع يوماً بأن الصهيونية استهدفت المؤتمر العام للمسلمين
                          أو قام أحد الماسونيين باغتيال أحد من عُلماء المسلمين
                          وهذا ما يفعله المسلمون بينهم.
                          بل على العكس إنهم يدعمون هذا ويدعمون ذاك.
                          فأي خير يمكن أن يأتيهم أكثر من ما يقدمه لهم خلاف المسلمين على كتابهم الواحد.

                          ولا علاقة لوهْن الدين أو تراخيه بما يحدث اليوم.
                          بَل نحن نجد أنَّ أشدَّ الجماعات تمسكاً بالدين
                          هم ما نُسميهم بالجماعات المتطرفة
                          وكل واحدة تعتقد اعتقاداً جازماً لاشكَّ فيه بأنها على الصراط المستقيم.
                          والأمثلة كثيرة أمامنا اليوم لا داعي لذكرها.
                          والملتحي والمنقبة هما أيضاً من ضحايا هذا الفكر الفاسد.
                          إنهما يعتقدان بقلب سليم أنهما على الدين ...لكن أي دين

                          القرآن حمّال أوجه...هذه هي العبارة التي جرَّت الكوارث على هذه الأمة.
                          عبارة تنزع عن القرآن صِفات الفصاحة والبلاغة والبيان.
                          وعلى الفصيح البليغ البشري أن يفسر ويبين ما عجز النص القرآني عن فعله.
                          وتعالى الله عن ما يصفون.
                          إنَّ خَلاص هذه الأمة في الدنيا والآخرة
                          هو في تمسكهم بمنطوق النص القرآني والتقيد به.
                          الله أعظم كاتب وأفصحهم وأبلغهم.
                          وما يريده من عباده أوصله لهم بأيسر السبل.
                          فقط على العبد المؤمن المخْلِص أن يقرأ القرآن بعقله وقلبه والله سيفتح عليه
                          ولن يجد فيه ما لا يُفهَم.
                          أخيراً أقول:
                          القرآن هو معجزة الرسول الباقية وركيزة الإسلام
                          ومن خلاله نثبت لغير المسلمين صدْق سيدنا محمد، وثبوت رسالته.
                          ومن خلاله نثبت للملحِدين وجود الله الخالق, وصحة رسالة الإسلام.
                          من هنا كان لابد من الاهتمام بهذا الكتاب وتعظيمه.
                          وتنزيهه عن كل فكرٍ بَشري.
                          وليس في إضعاف الثقة فيه, وتقديم الظنّيات عليه.
                          كما فعل أهل التفسير ويفعلون!!؟
                          القرآن , كتاب شامل كامل, جامع مانع.
                          سهل العبارة، بيّنَ الشّارة.
                          بسيط في التراتيب, مفحم في التراكيب.
                          واضح في المَعاني, وموجز في المَباني.
                          منهجه مملوح, وأهدافه تامة الوضوح.
                          حلاله مشروح, وحرامه مَفضوح.


                          السلام عليكم ورحمة الله.
                          أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
                          لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

                          تعليق

                          • نورالدين لعوطار
                            أديب وكاتب
                            • 06-04-2016
                            • 712

                            #14
                            السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

                            جميلة هذه المناقشة، خطوطها العريضة لحد الآن.

                            ـ الإقرار بوجود فوضى "دينية"
                            ـ تشتت سياسي.
                            ـ المؤامرة بين الماضي والحاضر.
                            ـ موقع الدين من هذا.
                            ـ الأمّة تعيش حربا أهلية.
                            ـ كيف السبيل إلى الخروج من المحنة


                            الأسباب:
                            ـ الانهيار الأخلاقي
                            ـ المؤامرة الصليبية والصهونية
                            ـ التناحر والدعاية المذهبية

                            الحلول:
                            ـ الصلاة
                            ـ الربانيون " إصلاح عقدي
                            ـ العودة إلى الكتاب والسنة

                            أهلا بالجميع، مداخلتي في الموضوع:

                            تعرضت المنطقة الإسلامية والعربية لغزو الأوربيين وطرح السؤال ذاته في القرن التاسع عشر مع الأفغاني وتلميذه محمد عبده، في الوقت ذاته كانت هناك حركة إصلاحية أخرى تزعمها محمد بن عبد الوهاب في الحجاز. قامت الحركتين على الرجوع إلى الأصول والإصلاح الديني، ولعلهما نجحتا إلى حدّ بعيد وجاء الاستقلال. و استمرت الحركتان الإصلاحيتان سواء في شخص الإخوان المسلمين أوالحركة السلفية، ونجحت السلفية الشيعية في الوصول إلى الحكم، نجح الأفغان في تحرير بلادهم من روسيا و أسسوا إمارة إسلامية، و وصل الإسلاميون في السودان إلى الحكم و وصلوا إليه في تركيا و يتراءسون الحكومة في المغرب و في وقت من الأوقات في الأردن وفي مصر وكادت الجزائر تتحول إلى دولة إسلامية صرفة، هناك مد تديني إسلامي ربما ما شهدت الأمة مثيله ففي مداشر القرى النائية الكل يصلي واضعا اليمنى على اليسرى و تحجبت النساء بالجملة وظهر الزي الأفغاني كموضة، و أطلقت اللحى و صبغت بالحناء و سيطر الطلبة الإسلاميون على الجامعات والأجراء على النقابات، ويرفع الأذان في البيوت فجرا، ولا تحضر مجلسا دون أن تجد فيه شابا واعظا ينشر السنة ويفقه الأمة في الدين، وفي المساجد تم التخلص من الجيل القديم من الأئمّة الذين كانوا يقيمون الصلوات ويحفظون القرآن الكريم، و جيء بالخطباء البلغاء والفصحاء و الذين ينشرون الفكر الديني حتى أضحى الناس جلهم لا يفقهون غير الدّين، أساتذة المدارس ثقافتهم ليس فيها إلا سبحان الله و الحمد لله و لله في خلقه شؤون.
                            رغم هذه المظاهر الحية لا يزال هناك من يقول إننا لم نصل بعد إلى الدين.
                            تصوروا ما الذي انتشر، أناس يؤمنون بأن الرقية تغني عن التطبيب، وأن العشبة الفلانية خير من دواء الصيدلية، وأن الأستاذ فلان يرقي بشكل أفضل، و أن مرضك ناجم عن العين والحسد وقس على ذلك، وانتشرت أوهام الإعجاز العلمي حتى أضحت حقائق دامغة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .
                            لماذا لم تسقط الأمطار ، كثر الفجور
                            الفنان فلان مات في حادثة سير والعياذ بالله
                            المفكر فلان مات بالسرطان والعياذ بالله
                            الأحزاب الغير إسلامية كلهم مفسدون، وقع صراع بين حزبين أو مناصري حزبين، ضرب الله الظالمين بالظالمين......
                            أنت تفكر بشكل مختلف تمولك الماسونية و الصهيونية.
                            الفتى النبيه الملتحي يفرض نظاما صارما على ابيه وأمّه و يعنفهما لفظيا ويصفهما بالمتحجرين الجاهلين، يمنع عن أخواته مشاهدة التلفاز، انتشرت أمراض تواصلية عجيبة وغريبة.
                            فإلى أين نتجه؟
                            ومع ذلك تسمع من لا يزال يردّد هذا ليس كافيا، يجب فعل كذا وكذا.
                            كانت فترة الاستعمار فترة تحديث بنى الدولة التقليدية و إعادة تاسيس الجامعات لتدرس فيها العلوم الحديثة وقبل ذلك كانت مغيبة عن ما وصلت إليه الإنسانية، و بقيت تجتر الثرات العلمي الإسلامي الذي تجاوزه التاريخ، ويحاول البعض اليوم استرجاعه و جعله الحقيقة "مركزية الأرض، عدم وصول الإنسان إلى القمر ...... وقس على ذلك.
                            لماذا نجحت الصين والهند في البناء وفشلت الأمة الإسلامية؟
                            الأولى نجحت بفكر إلحادي صرف
                            الثانية بالوثنية
                            هذه حقائق وليست مجرّد توهمات، لماذا نجحت البرازيل في مدة خمسين سنة.
                            لماذا نجحت أمريكا في السيطرة على العالم بعد الحروب الأوربية.
                            لماذا كان اليهود مضطهدين في أوروبا قبل التنوير؟
                            لماذا عادت أوربا إلى الواجهة بعد الدمار وقد ضرب الله الظالمين بالظالمين.
                            لماذا عدنا نحن بعد أن نصرنا الله عليهم ونلنا الاستقلال واخترنا أن نعود إلى الحضيض.
                            هل مصيبتنا في ديننا، أم أن مصيبتنا في جهلنا وتفضيلنا للجهل على سلوك طريق المستقبل؟

                            هناك الكثير من التساؤلات اليوم؟ وهذا مبشر جدّا، ما المشكل؟ وما الحل؟
                            في ظل هذين السؤالين سيتمخض الجواب الصافي
                            ـ هناك من يقول المشكل فساد العقيدة و العبادات، فهو يرى مظاهر التدين هي الحل.
                            هناك من يقول الأخلاق هي المشكل؟ فهو يرى فساد النظام الاجتماعي وقس عليه النظام السياسي فوجب التاسيس لمنظومة اجتماعية تستجيب لمتطلبات العصر الجديد و التحديات الحالية وهذا فيه مساس ببعض مرتكزات أصول الفقه، وفيه بعض مساس بالمفاهيم المؤطرة للإرث الإسلامي برمته.
                            هناك من يرى أن المشكل في الثرات بمعنى المرويات.
                            وهذا يحتاج إلى غربلة و تصفية جديدة للمرويات و إعادة تاسيس القاعدة.
                            وكل هذه التيارات إصلاحية
                            وهناك تيار القطيعة المعرفية الذي يرى أنه حان وقت الفصل بين ماهو عقدني ديني شخصي و ماهو مشترك إنساني تربوي تعليمي وسياسي.
                            هذا من الناحية الفكرية
                            أما من الناحية السياسية فهناك تيار إسلامي له قاهدة شعبية عريضة منظمة
                            و تيار لبرالي مرتبط بقطاع الأعمال و بعض المنظمات الحقوقية و قلة من التيار اليساري و بقية باقية من التيار التقليدي.

                            التيار السياسي الديني متشعب تشعب كل مسألة فيها رأيان وثلاثة وأربعة و يستدل به الكثيرون في كون الإجماع مجرد شيء متخيل في تاريخ الحضارة الإسلامية بل التعدد هو الصفة القريبة إلى الواقع.
                            ما يهم الآن ما السبيل إلى جمع شتات الأمة للاتفاق على أرضية مشتركة بين الإسلاميين أنفسهم وبعد ذلك بين الإسلاميين و الفئات السياسية الأخرى والفئة المثقفة " المفكرون" و الحقوقيون.
                            أيا كان الحل فالإقصاء يولد العنف و العنف طريق لن يسلم من تبعاته أحد.
                            هنا سأمر إلى المؤامرة، من يعتقد اعتقادا جازما أن كل شغل الغربيين هو المجتمع الاسلامي المتهالك فهو غائب تماما عن العالم وعن السياسة، هل توجد مؤامرة، المؤامرة هي كل العمليات التي يقوم بها شخص أو أقلية أو شعب أو دولة أو مجوعة اقتصادية او سياسية للحفاظ على تفوقها أو سوقها او نفوذها أو بها تسعى إلى تقليص خسائرها.
                            فالمؤامرة هي من صلب العمل السياسي وانتهى الكلام
                            لا توجد سياسة بلا تآمر، ولا يوجد اقتصاد بلا تآمر، فهنا المصلحة تؤدي مباشرة إلى التآمر. ومنذ فجر الدول هناك جهاز استخبارات ومجندين وعيون وغيرها، فالتآمر جزء من العمل السياسي حتى بين الغربيين أنفسهم وبين ثقافتين وبين عرقين وهكذا.....
                            الآن المآمرة واقع كما التفرقة واقع كما التضخم التديني واقع كما التخلف المفرط واقع كما الانهيار الأخلاقي واقع كما التعدد العرقي والتعدد الفكري واقع. فما السبيل لحفظ ماء الوجه و عدم الاكتفاء بالعيش في الأحلام.
                            أسئلة كثيرة ؟
                            فهل من فكرة أو خطة لاستكشاف أفاق الوحدة؟

                            تعليق

                            • mmogy
                              كاتب
                              • 16-05-2007
                              • 11282

                              #15
                              أستاذنا الكريمة ناريمان الشريف
                              مداخلة حضرتك تدخل في إطار الأسلوب الدعائي الدعوي الذي يهدف إلى إثارة الحماسة وإيقاظ النفوس المغيبة وحث المسلمين على النهوض مرة أخرى والأخذ بأسباب الانتصار .. كل هذا جميل ومطلوب ولكن من الخطأ أن يتحول إلى نظارة ننظر بها إلى كل أجزاء الدين .. فالدين أوسع كثيرا من فريضة الجهاد ومنظومة الجهاد في القرآن الكريم أوسع كثيرا من الجهاد المسلح .. والجهاد المسلح ليس مطلقا بل مقيدا بأسباب وشروط وموانع وضوابط .. كما يجب أن يكون منطلقا من الإيمان الصادق والحقيقي لله عزوجل فقد يكون جهادا لغير الله .. فأساس الجهاد في القرآن هو الدعوة وتبليغ الرسالة إلى البشر حتى يتحقق مفهوم الخلافة التي أرادها الله من خلق البشر .. إذن لابد من وضع الأمور في نصابها ولن يتأتى ذلك إلا بمعرفة الخريطة الذهنية للقرآن الكريم ومعرفة المقاصد الأساسية كما سنوضحها لاحقا إن شاء الله تعالى وبغير ذلك فلن نؤدي رسالتنا الأساسية كما أرادها الله عزوجل .
                              تحياتي لك

                              المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                              أخي الكريم محمد
                              بعد السلام عليك ..
                              قرأت حتى ارتويت يأساً .. وشعرت بذلك الذي يجلس في معمله يحضر ويدرس ويجهز لبحث كبير
                              والجرذان في الخارج تعبث وتنسخ وتلصق ولا تقرأ .. ولا تفهم حتى
                              يحفظون جملة من هنا وأخرى من هناك ويتشبثون بمذهب أو ملة من غير وعي
                              ثم يصارعون الخلق أملا ببغية دنيوية بحتة ..
                              وواضح أن المخطط الصهيوني يسير بخطى واثقة طالما وجد أنصاراً كثر من النفوس الضعيفة
                              مستعيناً بوسائل الاعلام التي تبث السموم من خلال برامجها المدروسة
                              وها هو الشاهد ما يحصل في دولنا العربية التي أصبحت مقطعة الأوصال تذروها رياح الحروب بين الفصائل العربية
                              والتي أعدّ لها المطبخ الصهيوني .. فما يطبخونه لنا بالأمس .. يكون على موائدنا اليوم
                              أخي الكريم ... عرضت مشكلة من أعوص مشاكلنا
                              والبعد عن الدين الاسلامي الحقيقي هو السبب
                              وأقول الحقيقي لأن الدين هذه الأيام أصبح ( دين ظاهر ) و( دين باطن )
                              فبعض المسلمين هذه الأيام دخلوا الاسلام لكن الاسلام لم يدخل فيهم
                              وأرى أن ما طرحته مشلكة .. والحل يكمن في عبارة واحدة ( لنصلح أنفسنا )
                              وهذه القصة تؤكد ذلك
                              (
                              ( في ليلة معركه حطين التي استعاد فيها المسلمون بيت المقدس وهُزم الصليبيون، كان القائد صلاح الدين الأيوبي يتفقد الخيام للجنود فيسمع هذه الخيمة قيام أهلها يصلون، وهذه أهلها يذكرون، وتلك الخيمة يقرؤون القرآن، حتى مر بخيمة كان أهلها نائمين..
                              فقال لمن معه : مِن هذه الخيمة سنؤتى !!)) أي من هذه الخيمة ستأتينا الهزيمة
                              اللهم أصلح أحوالنا واهد ولاة أمورنا ففي صلاحهم صلاح الأمة
                              بوركت .. والله يرضى عنك

                              تحية ... ناريمان
                              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X